عربي21:
2024-10-06@11:37:37 GMT

فتق نتنياهو

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

تناهى إلينا إصابة نتنياهو بفتق في مكان ما من جسده فحمدنا الله من قهر أصابنا من شره المستطير وتمنينا هلاكه وقالت القلوب اللهم اجعلها القاضية لكنه عاد وواصل أذية العالم وينالنا من أذاه القسط الوفير. وقال العقل لا يكون النصر بالتمني ولكن الفتق الجسدي لم يخف عنا الفتق الأكبر الذي أصابه والذي سنتخذه هنا موضوعا فنحن نرى نهاية الرجل والسياسي ونرى في نهايته نهاية الكيان ونطلب من الله الصبر الطويل.

هذا السياسي أودى ببلده وبشعبه إلى التهلكة وكان الطوفان ضربة فاتقة.

خبط العشواء

يبحث هذا العدو عن صورة نصر لم يظفر به في غزة فيضرب في كل مكان شأن مفترس جريج أصيب في عينيه فلا يدري أين ينشب مخالبه. لم تدخر أنظمة عربية تهادنه على حساب الحق الفلسطيني فتزود جنوده بالأغذية عسى أن يقيم أودهم في معركة لم يفلحوا في الخروج منها سالمين. لم يدخر نظام عباس والتنسيق الأمني المقدس فأطلق قطعان المستوطنين تحرجه بالاقتحامات والقتل وتضطره إلى التنسيق معها ضد شعبه المقاوم فيجد الفلسطيني نفسه يقتل أخاه من أجل بقاء الكيان وبلا ثمن غير راتب هزيل. لم يدخر نظام دولة عربية خياني رغم إغلاق المعبر وقطع المدد الغذائي والطبي عن غزة ففضحه على رؤوس الأشهاد. ولم يدخر نظام بشار الخائن لشعبه فضربه في عاصمته ففضح هوانه وعجزه. لقد فتَّق العدو مشروع التطبيع تفتيقا.

إذا كان شعب غزة القليل قد فعل بالعدو ما فعله وفتقه تفتيقا فإن الطريق صارت بعد غزة أوضح، هذا العدو أضعف من أن يصمد أمام أمة لا تموت وإن ضعفت.محارب أعمى ومهزوم ولا يرى أبعد من أنفه المكسور. وما الفتق في جنبه إلا بعض من هزيمة مست الجسد بعد أن مست الروح العدوانية فهزمتها وهل للقتلة روح؟ كنا نود أن لا نكتب شامتين في مرض أو مصيبة حتى في جسد عدو ولكن لم يترك لنا هذا العدو فجوة أخلاقية نعدل بها اللفظ ليكون نبيلا. لسنا نحارب عدوا نبيلا بل قاتلا يتمتع بعذابات الأطفال ويتفرج جنوده في الكلاب تتغذى على أشلاء الشهداء فيحتفلون.

الانتصار الأخلاقي للإعلام المقاوم

نتابع قناة المقاومة. الجزيرة التي تحارب وحدها في جبهة الإعلام كما تحارب غزة في جبهة القتال. جبهة الإعلام التي حرفها المال الإماراتي الفاسد فساهمت في القتل ووصل رصاصها إلى الجزيرة. تفردت الجزيرة بنشر الوثيقة التاريخية التي لن تبلى حتى تشهد على القتلة. الجزيرة الشاهد أثبتت قوة المقاومة الأخلاقية قبل قوتها العسكرية. فندت الجزيرة كل التهم التي روجها العدو عن المقاومة الشريفة وأبرزت صمودها في وجه عدو أعمى يقتل بمتعة.

قوة المقاومة الإعلامية تتجلى في كشف الصمود الأسطوري للمقاوم مند نصف سنة حيث لا يزال يثخن في عدوه وأثبتت صمود الشعب المقاوم الحاضن للمقاوم المسلح.

لم تتعرض وسيلة إعلامية للقصف مثل ما تعرضت الجزيرة إذا لم يكتف العدو بقتل مراسليها واستهداف أسرهم المقاومة معهم بل ضاق صدره بها نهائيا فكشف هزيمته أمام قوة الصورة والكلمة المقاومة بإغلاقها.

ضربة أخرى عشوائية من مفترس جريح أعمى يخبط خبط عشواء. لقد علق دون أن يعلم أوسمة عظيمة على صدر القناة وفتيانها وفتح لها المزيد من بيوت العرب الواقفين بقلوبهم وعيونهم مع غزة، وحول القناة إلى وسيلة إثبات على عماه. ولقد جعل لتقارير الجزيرة وصورها مكانة في سجل إدانته أمام المحاكم الدولية وبالخصوص أمام محكمة التاريخ. وأغلق بالمناسبة أفواه عرب كثر كانوا يحاربون القناة بدعوى الترويج للعدو. والتقى أخيرا مع كل نظام عربي خان غزة وخان المقاومة وخان شعبه فحرمه حرية المشاركة في معركة شرف. إن قانون الجزيرة كما صار يسمى في دولة الكيان هو علامة هزيمة لا شك فيها.

لكنه يواصل القتل بلا هوادة

نمجد نصرا ونحسب عدد الشهداء فكيف يستقيم الحديث. نعم إن الثمن البشري موجع ولا يمكن ترميمه بسهولة مثله مثل خراب العمران الغزاوي البسيط والذي بني بالدموع والشقاء لكن وجب أن نذكر دوما بأن الحرب غير المتكافئة (غير المتناظرة بلفظ الدويري) أثبتت قوة المقاوم وقوة حاضنته الصابرة وهذا نصر في ذاته وجب أن لا نستهين به أو نقلل من أهميته الإستراتيجية باسم الشفقة على الناس. خاصة أن حديث الشفقة يصدر عن أعداء المقاومة والحاضنة الشعبية نفسها تستهين به وتقدم المزيد من الأدلة على استعداداها للمزيد قائلة للمشفقين المزيفين نحن نموت بفعل المساعدات التي تقدمون للعدو. وبلغة أخرى توقفوا عن مساعدته وتغذيته فنحن كفيلون بدحره.

قوة المقاومة الإعلامية تتجلى في كشف الصمود الأسطوري للمقاوم مند نصف سنة حيث لا يزال يثخن في عدوه وأثبتت صمود الشعب المقاوم الحاضن للمقاوم المسلح.ندخل الشهر السابع ونشرف على خمسين ألف شهيد غير المصابين ولكننا نرى جولات المفاوض الفلسطيني المسنود شعبيا يفرض شروطه ونرى العدو يتراجع وهذه انتصارات أصابت العدو بفتق لن يرتق. فتق أكبر من فتق في صفاق بل فتق في وجود دولة ومشروع عدواني تأسس ليذل شعبا ومنطقة وأمة لها تاريخ ودين وعقيدة ثابتة فلم يصمد رغم القتل.

لقد بينت غزة الطريق وهذا قول نكرره عامدين إذا كان شعب غزة القليل قد فعل بالعدو ما فعله وفتقه تفتيقا فإن الطريق صارت بعد غزة أوضح، هذا العدو أضعف من أن يصمد أمام أمة لا تموت وإن ضعفت. قالت غزة وقولها الصدق أن الأنظمة التي خانت غزة قد خانت شعوبها قبل غزة وإذا تحرك التاريخ في نفس اتجاه غزة وهو حتما يتحرك قدما فإن الدور قادم على هذه الأنظمة مهما نالها من سخاء الغرب. ولا بد للخونة من جردة حساب أمام شعوبهم.

متى يكون ذلك؟ الخامة التي جعلت غزة تصمد نصف سنة وتواصل في النصف الثاني كامنة في الشعوب المقهورة ربما تجد هذه الشعوب عسرا في لحظتها وبعض عذرها مقبول فآلة القمع عمياء مثل نتنياهو ولكن مثلما انفجرت غزة فجأة بالسلاح ستنفجر هذه الشعوب وتشعل الأرض تحت إقدام الخونة.

نعم نتفاءل رغم القتل وعدد الشهداء ونقول غزة فتقت نتنياهو وفتقت الكيان ومزقت صفاقه ووضعت السؤال الاستراتيجي العظيم على طاولة العالم ما فائدة الكيان لداعميه بعد حرب غزة وسيكون لهذا السؤال أثر عظيم. فتق نتنياهو علامة نهاية ونحتاج بعض الصبر للوصول إلى احتفال عظيم بنصر لا يقل عن نصر صلاح الدين ذات قدس محررة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الفلسطيني الحرب احتلال فلسطين غزة رأي حرب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذا العدو

إقرأ أيضاً:

موطن الحكمة.. وفلسطين التي كشفت القناع

 

د. محمد بن خلفان العاصمي

المُتابع للقضية الفلسطينية عبر تاريخها المقارب لثمانين عامًا، وخاصة التحولات التي شهدتها خلال السنوات الخمسة والثلاثين الماضية، يُدرك أن زوال هذا الكيان الغاصب المغروس في قلب الامة العربية بات وشيكًا، حتى الصهاينة أنفسهم يدركون هذه الحقيقة ويعيشون هواجسها بشكل يومي، رغم قوتهم وتمكنهم وغطرستهم وتقدمهم التكنولوجي وتفوقهم العسكري والاقتصادي، بينما الأمة العربية والإسلامية تعيش حالة شتات وخلاف مذهبي وطائفي وعرقي وسياسي.

الصهيوني يرى أن زوال دولته حاصلٌ في أي لحظة من مراحل التاريخ، وأنه في أي وقت قد تنعكس موازين القوى، خاصةً مع تنامي رقعة الصراع ودخول المنطقة في مرحلة من الفوضى السياسية وتعددية القوى وتشكل التحالفات من جديد، مع صعود الوعي العالمي بمدى بربرية المحتل ووحشيته، علاوة على تزايد عدد المؤيدين للقضية الفلسطينية حول العالم، لا سيما من الشعوب الغربية، التي اكتشفت الخديعة الكبرى، واتضحت لها سياسات حكوماتها العنصرية تجاه هذه القضية، وباتت أكثر شراسة في رفضها لهذا المغتصب العنصري، حتى من الدول العربية والإسلامية التي يعيش بعض شعوبها حالة من الغيبوبة الفكرية.

خلال الأسبوعين الماضيين، عاثت آلة القتل الصهيونية فسادًا في لبنان واغتالت عددًا من قيادات "حزب الله" وعلى رأسهم السيد حسن نصرالله الأمين العام للحزب، ومن قبله السيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. هذا التوجه الذي نهجه المحتل يهدف إلى ضرب حركات المقاومة معنويًا من خلال التخلص من قياداتها، في تصورٍ منه أن ذلك يُضعف هذه الحركات، ويتناسى المحتل أن هذه السياسة ذاتها هي التي أوقدت جذوة المقاومة، وربما اغتيال الشهيد الشيخ أحمد ياسين خيرُ دليل على ذلك. هذا التوجه في حد ذاته يُبيِّن مدى التخبُّط الذي يعيشه المحتل والخوف الذي ينتابه من فكرة الزوال والنهاية التي يعيشها كل يوم!

من الطبيعي أن يفرح اليهودي الصهيوني وحتى الغربي والكارهين للعرب والمسلمين منهم، وهم يشاهدون الدمار الذي يُحدثه المحتل الغاشم، وأعداد الضحايا من الأبرياء وقيادات المقاومة التي تسعى لتحرير فلسطين المحتلة، لكن أن تفرح شرذمة قليلة العرب والمسلمين بنصر عدوهم، فهذا أمر غير منطقي وغير مقبول، وهو ما يُثبت نجاح النظرية الصهيونية التي قامت على أن بقاء إسرائيل يمر عبر تقسيم المنطقة إلى جماعات إثنية وطائفية وعرقية، حتى يظل الصراع الداخلي بينهم؛ بعيدًا عن عدوهم الأساسي. وقد ذكر كثير من المفكرين المتخصصين في هذا المجال هذه النظرية التي يغذيها الغرب بشكل مستمر، والشواهد كثيرة حتى ظهر لدينا "المُتصهْيِنيون" الذين أظهروا مواقف وتصرفات، أشد كرهًا للعرب والمسلمين من اليهود أنفسهم!

لقد تجاوزت هذه الفئة كل المبادئ الإنسانية والأخلاقية في تعاطيها مع المقاومة الفلسطينية والداعمين لها، ومدَّت يدها للصهاينة، في مشهد أكثر تقاربًا من التطبيع ذاته، وخرجت جموعهم تحتفل مع كل ضربة يوجهها العدو لإسقاط المقاومة. ومن المؤسف أن بعض من أفراد الأُمَّة لا يفرقون بين العدو والصديق، وبين ما يأمرنا به الدين وما ينهانا عنه، وكل ذلك من جراء الطائفية والانتماءات السياسية التي بُليت بها الأُمَّة، وما أفرزه مشروع التقسيم الصهيوني الغربي من جيل يعاني عدد من أفراده من التغييب والتدمير الأخلاقي والفكري، وأصبحنا نجد من يفرح لموت مسلم على يد محتل غاصب.

وسط هذه الفوضى الفكرية المُلوَّثة، تبرز سلطنة عُمان وأبناؤها بمواقفهم التاريخية الثابتة من قضية فلسطين العادلة، وفي حقيقة الأمر هذا الموقف يمثل لي- كعُماني- مصدر فخر ما بعده فخر، وأعيش حالة من الشعور بالقوة الداخلية والرضا التام، عندما أشاهد هذا الثبات من حكومتنا الرشيدة ومن علمائنا الأجلاء وعلى رأسهم سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة- أمد الله في عمره- تجاه قضية فلسطين، ومن خلفهم أبناء عُمان الأوفياء، الذين ضربوا أروع الأمثلة في دعم هذه القضية، نابذين كل عوامل التفرقة التي تفتك بالشعوب الأخرى، ومبتعدين عن مُسببات الشقاق والتشرذم الذي وقع فيه الآخرون.

لقد ظلّت تصريحات سلطنة عُمان وتوجهاتها السياسية نحو القضية الفلسطينية ثابتة على مر تاريخ هذه القضية، وانتهجت سلطنة عُمان نهجًا ثابتًا داعمًا للأشقاء لم يتغير، رافضةً للتطبيع والتعاطي مع المحتل، مطالبةً المجتمع الدولي بأن يقوم بواجبه لإجبار هذا المحتل على تطبيق قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية، وخاصة فيما يتعلق بحل الدولتين على حدود 1967، ووقف دوامة العنف، الذي يجر المنطقة والعالم نحو حرب شاملة مُدمِّرة، وعلى الدول الداعمة لهذا الكيان المحتل أن تتوقف عن تقديم الدعم الذي يُكرِّس الظلم، ويؤسِّس لصراع طويل وواسع قد يصل لمصالح هذه الدول وشعوبها، وعلى الجميع أن يُجنِّب العالم أجمع كارثةً باتتْ وشيكة أكثر من أي وقت مضى.

مقالات مشابهة

  • عقدة محور فيلادلفيا التي ابتدعها نتنياهو.. نخبرك القصة الكاملة
  • الخريطة التي عرّفتنا على خطط نتنياهو
  • محمد النني يسجل هدف الجزيرة الإماراتي السادس أمام دبا الحصن بالدوري الإماراتي
  • موطن الحكمة.. وفلسطين التي كشفت القناع
  • النني أساسياً في تشكيل الجزيرة أمام دبا الحصن بالدوري الإماراتي
  • النني يقود تشكيل الجزيرة أمام دبا الحصن في الدوري الإماراتي
  • ما قصة الصور التي طلبها نتنياهو وكلفت إسرائيل عشرات من نخبة جنودها ؟
  • عاجل - بعد اعتقال ليث جعَّار.. وما حقيقة اتهام مراسل الجزيرة بالتخابر مع العدو؟
  • مدير مكتب الجزيرة بطهران: خطبة خامنئي أمام الجمهور رسالة تحد من إيران لإسرائيل
  • المقاومة اللبنانية : عدد القتلى في صفوف ضباط وجنود العدو الإسرائيلي في المواجهات البطولية التي خاضها مقاتلو المقاومة اليوم بلغ 17 ضابطاً وجندياً