هذا زمان الأسئلة ، أما الأجوبة ففيها يسير كل ابن انثى علي هواه
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
هذا زمان الأسئلة ، أما الأجوبة ففيها يسير كل ابن انثى علي هواه وقد صارت الحرب أشد ضراوة في مجال الإعلام الذي يغلفه الكذب بالسلوفان والحقيقة غابت مع الشمس عند الكسوف الكلي!!..
هل حقيقة أن سوداننا الحبيب تكالبت عليه ١٧ دولة منها المجاور والإقليمي وبعضها دول كبيرة ذات وزن وقافية ومنها نكرات لم يسمع بهن الجن في وادي عبقر ولا الحوت الأزرق في أعماق البحار ولا الوحوش في البرية ؟!
وطالما أن القانون يسمح بحق الرد ودفع العدوان عاجلا ام آجلا وكما ترون فإن أهل السودان قد عجزوا عن دحر الغزاة حاضرا فكيف ينتصرون علي ضباع ومرافعين وأبناء اوي وليوث ونمور وثعابين كوبرا وتماسيح مستقبلا مع هذه الهجمة العالمية علينا ورغم عظم المأساة وشدة الخطر ودقة الموقف وانعدام الحيلة والعدة والعتاد نجد أنفسنا مازلنا نمارس اللجاجة ونمسك في خناق بعضنا مع احدث موضات الاتهامات بالعمالة والارتزاق والارتهان للأجنبي وقبض الرشاوي وبيع الوطن بالرخيص ؟!
هل هذا يمكن أن يكون تصرف أمة عريقة لها جزور ضاربة في عمق التاريخ كل فرقة تنسب لنفسها فضل المقاومة ولا تعترف بالاخري بل لا تريدها معها في خندق واحد والي متي نضيق ذرعا ببعضنا البعض ؟! هل هذا ما علمتنا له الأيديولوجيا الوافدة التي مزقت وحدتنا الوطنية وجعلتها بقايا من حطام ؟! وهل أصبح البعض منا يهيم بحب الاغراب أكثر من هيام قيس بليلي وكثير بعزة والمحلق بتاجوج ؟! وهل حلت علينا لعنة كراهية أبناء الوطن وتمني زوالهم من علي الخريطة إرضاء للاسياد من خارج الحدود مقابل حفنة دولارات وكعكة سيادية نمارس من خلالها جنون عظمة ونفرغ بها عقد نفسية وشعور بالاضطهاد متراكم فينا علي مر السنين ولا سبيل لتلاشيه إلا بقتل ثلث الشعب ليسهل حكم الثلثين بكل سلاسة وفساد ونهب مع تطويع القوانين للقائد الملهم والإعلام يلبسه كل يوم ثوب جديد من حرير وهكذا تدور الاسطوانة المشروخة في انتظار غلام صغير يشير بإصبعه الي الفرعون وقلة عقله ويهتف : ( انظروا الي ملكنا العريان ) ؟!
هذه المنظمات العالمية والإقليمية هل قلبها معنا ام مع من يدفع لمنسوبيها المرتبات والبدلات وتذاكر الطائرات ؟! هل لو كانت معنا وتعاطفت بنصف عين مفتحة كان لهذه المأساة أن تظل منسية لمدة عام كامل ومازالت شرارتها في اتقاد ؟!
نعود لاصحاب الوجعة الذين تحرقهم الجمرة ويدهم علي النار وعقلهم غائب هل من عودة الي سن الرشد وترك المماحكة والتراشق بالتصنيفات وتقسيم البشر لافتات ومن ثم تضييع اغلي الأزمان في لت وعجن وشجار وطعان ولعان وراجمات وخراب بيوت ووطن وفي آخر المطاف هل نجد بلح اليمن أو عنب الشام ؟!
لااظن ذلك هل انت تظن ؟!
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم.
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
المقاومة أكبر من مكان وأكثر من زمان
علي بن مسعود المعشني
ali95312606@gmail.com
من يعتقدون بأنَّ المقاومة انتهت بسقوط دمشق بأيدي تتار العصر، وبمقتل عدد من قادتها، وتدمير كبير لبنيتها، فهم بلا شك فقراء في اللغة العربية؛ حيث لا يمتلكون منها سوى مفردات البؤس والفجيعة في التوصيف، وهم بلا شك فقراء في لغة الإعلام ولغة الصورة، والنظرة السطحية للأمور لإخفاء الحقيقة الكاملة، ولسكب الهزيمة في عقل الخصم والمتلقي، وهم بلا شك فقراء في الزاد التاريخي؛ حيث حرموا من التطواف والتجوال في التاريخ للوقوف على العبر والأحداث المشابهة، وهم بلا شك فقراء من الزاد الإيماني وأثره، بمشيئة الله وأثرها، والقوة الإيمانية الهائلة لأبناء فصائل المقاومة وأثرها، وهم بلا شك فقراء في معارف علوم ومسلمات أطوار الحياة ودول الأيام، وهم بلا شك ممن يعتقدون بأن التاريخ توقف وتجمد في بطون الكتب ولم يعد يُصنع، وهم بلا شك من ضحايا السرديات الصهيونية بأنَّ الكيان لا يُهزم وأمريكا قضاء وقدر.
حينما تكون المعطيات لديك خاطئة فمن الطبيعي أن تكون استنتاجاتك خاطئة وقناعاتك هشة ومنحرفة عن الحقيقة، والعكس صحيح، لهذا فنحن نعيش في عصر التزييف العميق، وبسط السطحية ونثر الهشاشة وتمكين التفاهة، تمهيدًا للاحتلالات والسيطرات المقبلة من قبل العدو على العقول والحقول معًا.
الخبرة التراكمية للمقاومة اليوم في مواجهة العدو وصلت إلى مرحلة متقدمة جدًا وبمرتبة تكافؤ الردع والخسائر والوجع، والعدد النوعي والكمي للمقاومة اليوم بمرتبة فخر للأمة بشقها المقاوم، وبمرتبة رعب وقلق للصهاينة والمتصهينين.
والعقيدة القتالية لفصائل المقاومة، واتساع نطاق ثقافتها العابرة للأجيال والحدود هو ما يُرعب العدو حقيقة ويقض مضاجعه ويقلل من منسوب عمره وزمن احتلاله.
فصائل المقاومة اليوم تجاوزت العقود الأربعة من عمرها، وهو عمر الحكمة والرشد والتكليف بعظائم الأمور، وبالنتيجة فلا قلق عليها من فقد رمز هنا أو قائد هناك، ولا بفقد منشآت أو عتاد أو كوادر، فهذه جميعها من مسلمات الحروب.
تصعيد المقاومة لعملياتها ومواجهاتها للعدو، وتعدد تلك المواجهات ونوعيتها جعل الفخر التراكمي بالانتصارات يتعاظم يوماً بعد يوم؛ بل وجعل حضور المقاومة وثقافتها تزاحم ثقافات التفاهة والترفيه الماجن وتلغيها؛ بل وجعل النظام الرسمي العربي يُعيد حساباته بصمت، ويتيقن بأن المقاومة خياره الأوحد والصريح للبقاء على قيد الحياة، وأن فلسطين هي الخندق الأول للدفاع عن الأمن القومي العربي.
نتائج هكذا حروب ومواجهات مفصلية في التاريخ لا تظهر فوريًا، بل تظهر مؤشراتها أولًا ثم تتبعها النتائج الطبيعية على الأرض، لهذا نقول ونكرر بأن العدو انتصر تكتيكيًا، عبر التدمير والاغتيالات ولغة الصورة السطحية المؤثرة على المتلقي، ولكن المقاومة انتصرت استراتيجيًا عبر توازن الرعب والردع والخسائر، وانتصارات المقاومة ستجعل الكيان يراجع ذاته في كل شيء ويسأل كل فرد في الكيان سؤال بعد ملحمة طوفان الأقصى "كيف وصلنا إلى هنا"!؟ فخسائر كيان دولة لا تقاس بخسائر فصائل، ومنسوب خسائر العدو لا يقاس بسقف المقاومة المفتوح لتلقي الخسائر ثمنًا للكرامة والعزة والشرف والكبرياء. والمنتصر لا يفاوض لوقف إطلاق النَّار وتبادل الأسرى؛ بل يُملي شروطه على الآخر، وهزيمة العدو تأتي عبر خيارين، هزيمة العدو وسحق قدراته القتالية، أو منعه من تحقيق أهدافه من الحرب، والمقاومة حققت جزءًا مهماً من الأول، وكل الجزء الثاني.
قبل اللقاء.. من يقرأ التاريخ، يقرأ المستقبل.
وبالشكر تدوم النعم.
رابط مختصر