“غيبوبة” من شعر (الخليفة ليومنا) محمد تاج السر علي الشيخ تلحين وغناء عوض جاد الرب في أبادماك منذ 55 عاماً
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
عبد الله علي إبراهيم
نشأ أبادماك للكتاب والفنانين التقدميين حول مذكرة للرأي العام في شتاء 1968 استنكرنا فيها اعتداء الاتجاه الإسلامي بجامعة الخرطوم على حفل جماعة الثقافة الوطنية. وهي الحادثة المعروفة بواقعة العجكو. والعجكو رقصة من غرب السودان. فما أن صعدت راقصاتها الطالبات على المسرح حتى أفسد الإخوان الحفل وفرتقوه.
في اجتماعنا الأول العاشر من يناير 1969 أجزنا قرارين. واحد يشجب اعتداء الإخوان المسلمين على حفل جمعية الثقافة الوطنية. أما القرار الآخر فقد شجبنا فيه حكم الردة الذي صدر بحق المرحوم محمود محمد طه. وهذا نصه:
يستنكر اجتماع الكتاب والفنانين التقدميين التضييق الذي تمارسه بعض الجهات علي العقل باسم الدين. إن الحرج الذي تعرض له العقل والوجدان بوقوف فكر ومنهج الأستاذ محمود محمد طه أمام القضاء الشرعي لهو حرج في افئدة كل الذين يريدون لبلادنا أن تستظل بالحوار، وأن تسترشد بالحجة والبيان، وأن يصان العقل من الاستعلاء والاستعداء. وإننا لنؤكد بالقطع مسؤولية الفكر في خلق سودان معاصر في التاريخ والزمان والمكان. لن ننثني أمام محاكم الردة وما أشبه . . ففي عمق رؤانا يعيش شعبنا وتراثه وباسمه نستشرف آفاق المعاصرة والبهاء.
وفي اجتماع لأبادماك شنف عوض جاد الرب أسماعنا بأغنية "غيبوبة" لمحمد تاج السر. كان الاجتماع بدار جمعية الصداقة الألمانية (جهة سينما كلوزيوم) في 10 يناير 1969 (أو أنقص أو زد عليه قليلا). كان ذلك أول اجتماعاتنا لإجازة المانفستو المقدم للاجتماع. وزيناه ببرنامج فني جاذب. فقد استمعنا الي أغنية من مريم ماكيبا بلغة التوسا من جنوب أفريقيا التي تخرج بموسيقاها الخاصة من بين أسنان نشطة زخارة (click song). أما المفاجأة فكانت أغنية للأستاذ عوض جاد الرب من كلمات المهندس محمد تاج السر اسمها "غيبوبة". وأشجانا أنها خرجت منا بمصطلحنا ومن زملاء تلمس الواحد منهم لمساً لو مددت يدك. ومما يؤسف له أن ليس بيدنا أرشيفاً للأغنية وهي التي أسكرت (واقعاً ومجازاً) الجيل. وكان عوض مغنياً مجيداً وكان محمد تاج السر شاعراً مجيداً. ولا تزال طلاوة الأغنية مما أذكر كالندى في خاطري. كانت محاولة لإشهار غناء جديد. فهل تكرم من له سجل بها كأغنية أو قصيدة بنشرها علينا. . . يكسب ثواب.
وأسعفني محمد تاج السر مؤخراً بالنص. ووعد باستعادة غناءه من وسط أسرته وفيها الفنان المعروف أحمد جلاب بأمريكا حتى يبلغ الخبر عوض ويتحفنا.
غيبوبة (1968)
بعد أن أزهر في القلب وأثمر
ذلك الطيب أغفى
بعد أن نور بيتي
بالسنا بالبشر بالبهجة يوما
لملم النور وأدبر
في هدوء قاتل مر وخلى
بعده في الدار خوفاً
وارتعاشات وظلمة
***
كان حلماً عابراً
لولا خيال في فؤادي
كان نبضاً في سهادي
كيف أنساه الذي
رش الندى يوماً عليا
بلل النار التي
كانت جحيماً أبديا
في جبيني
كيف والشوق الذي أحيا عيوني
بالحنان البكر بالليل الحزين
كان من طلعته الحبلى بطاقات الجلال
***
ليس لي بد
لقد كان بقربي
ثم أدبر
الجلال القطرة الشهد
العذاب الحلم
ما استقريته يوماً نديا
لم يفسر
كان يمرح
في شراييني وأعصابي تفرح
وينام الليل في حضني فأبكي
رقة خوفاً عليه
وشمه في باحة القلب أبيد
النقوش العذبة الإيقاع
تبدي لا تعيد
ويدوي صائح
إن حبي كان حلماً
من خرافات الزمان
أدناه رابط لمادة عن أبادماك
عبدالله علي إبراهيم - يوميات أبادماك (1968-1969): مريم ماكبا تظللنا | الأنطولوجيا (alantologia.com)
IbrahimA@missouri.edu
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
كنت من محبي زيارة متحف السودان القومي..
واكاد اجزم أني احفظ المعروضات في القاعات في الدور الاول والثاني..
واعرف ممر الكباش والضفادع الحجرية علي البحيرة الصناعية والمعابد التي نقلت كما هي ووضعت في ساحة المتحف كمعبد دندرة وحيث اثار العهد الاسلامي في الطابق الثاني كدولة سنار
◾️- الصورة المرفقة صورتها بنفسي بجوالي النوكيا في ابريل 2011 ولازالت احتفظ ببعض الصور من ساحات العرض..
◾️- حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع وتم سرقة مشغولات ذهبية عمرها الاف السنين وبعض الاثار الصغيرة من العاج والحجر والابنوس تعود للعهد المروي ولعهد دولة نبتة
– مع ان السودان اطلق حملة لاستعادة المسروقات بالتعاون مع اليونسكو الا ان الامل ضعيف في العثور عليها لان هناك هواة جمع تحف واثار يشترون مثل هذه المقتنيات ويحتفظون بها في خزائنهم لمدد طويلة ولا يعرضونها ابدا وبذا تقل فرص مطاردتها واسترجاعها..
????- الحل في نظري هو اطلاق حملة قومية للتنقيب عن الاثار مرة اخري.. هناك مواقع اثرية كبيرة ومتعددة متناثرة في السودان..
◾️- مثلا في العام 1998 زرت الولاية الشمالية باللواري في سفرة استغرقت عدة ايام فرايت كثير من الاثار ملقاة علي الطريق قريبا من شواطئ نهر النيل , احجار ضخمة واعمدة معابد لايستطيع اي احد ان يحركها من مكانها وربما هذا سبب حفظها حتي الان.. فلو تم التنقيب حول هذه الاماكن فالبتاكيد سنحصل علي اثار جديدة..
◾️هناك ايضا موقع النقعة والمصورات الاثري الذي يشرف عليه معهد حضارة السودان التابع لجامعة الخرطوكم تحت اشراف البروف جعفر ميرغني – وقد زرته من قبل في العام 2010 – الثلات صور الاخيرة – ففي هذا الموقع تتناثر الاثار علي العديد من التلال والسهول و الموقع ذات نفسه يقع علي نهاية وادي العوتيب وهذا الوادي الان عبارة عن رمال ولكنه حتما في قديم الزمان كان من روافد النيل الموسمية فعلي ضفاف هذا الوادي وحتي موقع النقعة والمصورات هناك احتمال وجود عشرات الاثار التي قد تغير التاريخ ذات نفسه
◾️- ايضا سفح جبل البركل وكثير من المواقع التي يمكن اعادة التنقيب فيها
◾️- في العام 2010 كانت هناك شركة تقوم بحفريات لبناء عمارة في احد الاحياء شرق مطار الخرطوم فعثرت علي ما يشبه المدفن لقرية تعتبر اول اثر علي وجود الانسان في منطقة الخرطوم والمقرن قدرت بالاف السنين..
– وكثير من الاثار هنا وهناك علي ضفاف النيل الذي كان علي الدوام جاذبا للمستعمرات البشرية منذ القدم
????- بهذه الطريقة يمكننا اعادة ملء المتحف القومي مرة اخري والحفاظ علي التاريخ الذي اراد تتار العصر ان يمحوه لهدم رواية الامة السودانية عن عراقتها وحضارتها الممتدة من الاف السنين وحتي الان..
♦️- بهذا يمكننا مرة اخري ان نضع قطع الاحجية جنبا الي جنب ونعيد بناء قصة متماسكة تمتد من الان الي عمق التاريخ ونضع معلما لاطفالنا والاجيال القادمة تحاجج به وتفتخر.
♦️- بعض الدول تحفر في اللاشئ وتعثر علي صخور صماء لايوجد عليها نقش واحد فتضعها في متحف ضخم لتقول للناس ان هذا الحجر استخدمه شخص في هذه البقعة قبل اربعة الف سنة كوسادة او كمسند او مربط لحيوان لتقول للعالم انها دولة ذات تاريخ وذات عراقة..
♦️- نحن كبلد اولي بان تكون لنا قصة لها شواهد وعليها ادلة والاسهل والحل الذي بين ايدينا هو اطلاق حملة جديدة للتنقيب عن الاثار تحت الارض والكشوفات الجديدة هذه توكل كمشاريع لكليات الاثار والدراسات الانسانية كالتاريخ وعلم الاجتماع مع التمويل من الدولة والشركات الوطنية مع مواصلة جهود البحث عن الاثار المفقودة.
النور صباح
إنضم لقناة النيلين على واتساب