عربي21:
2024-11-02@21:33:36 GMT

لماذا عاقب الناخبون حزب العدالة والتنمية؟

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

ذهبت صباح الأحد إلى مركز الاقتراع للتصويت، وأدليت بصوتي لصالح حزب العدالة والتنمية، على مضض، وفاء للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي سخر حياته لخدمة الوطن والمواطنين، وحقق نجاحات كبيرة لا يمكن أن ينكرها أحد، كما أنجز مشاريع عملاقة غيرت وجه البلاد. ولكني لم أكن راضيا عن أداء حزب العدالة والتنمية، والبلديات التي كانت لدي ملاحظات عليها.



أردوغان حصل على 52,18 بالمائة من أصوات الناخبين قبل حوالي عشرة أشهر في الانتخابات الرئاسية، فيما حصل حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المحلية التي أجريت في نهاية الأسبوع الماضي على 35,49 بالمائة في عموم البلاد. وقد يقول قائل إن أردوغان كان مرشح تحالف الجمهور، وبالتالي، صوت له مؤيدو أحزاب أخرى، إلا أن النسبة لا تصل ما حصل عليه الرئيس التركي في أيار / مايو 2023 حتى لو أضفنا الأصوات التي حصل عليها حزب الرفاه الجديد (6,19%)، وحزب الحركة القومية (4,99%)، وحزب الدعوة الحرة (0,55%)، وحزب الاتحاد الكبير (0,44%). كما أن حزب العدالة والتنمية ذاته قد حصل، قبل أقل من عام، على 35,61 بالمائة من أصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وعلى 42,72 بالمائة في الانتخابات المحلية التي أجريت قبل خمس سنوات.

هذه الأرقام تشير إلى أن شعبية حزب العدالة والتنمية لم تتراجع في عدة أشهر، بل بدأت تتراجع قبل سنوات، كما استمرّ ذاك التراجع منذ الانتخابات البرلمانية الأخيرة، لأسباب مختلفة، ولم ينجح الحزب في معالجة تلك الأسباب.

موقف الحكومة من أحداث غزة لم يكن من بين الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية، كما يتخيل البعض ويبالغ فيه، بدليل أن الفارق بين النسبة التي حصل عليها حزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة والأخرى التي حصل عليها في هذه الانتخابات، هي 0,12 بالمائة فقط، علما بأنه لم يكن هناك عدوان إسرائيلي على قطاع غزة في أيار / مايو 2023. كما أن أحداث غزة لو كانت قضية أساسية للناخب التركي لما حصل حزب المستقبل برئاسة أحمد داود أوغلو الذي كان ينتقد موقف الحكومة منها بشدة، على 0,07 بالمائة فقط من الأصوات في عموم البلاد.

شعبية حزب العدالة والتنمية تراجعت لأسباب عديدة، منها وجود أحزاب يمكن اعتبارها بدائل له، كحزب الرفاه الجديد برئاسة فاتح أربكان.الناخبون المنزعجون من موقف الحكومة التركية من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يمكن تقسيمهم إلى ثلاثة: جزء منهم ليسوا أصلا من مؤيدي حزب العدالة والتنمية، أو لديهم مشاكل شخصية مع أردوغان أو الحزب لأسباب مختلفة. فهؤلاء لا يمكن تصنيفهم ضمن الناخبين الذين عاقبوا حزب العدالة والتنمية بسبب موقف الحكومة من أحداث غزة. وجزء آخر منزعجون من ذاك الموقف، إلا أنهم رغم انتقادهم له صوتوا لصالح حزب العدالة والتنمية، بحجة أن المقاطعة أو التصويت لأحزاب أخرى، يصب في صالح حزب الشعب الجمهوري الذي يعتبر مقاومة الشعب الفلسطيني "إرهابا".

الجزء الثالث من الناخبين المنزعجين من موقف الحكومة من أحداث غزة، قاطعوا الانتخابات أو قاموا بالتصويت لصالح أحزاب أخرى، كحزب الرفاه الجديد وحزب الدعوة الحرة. ويحتاج تحديد نسبة كل واحد من تلك الأجزاء إلى دراسة، كما لا يمكن عزو أسباب مقاطعة الانتخابات كلها إلى أحداث غزة.

شعبية حزب العدالة والتنمية تراجعت لأسباب عديدة، منها وجود أحزاب يمكن اعتبارها بدائل له، كحزب الرفاه الجديد برئاسة فاتح أربكان. وعلى الرغم من اختلافه مع الحكومة في عدة ملفات، لم يصطف حزب الرفاه الجديد مع حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة، بل خاض الانتخابات في إطار تحالف الجمهور، ودعم مرشحه لرئاسة الجمهورية. وقرر أن يخوض الانتخابات المحلية وحده بعد أن فشلت المفاوضات التي أجراها مع حزب العدالة والتنمية.

حزب الرفاه الجديد حصل على دعم مستور من رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، إلا أن صعوده يعود بالدرجة الأولى إلى ترشيح أسماء وازنة تخلى عنها حزب العدالة والتنمية. وفاز مرشح حزب الرفاه الجديد برئاسة البلدية في كل من مدينة شانلي أورفا ومدينة يوزغات، علما بأن كلا الرجلين كان رئيس البلدية عن حزب العدالة والتنمية إلا أن الأخير لم يرشحهما لفترة جديدة. وبعبارة أخرى، ذهب الرجلان بعشرات الآلاف من أصوات حزب العدالة والتنمية حين انشقا عنه وانضما إلى حزب الرفاه الجديد.

العوامل الرئيسية التي تسببت في هزيمة حزب العدالة والتنمية في هذه الانتخابات كثيرة. ويأتي استياء المتقاعدين ووضع الاقتصاد العام على رأس تلك العوامل. وعلى الرغم من رفع الحكومة أجور العمال والموظفين العامين، ظلت أجور معظم المتقاعدين متدنية للغاية في ظل نسبة التضخم الكبيرة، الأمر الذي أدى إلى امتناع المتقاعدين عن التصويت لصالح حزب العدالة والتنمية من أجل التعبير عن عدم رضاهم من مستواهم المعيشي.

هناك عوامل أخرى لعبت دورا في هزيمة حزب العدالة والتنمية، مثل الأخطاء في اختيار المرشحين، وابتعاد قادة الحزب وكوادره عن نبض الشارع والشعور بهمومه. وهذا الداء الأخير يعاني منه الحزب الحاكم منذ مدة طويلة. وإضافة إلى ذلك، يجب الاعتراف بأن حزب العدالة والتنمية لم يتراجع إلى المركز الثاني في عموم البلاد بسبب أخطائه فحسب، بل هناك عامل آخر لا يقل أهمية عن أخطاء حزب العدالة والتنمية، وهو نجاح حزب الشعب الجمهوري في استقطاب نسبة من أصوات الناخبين المحافظين الذين لم يكونوا يصوتون له في الانتخابات السابقة.

*كاتب تركي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الانتخابات تركيا انتخابات رأي نتائج مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

قراءة تركية: من سيحسم المعركة الانتخابية في أمريكا ويفوز بكرسي الرئاسة؟

 

تناول مقال تحليلي لصحيفة يني شفق التركية المنافسة المحتدمة بين كامالا هاريس أم دونالد ترامب، للفوز بكرسي الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية.

وسيقرر الأمريكيون يوم الثلاثاء المقبل، من سيكون رئيس الولايات المتحدة. وتشير استطلاعات الرأي إلى تقارب شديد بين المرشحين الديمقراطية كامالا هاريس، والجمهوري دونالد ترامب، وفقا لمقال يني شفق الذي أعده الكاتب والإعلامي التركي عبدالله مراد أوغلو.

ويرى مراد أوغلو أن ترشح هاريس للرئاسة كان قد أثار تفاؤلًا كبيرًا وحماسة في صفوف المعسكر الديمقراطي، لكن يبدو أن هذا التفاؤل قد تحول الآن إلى حالة من القلق والترقب. في المقابل، يزداد نشاط وحماسة أنصار ترامب، مما يعكس تصاعد الترقب داخل معسكره بشكل ملحوظ.

أما الخبراء الاستراتيجيون في الحملات الانتخابية الأمريكية، فلا يستطيعون الجزم بمن سيحسم السباق، حيث يبدو أن القرار سيكون بيد "المترددين". ويلعب هؤلاء الناخبون المترددون دورًا حاسمًا في سبع ولايات متأرجحة، هي بنسلفانيا، وكارولاينا الشمالية، وجورجيا، وميشيغان، وأريزونا، وويسكونسن، ونيفادا. ويزداد احتمال فوز المرشح الذي يتصدر في هذه الولايات الحاسمة ليصبح رئيس الولايات المتحدة. وفقا للكاتب التركي.

وتابع المقال:

في النظام الانتخابي الأمريكي، لا يُنتخب الرئيس بناءً على حصوله على أكبر عدد من الأصوات على المستوى الوطني. فعندما يصوت الناخبون في الولايات الخمسين، فإنهم يختارون مندوبي "المجمع الانتخابي" الذي يتحدد عدد أعضائه حسب عدد سكان كل ولاية. لدى كل حزب قائمته الخاصة من المندوبين، ويذهب جميع مندوبي الولاية للمرشح الذي يحصل على الأغلبية فيها.

ويصبح المرشح رئيسًا إذا حصل على ما لا يقل عن "270 صوتًا" من أصل 538 صوتًا في المجمع الانتخابي. في انتخابات عام 2016، فاز ترامب بالرئاسة بعد حصوله على 301 صوتًا من أصوات المجمع الانتخابي، رغم تفوق هيلاري كلينتون عليه بأكثر من 3 ملايين صوت على مستوى البلاد.

ستكون المنافسة الحاسمة بين ترامب وهاريس في سبع ولايات تمثل 93 صوتًا من أصوات المجمع الانتخابي. ورغم أن هذه الولايات تقدم نسبة صغيرة من الأصوات الوطنية، إلا أن أصواتها لها وزن وتأثير حاسم أكثر من غيرها. أما في 43 ولاية تمثل نحو 80% من السكان، فإن نتيجة التصويت فيها لن يكون لها تأثير كبير على تحديد الفائز بالرئاسة.

 

الديمقراطيون والجمهوريون منقسمون تقريبًا إلى نصفين متساويين، ولا يُتوقع أن يغير معظم الناخبين تفضيلاتهم، باستثناء "المترددين" و"المستائين". لذا، تتركز المعركة الانتخابية بأكملها على جذب أصوات هؤلاء الناخبين المترددين.

 

يسعى كل من ترامب وهاريس لكسب تأييد الفئات ذات التوجهات الوسطية في الحزب المنافس، مما دفع كلًّا منهما لاتهام الآخر بالتطرف. أدى ذلك إلى أن يحاول ترامب استقطاب الطبقة العاملة من السود الذين يصوتون عادة للديمقراطيين، بينما تتجه هاريس نحو كسب تأييد اليمين المعتدل. حتى أنها بدأت في التقرب من "المحافظين الجدد الجمهوريين" المناهضين لترامب.

يواجه الديمقراطيون تحديًا إضافيًا في الولايات الحاسمة من جانب المرشحين "المستقلين" ومرشحي "الأحزاب الثالثة". ومن بين هؤلاء برزت جيل شتاين، مرشحة "حزب الخضر"، والبروفيسور كورنيل ويست، المرشح المستقل من ذوي البشرة السوداء، وكلاهما يستهدف فئات تميل تقليديًا إلى الديمقراطيين. يمثل هؤلاء المرشحون بديلًا لبعض الديمقراطيين الذين ينزعجون من دعم إدارة بايدن غير المشروط لإسرائيل ومن تقارب هاريس مع اليمين المعتدل والمحافظين الجدد.

كما أن انسحاب روبرت كينيدي جونيور، المرشح المستقل للرئاسة وذو الخلفية الديمقراطية، ودعمه العلني لترامب، يمثل تحديًا آخر لهاريس؛ إذ يستقطب كينيدي شريحة من الناخبين الذين يميلون للديمقراطيين لكنهم أقرب في توجهاتهم إلى اليمين.

يشهد دعم ترامب تزايدًا بين الشباب السود والناخبين من أصول لاتينية، الذين يميلون تقليديًا إلى التصويت للديمقراطيين، بينما تحظى هاريس بدعم غالبية النساء من هاتين الفئتين. هذا التحول يشكل مصدر قلق للديمقراطيين، خاصة وأنهم فقدوا سابقًا دعم الطبقة العاملة البيضاء لصالح الجمهوريين بعد شعورهم بالتجاهل.

 

أما "الأمريكيون العرب"، فقد بدأوا بالابتعاد عن كامالا هاريس بسبب سياسات إدارة بايدن-هاريس تجاه إسرائيل. ويتمتع الناخبون العرب في ولايتي ميشيغان وبنسلفانيا بتأثير انتخابي ملحوظ. في انتخابات 2020، ساهم هؤلاء الناخبون بشكل كبير في فوز بايدن بفارق ضئيل في ميشيغان، إلا أن الكثير منهم الآن يميلون لدعم جيل شتاين، التي تتلقى أيضًا دعمًا من مجموعة مسلمة أمريكية تُدعى "تخلوا عن هاريس".

 

ويعيق النظام الانتخابي الأمريكي فرص مرشحي "الأحزاب الثالثة" أو المستقلين في الفوز بالرئاسة، ورغم أن التصويت لهؤلاء يُعد تعبيرًا عن احتجاج، إلا أن تأثيره سيضر بهاريس أكثر من غيرها. ففي عام 2020، تفوق جو بايدن على ترامب بأكثر من 7 ملايين صوت على المستوى الوطني، لكنه فاز بالرئاسة بفارق ضئيل بلغ حوالي 187 ألف صوت في ولايات ويسكونسن وميشيغان وجورجيا. أما في عام 2016، فقد خسرت هيلاري كلينتون الرئاسة بفارق 80 ألف صوت فقط عن ترامب في هذه الولايات الثلاث، مما ضمن له الفوز بالرئاسة.

في هذا السباق الشرس، يتواجه دونالد ترامب وكامالا هاريس. من سيتمكن من حسم المعركة

 

مقالات مشابهة

  • لماذا تشعر أوكرانيا بالخوف من ترامب؟
  • العدالة والتنمية يحذر من “قمار القاصرين” وتبييض الأموال عن طريق “ألعاب القمار”
  • عشرات المنظمات المحلية والاقليمية تدعو لمحاسبة المتورطين في الجرائم التي طالت الصحفيين في اليمن
  • لماذا يستميت خصوم الولايات المتحدة للتدخل بالانتخابات؟
  • وزير التربية الوطنية والرياضة الجديد : سنواصل رياضة المستوى العالي وإنجاح التظاهرات الكبرى التي ستحتضنها المملكة
  • قراءة تركية: من سيحسم المعركة الانتخابية في أمريكا ويفوز بكرسي الرئاسة؟
  • ما الفرصة التاريخية التي يمكن حدوثها في الانتخابات الأميركية 2024؟
  • لماذا يتمنى مستوطنو الضفة المحتلة فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية؟
  • لماذا يجري التصويت في أول ثلاثاء من نوفمبر؟.. اشتعال صراع الانتخابات الأمريكية
  • لماذا لا يحق لأكثر من 3 ملايين أميركي التصويت في الانتخابات الرئاسية؟