فاينانشيال تايمز: زلزال تايوان يُذكر بالمخاطر التي تهدد إمدادات الرقائق العالمية
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
ذكرت صحيفة /فاينانشيال تايمز/ البريطانية أن الزلزال الذي ضرب تايوان اليوم الأربعاء يعد بمثابة تذكير بالمخاطر الزلزالية التي تهدد إمدادات الرقائق العالمية.
وقالت الصحيفة على موقعها الالكتروني إن تنويع الطاقة الإنتاجية للرقائق من شأنه أن يقلل المخاطر ليس فقط من التوترات الجيوسياسية ولكن أيضا من الزلازل.
وأشارت الصحيفة إلى أن أقوى زلزال يضرب تايوان منذ 25 عاما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة المئات، وألحق أضرارا بالمباني وأوقف حركة السكك الحديدية، فضلا عن إخلاء مصانع أشباه الموصلات، موضحاة أن هذا الأمر بمثابة تذكير بمدى تعرض إمدادات الرقائق في العالم لمخاطر الزلازل.
وأوقفت شركة تايوان لتصنيع أشباه الموصلات، وهي أكبر شركة لتصنيع الرقائق المتقدمة في العالم، بعض آلات تصنيع الرقائق وأجلت الموظفين من المنشآت بعد الزلزال. كما قامت شركة "يونايتد مايكروإلكترونيكس"، وهي شركة محلية أصغر حجما، بإغلاق الآلات وإجلاء الموظفين في بعض المنشآت.
وأوضحت الصحيفة أن التقدم التكنولوجي في بناء مصنع تصنيع الرقائق ساعد في السنوات الأخيرة على تقليل مخاطر التعطل والأضرار الناجمة عن الزلازل. ومع ذلك، فإن المستويات العالية من الدقة المطلوبة لصنع أشباه الموصلات تعني أن الزلازل لا تزال تشكل تحديا خطيرا لهذه الصناعة.
وقالت إن إنتاج الرقائق معرض بشدة للصدمات الخارجية والتلوث الناتج عن الجسيمات الغريبة بما في ذلك الغبار والحطام. يمكن لأصغر اهتزاز أثناء عملية تصنيع الرقائق التي تستخدم الطباعة الضوئية أن يغير دفعات الرقائق بشدة، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الرقائق التي تتعطل أو تكون ذات جودة منخفضة.
وأضافت الصحيفة أنه في الوقت الحاضر يتواجد ما يقرب من ثلاثة أرباع مصانع إنتاج الرقائق في العالم في آسيا. وعندما يتعلق الأمر بتصنيع الرقائق المتقدمة، فإن كل هذه القدرة تقريبا موجودة في آسيا. علاوة على ذلك، فإن العديد من تلك المصانع تقع في مناطق معرضة للزلازل، فتايوان واليابان، وهما دولتان تعتبران عاليتي المخاطر للنشاط الزلزالي، تضمان ما يقرب من 200 مصنع للرقائق.
وتقع تايوان، حيث تم تحديد 42 صدعا نشطا، على طول "حلقة النار" في المحيط الهادئ، وهو خط الصدوع الزلزالية حيث تحدث 90 في المائة من الزلازل في العالم. وتمثل كوريا الجنوبية والصين، اللتان تعتبران مناطق زلزالية معتدلة، معظم المناطق المتبقية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لا يمكن استبعاد حدوث اضطرابات في إمدادات الرقائق العالمية، حتى لو لم يتم اكتشاف أي ضرر في منشآت صناعة الرقائق. وعادة ما يتم إغلاق المصانع لأسابيع لإجراء عمليات التفتيش، ويمكن أن تستغرق العملية المعقدة لإعادة تشغيل منشأة إنتاج الرقائق ما يصل إلى أسبوعين.
وقالت إن تنويع الطاقة الإنتاجية لن يؤدي فقط إلى تقليل المخاطر الناجمة عن التوترات الجيوسياسية، بل وأيضا عن النشاط الزلزالي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: زلزال تايوان الرقائق العالمية فی العالم
إقرأ أيضاً:
الصين تختبر سفن إنزال ضخمة تحسبًا لغزو محتمل لـ تايوان
كشف تقرير نشرته صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أن الصين بدأت في اختبار سفن إنزال ضخمة في بحر الصين، مشيرة إلى أن هذه السفن تشكل "ميناءً متصلًا" شبيهًا بذلك الذي استخدمه الحلفاء خلال عمليات الإنزال في نورماندي أثناء الحرب العالمية الثانية.
ووفقًا للتقرير، فقد بدأ بناء هذه السفن في يناير الماضي داخل حوض بناء السفن بجنوب الصين، في خطوة يُنظر إليها كتحضير محتمل لغزو تايوان.
وذكر التقرير أن ثلاث سفن إنزال ضخمة شوهدت خارج حوض بناء السفن التابع لشركة "قوانغتشو لبناء السفن الدولي" في جزيرة لونج شيو، حيث ظهرت متصلة ببعضها البعض، مما شكل مرفأً عائمًا طويلًا يذكّر بميناء "مولبيري" الذي أنشأه الحلفاء في أرومانش خلال الحرب العالمية الثانية، ما سمح لهم بإقامة جسر لوجستي مع المملكة المتحدة لدعم عمليات الإنزال في نورماندي.
وأشار التقرير إلى أن هذه السفن قد تشكل عنصرًا أساسيًا في أي هجوم صيني على تايوان، إذ سبق للرئيس الصيني شي جين بينغ أن أكد في تصريحات سابقة أن "إعادة التوحيد" مع الجزيرة ستتم بالقوة إذا لزم الأمر. وتعد هذه التصريحات مؤشراً على أن بكين تستعد لسيناريوهات تصعيدية محتملة في المنطقة.
وقد انتشرت مقاطع فيديو لهذه الاختبارات على منصات التواصل الاجتماعي الصينية مثل "WeChat" و"Weibo" على مدار الأسبوع الماضي، ما زاد من التكهنات حول طبيعة هذه التجارب وأهدافها المستقبلية. ووفقًا للباحث في مجال الاستخبارات الجغرافية، داميان سيمون، فإن هذه التدريبات تمت بين 4 و11 مارس الجاري، ما يعزز من احتمال أن الصين تعمل بالفعل على تعزيز قدراتها العسكرية البحرية استعدادًا لأي تحرك مستقبلي.
وأضاف التقرير أن هذه المنشآت البحرية، التي يصل طولها إلى 180 مترًا، تم رصدها لأول مرة في يناير 2025، حيث تم اكتشاف ما لا يقل عن خمسة أنواع مختلفة منها في مراحل بناء متفاوتة. ويقدر محللون في الشؤون العسكرية البحرية أن الصين تخطط لإنشاء سبع من هذه السفن، في إطار استراتيجية تهدف إلى تعزيز قدرتها على نشر القوات بسرعة عبر البحر في حال حدوث أي مواجهة مع تايوان.
ويأتي هذا التطور في وقت تزداد فيه التوترات بين الصين وتايوان، وسط قلق دولي متزايد من احتمال تصعيد عسكري، خاصة في ظل تعزيز بكين لوجودها العسكري في المنطقة، ومحاولاتها المستمرة لإرسال رسائل واضحة بشأن نواياها تجاه الجزيرة التي تعتبرها جزءًا لا يتجزأ من أراضيها.