قال الدكتور نصر السناني استاذ العمليات المصرفية كلية الاقتصاد بجامعة عدن، إن قيام البنك المركزي صنعاء بصك عملة معدنية فئة مئة ريال جاء بعد تفاقم أزمة العملة المحلية التالفة والمتهالكة في مناطق سيطرة الحوثي وبهدف استبدال فئة المئة ريال الورقية التي أصبحت غير صالحة للتعامل ولكن أبعادها الاقتصادية تختلف عن الهدف المعلن وهو ما لمسناه من تصريح محافظ البنك المركزي صنعاء بأن هذه بداية وهناك المزيد من الإجراءات ويقصد بذلك الطبع أو الصك لفئات أخرى من العملة الريال.

ماذا وراء مخطط الحوثي تدشين عملة جديدة في اليمن؟ خبير عسكري يمني يُجيب.. هل تختلف ضربات واشنطن في بلاده عن هجماتها بالعراق وسوريا؟

وأضاف  السناني في تصريحات خاصة لـ "الفجر" بأنه يعد هذا الإجراء غير قانونيًا ويفتح الباب للانقسام  الاقتصادي المنقسم  أصلًا وتعميق الأزمة الاقتصادية بين مناطق الشرعية ومناطق سيطرة الحوثي في البلد الواحد، كما أنه سيفتح الشهية للمزيد من الإصدارات متعديًا تغطية العملة التالفة إلى أهداف أخرى تتمثل في تمويل نفقات الحكومة وهذا سيزيد من التضخم وانهيار القوة الشرائية للنقود  وتفاقم معيشة المواطنين في ظل توقف صرف ألمرتبات.

 

وتابع في حديثه بأنه من الناحية السياسية يعد هذا الإجراء وسيلة لقطع الأمل في تحقيق تسويات وإيجاد حلول الأزمة اليمنية وخاصة الجانب الاقتصادي عن طريق توحيد إدارة البنك المركزي والغاء القيود على التعامل بالطبعة الجديدة من العملة اليمنية في مناطق سيطرة الحوثي وتوحيد سعر الصرف من ناحية التأثير على سعر الصرف في مناطق سيطرة الشرعية فلن يكون هناك أي  تأثير،  لعدم قبول هذه الطبعة فئة مأة ريال المعدنية كما أنها ستبقى في يد المتعاملين بالسوق للحاجة لها في تغطية التعاملات النقدية.

 

وأكد بأنه  فيما يتعلق بالتضخم وارتفاع الأسعار في مناطق الحوثي فذلك يتوقف على حجم  الاصدار فإذا كان بمقدار العملة التالفة حسب الهدف المعلن من البنك المركزي صنعاء فلن يكون له أي تأثير وفي حال تجاوز  الاصدار الجديد حجم العملة التالفة فإن ذلك سينعكس على ارتفاع مستوى الأسعار.

 

وأشار بأنه  من جانب آخر نرى أن ذلك سيشعل الحرب بين بنك صنعاء وبنك عدن المركزي في اتخاذ القرارات والاجراءات المضادة في مجال السياسة النقدية والمصرفية حيث لاحظنا قيام  البنك المركزي عدن بإصدار تصريح بعدم التعامل بهذه الطبعة الجديدة وفرض عقوبات على البنوك وشركات الصرافة التي ستتعامل معها ولحق ذلك القرار رقم 17 لعام 2024م الصادر من البنك المركزي عدن في 23 رمضان بأن على البنوك التجارية والمصارف الإسلامية وبنوك التمويل الأصغر نقل مراكزها الرئيسية إلى العاصمة المؤقتة عدن خلال ستون يوم وهنا قد تتأثر بعض البنوك وشركات الصرافة للضرر والعقوبات من اي من البنكين لعدم الالتزام بالتعليمات الصادرة من كل بنك وعدم قدرتها على التنفيذ بسبب الضغوطات التي تتعرض لها من بنك صنعاء وانعكاس ذلك على نشاطها نتيجة للعقوبات من بنك عدن الذي بيدة  السويفت الدولي وكذلك المعترف به عالمياّ  وننتظر ردة فعل من بنك صنعاء المركزي.

 

واختتم حديثه لـ "الفجر" بأنه ومع اشتداد الحرب المصرفية  بين الطرفين سيلحق الضرر بقدرات القطاع المصرفي في تقديم التمويل للنشاط الاقتصادي وتعقيد عملية التبادل وتغطية التجارة بين شمال الوطن وجنوبه حيث نحذر من توجه الاقتصاد إلى مزيدًا من التدهور وارتفاع رقعة الفقر  إذا استمرت الحرب الاقتصادية واستمر  مسلسل الاصدار النقدي الجديد  فالحرب الاقتصادية هي أهم واشمل  وأكثر فتكًا بالشعوب من الحروب العسكرية كونها تصيب جميع المواطنين دون استثناء وتسرق ثرواتهم ودخولهم من جيوبهم نتيجة تراجع وانهيار القوة الشرائية وارتفاع الأسعار.

محلل اقتصادي يمني يُجيب لـ "الفجر".. كيف ضاعف الحوثي معاناة المزارعين والتجار ببلاده؟ كاتب سياسي يمني لـ "الفجر": الحوثيون جماعة إرهابية بالفعل.. ويُهددون الأمن القومي العربي

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: جامعة عدن البنك المركزي صنعاء الحوثيين اليمن الاقتصاد اليمني العملة اليمنية البنک المرکزی مناطق سیطرة فی مناطق

إقرأ أيضاً:

البنك المركزي اليمني يدشن فعاليات أسبوع المال العالمي في عدن.. ما أهميتها؟

شمسان بوست / عدن:

دشن البنك المركزي اليمني، اليوم الأحد، في العاصمة المؤقتة عدن، فعاليات أسبوع المال العالمي بمشاركة واسعة من البنوك والمؤسسات المالية والتعليمية، وذلك تحت إشراف محافظ البنك المركزي اليمني، الأستاذ أحمد أحمد غالب.


ويقام أسبوع المال العالمي 2025 خلال الفترة من 16 إلى 22 مارس تحت شعار “فكر قبل أن تتبع – ثروتك تُصنع بحكمة”، ويهدف إلى تعزيز مهارات إدارة المال لدى المجتمع، خصوصًا الأطفال والشباب، بالإضافة إلى دعم وتمكين الشمول المالي.


وفي حفل التدشين، أكد نائب محافظ البنك المركزي، الدكتور محمد عمر باناجه، أهمية الفعالية في نشر الثقافة المالية بين مختلف فئات المجتمع، خاصة الشباب باعتبارهم ركيزة المستقبل، موضحاً أن أسبوع المال العالمي هو حدث دولي تنظمه المنظمة المالية الدولية للأطفال والشباب منذ عام 2012، برعاية منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، ويشهد مشاركة مؤسسات مالية وتعليمية ومنظمات مجتمع مدني من مختلف الدول.


وأشار باناجه إلى أن البنك المركزي اليمني يرى في المعرفة المالية حقًا أساسيًا لكل فرد، مؤكدًا أن تمكين الأفراد من المهارات المالية يعزز قدرتهم على تحقيق تطلعاتهم والمساهمة في بناء اقتصاد وطني مستدام. كما شدد على أن هذه الفعالية تهدف إلى نشر الوعي المالي، وتشجيع الادخار والاستثمار، وتعزيز الشمول المالي، مع التركيز على الفئات المهمشة لضمان وصول الخدمات المالية للجميع.


مؤكداً أن البنك المركزي اليمني سيظل ملتزماً بدعم جهود نشر الوعي المالي، وتمكين افراد المجتمع عمومًا والمستهلك المالي على وجه الخصوص من إدراك وفهم كل حقوقه وواجباته في التعامل مع متطلبات النشاط المصرفي المالي المتطور دومًا.


من جانبه، أكد الأمين العام لمحافظة عدن، بدر معاون، أهمية هذه الفعالية في تسليط الضوء على التحديات الاقتصادية الراهنة، بما في ذلك الأزمة المالية وتدهور العملة الوطنية وارتفاع تكاليف المعيشة. مشيراً إلى ضرورة الاستفادة من تجارب الدول ذات الاقتصادات الناجحة، داعيًا الحكومة والقيادة السياسية إلى تبني إصلاحات مالية واقتصادية عاجلة لوقف تدهور العملة وتعزيز الاستقرار الاقتصادي.


بدوره، أوضح رئيس اللجنة التحضيرية، أكرم محمود، أن تنظيم الفعالية في ظل الظروف الحالية يعكس إصرار اليمنيين على مواجهة التحديات الاقتصادية. واعتبر أن أسبوع المال العالمي يشكل فرصة لإعادة تقييم السياسات الاقتصادية، وتحفيز الابتكار في القطاع المالي، خاصة من خلال تعزيز فهم التقنيات المالية الحديثة، مثل التمويل الرقمي والمستدام.


واستعرض محمود أبرز الفعاليات التي ستقام خلال الأسبوع، والتي تشمل ندوات، ورش عمل، وجلسات نقاشية تجمع بين الخبراء المحليين والدوليين، مما يتيح تبادل الأفكار والخبرات واستكشاف فرص تطوير القطاع المالي في اليمن.


وخلال حفل التدشين، ألقى الدكتور محمد أبو شداد كلمة ممثلي البنوك، حيث أكد أهمية التنسيق المشترك بين المؤسسات المالية والمصرفية لتعزيز الشمول المالي، وزيادة الوعي بأهمية الإدارة الحكيمة للأموال، مما ينعكس إيجابيًا على المجتمع ويعزز الثقافة المصرفية.


كما تضمن التدشين مداخلة عبر تقنية الزوم من الدكتور محمد أبو نار من الأكاديمية العربية للعلوم الإدارية والمالية والمصرفية، تناول فيها دور المؤسسات المالية في تعزيز الوعي المالي في بيئة رقمية متغيرة.


و شهد الحفل استعراض تقرير حول أسبوع المال العالمي 2024، الذي شاركت فيه أكثر من 30 مؤسسة مالية، بالإضافة إلى تقديم عرض تعريفي حول أهداف الفعالية لهذا العام 2025، وفيديو توعوي حول مخاطر غسيل الأموال.


حضر الفعالية الأستاذ منصور راجح، وكيل قطاع الرقابة على البنوك بالبنك المركزي، وعدد من وكلاء محافظة عدن، ورئيس جامعة عدن، ورؤساء البنوك والقطاعات المصرفية، إلى جانب نخبة من الخبراء والمختصين في الشأن المالي والمصرفي.

مقالات مشابهة

  • البنك المركزي بصنعاء يعلن بدء المرحلة الأولى من إتلاف النقد التالف فئة مائة ريال
  • المركزي يناقش المؤشرات الاقتصادية ليناير وفبراير
  • المركزي يناقش تطورات سعر «صرف الدينار» والمؤشرات الاقتصادية للعام 2025
  • البنك المركزي ينشر أسماء 8 بنوك كبرى قررت الإنتقال من صنعاء الى عدن
  • البنك المركزي يعلن أسماء البنوك التي وافقت على نقل مقراتها من صنعاء إلى عدن
  • البنك المركزي يُدّشن عملية إتلاف 13 مليار ريال من العملة الورقية فئة “100 ريال”
  • البنك المركزي بصنعاء يُدّشن عملية إتلاف 13 مليار ريال من العملة الورقية فئة “100 ريال”
  • البنك المركزي اليمني يدشن فعاليات أسبوع المال العالمي في عدن.. ما أهميتها؟
  • مليشيا الحوثي تغير أماكن قياداتها وتنقل بعضهم إلى مناطق محصنة
  • محكمة نمساوية: حل الشرطة لمعسكر التضامن الفلسطيني بجامعة فيينا غير قانوني