قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إن سورة الأنعام بها قضايا كبرى وحُجج وبراهين.

1▪️ سورة الأنعام من سبع القرآن الطوال، وهي سورة مكية، وترتيبها 55 من حيث النزول.

2▪️ نزلت بعد سورة الحجر، وقبل سورة الصافات، وعدد آياتها 167 آية.

3▪️ سميت بهذا الاسم؛ لورود ذكر الأنعام فيها، تعبيرًا عن أهم ثروات بيئة العرب، وإحدى أهم ما يعتمدون عليه في معايشهم وأعمالهم.

4▪️ نزلت سورة الأنعام جملة واحدة؛ ردًّا على المشركين الذين أنكروا البعث والنشور، وطعنوا في نزول القرآن على سيدنا النبي ﷺ، وقالوا: {لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً }. [الفرقان: 32]

دعاء ليلة القدر 25 رمضان .. كثفوا الدعاء لعلها تكون الليلة عبادة بسيطة وأجرها كبير وعظيم فى العشر الأواخر من رمضان

5▪️ فرح سيدنا رسول الله ﷺ بنزول هذه السورة فرحًا شديدًا، وتلقاها بالتهليل، والتسبيح؛ فعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ سُورَةُ الْأَنْعَامِ سَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، ثُمَّ قَالَ: «لَقَدْ شَيَّعَ هَذِهِ السُّورَةَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَا سَدَّ الْأُفُقَ». [أخرجه الحاكم]

6▪️ تدور السورة حول قضايا الإيمان الكبرى، ورغم طولها إلا أنها خلت من قصص الأنبياء سوى حوارين لسيدنا إبراهيم عليه السلام مع أبيه وعبدة الكواكب، كما أنها لم تفصّل أحكام العبادات أو العقوبات أو الأسرة أو الحديث عن أهل الكتاب، على خلاف نسق طوال سور القرآن.

7▪️ بدأت سورة الأنعام بحمد الله تعالى والثناء عليه وذكر صفات وحدانيته، وموجبات الخضوع له وعبوديته سبحانه، وهو مُنشئ الكون وخالق السموات والأرض، ومقلب الليل والنهار، وفي هذا تقريع للكافرين الذين عدلوا عن عبادته سبحانه إلى عبادة غيره من مخلوقاته.

قيام الليل في رمضان.. معجزة لمن كانت له حاجة عند الله كيف تحصل على أجر عمرة وحج وانت في مكانك ؟ عليك بهذا العمل

8▪️ عرضت السورة عددًا من قضايا العقيدة، ومظاهر قدرة الله في الكون، بأسلوبٍ استفهامي، يُثير الأذهان ويشوقها للإجابة، ثم أجابت عنها؛ مستدلة بالحجج والبراهين، كما قررت أن الجاحدين بآيات الله المستكبرين عن سماع وحيه لا تكفيهم المعجزات الدالة على وحدانية الله وقيوميته وقدرته.

9▪️ عددت السورة نِعَم الله المبثوثة في الكون؛ فهو سبحانه فالق الإصباح، وخالق أوقات الراحة وأوقات الكد والسعي، وعبرت السورة بالمتقابلات عن آياته الكونية، كالبر والبحر، والليل والنهار، والحي والميت؛ للدلالة على الإحاطة والإحكام، كما أكَّدت اختصاص الله سبحانه بعلم الغيب.

10▪️ وردت كلمة (قل) في هذه السورة 44 مرة؛ للإشارة إلى صلة الله سبحانه بنبيه ﷺ، وعصمته له، ونطقه بوحيه سبحانه؛ كما في قوله: {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}. [الأنعام: 63]

11▪️ رسمت السورة منهجًا لآداب الحوار والمناظرة في قضايا العقيدة، ويتجلى ذلك في مُحاورة سيدنا إبراهيم عليه السلام لأبيه وقومه، وعبدة الكواكب، وإثارة تفكيرهم في خلق الكون للوصول لمعرفة خالقه سبحانه.

كيف تقوم الحائض ليلة القدر ؟..5 عبادات تؤديها بدون وضوء هل من مات في العشر الأواخر من رمضان دخل الجنة مهما كان عمله؟

12▪️ امتلأت السورة بالحقائق والحكم التي تضبط معايير الفهم، وتحسن الأخلاق، كقول الحق تعالى: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} [الأنعام: 32]، وقوله: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [الأنعام: 36] 

13▪️ في السورة أمر للمؤمنين بالإعراض عن مجالس الاستهزاء بآيات الله وأحكامه، والخوض في دينه ومقام نبيه ﷺ، وفيها أمر لهم بطاعة شرع الله، والاقتداء بهدي النبي المعصوم ﷺ.

14▪️ فصّلت السورة ذكر المحرمات، وبينت أن ما دونها مباحات أحلها الله لعباده؛ ردًا على من اتخذ هواه مُشرعًا، في قوله تعالى: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ ..} [الأنعام: 145]، كما بينت مكارم الأخلاق، وأمرت بالمعروف ونهت عن فواحش الأقوال والأفعال، ومن ذلك قوله: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا .. } [الأنعام: 151]

15▪️ في ختام السورة يوضح المولى سبحانه أن منهج الوحي هو منهج الهداية والاستقامة والنجاة والحياة، في قوله تعالى: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ۝  قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ۝ لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}. [الأنعام: 161 - 163]. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سورة الأنعام سورة الأنعام

إقرأ أيضاً:

مستشارة شيخ الأزهر: موقف النبي مع الصحابي عبد الله بن أم مكتوم يعكس احترام ذوي الإعاقة

عقدت دار الإفتاء المصرية، ضمن فعاليات جناحها بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة علمية تحت عنوان "الفتوى ودعم حقوق ذوي الهمم: رؤية شرعية شاملة"، بمشاركة نخبة من العلماء والمتخصصين، حيث تحدَّث فيها فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والأستاذة الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، والمهندسة أمل مبدى، رئيس الاتحاد الرياضي المصري للإعاقات الذهنية.

افتتح الدكتور محمد عبد الدايم الجندي كلمته بتقديم الشكر لدار الإفتاء المصرية على تنظيم هذه الندوة المهمة، مشيدًا بحرصها على تعزيز الوعي بحقوق ذوي الهمم من منظور شرعي وإنساني. وأكَّد فضيلته أن الإسلام كرَّم الإنسان دون تمييز، مستشهدًا بقول الله تعالى: "ولقد كرمنا بني آدم"، موضحًا أن هذا التكريم يشمل جميع البشر دون استثناء.

وأشار إلى أن الأحكام الشرعية راعت خصوصية ذوي الهمم ووضعت التيسيرات التي تضمن لهم حياة كريمة، حيث قال: "عندما قال الله سبحانه وتعالى: (ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج)، كان ذلك تأكيدًا على رفع المشقة عن هؤلاء، وإثباتًا لمكانتهم المتكافئة مع بقية أفراد المجتمع".

كما استعرض نماذج من الشخصيات الإسلامية البارزة التي كانت من ذوي الهمم، لكنها بلغت أعلى مراتب العلم والقيادة، مثل الصحابي عمرو بن الجموح الذي أصر على الجهاد رغم عرجته، والصحابي عبد الله بن أم مكتوم الذي تولى ولاية المدينة في غياب النبي ﷺ، والإمام البخاري الذي فقد بصره في نهاية حياته، لكنه قدم للأمة أعظم كتب الحديث.

وأضاف الدكتور الجندي: "على قدر أهل الهمم تبلغ القمم، وما يظنه البعض إعاقة هو في الحقيقة باب لتميز وعطاء لا محدود"، مشددًا على ضرورة نشر الفتاوى والتوجيهات الدينية التي تدعم حقوق ذوي الهمم، ومنها تخصيص ممرات خاصة بهم داخل المساجد، وهو ما أجازه العلماء لضمان راحتهم وتمكينهم من أداء العبادات دون مشقة.

وأشاد الجندي بالكتاب الذي أصدرته دار الإفتاء المصرية عن فتاوى ذوي الهمم، وأوصى بأن تصنف دار الإفتاء موسوعة كبيرة تضم فتاوى لكل ما يتعلق بذوي الهمم.

من جانبها، أكدت الدكتورة نهلة الصعيدي أن دعم ذوي الهمم ليس مجرد مسؤولية قانونية، بل هو واجب شرعي وأخلاقي، يتطلب تعزيز الوعي المجتمعي بقدراتهم وحقوقهم.

وأشارت إلى أن الإسلام كان سبَّاقًا إلى دمج أصحاب الإعاقات داخل المجتمع، مستشهدة بموقف النبي ﷺ مع الصحابي عبد الله بن أم مكتوم، حيث كان يستقبله بوجه بشوش ويقول له: "أهلًا بمن عاتبني فيه ربي"، في إشارة إلى نزول سورة "عبس وتولى".

وأكدت الدكتورة نهلة الصعيدي أن الأزهر الشريف يولي اهتمامًا كبيرًا بهذه الفئة، من خلال برامج تعليمية وتوعوية تستهدف دمج ذوي الهمم في المجتمع، مع التركيز على دَور المؤسسات الدينية في ترسيخ ثقافة الاحترام والمساواة.

أما المهندسة أمل مبدى، أعربت عن فخرها بالمشاركة في ندوة علمية داخل جناح دار الإفتاء، مؤكدة أن قضية ذوي الإعاقة شهدت تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، لكنها لا تزال تحتاج إلى مزيد من التوعية والتطبيق الفعلي للحقوق المنصوص عليها في القوانين.

وأوضحت أن هناك تحدياتٍ تواجه ذوي الهمم في سوق العمل، حيث قالت: "رغم وجود نسبة 5% المخصصة لتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة وَفْقًا للقانون، إلَّا أن بعض الجهات لا تزال غير مقتنعة بقدرتهم على العمل، رغم أنَّ الدراسات أثبتت أن إنتاجيتهم قد تفوق غيرهم في بعض المجالات".

وأضافت أنَّ التجربة العملية أثبتت نجاح الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف المهن، مستشهدة بتجربة أحد المصانع التي أثبتت أن العاملين من ذوي الإعاقة الذهنية كانوا أكثر إنتاجية بنسبة 35% مقارنة بغيرهم، نظرًا لالتزامهم وانضباطهم في أداء المهام الموكلة إليهم.

وفي ختام حديثها، دعت المهندسة أمل مبدى إلى ضرورة تغيير النظرة المجتمعية تجاه ذوي الهمم، والعمل على دمجهم بشكل حقيقي، مؤكدة أن "الأشخاص ذوي الإعاقة قادرون على تحقيق الإنجازات إذا ما أتيحت لهم الفرص المناسبة".

واختُتمت الندوة بعدد من التوصيات، كان أبرزها ضرورة تعزيز الوعي الديني بحقوق ذوي الهمم، من خلال الفتاوى والمبادرات الشرعية التي تضمن لهم حياة كريمة.

كما أوصى الحضور بضرورة تفعيل التشريعات التي تكفل لهم حقوقهم، خاصة في مجالات العمل والتعليم والرعاية الصحية، وإشراك المؤسسات الدينية لتقديم مزيد من الدعم لقضايا ذوي الهمم، وتعزيز جهود التوعية المجتمعية لمكافحة التمييز والتنمُّر ضدهم، وأيضًا تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والدينية والمجتمع المدني، لضمان تطبيق القوانين والإجراءات التي تكفل اندماجهم في المجتمع.

مقالات مشابهة

  • مستشارة شيخ الأزهر: موقف النبي مع الصحابي عبد الله بن أم مكتوم يعكس احترام ذوي الإعاقة
  • خطيب المسجد النبوي يحذر من هذه الواسطة بينك وبين الله في الدعاء
  • خطيب المسجد النبوي: ملك الله لا يزيد بطاعة الطائعين ولا ينقص بمعصية العاصين
  • عضو الأزهر العالمي للفتوى: الأسرة دورها مهم في تربية الأطفال على الأخلاق الإسلامية
  • فضل يوم الجمعة والأعمال المستحبة به.. سورة الكهف والصلاة على النبي
  • حكم قول "بلى" بعد قوله تعالى: ﴿أليس الله بأحكم الحاكمين﴾
  • التوفيق بين قوله تعالى ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون وحديث لن يدخل أحدكم عملُه الجنة
  • المقصود من الليلة في قوله تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}
  • 3 شروط للتوبة الصادقة.. الأزهر للفتوى يكشف عنها
  • ما هي أنواع الملائكة وحكم الإيمان بهم؟ علي جمعة يكشف