ندوة حوارية حول تجربة الفنان التشكيلي إياد البلال في ثقافي حمص
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
حمص-سانا
سلطت الندوة الحوارية التي نظمها مشروع مدى الثقافي بالتعاون مع مديرية ثقافة حمص اليوم الضوء على تجربة الفنان التشكيلي إياد البلال في مجال النحت، ومشروعه الثقافي القادم في هذا المجال.
وتمحورت المداخلات في الندوة التي استضافها المركز الثقافي بحمص وشارك فيها أعضاء فريق مدى الثقافي، وشخصيات ثقافية واجتماعية وتشكيلية حول مفهوم النحت عند الفنان البلال وأدواته ومدارسه وأساليبه والأسباب والظروف التي تهيأت له، ليكون واحداً من ألمع الأسماء في مدرسة النحت السوري والعربي، من خلال منحوتاته التي تشهد عليها ساحات المدن السورية ومنها مجسم الشيخ صالح العلي في مدينة الشيخ بدر، ومجسم الجندي المجهول في قلب مدينة حمص، إضافة إلى كثير من الأعمال النحتية التي شارك فيها بملتقيات تشكيلية داخل وخارج القطر.
وتخلل الندوة عرض حلقة متلفزة عن حياة الفنان البلال ومشواره مع الفن التشكيلي وأعماله التي قدمت صورة واضحة عن تأثر الفنان ببيئته الريفية البسيطة ثم بالمدينة وبالمخزون البصري الذي استمده من واقعه وبالمخزون الثقافي الذي بلوره من خلال قراءاته للتاريخ والملاحم وتطويعه الحجر والخشب والصلصال، ليقدم مجسمات تنطق بالحياة متخذاً من الطابعين الواقعي والواقعي التعبيري منهجاً لإبداعه الفني.
وعن مشروعه الثقافي الذي يجهز له حالياً، أوضح البلال أنه يحاول الخروج بمنحوتات تجمع مكونات الهوية الوطنية المتمثلة في الأصالة والعمارة والخط العربي لتقديم رسالة للآخر بأن الحياة في سورية مستمرة، والفن هو إحدى نبضاتها الدائمة، داعياً إلى إقامة ملتقيات النحت الداخلية والخارجية والورشات والاهتمام بهذا الفن الذي يمثل الهوية الحضارية للشعوب.
ورأى البلال أن النحت الواقعي مظلوم، وهناك من يحاول طمسه وإبعاده عن الساحة خوفاً منه، لأنه يوثق تاريخ الشعوب وفي المقابل يعمل هؤلاء على الترويج للفكر التجريدي المعاصر الذي لا يفهمه إلا الأقلاء، داعياً المؤسسات الثقافية إلى الاهتمام بهذا الفن والاتجاه نحو تشكيل سوري معاصر.
وفي ختام الندوة التي جاءت بالتزامن مع إقامة معرض مواهب واعدة 5 قامت مديرة المركز الثقافي وفاء يونس ومدير مشروع مدى الثقافي رامز حسين والمشرفين على فريق مدى بتكريم الفنان البلال، عرفاناً وتقديراً لمسيرته الإبداعية.
تجدر الإشارة الى أن الفنان البلال من مواليد حمص قرية الشعيرات عام 1972 وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين في سورية، درس في معهد الفنون التطبيقية قسم النحت بدمشق، وشارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل وخارج سورية وله 6 نصب تذكارية، و20 عملاً حجرياً ضخماً ومئات الدراسات التشكيلية.
حنان سويد
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
الثقافة تنظم ندوة فكرية باليوم العالمي للكتاب واليوم العالمي للملكية الفكرية
الثورة نت/..
نظمّ قطاع المصنفات والملكية الفكرية بوزارة الثقافة والسياحة اليوم على رواق بيت الثقافة بصنعاء، ندوة فكرية بعنوان “إضاءات على حقوق الملكية الفكرية الادبية والفنية”، بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف الذي صادف ألـ 23 أبريل واليوم العالمي للملكية الفكرية الـ 26 أبريل.
وفي افتتاح الندوة أكد وزير الثقافة والسياحة الدكتور علي اليافعي، أهمية الاحتفاء باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف واليوم العالمي للملكية الفكرية لتشجيع القراءة بين أوساط المجتمع ونشر ثقافة الحفاظ على كافة الحقوق وحماية الآثار والتراث الحضاري.
وأشار إلى أن هناك الكثير من الحقوق الفكرية التي تم سرقتها ونسبت إلى دول خليجية بدون وجه حق، وقال “إن الخليجيين أخذوا الكثير من الأغاني والتراث اليمني واكتفوا بكتابة تراث وكأنه من تراثهم هم وليس تراثًا يمنيًا”.
ودعا الوزير اليافعي، قطاع المصنفات والملكية الفكرية إلى حصر الانتهاكات والاعتداءات على حقوق الطبع والنشر وغيرها من المصنفات والرفع بها لوضع الحلول المناسبة ومعالجتها بطريقة صحيحة.
وأفاد بأن الحقوق في اليمن محفوظة نظرًا لوجود الكثير من اليمنيين المبدعين، مؤكدًا أن أكثر ما يعانيه اليمن والمبدعين اليمنيين، تتمثل في اعتداءات وسطو وسرقة للملكية الفكرية والتراث والتاريخ والمخطوطات من قبل الخارج.
وأضاف “لن يتم السكوت عن أي اعتداءات من الخارج على التراث والتاريخ اليمني وآثاره ومخطوطاته وملكياته الفكرية وسيتم متابعتها والمطالبة بها حتى استعادة حقوق بلدنا، فلدينا تاريخ عريق يجب الاهتمام به والحفاظ عليه وعدم تركه عرضة للاعتداء والسرقة.
كما أكد وزير الثقافة والسياحة، أن اليمن يمتلك موروثًا كبيرًا في الفكر والتراث والثقافة والأدب والشعر ما جعل المحيطين به والمجاورين له يشعرون بالغيرة ومحاولة السطو على تاريخه ونسبه إليهم في محاولة منهم لطمس التاريخ والتراث والثقافة اليمنية.
وقال “نمتلك ثقافة عظيمة تنتمي إلى تاريخ حمير وسبأ وارتبطنا بالتاريخ الإسلامي وكنا من الأوائل في نصرة الإسلام ولليمن تواجد فكري في اندونيسيا وشرق آسيا والقرن الإفريقي، ومن يحاول أن ينسب تاريخ اليمن لغيره سيعجز”.
ولفت الوزير اليافعي، إلى أنه لا يستطيع أحد بناء التاريخ في لحظات آنية بل التاريخ يأتي من آلاف السنين وأهل اليمن القدامى استطاعوا أن يسطروا التاريخ، كما يسطره أبناء اليمن اليوم في الحفاظ على الهوية الإيمانية اليمانية والوقوف في وجه المستكبرين والطغاة ومناصرة المستضعفين في فلسطين وإفشال مخططات أعداء الأمة التي تستهدف الدين والمقدسات.
ودعا المفكرين والأدباء إلى تشكيل لجنة لحصر الحقوق الفكرية اليمنية والموقوف والثقافة والفكر لمعرفة ما تم السطو عليه ونهبه بهدف تفعيل خطة استرجاع الحقوق الفكرية، مؤكدًا أن تفعيل حماية حقوق الملكية الفكرية أصبح ضرورة ملحة، فما تتعرض له الآثار والتراث الحضاري اليمني من نهب وتهجير وتغريب وتنسيب إلى غير نسبه الأصلي يستدعي العمل على كل ما من شأنه الحفاظ عليه بكل السبل والوسائل.
وقٌدمت في الندوة التي عقدت بدعم وتمويل صندوق التراث والتنمية الثقافية ثلاث أوراق عمل، تناولت الورقة الأولى المقدمة من رئيس الهيئة العامة للكتاب عبدالرحمن مراد، الكتاب وأسباب تراجع صناعته في اليمن.
فيما تمحورت الورقة الثانية المقدمة من مدير بيت الموسيقى فؤاد الشرجبي حول العدوان على التراث الثقافي اليمني، واستعرض نائب مدير عام حق المؤلف والحقوق المجاورة شهاب البركاني الورقة الثالثة بعنوان “حق المؤلف والحقوق المجاورة المجال الأوفر اللامتناهي للملكية الفكرية”.
وخرجت الندوة بعدد من التوصيات، أكدت أهمية صياغة سياسة الملكية الفكرية بصورة سليمة تبين كيف يمكن استخدام نظام الملكية الفكرية لتشجيع أهداف التنمية المستمدة من تحليل بنية البلاد الثقافية والتقليدية والصناعية وأنماط الإنتاج الزراعي والعناية بالصحة ومتطلبات التعليم.
وأشارت إلى أهمية التنسيق بين القطاع المختص بوزارة الثقافة والسياحة والجهات ذات العلاقة لضبط عملية النشر للمحتوى الثقافي عبر المنصات والتطبيقات الإلكترونية ومنصات شركات الاتصالات الوطنية لضمان عدم النشر إلا بعد الحصول على تراخيص رسمية من قبل الوزارة بغرض الحفاظ على الحقوق الفكرية والهوية الإيمانية والوطنية.
وشددت توصيات الندوة على إنشاء وتأسيس المؤسسات المكملة اللازمة لإدارة وتطبيق وتنظيم الملكية الفكرية بكفاءة ضمن منظومة الإبداع الوطنية لضمان حماية حقوقهم ومنع الانتهاكات والقرصنة وكذا تضمين المنهج المدرسي والجامعي بتشريعات الملكية الفكرية.
ولفتت إلى أهمية نشر ثقافة الملكية الفكرية في أوساط المجتمع عبر البرامج والمنشورات التوعوية الإذاعية والتلفزيونية والصحفية، مؤكدة أهمية تشجيع صناعة الكتاب وإعادة مجده السابق من خلال رسم سياسات تشجع على صناعته وإقامة فعاليات وأنشطة مرتبطة به.
كما أكدت التوصيات ضرورة ربط الناشئة بالكتاب عن طريق تشجيع طلاب المدارس باقتناء الكتب والاستفادة من تجارب الأمم المتقدمة في هذا الجانب وتنشيط معارض الكتاب المحلية نظرا لظروف العدوان التي يمر بها الوطن تشجيعًا واستمرارًا لصناعة الكتاب والترويج له.
وشددت على ضرورة التصدي لموجات السطو على التراث الثقافي اليمني من الخارج، سيما في جانب التراث الغنائي والفلكلور الشعبي وإلزام المنابر الإعلامية اليمنية بتحمل مسؤولياتها في مواجهة تلك الحملات والالتزام بالإشارة إلى أصحاب الحقوق عند بث المحتويات الفنية.
حضر الندوة المدير التنفيذي لصندوق التراث والتنمية الثقافية الدكتور عصام السنيني وعدد من وكلاء وقيادات الوزارة والكتاب والمبدعين اليمنيين.