سورة فرح النبي بنزولها فرحًا شديدًا وشيعتها الملائكة بالتسبيح.. الأزهر للفتوى يوضحها
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إن سورة الأنعام بها قضايا كبرى وحُجج وبراهين.
1▪️ سورة الأنعام من سبع القرآن الطوال، وهي سورة مكية، وترتيبها 55 من حيث النزول.
2▪️ نزلت بعد سورة الحجر، وقبل سورة الصافات، وعدد آياتها 167 آية.
3▪️ سميت بهذا الاسم؛ لورود ذكر الأنعام فيها، تعبيرًا عن أهم ثروات بيئة العرب، وإحدى أهم ما يعتمدون عليه في معايشهم وأعمالهم.
4▪️ نزلت سورة الأنعام جملة واحدة؛ ردًّا على المشركين الذين أنكروا البعث والنشور، وطعنوا في نزول القرآن على سيدنا النبي ﷺ، وقالوا: {لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً }. [الفرقان: 32]
5▪️ فرح سيدنا رسول الله ﷺ بنزول هذه السورة فرحًا شديدًا، وتلقاها بالتهليل، والتسبيح؛ فعَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ سُورَةُ الْأَنْعَامِ سَبَّحَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، ثُمَّ قَالَ: «لَقَدْ شَيَّعَ هَذِهِ السُّورَةَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَا سَدَّ الْأُفُقَ». [أخرجه الحاكم]
6▪️ تدور السورة حول قضايا الإيمان الكبرى، ورغم طولها إلا أنها خلت من قصص الأنبياء سوى حوارين لسيدنا إبراهيم عليه السلام مع أبيه وعبدة الكواكب، كما أنها لم تفصّل أحكام العبادات أو العقوبات أو الأسرة أو الحديث عن أهل الكتاب، على خلاف نسق طوال سور القرآن.
7▪️ بدأت سورة الأنعام بحمد الله تعالى والثناء عليه وذكر صفات وحدانيته، وموجبات الخضوع له وعبوديته سبحانه، وهو مُنشئ الكون وخالق السموات والأرض، ومقلب الليل والنهار، وفي هذا تقريع للكافرين الذين عدلوا عن عبادته سبحانه إلى عبادة غيره من مخلوقاته.
8▪️ عرضت السورة عددًا من قضايا العقيدة، ومظاهر قدرة الله في الكون، بأسلوبٍ استفهامي، يُثير الأذهان ويشوقها للإجابة، ثم أجابت عنها؛ مستدلة بالحجج والبراهين، كما قررت أن الجاحدين بآيات الله المستكبرين عن سماع وحيه لا تكفيهم المعجزات الدالة على وحدانية الله وقيوميته وقدرته.
9▪️ عددت السورة نِعَم الله المبثوثة في الكون؛ فهو سبحانه فالق الإصباح، وخالق أوقات الراحة وأوقات الكد والسعي، وعبرت السورة بالمتقابلات عن آياته الكونية، كالبر والبحر، والليل والنهار، والحي والميت؛ للدلالة على الإحاطة والإحكام، كما أكَّدت اختصاص الله سبحانه بعلم الغيب.
10▪️ وردت كلمة (قل) في هذه السورة 44 مرة؛ للإشارة إلى صلة الله سبحانه بنبيه ﷺ، وعصمته له، ونطقه بوحيه سبحانه؛ كما في قوله: {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}. [الأنعام: 63]
11▪️ رسمت السورة منهجًا لآداب الحوار والمناظرة في قضايا العقيدة، ويتجلى ذلك في مُحاورة سيدنا إبراهيم عليه السلام لأبيه وقومه، وعبدة الكواكب، وإثارة تفكيرهم في خلق الكون للوصول لمعرفة خالقه سبحانه.
12▪️ امتلأت السورة بالحقائق والحكم التي تضبط معايير الفهم، وتحسن الأخلاق، كقول الحق تعالى: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} [الأنعام: 32]، وقوله: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [الأنعام: 36]
13▪️ في السورة أمر للمؤمنين بالإعراض عن مجالس الاستهزاء بآيات الله وأحكامه، والخوض في دينه ومقام نبيه ﷺ، وفيها أمر لهم بطاعة شرع الله، والاقتداء بهدي النبي المعصوم ﷺ.
14▪️ فصّلت السورة ذكر المحرمات، وبينت أن ما دونها مباحات أحلها الله لعباده؛ ردًا على من اتخذ هواه مُشرعًا، في قوله تعالى: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ ..} [الأنعام: 145]، كما بينت مكارم الأخلاق، وأمرت بالمعروف ونهت عن فواحش الأقوال والأفعال، ومن ذلك قوله: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا .. } [الأنعام: 151]
15▪️ في ختام السورة يوضح المولى سبحانه أن منهج الوحي هو منهج الهداية والاستقامة والنجاة والحياة، في قوله تعالى: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}. [الأنعام: 161 - 163].
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سورة الأنعام سورة الأنعام
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر: الحسن الإلهي موجود في كل شيء خلقه الله تعالى
قال فضيلة الإمام الاكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ، إن اسم الله تعالى "الحكيم" لا يفسر إلا على وزنين فقط، إما أن يفسر على وزن "فعيل" بمعنى عليم، أو أن يفسر على وزن "مفعل" بمعنى محكم، بكسر الكاف، ومعناه الإحكام لأنه قد أحكم الأشياء، أي أتقنها وأحسن تقديرها، مصداقا لقوله تعالى: "الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإنْسَانِ مِنْ طِينٍ"، والمراد هنا الحسن الإلهي الموجود في كل شيء خلقه الله تعالى، لافتا أن الحسن الإلهي يشمل أيضا بعض المخلوقات التي لا يظهر فيها الحسن، مثل الحشرات والمخلوقات الدنيا، لأن الحسن الإلهي ليس معناه الجمال الظاهر أو البهاء والرواء، فالجمال والحسن الإلهي ليس جمال الشكل فقط، ولكن المراد في "الذي أحسن كل شيء خلقه" هنا إتقان الخلق، وهذا مهم لأن الإتقان في الخلق، وخاصة في الإنسان، يظهر ظهورا بينا.
وبين فضيلة الإمام الأكبر، في الحلقة العشرون من برنامج "الإمام الطيب"، أنه إذا كانت عندنا بعض المخلوقات لا يمكن أن يسبق عليها الحسن بمعنى البهاء والجمال الظاهري، فإنه يصدق عليها الحسن الإلهي بمعنى إتقان الخلق، ولذلك قال سبحانه وتعالى في آية ثانية: " الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا"، وقد فسرت هذه الآية المراد من قوله تعالى في الآية الأولى "أحسن كل شيء خلقه" على أنه حسن التقدير وإتقان الخلق وليس حسن الشكل والجمال الظاهري، ولهذا فإن دلالة بعض المخلوقات الدنيا كالحشرات وغيرها، والتي لا تظهر جميلة بالنسبة لنا، على وجود الله تعالى مثل دلالة الجبال والأرض والسماوات، لأن فيها تقدير وإتقان خلق يعرفه العالمون، ولذلك عندما نراها نقف عندها ونقول "سبحان الله".
وأوضح فضيلة الإمام الأكبر أن المراد بالإتقان الذي هو معنى "أحسن"، الحماية، وفيه رقيب وحماية الأضداد من أن يطغى بعضها على بعض، فالإنسان بخلقه المعقد يتكون من أجهزة داخلية ولها درجة حرارة معينة، وعندما ترتفع درجة حرارته قليلا وتصل إلى 40 درجة، يقلق ويشعر بالإعياء، إلا أن إتقان الله تعالى لخلقه، هو المسؤول عن ضبط حرارة الإنسان عند 37 درجة، وذلك هو المراد بحسن التقدير وإتقان الخلق، لافتا أن من أكثر الأمور عجبا فيما يتعلق بمسألة حسن التقدير وإتقان الخلق، ما يتعلق بعملية تلقيح الزهور، فمنها ما يلقحه الحشرات ومنها ما يتلقح بالريح، وتلك التي تتلقح بالريح لا تحتاج لإغراءات كي تتلقح، فالريح يهب دائما ويساعدها على التلقيح، أما النباتات الأخر التي تلقحها الحشرات فقد زودت بلون جميل، وبعطر معين يجذب هذه الحشرة لتلقيحها.
واختتم فضيلة الإمام الطيب الحلقة بتأكيد أن هذا هو المقصود بالإتقان وحسن التقدير الوارد في قوله تعالى: "الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإنْسَانِ مِنْ طِينٍ"، فرغم أن الإنسان خلق من طين، إلا أنه محكم ومتقن، فكيف يخرج من الطين هذا العقل وهذه الروح وهي كلها مضادة للطين، فخلقه وأعطاه العقل والتفكير وتحمل المسؤولية والإحساس والشعور والحب والغضب وغيرها، وهذه كلها ليست صفات الطين، ثم الروح التي نفخت فيه، هذا هو الإتقان الذي يدل على الحكمة، فهو سبحانه وتعالى "حكيم" بمعنى متقن لخلق الأشياء.