أبو الغيط باجتماع المندوبين الدائمين حول فلسطين: ما يحدث حرب إبادة وحشية
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية في اجتماع المندوبين الدائمين بشأن الوضع في فلسطين المحتلة، أن كل جهد يبذل لوقف العدوان الوحشي لن يرقى لمستوي الجرم الوحشي الذي ترتكبه قوات الاحتلال.
وقال في كلمته: إن كل جهد دبلوماسي وعمل سياسي نبذله هنا في اجتماعاتنا، أو في مختلف الأروقة الدبلوماسية والمحافل الدولية، من أجل وقف الحرب الوحشية في قطاع غزة، لن يرقى بالطبع لمرتبة الجُرم المرتكب ولا لجلال التضحية التي يبذلها الفلسطينيون كل يوم من دمائهم وأبنائهم.
لقد تغيرت المواقف العالمية وتحركت بالتدريج ناحية الموقف العربي الذي اتخذناه جميعاً من اليوم الأول، وهو ما يتجسد في قرار مجلس الأمن الأخير الذي طالب لأول مرة بوقف فوري لإطلاق النار.
إنها استفاقة متأخرة.. ولا تعفي من صمتوا لشهور من مسئوليتهم عن اجتراء الاحتلال على الدم الفلسطيني، وعربدته في القطاع قصفاً وقتلاً وتجويعاً وتشريداً.. وكأننا عُدنا لمرحلة ما قبل الأعراف الدولية التي تميز بين العسكريين والمدنيين، وكأننا عدنا لزمن اللاقانون واللاإنسانية.
بالأمس فقط قتلت قوات الاحتلال بدم بارد سبعة من عمال الإغاثة العاملين للقطاع.. وأفاقت دول كثيرة كانت تظن في هذا الاحتلال التحضر والمدنية، ولا يُمكن أن يكون احتلالٌ متحضراً بأي حال- لأنها عاينت بياناً صارخاً ونموذجاً فاضحاً على الطريقة العشوائية والمجردة من الضمير والإنسانية التي يُدير بها الاحتلال عملياته العسكرية ضد المدنيين في قطاع غزة. ما جرى لم يكن خطأ كما تدعي إسرائيل، ولكنه نمط متكرر.. فقد قُتل من عمال الإغاثة ما يقرب من مائتين منذ بدء العمليات، بينهم 176 من الأونروا وحدها.. ولا أرى أي فرق بين هؤلاء وبين عشرات الآلاف من المدنيين والأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا بدم بارد وبدون وازع من ضمير منذ بدء الحرب.
وأشار أبو الغيط الى إن عملنا الدبلوماسي يتعين أن يتواصل من أجل وقف الحرب.. وضمان أن تُحاسب إسرائيل على الجرائم التي ارتكبتها.. علينا أن نناضل أيضاً في كل الساحات الدبلوماسية والمحافل العالمية من أجل اقتناص أفق سياسي لفلسطين المستقلة.. .بعد أن عرف العالم كله أن الوضع القائم لم يعد قابلاً للاستمرار، وأن الاحتلال لا يُمكن أن يكون سلمياً أو حضارياً.. وأن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية هي الطريق الوحيد للسلام في فلسطين وإسرائيل والمنطقة بأسرها.
اقرأ أيضاًإعلام فلسطيني: زوارق الاحتلال تطلق النار باتجاه شاطئ مدينة رفح
صحيفتان قطريتان: الاحتلال الإسرائيلي عدو ليس للفلسطينيين فحسب إنما للإنسانية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية الاحتلال الاحتلال الإسرائيلي غزة فلسطين
إقرأ أيضاً:
من الذي انتصر في حرب غزة؟
التوصل الى اتفاق لإطلاق النار بين اسرائيل وحماس يعني أن نتنياهو فشل في تحقيق أي من أهداف الحرب التي أعلن عنها يوم الثامن من أكتوبر 2023، عندما قرر اجتياح قطاع غزة وخوض حربٍ برية وجوية وبحرية وإعلامية ونفسية ضد الفلسطينيين، محاولاً سحقهم بشكل تام.
رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن في اليوم التالي لعملية "طوفان الأقصى" إنه سيبدأ حرباً شاملة ضد قطاع غزة، وإنَّ لهذه الحرب أهدافٌ ثلاثة: استعادة الأسرى الاسرائيليين، القضاء التام على حركة حماس، وتأمين المستوطنات في محيط القطاع أو ما يُسمى "غلاف غزة".
وواقع الحال أنَّ اسرائيل خاضت أطول حربٍ في تاريخها على الإطلاق واستمرت 15 شهراً ضد القطاع لكنها فشلت في تحقيق أي من هذه الأهداف الثلاثة، واضطرت في نهاية المطاف الى البحث عن أسراها عبر "صفقة" وليس بالقوة، كما اعترفت ضمناً بأن القضاء على حركة حماس غير ممكن، وأن هزيمة شعبٍ يتمسك بأرضه هو ضربٌ من الخيال والمستحيل.
لمن يسألون من انتصر في هذه الحرب الدموية المدمرة فإننا نقول بأنَّ الحروب تُقاس بالمآلات وليس المسارات، أي إن الحروبَ تُقاس بنتائجها لا بتفاصيلها اليومية، وهذا ما انطبق وينطبق على كل الصراعات الكبرى في تاريخ البشر، ففي الحرب العالمية الأولى تكبدت قوات الحلفاء التي انتصرت خسائر أكبر بكثير من تلك التي تكبدتها دول المركز، وفقد المنتصرون ما مجموعه 22 مليون إنسان، بينما فقد الطرفُ الخاسر أقل بكثير: 16 مليوناً فقط.
في الحرب العالمية الثانية كان المشهدُ أكثر وضوحاً، فقد تكبد معسكر "الحلفاء" خسائر تزيد عن 61 مليون قتيل، بينما اقتصرت خسائر دول "المحور" على 12 مليون قتيل فقط، ورغم ذلك فان نتيجة الحرب كانت لصالح من تكبدوا خسائر أكبر.
المشهد ذاته كان في حرب فيتنام، وثورة الجزائر، وثورة جنوب أفريقيا، والأمثلة على ذلك كثيرة.. وهذا يعني بالضرورة أن الحروب تُقاس بنتائجها وليس بتفاصيلها اليومية، كما إنها ليست معادلة رياضيات نحسبُ فيها كل طرف ماذا خسر لنستنتج بأن صاحب الخسارة الأكبر هو المهزوم، إذ إن هذه الطريقة تصلح لمباريات كرة القدم وليس للحروب والصراعات الكبرى.
المهم أيضاً في هذا السياق أن وقف إطلاق النار يأتي وليس لدى اسرائيل أي سيناريو لليوم التالي، حيث لم ينجح الاسرائيليون في الاطاحة بحكم حركة حماس، ولم ينجحوا كذلك في خلق وضع جديد يخدم مصالحهم، وعلى مدار الشهور الـ15 للحرب فشلوا في إقناع أية دولة عربية بأن تتدخل عسكرياً في القطاع، كما فشلوا في إقناع السلطة الفلسطينية بأن تحل بديلاً لإدارة القطاع، وفشلوا أيضاً في خلق أي سيناريو بديل.
المؤكد اليوم أن هذه الحرب التي استمرت 15 شهراً، والتي هي أطول مواجهة عسكرية في تاريخ الطرفين، إنما هي انتهت الى تغيير المنطقة بأكملها، إذ إن اليوم التالي لهذه الحرب ليس كاليوم السابق لها، كما أنَّ الحسابات القادمة لأية مغامرة عسكرية اسرائيلية مستقبلية ستكون بكل تأكيد مختلفة تماماً عن الحسابات التي كانت لدى الاسرائليين سابقاً.