مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي ينظم الملتقى العلمي الرمضاني الثاني تحت عنوان “الفتاوى الطبية المستجدة “رؤية حضارية وتطبيقات واقعية وقيم مستدامة” “
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
نظّم مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي ملتقاه العلمي الرمضاني الثاني تحت عنوان “الفتاوى الطبية المستجدة «رؤية حضارية وتطبيقات واقعية وقيم مستدامة»” بحضور سعادة الدكتور عمر حبتور الدرعي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، ومدير عام مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي وعدد من المسؤولين من مختلف الجهات والمؤسسات في الدولة.
ويأتي الملتقى على غرار مؤتمر المستجدات العلمية الذي نظمه المجلس في نوفمبر الماضي تحقيقاً لأهدافه، ويهدف الملتقى إلى تفعيل أدوات الاجتهاد الحضاري من خلال مواكبة المسائل الطبية المستجدة وتطوراتها الواقعية وآثارها الإنسانية وفق مناهج معتدلة، وذلك بمناقشة عدد من الخبراء المختصين من الكادر الطبي والخبراء الشرعيين من الجانب الشرعي، بهدف بناء الفتاوى في المسائل الطبية على أُسس سليمة وتصورات دقيقة تساهم في تعزيز جودة الحياة، وتحافظ على الصحة العامة، وترفع الحرج والمشقة عن أفراد المجتمع لتأدية عباداتهم بروح إيمانية وسكينة وطمأنينة.
وتضمّن الملتقى جلستين علميتين أولها “نماذج من التطبيقات الطبية وأثرها على صناعة الفتوى”، وناقشت الجلسة محورين مهمين في المجال الطبي والشرعي والقانوني وهما (الموت الدماغي والإنعاش الكهربائي استيعابه العلمي والقانوني وفق رؤية إفتائية حضارية)، والمحور الثاني (غسيل الكلى تصوراته العلمية وأحكامه الإفتائية وآثاره على الصيام) وقد ناقش المحاور عدد من المختصين الطبيين والشرعيين والقانونيين.
وتناولت الجلسة الثانية موضوع “المنهج الإفتائي الحضاري في المسائل الطبية المستجدة” وجاء فيها ثلاثة محاور رئيسة وهي “الفتوى في المسائل الطبية بين التطورات والسياقات الواقعية العلمية”، والمحور الثاني “أهمية الاجتهاد المؤسسي في المسائل الإفتائية الطبية المستجدة” والمحور الثالث “المنهجية العلمية في المسائل الطبية الإفتائية من منطلق وثيقة أبوظبي في الاستيعاب الشرعي”
وقد سلّط المشاركون الأضواء على مجموعة من المخرجات والتوصيات ومن أهمها:
أولًا: إن مقاصد الأديان جعلت من حفظ الأنفس، واستدامة جودة الحياة وصحتها، ضرورة من الضروريات الكبرى، ومؤثرًا رئيسًا في إنتاج الفتوى، ويجب استصحاب هذا الأصل في الفتاوى الطبية لضمان سلامتها، وتحقيق قيم الرحمة والسماحة.
ثانيًا: إن الفتاوى الطبية المتعلقة بالصيام ينبغي العناية بها، واستيعاب مسائلها، والنظر في مستجداتها، من خلال التصور العميق المبني على الأسس والضوابط العلمية، وتقديم التوعية الإفتائية بأحكام المريض وخاصة الصائم؛ تحقيقًا لمقاصد التيسير والسماحة في أداء العبادات، المستمدة من ديننا الحنيف.
ثالثًا: يعد الرأي الطبي من المرتكزات الأساسية في صناعة “الفتوى الطبية”، وذلك عبر التكييف السليم، والتشخيص الصحيح الذي يعتمد على مشورة الأطباء المتخصصين، مع الأخذ في الاعتبار استيعاب واقع المريض المفضي إلى ترسيخ قيم الرفق، والأمل، وتجنب التشدد في إصدار المحتوى الإفتائي الموجّه للمرضى.
رابعًا: دعوة المؤسسات الإفتائية إلى ضرورة مواكبة المستجدات العلمية عامة، والطبية خاصة، وتجديد “أرشيف الإفتاء الطبي”؛ باعتبار التغيرات الطارئة، والمؤثرات الواقعية المبنية على التطورات العلمية والدراسات المعاصرة.
خامسًا: الحرص والعناية بفئات المرضى والاهتمام بهم، ولا سيما المرضى المقيمين في المستشفيات، وإيجاد المخرجات والحلول المناسبة التي تراعي حالهم وتلبي حاجاتهم، وفق الاعتبارات الشرعية، والكليات العامة؛ المبنية على مبدأ الرفق والرأفة بالمرضى، ورفع الحرج عنهم.
سادسًا: التأكيد على أهمية الرجوع إلى “وثيقة أبوظبي في الاستيعاب الشرعي للمستجدات العلمية” الصادرة عن المجلس، في تناول المستجدات العلمية الطبية، وضرورة التقيد بمضامينها، والالتزام بمحدداتها، وتنزيلها في مراحل إنتاج الفتاوى الطبية المعتدلة.
سابعًا: ترسيخًا للرؤية الحضارية التي يتبناها مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أصدر الملتقى لوحة مرجعية بعنوان: “القِيَمُ الإيمانيةُ لجودةِ حياةِ المريضِ وسعادتِه”، متميزة بإخراج فني ولمسة جمالية، ورسم إبداعي، وتحتوي على أهم القيم والمبادئ، معززة لسعادة المريض، وهادفة إلى رفع معنوياته الإيمانية، ومراعية لمشاعره، ويوصي الملتقى بالعمل مع الجهات الصحية؛ لإيصالها إلى الفئات المستهدفة.
ثامنًا: إطلاق مبادرة وطنية كبرى على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة تهدف إلى تمكين ثقافة الشراكة بين العاملين في المجالين الطبي والشرعي، وتأسيس لجان تنسيقية مشتركة، وتبادل زيارات مستدامة، والوقوف عن قرب على أهم التحديات، والوصول إلى حلول تتواءم مع الواقع، وتخدم حال المرضى.
واختُتم الملتقى بتثمين جهود المشاركين من العلماء والخبراء وتلبيتهم الدعوة، وإسهاماتهم العلمية القيّمة في إنجاح أعمال هذا الملتقى، كما خص بالشكر والتقدير جميع فرق العمل والشركاء الاستراتيجيين من جهات ومؤسسات وطنية في مختلف المجالات: الطبية، والإفتائية، والتعليمة، والثقافية، والتطوعية.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: مجلس الإمارات للإفتاء الشرعی
إقرأ أيضاً:
«مؤسسة حمدان بن راشد للعلوم الطبية» تبدأ تلقي طلبات الترشح لجوائز التميز الطبي لعام 2025
أعلنت مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية فتح باب التسجيل للدورة الجديدة من جوائزها الطبية التي تهدف إلى تكريم الإنجازات البارزة في مجال الرعاية الصحية محلياً وإقليمياً.
وتسعى المؤسسة من خلال هذه الجوائز إلى تعزيز ثقافة الابتكار والتميز في القطاع الصحي، ودعم الجهود البحثية والمبادرات الرائدة، التي تسهم في تحسين الخدمات الصحية ورفع جودة حياة الأفراد.
وقال سعادة الدكتور خليفة السويدي، المدير التنفيذي للمؤسسة إن جوائز التميز الطبي منصة رائدة لتكريم الإنجازات الاستثنائية في مجالات الرعاية الصحية والبحث العلمي وفرصة لتحفيز الباحثين والمبتكرين في العالم العربي ودولة الإمارات العربية المتحدة، على تقديم حلول جديدة تعالج تحديات القطاع الصحي المتزايدة، وأكد أن الاحتفاء بالتميز يعزز من التنافسية، ويخلق بيئة داعمة للابتكار تسهم في تطوير الأنظمة الصحية، وتحقيق نقلة نوعية في جودة الرعاية المقدمة.
وأضاف أن جوائز التميز الطبي دعوة لجميع المهنيين والباحثين إلى أن يكونوا شركاء في رحلة التطوير الصحي المستدام وأن النجاح الذي تحقق على مدى أكثر من عقدين من الزمن، بفضل جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية، يعزز مسعانا في النسخة الجديدة لبناء جسور التعاون بين المواهب المحلية والإقليمية وتشجيعهم على مشاركة إنجازاتهم مع العالم.
تنقسم جوائز التميز الطبي إلى فئتين رئيسيتين، الأولى موجهة لدعم الإنجازات الصحية والبحثية في العالم العربي، والثانية تهدف إلى إبراز وتقدير الجهود الاستثنائية داخل دولة الإمارات العربية المتحدة.
فعلى صعيد العالم العربي، تشمل الجوائز «الجائزة العربية للأبحاث في القطاع الصحي»، التي تبلغ قيمتها 200 ألف درهم وتُمنح لفائزين اثنين وتهدف إلى دعم الباحثين العرب وتشجيعهم على تقديم أبحاث مبتكرة ذات تأثير عالٍ في مجالات الطب والرعاية الصحية، مع التركيز على نشرها في مجلات علمية محكمة معترف بها دولياً.
وتتضمن أيضا «الجائزة العربية في العلوم الوراثية» التي تُعد من أرقى الجوائز المخصصة لتقدير العلماء والأطباء في مجال علم الوراثة البشرية وعلم الجينوم وتبلغ قيمتها 370 ألف درهم، وتُمنح للأفراد الذين حققوا إنجازات علمية بارزة أسهمت في تطوير فهم الأمراض الجينية، وتحسين استراتيجيات مكافحتها في العالم العربي.
وداخل دولة الإمارات العربية المتحدة تشمل الجوائز «جائزة أفضل بحث في القطاع الصحي»، التي تُخصص للمتخصصين الشباب، بهدف تسليط الضوء على المواهب البحثية وتشجيع ثقافة البحث العلمي، وتبلغ قيمتها 100 ألف درهم ويتم منحها لثلاثة فائزين.
وتشمل الجوائز أيضاً «جائزة الابتكار في القطاع الصحي»، التي تهدف إلى تكريم المشاريع المبتكرة التي ساعدت في تطوير وتحسين خدمات الرعاية الصحية داخل الدولة وتبلغ قيمتها 250 ألف درهم ويتم منحها لفائزين اثنين إضافة إلى ذلك، تُمنح «جائزة حمدان للمتميزين في القطاع الصحي»، التي تصل قيمتها إلى 200 ألف درهم، للمواطنين الإماراتيين الذين قدموا إسهامات بارزة ومؤثرة تركت أثراً إيجابياً واضحاً على القطاع الصحي داخل الدولة.
كانت الدورة السابقة من جوائز التميز الطبي لعام 2024 قد شهدت نجاحاً كبيراً، وعكست التزام مؤسسة حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية والتربوية بتعزيز الابتكار وترسيخ التميز في القطاع الصحي، واستقطبت عدداً كبيراً من المشاركات المتميزة من داخل دولة الإمارات وخارجها، والتي أبرزت إنجازات لافتة في مجالات البحث العلمي والرعاية الصحية.
وجرى تكريم الفائزين الذين قدموا إسهامات استثنائية، سواء من خلال أبحاث علمية رائدة أو مبادرات مبتكرة، كان لها أثر إيجابي ملموس في تحسين جودة الخدمات الصحية ودعم تطور القطاع الصحي على المستويين المحلي والعالمي.