لهذا الشهر الكريم طقوسه حتى لو حاول البعض باختلاف توجهاتهم أن يغيروا منها، باعتبار أنها تؤثر سلباً -من وجهة نظرهم- على صحة الصائم، وتكون مضيعة لوقته، وهدراً لماله، إلا أن تلك الطقوس ثابتة لا تتغير حتى بتغير الأجيال، بل أنها تكتسب قوة أكثر فأكثر، حتى لو اختلفت الصور والأشكال والمسمَّيات، كأن يطلق على اللقيمات (غولدن بولز) أو الكريم كراميل البيتي أو كما يسمونها أمهاتنا (رضا الوالدين) بـ(كريم بورليه) حتى مع تغيير موقع السكر المكرّمل من قاع الوصفة إلى أعلاها، تظل كما هي حلا الكريمة المصنوعة من الحليب والبيض، الفارق الوحيد أن التي صنعت الأولى هي ست الحبايب والثانية ابنتي دانة الحبيبة.

نعود لطقوس رمضان التي تبدأ من صلاة الفجر و سباقات البحث عن مصادر المياه القريبة لشرب جرعات من الماء قبل أن يرفع المؤذن صوته معلناً وقت الصوم للطعام والشراب والجوارح، والأخيرة قد تكون غير مُلزمة عند البعض بحكم العادة أجارنا الله وإياكم، إنما الحدث في مجمله يصنّف من ضمن المحافل التي يتم سرد طرائفها في اجتماعات الأهل والأصدقاء من ليلة العيد، والسؤال المحيّر هو : ما الذي يجعلنا ننتظر إلى اللحظات الأخيرة حتى نشرب تلك الجرعات؟ وكأن تلك اللحظة هي التي ستضمن لنا عدم الشعور بالعطش لبقية اليوم؟

ما علينا تبقى ذكريات جميلة محفورة في الذاكرة، يسود بعدها الهدوء على أرجاء المنازل بعد أداء الصلاة وإن كانت بعض العناصر تبقى مستيقظة لساعات الصباح الأولى، إلا أن نظام الدراسة الرمضاني يحول دون ذلك في أغلب الأحيان، ثم يعود النشاط للمنازل في ساعات الظهيرة وتحديداً بين جنبات المطبخ في عمل دؤوب يستمر إلى وقت صعود المؤذن مرة أخرى ليعلن وقت الإفطار بحلول آذان المغرب.

ومثلما حدث قبيل الفجر، يحدث قبيل المغرب إنما بصورة معكوسة، حيث تتحول ساحة المطبخ إلى سباق الجري وقفز الحواجز، مع وجود كائن صغير يجول بين المتسابقين وهو يحمل في يده طبقاً وضعت فيه حبات التمر ليكسب أجر الصائمين و”يبل ريقهم” كما علمه كبار العائلة ومعلموه في المدرسة، فتجده لحوحاً في إطعامك تلك التمرات حتى لو أضطر إلى دفعها داخل فمك بالقوة الجبرية، فلن يسمح لك أن تضيع عليه أجر إفطار صائم بسهولة، وكما يحدث لكل أمور حياتنا ما بين فوران وغليان ثم هدوء نسبي ثم رياح خفيفة ثم نسيم عليل “كأجواء جدة في هذه الأيام”، يحدث أيضاً في يومنا الرمضاني حيث تتجمع الأسرة بعد آداء صلاة المغرب لمشاهدة أحداث مختلفة على التلفاز، كانت تبدأ في القديم ببرنامج على مائدة الإفطار، حيث يشجينا صوت الشيخ علي الطنطاوي وهو يترنم بمواعظ وحكم لا زلنا نردّدها على مسامع أبنائنا ،ويليه المؤرخ محمد حسين زيدان مصوراً لنا عبق التاريخ وأحداث الماضي، ليعمّ بعدها جو المرح مع فوازير مشقاص وجغرافية ورحلتهم حول العالم.

تغيرت الصورة وأصبحت افتتاحية تلك الجلسة الحميمة مسلسلات تم تجميع حواراتها في عجالة، لا يُعرف تصنيفها هل هي كوميدية أم تراجدية أم ماذا؟ وقبل أن نتأهب للذهاب إلى صلاة التراويح لا يصفو الأمر من تعكير المزاج بسخافات لبرامج لم يوضع لها هدف سوى التركيز على المشاهير ووضعهم في صورة استخفافية بحجة المزاح، مزاح لا يمت للأخلاق ولا القيم بحال من الأحوال، إلا أننا وفي وسط هذا الزخم، نشكر التلفزيون السعودي الذي أهدانا قبل سنوات مضت قناة الذكريات حتى يرى أبناؤنا أن هناك برامجاً يمكن أن تجتمع عليها العائلة ويستمتعون في مشاهدتها، بل ونتزود منها بالمعرفة والثقافة دون إسفاف أو استهزاء بالضيوف لجلب النكتة.
أعيدوا لنا ذكرياتنا الرمضانية ليستمتع بها أبناؤنا، وسنقبل أن نغير اسم اللقيمات بمسمى غولدن بولز مادامت كلاهما توضع عليها الشيرة وتأكل مقرمشة.

eman_bajunaid@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

نيللي كريم تهنئ جمهورها بحلول شهر رمضان الكريم

حرصت الفنانة نيللي كريم ، على تقديم التهاني بمناسبة حلول شهر رمضان الفضيل.

ونشرت صورة لها على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الإجتماعي إنستجرام وعلقت عليها: “رمضان كريم ”.

مسلسل إخواتى للفنانة نيللى كريم 

وتدور أحداث المسلسل والذى  عن اعتقاد نجمات المسلسل، الشقيقات نيللي كريم "سها"، وروبي "أحلام"، وكندة علوش "ناهد"، وجيهان الشماشرجي "نجلاء" في تأثير الأحلام والأعمال السحرية على حياتهن، ما يتسبب في فشل أي علاقة عاطفية يدخلنها.

واستعرض البرومو العديد من المفارقات التي يتعرض لها أبطال العمل والفنانون المشاركون فيه.

أبطال مسلسل اخواتي 

يشار إلى أن مسلسل "إخواتي" من بطولة نيللي كريم وروبي وكندة علوش وحاتم صلاح وجيهان الشماشرجي وعلي صبحي، ومن إخراج محمد شاكر خضير وتأليف مهاب طارق، ويتكون من 15 حلقة.

نيللى كريم فى مسلسل فراولة

وشاركت الفنانة نيللي كريم فى ماراثون رمضان الماضي بمسلسل فراولة والذى حقق نجاحا كبيرا.

وتدور أحداث المسلسل حول فتاة ابنة حارس عقار بمنطقة الزمالك تلعب دورها الفنانة نيللي كريم ثم تصبح مع مرور الوقت خبيرة في علم الطاقة وإنفلونسر، وتدخل مجال الغناء، وتمارس مهنة قراءة الفنجان للحصول على الأموال، وبالفعل تنجح في تحويل حياتها من الفقر إلى الثراء، من خلال عملها في المبيعات بإحدي الشركات العالمية.

وشارك في بطولة المسلسل كل من: نيللي كريم، أحمد فهيم، شيماء سيف، توني ماهر، حجاج عبد العظيم، صدقي صخر، دنيا سامي، والمسلسل من إخراج محمد علي.

مقالات مشابهة

  • كريم بنزيما : أرغب في العمل بجانب فلورنتينو بيريز بعد الاعتزال
  • كريم بنزيما يكشف عن خطته بعد اعتزال كرة القدم
  • أحمد موسى: السحور بالسيدة زينب حاجة تانية.. ورمضان في مصر مختلف
  • رمضان كريم
  • تنويه هام من حلويات الحاج محمود حبيبة وأولاده “الأصلية” : هذه فروعنا فقط في الأردن وليس لنا أي فروع أخرى .. ورمضان مبارك
  • محافظ القاهرة يكلف برفع الإشغالات من محيط المساجد التي يقام بها صلاة التراويح
  • الإيثار ورمضان: تجسيدُ العطاء والروح الطيبة
  • نيللي كريم تهنئ جمهورها بحلول شهر رمضان الكريم
  • كريم عبد العزيز يهنئ الجمهور بحلول شهر رمضان
  • مفتى الجمهورية: باب التوبة مفتوح أمام الجميع.. ورمضان فرصة