سودانايل:
2025-03-04@19:27:16 GMT

عام على الحرب و لم ينتصر الجيش لماذا؟

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

asmaguma@hotmail.com

أسماء محمد جمعة

حينما إعترف البرهان بأن هذه الحرب عبثية و لا منتصر فيها، كانت تلك أول مرة يعترف فيها بحقيقة منذ أن سلطه الله على هذا الوطن وشعبه، الا انه و كعادته تراجع بعد أن تلقى الأوامر من عصابة ( الكيزان) التي تسيطر على الجيش وسماها حرب كرامة يجب أن ينتصر فيها الجيش،ولكن تظل الحقيقة إنها حرب عبثيه لا منتصر فيها ولا علاقة لها بالكرامة بل الجيش مهزوم فيها هزيمة نكراء ،ليس لأن إبنه الشرعي الدعم السريع تفوق عليه بل لأنه هو من هزم نفسه بنفسه من البدايه حين أسس الدعم السريع ثم أراد التخلص منه بالقوة ،و لأن هذه الخطوة ليست هي الخطوة المهنية السليمة التي يجب أن يقوم بها لمعالجة خطأ إرتكبه مع سبق الإصرار والترصد والعناد والمكابرة والغباء، و لأن قرار الحرب والتخلص من الدعم ليس قراره وإنما قرار عصابة الشيطان نفسها والتي تعودت أن تستغل الجيش لينفذ لها أجندتها الاجرامبة التي تتناقض دائما مع مصالح الشعب والوطن .



هذه الحرب العبثية ليست هي الهزيمة النكراء الوحيدة التي هزمها الجيش لنفسه ،فهو لديه سجل حافل من الهزائم المؤلمة خلال تاريخه الذي يمضي نحو القرن، فقد هزم نفسه حين إنقلب على أربعة حكومات مدنية وحكم بالبندقية 55 سنة من عمر السودان المستقل وفشل، وحين قبل أن يكون مؤسسة لا قومية و تأدلج وأصبح أداة في يد عصابة الحركة الاسلامية التي تتاجر بالدين والوطن والاخلاق ، وقد سبق وأن دفعته لحرب الجنوب العبثية وفي النهاية فصلته دون يرف لها جفن ،الجيش هزم نفسه حين تحول الى مؤسسة استثمارية فاسدة تسيطر على أغلب إقتصاد البلد وتستثمر في كل شي دون أن يستفيد الجيش كمؤسية وطنية ، وهزم نفسه حين قبل ٱن تقزمه عصابة (الكيزان) ويصبح تحت إمرة قادتها غير العسكريبن الذين لا يؤمنون اصلا بوجود قوات مسلحة مهنية موحدة وفرضوا عليه مليشيات كثيرة وجيوش موازية تقاتل إنابة عنه، وفوق كل هذا يخضع قادته بشكل مباشر لهم خضوع العبد للسيد ،وليس أدل على ذلك أكثر من الفديو الفضيحة الذي اعترفت فيه سناء حمد بالتحقيق مع قادته الكبار بأمر من الامين العام للحركة الإسلامية، ولكم ان تتخيلوا كيف كان يجلسون أمام سناء كالتلاميذ يردون على اسئلتها وهم بالزي الرسمي يا للعار .

الهزيمة الاسوأ للجيش ضد نفسه هي هروبه من هذه الحائق وإنكاره ورفضه المستمر للتوبة والتحرر و إصلاح نفسه ، حتى حين جاءته الفرص وحاول الشعب إرجاعه عن ضلاله بثلاثة ثورات شعبية آخرها كانت ثورة ديسمبر التي قاومها بشراسة ثم إنقلب على حكومتها وما زال يقاوم بشراسة أكثر تؤكد أنه ليس لديه رغبه في الإنتصار على نفسه وعلى العصابة التي يخضع لها وهي تدفعه دفعا نحو مقاومة الحكم المدني رغم انه يعلم أن تقدم السودان مرهون به .

طبعا هذه ليست كل هزائم الجيش لنفسه، فهناك الكثير الذي تجاوزناه فالمكان لا يسع لذكرها كلها فذاك يحتاح إلي كتاب من مئات الصفحات، ولا أعتقد أن هناك مواطن لا يعرف تاريخ جيشنا الذي ظل عدوا لنفسه وللشعب بسبب ابتلائه بقادة فاشلين مصابين بعمى البصر و البصيرة وضيق الافق .

إن حرب الجيش ضد جيشه الموازي الدعم السريع و التي تكمل اليوم عامها الأول في هذا الشهر الكريم ،كشفت للجميع حقيقة أن المؤسسة التي تسمى قوات الشعب المسلحة، ماهي إلا لافتة تتواري خلفها الحركة الا إسلامية بوجهها القبيح الكالح وهي تحاول دائما أن تنتصر لنفسها ومصالحها عبرها ،وعليه فإن انتصار الجيش الحقيقي ليس في قضائه على إبنه المدلل إرضاء لعصابة الشيطان ،وإنما في انتصاره على نفسه وتحرره من قبضة الأدلجة والتسيس والتمميز والاعتراف بمشاكله والعودة الى طريق المهنية ، وأول انتصار له على نفسه هو وقف هذه الحرب العبثية دون شروط وايجاد مخرج يكفي هذا الشعب شر استمرار المعاناة اليومية والهلاك الذي يتعرض له منذ عام ،واختيار الحل الوطني والذي رفضه بتحريض من العصابة نفسها التي تكره الخير للشعب .

إن مشاهد هذه الحرب العبثية الخبيثة التي نراها امامنا كافية جدا لتقنع أي صاحب عقل وبصيرة أنها ليست حرب كرامة من أجل الشعب كما تروج لها عصابة الشيطان بل العكس تماما ،فالجيش الذي فقد كرامته كمؤسسة وهزم نفسه الف مرة لا يمكنه أن يقنعنا بآنه يخوض حرب كرامة ضد إبن انجبه بكامل قواه العقلية ورعاه وفرعنه وهو سعيد به .  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: هذه الحرب

إقرأ أيضاً:

تراجع نفوذ الجيش بالبرلمان الصيني.. حملة تطهير غير مسبوقة

نشرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، تقريرًا، يسلّط الضوء على تراجع تمثيل الوفد العسكري في البرلمان الصيني، وذلك نتيجة لحملة تطهير واسعة يقودها الرئيس، شي جين بينغ.

وقالت الصحيفة، في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنّ: "حجم الوفد العسكري في البرلمان الصيني المصغّر يتقلص نتيجة عمليات التطهير التي يقوم بها الزعيم شي جين بينغ قبل أكبر حدث سياسي سنوي في بكين".

وأوضحت: "سيبلغ عدد أعضاء الوفد العسكري في الجلسة العامة السنوية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، التي ستُفتتح يوم الأربعاء، 267 عضوًا، بعد أن كان عددهم 281 عضوًا في عام 2023؛ حيث تم استبعاد أربعة عشر منهم بسبب تحقيقات الفساد".

وتابعت: "عانى الوفد العسكري، بما في ذلك ممثّلو جيش التحرير الشعبي الصيني والشرطة المسلحة الشعبية، من انخفاض عدد ممثليهم أكثر من أي وفد إقليمي أو حكومي أو قطاع صناعي آخر في المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني".

وفي السياق نفسه، تؤكد البيانات على أن حملة شي على ما يصفه الحزب الشيوعي الصيني بـ"انتهاكات الانضباط" تؤثّر بشكل أكبر على القوات المسلحة مقارنة بأجزاء أخرى من المجتمع.

وأضافت الصحيفة أنّ: "عمليات التطهير ضد الفساد تأتي في الوقت الذي من المتوقع أن يعطي قادة الحزب الشيوعي الأولوية للاقتصاد هذا العام فيما يُعرف بـ"الدورتين"؛ أي الاجتماعات السنوية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني والمؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني".


وأردفت: "تشعر بكين بالقلق من أن يؤدي ارتفاع الرسوم الجمركية الأمريكية إلى الإضرار بصادرات الصين المزدهرة، والتي عوضت الركود العميق في الاقتصاد المحلي خلال السنتين الماضيتين"، مشيرة: "من المتوقع أن يعلن القادة الصينيون عن هدف طموح يتمثل في نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5 في المئة، هذه السنة مدعومًا بتدابير تحفيزية أكبر".

وأكدت الصحيفة أنّ: "إبعاد العسكريين من المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني بسبب تحقيقات مكافحة الفساد هو تذكير بتركيز شي على تحسين الجيش الصيني في الوقت الذي تتنافس فيه البلاد مع الولايات المتحدة، على الهيمنة حول تايوان وبحر الصين الجنوبي".

وبحسب الأستاذ في جامعة تامكانغ التايوانية والباحث في شؤون الجيش الصيني،   لين ينغ يو، فإنّ: "خفض أعداد أفراد الوفد العسكري لن يكون له تأثير على المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، لكنه يسلط الضوء على استمرار شي في تأكيد سيطرته على القوات المسلحة".

وأضاف: "على الرغم من تعطيل المستويات القيادية لجيش التحرير الشعبي بأكمله، فإن الحملة لم يكن لها تأثير ملحوظ على قدرات الجيش ووتيرة العمليات؛ حيث يواصل الجيش زيادة الضغط على تايوان وينشر قواته في مواقع أبعد من الصين".

وأفادت الصحيفة أنّ: "بكين عزلت 10 مندوبين عسكريين من المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني قبل دورتي السنة الماضية، بعد أن بدأ شي في اتخاذ إجراءات صارمة ضد قوة الصواريخ، وهي الدراع العسكرية لجيش التحرير الشعبي المسؤولة عن الصواريخ بما في ذلك الصواريخ النووية، وبيروقراطية شراء الأسلحة".

ومنذ آذار/ مارس الماضي، فقد أربعة من كبار المسؤولين العسكريين الآخرين مناصبهم كمندوبين في المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، بعد تورطهم في التحقيقات الآخذة في الاتساع؛ حيث تم استدعاء وزير الدفاع السابق لي شانغفو ونائب قائد جيش التحرير الشعبي الصيني السابق دينغ تشيبينغ في أيلول/ سبتمبر.

وفي كانون الأول/ ديسمبر، تم عزل سلف دينغ، يو هايتاو، والقائد السابق للبحرية في المنطقة العسكرية الجنوبية لجيش التحرير الشعبي الصيني، ولي بينغتشينغ، من مناصبهما أيضًا.


ومن المرجح أن يكون حضور جيش التحرير الشعبي الصيني في الجلسة العامة السنة المقبلة أقل من ذلك؛ فقد تم عزل مياو هوا، كبير المفوضين السياسيين في الجيش الصيني، عن مهامه كعضو في اللجنة العسكرية المركزية في نوفمبر/ تشرين الثاني، ورغم أن المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني  لم يعلن عن إقالته من منصبه كمندوب، إلا أنه من غير المتوقع أن يحضر الجلسة العامة.

وختمت الصحيفة التقرير بالقول إنّ: "المراقبين رصدوا اختفاء ثلاثة مندوبين عسكريين آخرين عن الأنظار مؤخرًا؛ فقد غاب كل من لي تشياو مينغ ووانغ تشونينغ، قائدا جيش التحرير الشعبي الصيني والشرطة المسلحة الشعبية".

واستطردت: "بالإضافة إلى يوان هواتشي، المفوض السياسي للبحرية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني، في اجتماعات رئيسية في كانون الأول/ ديسمبر وكانون الثاني/ يناير، وفقًا لما أظهرته لقطات وسائل الإعلام الحكومية الصينية".

مقالات مشابهة

  • عاجل | القناة 12 الإسرائيلية: القيادة الجنوبية في الجيش أصدرت تعليمات للجنود بالاستعداد لاحتمال استئناف الحرب
  • «شرق النيل» في قبضة الجيش السوداني
  • ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
  • السودان: هل تنهي مكاسب الجيش في العاصمة الحرب؟
  • مطالبات بمحاكمة مغنٍ تونسي قاتل في صفوف الجيش الإسرائيلي
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • زيلينسكي يحرّم على نفسه البدلة.. ما الذي تعنيه اختيارات الرئيس الأوكراني لملابسه؟
  • تراجع نفوذ الجيش بالبرلمان الصيني.. حملة تطهير غير مسبوقة
  • من هو الصحفي الذي أشعل الحرب داخل البيت الأبيض بين ترمب وزيلينسكي؟
  • نائب: السوداني لم ينفذ برنامجه الحكومي الذي ألزم به نفسه