تعتبر الحوكمة مفهومًا حديثًا يظهر في الاقتصاديات، حيث تركز على الرقابة الداخلية في الشركات ونظام التعامل بين المؤسسة وحملة الأسهم ومجلس الإدارة والأطراف ذات المصالح. 

تختلف تعريفات الحوكمة ويُطلق عليها أيضًا مفاهيم أخرى مثل الإدارة الرشيدة أو الإدارة المتحكمة.

ترتكز الحوكمة على الرقابة، المسؤولية، والشفافية.

يهدف إطار الحوكمة إلى ضمان تنظيم العمليات الداخلية وزيادة شفافية الشركات ومسؤوليتها وافصاحها. 

عندما تتوافر هذه العناصر والمقومات الواضحة للمستثمرين، فإنها تشجعهم على الاستثمار في تلك الشركات وتعطيهم ثقة بأن استثماراتهم محمية.

تاريخ ظهور الحوكمة يعود إلى عام 1992، حيث حدثت انهيارات في البنوك في لندن. وفي ذلك الوقت، أصدر مجلس العموم البريطاني أول تقرير عن الحوكمة في العالم، وأشار التقرير إلى أن سبب انهيار البنوك كان الفساد المالي في مجالس إدارتها والتلاعب في القوائم المالية.

أصبحت أهمية الحوكمة واضحة خلال أزمة اقتصادية في جنوب آسيا خلال التسعينات، حيث ساعدت في إنقاذ بعض المؤسسات والبنوك من الأزمات المالية والاقتصادية.

تحظى الحوكمة بأهمية كبيرة في رؤية مصر 2030، حيث يتم توجيه الدولة نحو تحقيق حوكمة المؤسسات. تم تطبيق الحوكمة في قطاع البنوك والوزارات والشركات في قطاع الأعمال، وأصبحت الدولة تلزم جميع الشركات العاملة في البلاد بتطبيق الحوكمة. 

 

تُطلب من جميع الشركات المدرجة في البورصة المصرية إصدار تقرير سنوي عن الحوكمة والمسؤولية الاجتماعية، ويتم عرض هذا التقرير على مجلس إدارة الشركة وحملة الأسهم. يتضمن التقرير جميع الجوانب المتعلقة بالمسؤولية الشركة، بما في ذلك هيكلية المجلس، وآليات اتخاذ القرار، ونظام المراقبة الداخلية، والتعامل مع المخاطر، والمسؤولية الاجتماعية والبيئية.

تحسين الحوكمة الشركاتية يوفر العديد من الفوائد، بما في ذلك:

زيادة الشفافية: يعزز نظام الحوكمة الشفافية في عمليات الشركة واتخاذ القرارات. يتم توفير معلومات أكثر دقة وشفافية لحملة الأسهم وأطراف العلاقة الأخرى، مما يساهم في بناء الثقة وتعزيز الاستقرار المالي للشركة.

تعزيز المسؤولية: يشجع نظام الحوكمة الشركات على تحقيق المسؤولية في اتخاذ القرارات والتعامل مع المخاطر. يتم تعزيز مفهوم المسؤولية الاجتماعية والبيئية وتضمينه في استراتيجيات الشركة وأنشطتها.

تعزيز الأداء: يؤدي تحسين الحوكمة الشركاتية إلى تحسين أداء الشركة بشكل عام. يؤدي نظام فعال للرقابة واتخاذ القرارات الجيدة إلى تعزيز الكفاءة والكفاءة التنظيمية والتشغيلية للشركة.

جذب المستثمرين: يعد نظام الحوكمة الشركاتية الفعال والشفاف عاملًا مهمًا في جذب المستثمرين. يعتبر المستثمرون الحوكمة الجيدة مؤشرًا على الاستدامة والاستقرار وإمكانية تحقيق عوائد جيدة على الاستثمار.

تقليل المخاطر: يعمل نظام الحوكمة الشركاتية على تحديد وإدارة المخاطر بشكل فعال. يتم تعزيز الرقابة والمراقبة الداخلية للتأكد من أن المخاطر تتم معالجتها بشكل مناسب وتقليل تأثيرها السلبي على الشركة.

لتحسين الحوكمة الشركاتية، يتطلب الأمر تنفيذ إجراءات وممارسات فعالة، مثل تطوير هياكل الحوكمة الداخلية، وتوفير تدريب وتعليم لأعضاء مجالس الإدارة والإدارة التنفيذية، وتعزيز الشفافية والإفصاح المالي، وتطوير آليات رصد الأداء والرقابة الداخلية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: ببساطة نظام الحوکمة

إقرأ أيضاً:

تغير المناخ في قفص الاتهام: حرائق لوس أنجلوس تعكس تصاعد المخاطر البيئية

وسط الدمار الذي تخلفه حرائق إيستون وباليساديس في لوس أنجلوس، والتي أودت بحياة العديد من الأشخاص ودمرت مئات المنازل، يطرح العلماء تساؤلات حول الأسباب التي جعلت شهر يناير هذا العام كارثيًا إلى هذا الحد.

وفقًا لتحليل صادر عن World Weather Attribution (WWA)، وهي مبادرة بحثية دولية، فإن تغير المناخ لعب دورًا رئيسيًا في تهيئة الظروف المواتية لاشتعال وانتشار هذه الحرائق. 

وأكد التقرير أن "ثمانية من بين 11 نموذجًا مناخيًا تمت دراستها أظهرت زيادة في مؤشر طقس الحرائق خلال شهر يناير، مما يعزز الثقة في أن تغير المناخ هو المحرك الرئيسي لهذا الاتجاه".

ارتفاع الحرارة يزيد المخاطر
تشير البيانات إلى أن كوكب الأرض بات أكثر سخونة بمقدار 1.3 درجة مئوية مقارنة بما كان عليه قبل العصر الصناعي. ووفقًا لـ WWA، فإن هذا الارتفاع جعل الظروف الجوية المتطرفة أكثر احتمالًا بنسبة 35% في منطقة لوس أنجلوس. وإذا استمر الاحترار العالمي ليصل إلى 2.6 درجة مئوية، وهو الحد الأدنى المتوقع بحلول عام 2100 وفقًا للسياسات الحالية، فإن احتمالية حدوث هذه الظروف ستزيد بنسبة 35% أخرى.

ومع ذلك، يحذر الباحثون من أن العلاقة بين ارتفاع الحرارة وتزايد الكوارث ليست خطية، إذ تلعب عوامل أخرى دورًا في تفاقم الأزمة. فعلى سبيل المثال، تعاني لوس أنجلوس من جفاف طويل الأمد، حيث لم تسجل المنطقة أي أمطار كبيرة منذ مايو 2024، وهو سيناريو أصبح أكثر احتمالًا بنسبة 2.4 مرة بسبب تغير المناخ. كما ساهمت رياح سانتا آنا في تأجيج الحرائق ونشرها بسرعة، مما صعّب عمليات السيطرة عليها، وهو عامل لا تنعكس تأثيراته دائمًا بدقة في نماذج المناخ.

تحليل سريع لتقييم الأثر المناخي
تواصل World Weather Attribution تحليل الأحداث المناخية المتطرفة بهدف تقديم تقييم سريع لتأثير التغير المناخي في الكوارث الطبيعية. ويهدف الفريق البحثي إلى نشر نتائج دراساته بسرعة، لضمان أن تكون القرارات المتعلقة بإعادة البناء والاستجابة للكوارث مستندة إلى بيانات علمية موثوقة، بينما لا تزال آثار الكارثة ماثلة في أذهان الجمهور وصناع القرار.

مقالات مشابهة

  • برج الدلو .. حظك اليوم الأحد 2 فبراير 2025 : تجنب المخاطر
  • فريق الحوكمة يتفقد مستشفى «أجا» ويوجه بتوفير نواقص المستلزمات
  • رئيس مؤسسة النفط الليبية: نركز على تعزيز الإنتاج والشفافية
  • مكتوم بن محمد: تعزيز روابط التعاون والشراكة مع الشركات العالمية
  • رئيس هيئة الرقابة الصحية: المبادرات أسهمت في تحسين النظام الصحي (حوار)
  • العملات الرقمية استثمار عالي المخاطر.. كيف تحمي أموالك؟
  • بعد فضيحة الماراطون.. وزير الداخلية يعلن تعزيز شبكة المراحيض العمومية بمدينة مراكش
  • تنظيف الأسنان بالخيط يقلل المخاطر القلبية
  • تغير المناخ في قفص الاتهام: حرائق لوس أنجلوس تعكس تصاعد المخاطر البيئية
  • مجلس الشيوخ يناقش تطوير نظام البعثات الخارجية وآليات تحسين جودة النظام البحثي والتكنولوجي