دار الإفتاء توضح أثر سماع الفحش من القول على أجر الصوم
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية، إن ما يعرِض للصائم من سماعِ كلامٍ فاحشٍ وألفاظٍ بذيئةٍ ليس من مفسدات الصوم عند جمهور الفقهاء، ولا تأثير له في صحة الصوم، وإن كان ذلك يُعرِّضه للإثم وانتقاص ثواب صومه، ويُخشى عليه من ضياع الأجر؛ إذ اجتناب ذلك كله من مقتضيات المحافظة على العبادة وكمالها.
دار الإفتاء تحسم الجدل حول كيفية إخراج زكاة الفطر.. يجوز إخراجها نقودًا دار الإفتاء المصرية تعلن قيمة زكاة الفطر
أوضحت الإفتاء، أن الصوم إمساك مخصوص عن شَهْوَتَيِ الفَمِ والفَرْج، أو ما يقوم مقامهما، في جميع أجزاء النهار، بنيَّةٍ قبل الفجر أو معه إن أمكن، فيما عدا زمن الحيض والنفاس وأيام الأعياد، كما في "الذخيرة" للإمام القَرَافِي المالكي.
بعض من آداب الصيامبينت الإفتاء، أن للصيام آداب يجب على الصائم أن يتحلى بها، منها: أن يجتنب الفُحشَ في القول والفعل، وأن يحفظ بصره عن النظر للمحرمات، وأذنه عن الاستماع إليها؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ؛ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ»، وعنه أيضًا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ، وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ» أخرجهما الإمام البخاري في "صحيحه".
فهذه الأخلاق وإن كان من الواجب على المسلم أن يتحلَّى بها في كلِّ وقت؛ إلا أنها في الصيام آكد من غيره.
الفحش في القول وبيان حقيقتهالفُحش هو التحدث بما هو مستقبحٌ وفيه بذاءةٌ بألفاظٍ ظاهرةٍ معروفةٍ يستخدمها أهلُ الفساد؛ كما عبَّر بذلك الإمام الغزالي في "إحياء علوم الدين"حيث قال في تعريف الفُحش: [فأما حده وحقيقته: فهو التعبير عن الأمور المستقبحة بالعبارات الصريحة، وأكثر ذلك يجري في ألفاظ الوقاع وما يتعلق به، فإن لأهل الفساد عباراتٌ صريحةٌ فاحشةٌ يستعملونها فيه، وَأَهْلُ الصَّلَاحِ يَتَحَاشَوْنَ عَنْهَا، بل يكنون عنها ويدلون عليها بالرموز فيذكرون ما يقربها ويتعلق بها].
وأكدت الإفتاء، أنه فيجب على المسلم أن يكون حسن الخُلُق، طيب اللسان في كل وقتٍ وحال؛ فعن أبي الدَّرْدَاءِ رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلَ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيءَ» أخرجه التِّرْمِذِيِّ في "سننه". وفي الحديث عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْفُحْشَ وَالتَّفَحُّشَ» أخرجه مسلم في "صحيحه"، وعنها أيضًا رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَوْ كَانَ سُوءُ الْخُلُقِ رَجُلًا يَمْشِي فِي النَّاسِ؛ لَكَانَ رَجُلَ سُوءٍ، وَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَخْلُقْنِي فَحَّاشًا» رواه الخرائطي في "مساوئ الأخلاق".
وعن مسروق أنه قال: كنا جلوسًا مع عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما يحدثنا إذ قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاحشًا ولا متفحشًا، وإنه كان يقول: «إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا» رواه البخاري ومسلم في "صحيحيهما" واللفظ للبخاري.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء الفقهاء صحة الصوم آداب الصيام الفحش رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم قال دار الإفتاء رضی الله
إقرأ أيضاً:
السر في الاستعانة باسم الله قبل كل شيء.. عالم أزهري يوضح
أوضح الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم العميد الأسبق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، السر في الاستعانة باسم الله وليس بالله في البسملة.
وقال مرزوق، إنه ﺇﺫا ﻛﺎﻥ اﻟﻤﺮاﺩ بالبسملة اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﻤﺎ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﺇﻗﺤﺎﻡ اﻻﺳﻢ ﺑﻴﻦ اﻟﺒﺎء ﻭﺑﻴﻦ ﻟﻔﻈﺔ اﻟﺠﻼﻟﺔ ﻣﻊ ﺃﻥ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻪ ﻻ ﺑﻨﻔﺲ اﻻﺳﻢ .
أو ﻟﻤﺎﺫا ﻗﻴﻞ: ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻠﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺑاﻟﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﺃﺻﻞ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻷﻥ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻻ ﺑﺎﻻﺳﻢ.
واشار الى ﺃﻥ اﻟﻘﺼﺪ ﺑﻪ اﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﻭاﻹﺟﻼﻝ ﻟﺬاﺗﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻣﻨﻪ: (ﺳﺒﺢ اﺳﻢ ﺭﺑﻚ اﻷﻋﻠﻰ ﻭ (ﺗﺒﺎﺭﻙ اﺳﻢ ﺭﺑﻚ) .
فلم اختصت البسملة ﺑﻬﺬﻩ اﻷﺳﻤﺎء اﻟﺜﻼﺛﺔ؟
ﺃﻣﺎ اﻷﻭﻝ: ﻓﻸﻧﻪ اﺳﻢ اﻟﻤﻌﺒﻮﺩ اﻟﻤﺴﺘﺤﻖ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩﺓ ﺩﻭﻥ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭاﻟﻤﻮﺟﺪ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ.
ﻭاﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭاﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺗﻨﺒﻴﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘﺘﻀﻰ ﻟﺴﺆاﻝ
اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻪ، ﻭﻫﻮ ﺳﻌﺔ ﺭﺣﻤﺘﻪ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ.
حكم البسملة والآثار المترتبة عليها
قال الدكتور محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إنه يستحب للإنسان البسملة فى كل شيء حتى يبارك الله فيه.
وأضاف "عبدالسميع" خلال لقائه ببرنامج فتاوى الناس فى إجابته على سؤال «أحيانا كثيرة أنسي أن أقول بسم الله قبل ما أبدأ فى الطعام أو فى أى شيء فما حكم ترك البسملة؟»، أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" علمنا التسمية قبل كل شيء حتى ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه قال «كل أمرٍ لا يبدأ فيه بذكر الله فهو أبتر» وفى رواية (لا يبدأ فيه بالحمدلله) ، وفى راوية أخرى ( لا يبدأ فيه بذكر الله) فهو أبتر أي مقطوع أي ناقص الأجر والثواب.
وأشار الى أن الفقهاء تكلموا عن البسملة فى بداية الطعام وجعلوها من المستحبات فلا يأثم تاركها وإن كان فاعلها يثاب.
وتابع: "أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) علمنا أنه عندما نبدأ الطعام فنقول (بسم الله) فمن نسي فيستحب لمن تذكر فى وسط الطعام ان يقول (بسم الله أوله وآخره) وعلمنا (صلى الله عليه وسلم) أيضًا فضل التسمية بأنها تمنع الشيطان من المشاركة فى الطعام فيحدث بسبب ذلك البركة ويحدث أيضًا هذا سهولة الهضم واستصاغت الطعام وتذوقه.