تعرف على ميزات الذكاء الاصطناعي في تحديث آي أو إس 18 القادم
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
ذكر تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة آبل في بداية فبراير/شباط الماضي، أن الشركة ستعلن عن تطورات كبيرة تخص الذكاء الاصطناعي قريبا خلال هذا العام.
تزامنت تصريحاته مع إطلاق الشركة لأكبر منتجاتها الجديدة منذ سنوات وهي نظارة الواقع المعزز “آبل فيجن برو”، المزودة فعلا ببعض ميزات الذكاء الاصطناعي، مثل إنتاج شخصيات افتراضية للمستخدم عبر نماذج الذكاء الاصطناعي.
لكن الأقرب للواقع أن تلك التصريحات تؤكد ما ذكره مارك غورمان، صحفي بلومبيرغ المتخصص في تغطية شؤون آبل، الذي زعم أن نظام التشغيل القادم “آي أو إس 18″، الخاص بهواتف آيفون، سيكون “أحد أكبر تحديثات النظام في تاريخ الشركة”، وهو التحديث الجديد الذي ستعلن عنه آبل خلال مؤتمرها السنوي للمطورين (WWDC) في يونيو/حزيران القادم.
هذا التصريح لم يكن من باب المبالغة، لأن المجتمع التقني ينتظر الإجابة عن سؤال مهم: متى ستبدأ آبل المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي أصبح مزدحما الآن، خاصة أنها تأخرت ولم تكن ضمن اللاعبين الكبار في هذا المضمار مثل مايكروسوفت وغوغل وميتا؟
مدخل لعالم الذكاء الاصطناعي كانت قد أعلنت آبل عن موعد مؤتمرها السنوي للمطورين منذ عدّة أيام، وحددت بدايته في العاشر من يونيو/حزيران القادم، وهو الموعد السنوي المعتاد للكشف عن تحديثات أنظمة التشغيل الخاصة بأجهزة الشركة، وأهمها بالطبع نظام تشغيل هواتف الآيفون “آي أو إس 18″، ونظام تشغيل الأجهزة اللوحية “آيباد أو إس 18”.
المختلف في تحديثات هذا العام أنها ستكون غالبا المدخل الرسمي للشركة لعالم الذكاء الاصطناعي التوليدي، بعد شهور من التوقعات والتسريبات والتقارير الصحفية. إستراتيجية الشركة المعتادة هي التأخر، أو التأني، في تبني أي تقنيات جديدة، إطلاق نظارة الواقع المختلط “فيجن برو” نفسه متأخر بنحو عقد من الزمن تقريبا منذ انتشار مثل هذه الأجهزة في الأسواق.
وهي الحال نفسها مع الميزات البرمجية التي تعلنها في أنظمة تشغيلها، فغالبا ما تعلن الشركة عن إضافة ميزات جديدة لأنظمة تشغيل هواتفها بعد سنوات من انتشار تلك الميزات في هواتف أندرويد المختلفة، لذا لا يبدو مستغربا دخولها المتأخر لمجال الذكاء الاصطناعي، وربما أكثر مدخل منطقي هو نظام تشغيلها الأشهر والأكثر انتشارا “آي أو إس”.
الملاحظ أن آبل لن تلجأ لنموذج ذكاء اصطناعي توليدي خاص بها، لكنها دخلت في محادثات مع غوغل وأوبن إيه آي للبحث في إمكانية استخدام نماذجهم “جيمناي” و”شات جي بي تي” على هواتف آيفون في نظام التشغيل الجديد “آي أو إس 18″، كما أشار تقرير حديث من بلومبيرغ.
لكن يبدو أن المفاوضات بين آبل وغوغل اقتربت من نهايتها حول هذا الاتفاق، لتضمين نموذج “جيمناي” داخل التحديث الجديد، لأن الصفقة قد تعتمد على التاريخ المميز والعلاقة الجيدة بين الشركتين في مجال البحث على الإنترنت، إذ إن غوغل تدفع لآبل مليارات الدولارات سنويا لتحتفظ الأخيرة بمحرك بحث غوغل كمحرك افتراضي في متصفحات سفاري على أجهزة آيفون وأجهزتها الأخرى.
مجموعة الميزات الجديدة التي تجهزها آبل، كجزء من الإصدار الجديد “آي أو إس 18” على أساس نماذجها الخاصة للذكاء الاصطناعي، ستركز على الخصائص التي تعمل على أجهزة الشركة مباشرة ولا تحتاج إلى خدمات الحوسبة السحابية، لذا تسعى الشركة لإيجاد شريك يتولى القيام بالمهام الكبيرة للذكاء الاصطناعي التوليدي مثل إنشاء الصور وكتابة النصوص بناء على أوامر بسيطة من المستخدم.
فما الذي نتوقع أن نراه تحديدا، من ميزات جديدة بالذكاء الاصطناعي، في نظام “آي أو إس 18″؟ نسخة مطورة من سيري! غالبا ما تضيف تحديثات نظام التشغيل “آي أو إس” مجموعة ميزات جديدة إلى “سيري”، مما يسمح للمساعد الرقمي لهواتف آيفون بالإجابة عن أسئلة أكثر بالاعتماد على معلوماته دون اللجوء إلى الإجابة التقليدية المعتادة “هذا ما وجدته على الإنترنت”. لكن تلك التحديثات كالعادة لم تكن كافية أو ملحوظة لتجعل من “سيري” مساعدا رقميا ذكيا فعلا يمكن للمستخدم الاعتماد عليه.
قد يتغير الأمر مع التحديث الجديد “آي أو إس 18″، الذي قد ينقل المساعد الرقمي للآيفون إلى مستوى متطور من التفاعل عبر الاستفادة من ميزات الذكاء الاصطناعي التوليدي. ما أشارت إليه التقارير أن هذا التحديث الجديد هو نسخة “سيري 2.0″، في البداية كانت الإشارة إلى أن المساعد الرقمي هو محاولة آبل لإطلاق روبوت المحادثة الجديد الخاص بها، ثم نفت التقارير اللاحقة هذا الأمر. وهذا ما أكدته محادثات آبل مع غوغل لاستخدام روبوت “جيمناي” ليدعم هواتف آيفون في المستقبل القريب كما ذكرنا.
الأمر المهم هنا أن النسخة المطورة من المساعد الرقمي “سيري” ستتمتع بقدرة أكبر على إجراء المحادثات مع المستخدم بجانب معالجة المهام المعقدة، وهذا ما أشارت إليه مجموعة من إعلانات الوظائف في مجال الذكاء الاصطناعي لدى الشركة، بجانب استثماراتها الضخمة حاليا في هذا المجال، وخاصة في إصدار الأوراق البحثية والمشاركة في إطلاق نماذج تجريبية للذكاء الاصطناعي.
مزيد من الذكاء الاصطناعي بالطبع، لن يتوقف الأمر عند المساعد الرقمي “سيري”، لأن آبل تخطط لدمج المزيد من ميزات الذكاء الاصطناعي في أنظمة التشغيل وفي تطبيقاتها الافتراضية المختلفة، إذ أدى النمو السريع والتأثير الهائل لروبوت المحادثة “شات جي بي تي”، بالإضافة إلى جهود أكبر منافسيها في مجال الذكاء الاصطناعي، إلى ترك انطباع بأن آبل متأخرة في هذا السباق التقني فعلا، لذا تسعى الشركة إلى اللحاق بهؤلاء المنافسين والإعلان عن بعض التطورات في مؤتمر المطورين القادم.
وفقا لتقرير مارك غورمان، في يناير/كانون الثاني الماضي، ستتضمن قائمة الميزات الجديدة من آبل إضافة أدوات التلخيص والإكمال التلقائي إلى تطبيقات آيفون الأساسية، مثل تطبيق “بيجز” (Pages) وتطبيق “كينوت” (Keynote).
كما ستتلقى تطبيقات مثل تطبيق الموسيقى مزايا الذكاء الاصطناعي، مثل إمكانية إنشاء قوائم تشغيل الأغاني تلقائيا.
بجانب أن ميزة البحث “سبوتلايت” (Spotlight) يجري تدريبها على نماذج لغوية كبيرة، وهي نماذج الذكاء الاصطناعي التي تعتمد عليها روبوتات المحادثة التي نستخدمها مثل روبوت “شات جي بي تي”.
ربما لا تتمثل إستراتيجية آبل للذكاء الاصطناعي بالضرورة في إضافة ميزات جديدة لتطبيقاتها الافتراضية فقط، بل قد تعلن عن متجر جديد لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مؤتمر المطورين (WWDC) لأول مرة، وهي محاولة أخرى في إستراتيجية الشركة لجني الأرباح من دخولها لهذا السباق.
وهو ما أشار إليه بن ريتزيس، رئيس قسم الأبحاث التكنولوجية في شركة ميلوس ريسيرش (Melius Research)، في حديثه مع شبكة “سي إن بي سي” مؤخرا، إذ يرى أن آبل ستضع حجر الأساس لمتجر تطبيقات جديد للذكاء الاصطناعي في يونيو/حزيران القادم.
سيتضمن ذلك فيما يبدو تفاصيل حول كيفية حصول المستخدم على تطبيقات الذكاء الاصطناعي من مختلف المطورين، وربما يكون هذا المتجر الجديد جزءا من متجر آبل الحالي للتطبيقات “آب ستور”.
يعتقد ريتزيس أن هذا المتجر يشبه إستراتيجية متجر التطبيقات الخاص بالآيفون، إذ إن آبل تقدم تطبيقاتها الخاصة، لكنها تستفيد أكثر من تطبيقات المطورين والشركات الأخرى.
وفي السياق ذاته، يرى أن الشركة قد تقدم ميزات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، لكنها لتكسب السباق ستحاول إنشاء هذا المتجر وإقناع المطورين الآخرين بالمشاركة.
وربما تكون هذه التوقعات منطقية، خاصة بعد المحادثات التي دارت بين آبل وغوغل مؤخرا حول استخدام نموذج “جميناي”، فربما دارت الأحاديث أيضا عن متجر جديد لهذا النوع من التطبيقات المتطورة.
عموما علينا الانتظار للكلمة الافتتاحية للمؤتمر في العاشر من يونيو/حزيران القادم، لنتأكد من صحة هذه التوقعات.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
"دبي للسلع المتعددة" يتعاون مع "آي بي إم" لتعزيز قطاع الذكاء الاصطناعي
أعلن مركز دبي للسلع المتعددة، انضمام شركة "آي بي إم للاستشارات" شريكاً لمركز الذكاء الاصطناعي.
وبموجب الشراكة، ستتعاون شركة "آي بي إم للاستشارات" مع مركز دبي للسلع المتعددة في بحث العديد من مجالات التعاون، بهدف دعم نمو قطاع الذكاء الاصطناعي في إمارة دبي.
ويشمل التعاون تعزيز المحتوى الفكري، وتقديم التوجيهات الإرشادية وتنظيم الندوات التعليمية، وغيرها من المؤتمرات المتخصصة، وفعاليات الابتكار التنافسي "الهاكاثون"، والعديد من المبادرات الأخرى.
ويتيح مركز الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع مجموعة من الشركاء، للشركات الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتطوير البرمجيات والتطبيقات المخصصة المعززة بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب برامج المسرعات وفرص دخول الأسواق.
ونجح المركز، منذ إطلاقه خلال شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، في جذب واستقطاب نحو 60 شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي، ما يجعله أحد أبرز الوجهات للشركات المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي تتطلع إلى توسيع نطاق أعمالها دولياً انطلاقاً من إمارة دبي.
وقال أحمد حمزة، المدير التنفيذي للمنطقة الحرة التابعة لمركز دبي للسلع المتعددة، إن الجهود المبذولة في تطوير التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي تعد أحد الأهداف الأساسية لمركز الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن تحقيق مكاسب شاملة وقيمة ملموسة عبر تعزيز الاعتماد على حلول الذكاء الاصطناعي.
وأضاف:"تُشير التقديرات أن الذكاء الاصطناعي سيسهم في تحقيق نمو اقتصادي يصل إلى 15 تريليون دولار بحلول عام 2030، ونحن لدينا قناعة راسخة بأن يكون الذكاء الاصطناعي رافداً رئيسياً لدعم النمو الاقتصادي العالمي، ومن هنا تبرز أهمية شراكاتنا الجديدة مع "آي بي إم للاستشارات"، والتي ستضيف قيمة كبيرة إلى المركز".
وبدوره، قال بيل فاريل، الشريك الإداري لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة "آي بي إم للاستشارات": "لا يمكننا إغفال الفرص الهائلة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي، خصوصاً في دبي، وتُعد المنظومات الرئيسية والحيوية، مثل مركز الذكاء الاصطناعي في مركز دبي للسلع المتعددة، محاور ارتكاز أساسية لدفع عجلة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يسمح لنا بالتعاون في مجموعة واسعة من الحلول التقنية الناشئة".