تناهى إلينا إصابة نتنياهو بفتق في مكان ما من جسده فحمدنا الله من قهر أصابنا من شره المستطير وتمنينا هلاكه وقالت القلوب اللهم اجعلها القاضية لكنه عاد وواصل أذية العالم وينالنا من أذاه القسط الوفير. وقال العقل لا يكون النصر بالتمني ولكن الفتق الجسدي لم يخف عنا الفتق الأكبر الذي أصابه والذي سنتخذه هنا موضوعا فنحن نرى نهاية الرجل والسياسي ونرى في نهايته نهاية الكيان ونطلب من الله الصبر الطويل.
خبط العشواء
يبحث هذا العدو عن صورة نصر لم يظفر به في غزة فيضرب في كل مكان شأن مفترس جريج أصيب في عينيه فلا يدري أين ينشب مخالبه. لم تدخر أنظمة عربية تهادنه على حساب الحق الفلسطيني فتزود جنوده بالأغذية عسى أن يقيم أودهم في معركة لم يفلحوا في الخروج منها سالمين. لم يدخر نظام عباس والتنسيق الأمني المقدس فأطلق قطعان المستوطنين تحرجه بالاقتحامات والقتل وتضطره إلى التنسيق معها ضد شعبه المقاوم فيجد الفلسطيني نفسه يقتل أخاه من أجل بقاء الكيان وبلا ثمن غير راتب هزيل. لم يدخر نظام دولة عربية خياني رغم إغلاق المعبر وقطع المدد الغذائي والطبي عن غزة ففضحه على رؤوس الأشهاد. ولم يدخر نظام بشار الخائن لشعبه فضربه في عاصمته ففضح هوانه وعجزه. لقد فتَّق العدو مشروع التطبيع تفتيقا.
إذا كان شعب غزة القليل قد فعل بالعدو ما فعله وفتقه تفتيقا فإن الطريق صارت بعد غزة أوضح، هذا العدو أضعف من أن يصمد أمام أمة لا تموت وإن ضعفت.محارب أعمى ومهزوم ولا يرى أبعد من أنفه المكسور. وما الفتق في جنبه إلا بعض من هزيمة مست الجسد بعد أن مست الروح العدوانية فهزمتها وهل للقتلة روح؟ كنا نود أن لا نكتب شامتين في مرض أو مصيبة حتى في جسد عدو ولكن لم يترك لنا هذا العدو فجوة أخلاقية نعدل بها اللفظ ليكون نبيلا. لسنا نحارب عدوا نبيلا بل قاتلا يتمتع بعذابات الأطفال ويتفرج جنوده في الكلاب تتغذى على أشلاء الشهداء فيحتفلون.
الانتصار الأخلاقي للإعلام المقاوم
نتابع قناة المقاومة. الجزيرة التي تحارب وحدها في جبهة الإعلام كما تحارب غزة في جبهة القتال. جبهة الإعلام التي حرفها المال الإماراتي الفاسد فساهمت في القتل ووصل رصاصها إلى الجزيرة. تفردت الجزيرة بنشر الوثيقة التاريخية التي لن تبلى حتى تشهد على القتلة. الجزيرة الشاهد أثبتت قوة المقاومة الأخلاقية قبل قوتها العسكرية. فندت الجزيرة كل التهم التي روجها العدو عن المقاومة الشريفة وأبرزت صمودها في وجه عدو أعمى يقتل بمتعة.
قوة المقاومة الإعلامية تتجلى في كشف الصمود الأسطوري للمقاوم مند نصف سنة حيث لا يزال يثخن في عدوه وأثبتت صمود الشعب المقاوم الحاضن للمقاوم المسلح.
لم تتعرض وسيلة إعلامية للقصف مثل ما تعرضت الجزيرة إذا لم يكتف العدو بقتل مراسليها واستهداف أسرهم المقاومة معهم بل ضاق صدره بها نهائيا فكشف هزيمته أمام قوة الصورة والكلمة المقاومة بإغلاقها.
ضربة أخرى عشوائية من مفترس جريح أعمى يخبط خبط عشواء. لقد علق دون أن يعلم أوسمة عظيمة على صدر القناة وفتيانها وفتح لها المزيد من بيوت العرب الواقفين بقلوبهم وعيونهم مع غزة، وحول القناة إلى وسيلة إثبات على عماه. ولقد جعل لتقارير الجزيرة وصورها مكانة في سجل إدانته أمام المحاكم الدولية وبالخصوص أمام محكمة التاريخ. وأغلق بالمناسبة أفواه عرب كثر كانوا يحاربون القناة بدعوى الترويج للعدو. والتقى أخيرا مع كل نظام عربي خان غزة وخان المقاومة وخان شعبه فحرمه حرية المشاركة في معركة شرف. إن قانون الجزيرة كما صار يسمى في دولة الكيان هو علامة هزيمة لا شك فيها.
لكنه يواصل القتل بلا هوادة
نمجد نصرا ونحسب عدد الشهداء فكيف يستقيم الحديث. نعم إن الثمن البشري موجع ولا يمكن ترميمه بسهولة مثله مثل خراب العمران الغزاوي البسيط والذي بني بالدموع والشقاء لكن وجب أن نذكر دوما بأن الحرب غير المتكافئة (غير المتناظرة بلفظ الدويري) أثبتت قوة المقاوم وقوة حاضنته الصابرة وهذا نصر في ذاته وجب أن لا نستهين به أو نقلل من أهميته الإستراتيجية باسم الشفقة على الناس. خاصة أن حديث الشفقة يصدر عن أعداء المقاومة والحاضنة الشعبية نفسها تستهين به وتقدم المزيد من الأدلة على استعداداها للمزيد قائلة للمشفقين المزيفين نحن نموت بفعل المساعدات التي تقدمون للعدو. وبلغة أخرى توقفوا عن مساعدته وتغذيته فنحن كفيلون بدحره.
قوة المقاومة الإعلامية تتجلى في كشف الصمود الأسطوري للمقاوم مند نصف سنة حيث لا يزال يثخن في عدوه وأثبتت صمود الشعب المقاوم الحاضن للمقاوم المسلح.ندخل الشهر السابع ونشرف على خمسين ألف شهيد غير المصابين ولكننا نرى جولات المفاوض الفلسطيني المسنود شعبيا يفرض شروطه ونرى العدو يتراجع وهذه انتصارات أصابت العدو بفتق لن يرتق. فتق أكبر من فتق في صفاق بل فتق في وجود دولة ومشروع عدواني تأسس ليذل شعبا ومنطقة وأمة لها تاريخ ودين وعقيدة ثابتة فلم يصمد رغم القتل.
لقد بينت غزة الطريق وهذا قول نكرره عامدين إذا كان شعب غزة القليل قد فعل بالعدو ما فعله وفتقه تفتيقا فإن الطريق صارت بعد غزة أوضح، هذا العدو أضعف من أن يصمد أمام أمة لا تموت وإن ضعفت. قالت غزة وقولها الصدق أن الأنظمة التي خانت غزة قد خانت شعوبها قبل غزة وإذا تحرك التاريخ في نفس اتجاه غزة وهو حتما يتحرك قدما فإن الدور قادم على هذه الأنظمة مهما نالها من سخاء الغرب. ولا بد للخونة من جردة حساب أمام شعوبهم.
متى يكون ذلك؟ الخامة التي جعلت غزة تصمد نصف سنة وتواصل في النصف الثاني كامنة في الشعوب المقهورة ربما تجد هذه الشعوب عسرا في لحظتها وبعض عذرها مقبول فآلة القمع عمياء مثل نتنياهو ولكن مثلما انفجرت غزة فجأة بالسلاح ستنفجر هذه الشعوب وتشعل الأرض تحت إقدام الخونة.
نعم نتفاءل رغم القتل وعدد الشهداء ونقول غزة فتقت نتنياهو وفتقت الكيان ومزقت صفاقه ووضعت السؤال الاستراتيجي العظيم على طاولة العالم ما فائدة الكيان لداعميه بعد حرب غزة وسيكون لهذا السؤال أثر عظيم. فتق نتنياهو علامة نهاية ونحتاج بعض الصبر للوصول إلى احتفال عظيم بنصر لا يقل عن نصر صلاح الدين ذات قدس محررة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الفلسطيني الحرب احتلال فلسطين غزة رأي حرب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذا العدو
إقرأ أيضاً:
تشييع جثمان المقاوم عمر الدحدوح.. قاتل سريّة إسرائيلية بمفرده (شاهد)
شيّع العشرات من أهالي مدينة غزة، المقاوم الشهيد عمر الدحدوح، بعد نحو عام كامل على استشهاده
عقب خوضه معركة وصفت بـ"التاريخية" مع قوات الاحتلال.
وتداول ناشطون صورا تظهر جانبا من تشييع عمر الدحدوح انطلاقا من المسجد العمري في مدينة غزة، حيث شاركت أسرته وجيرانه في التشييع.
وعمر الدحدوح هو شقيق مصور قناة "الجزيرة" حمدان الدحدوح، وابن شقيق وائل الدحدوح، مدير مكتب "الجزيرة" في قطاع غزة.
وفي آذار/ مارس من العام الماضي، نشر جيش الاحتلال فيديو للاشتباك الأخير الذي خاضته سرية كاملة مع عمر الدحدوح بمفرده، في منزل شقيق الأخير.
وبرغم كونه وحيدا في المنزل في مواجهة قوة إسرائيلية كاملة مدججة بالسلاح، إلا أن الدحدوح هو من لاحق جنود الاحتلال في المنزل، وأمطرهم بوابلم من الرصاص قبل أن يستشهد وهو يتقدم نحوهم.
وعمر الدحدوح كان مقاوما في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.
العثور على جثمان البطل عمر الدحدوح.. يظهر عمر في هذا المقطع مشتبكاً لأكثر من نصف ساعة مع قوة كاملة من جنود الاحتلال.
في اللقطة الأخير يسقط البطل بعد إلقاء قنبلة عليه وهو يلاحق الجنود الهاربين من المنزل.
يشيع عمر اليوم من المسجد العمري بعد صلاة العصر pic.twitter.com/NY4CRKSOQl
رحمك الله يا ابن أخي يا عمر .. تطلب الأمر كل هذا الوقت والعناء لإزالة الأنقاض عن جسدك الطاهر .. نم قرير العين وسلم على من سبقوك.. صورة من صور العذاب في غزة والله المستعان pic.twitter.com/uBwVq9DfWT
— وائل الدحدوح Wael Al dahdouh (@WaelDahdouh) March 9, 2025بعد عام على استشهاده، تمكّن مصور الجزيرة، الزميل حمدان الدحدوح، من مواراة شقيقه الشهيد عمر الثرى.
رحمه الله وأعلى مرتبته في جنات النعيم. pic.twitter.com/8IdY9CVU9s
من تشييع سرايا القدس للشهـ.ـيد المشتبك عمر الدحدوح تقبله الله .
- الشهيد عمر الدحدوح ارتقى في اشتباك مع وحدة صهيونية خاصة في مبنى بمحيط مجمع الشفاء الطبي اثناء اقتحامه العام الماضي
- نشر العدو يومها فيديو للاشتباك وهروب الجنود الجبناء منه وانسحبوا من المبنى
- ثم انقضت… pic.twitter.com/w64mE68rOk