«ينتقل بين الدمار بكرسي متحرك».. فلسطيني من ذوي الهمم يروي معاناته في حرب غزة
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
انتظرت أسرته 20 عامًا لتُرزق بطفلها الأول، وبعد محاولات عديدة للإنجاب، رزقت بطفل خرج من رحم والدته بلا أطراف، لا يدين ولا ساقين، حينها عاشت الأسرة حالة من الصدمة، لكن الفلسطيني يوسف أبو عميرة، قرر تحويل هذه المحنة إلى إرادة، وسعى لتحقيق أحلامه، ويكتب نجاحًا بعد تخرجه في كلية الشريعة والقانون، كما مارس أنواعًا مختلفة من الرياضات، وفي حرب غزة المستمرة منذ 7 أكتوبر من العام الماضي، عاش ظروفا صعبة وخاصة في ظل أوضاع إنسانية تتطلب التنقل والهروب من القصف الإسرائيلي على سكان القطاع.
رحلة من الصمود والإرادة، كتبها «يوسف» بعزيمته وقوته، فلم يحتاج إلى يدين وقدمين ليكون بطلًا رياضيا، أو يتفوق في دراسته، يحكي لـ«الوطن»، قائلًا إنه ولد بإعاقة، وكانت صدمة كبيرة لأهله وأسرته: «أهلي كانوا مصدومين لأني جيت بعد 20 سنة من الانتظار وكانوا نفسهم يشوفوني، لكنهم تقبلوا الأمر، والدتي كانت بتقول لو مالوش إيدين أنا إيديه، ولو مالوش قدمين أنا قدميه».
اهتم بتعليم نفسهاهتم «يوسف» بتعليم ذاته، وبنفسه بدأ بمحاولة الإمساك بالقلم، وبفضل إرادته ودعم أهله تمكن من التفوق، وكانت إعاقته الجسدية نموذجًا في الطموح والتحدي اللامحدود، فقرر ممارسة الرياضة، وبدأ بالكاراتيه: «بدأت بالتدريب والاجتهاد وبتعلم استخدام جسدي في الكاراتيه، وأصبحت أشارك في مسابقات عديدة وذلك بفضل مدربي حسن الراعي».
رياضات يجيدها «يوسف»ليست الكاراتيه فقط، بل يجيد أيضًا «يوسف» السباحة، وتعلم كيف يحافظ على توازنه ويسبح بكفاءة من خلال الاعتماد على وزن الجسد، كما يمارس رياضة رفع الأثقال أيضًا، رافعًا شعار «أنا ما اختارت بدايتي، لكني هكتب نهايتي».
حياة «يوسف» تغيرت بعد العدوان الإسرائيليكل ما رواه يوسف أبو عميرة لـ«الوطن» وحكايته وشغفه، تغير تمامًا بعد العداون الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من شهر أكتوبر الماضي، والذي خلف آلاف الشهداء والمصابين، وأتى ردًا على عملية طوفان الأقصى التي شنتها الفصائل الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة وكبدت دولة الاحتلال الإسرائيلي خسائر فادحة.
بسبب الصواريخ الإسرائيلية التي تزلزل قطاع غزة، اضطر «يوسف» وأسرته إلى ترك المنزل ومحاولة البحث عن ملجأ للاحتماء به، لكن إعاقته كانت مشكلة كبرى واجهته، يحكي: «تركت الكرسي الكهربائي وهربت بعمري من القصف، وقت العدوان يوم 7 أكتوبر كانت الدنيا صيف ومأخدناش قدر كاف معنا من الملابس وقت النزوح».
يتحرك بكرسي متهالك نسبيًايتحرك «يوسف» بكرسي متهالك نسبيًا، فلم يستطع أن يحصل إلا عليه، ويحتاج إلى شخص ليحركه أثناء السير، رغم الطرق غير الممهدة وركام المنازل المهدمة في غزة: «كشخص من ذوي الهمم لي متطلبات كتير غير متوفرة هنا، وغير متوفر أي شيء من مقومات الحياة ولا ليا ولا للأشخاص الأصحاء، الحياة في الخيمة بتكون صعبة على الشخص اللي له يدين ورجلين، كيف بتكون على شخص مثلي، أنا بحتاج دائمًا يكون معي حد يحركني وهي عملية صعبة جدًا»، مشيرًا إلى أنه موجود حاليًا في مخيمات مدينة رفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حرب غزة العدوان الإسرائيلي فلسطيني ذوي الهمم
إقرأ أيضاً:
المجلس الرئاسي يدين العدوان الإسرائيلي الجديد على اليمن ويحمل الحوثيين المسؤولية
أدان مجلس القيادة الرئاسي، اليوم الخميس، العدوان الاسرائيلي الجديد على الاراضي اليمنية، محملا في ذات الوقت جماعة الحوثي، مسؤولية التصعيد والانتهاك للسيادة الوطنية، داعيا إياها الى تغليب مصلحة الشعب اليمني على اي مصالح اخرى.
جاء ذلك خلال اجتماع جديد لمجلس القيادة الرئاسي برئاسة الرئيس رشاد العليمي رئيس المجلس، بحضور جميع أعضائه لمناقشة التطورات على الساحة الوطنية والإقليمية.
وذكرت وكالة سبأ الحكومية، أن المجلس الرئاسي عقد اجتماعا منفصلا بحضور رئيس مجلس الوزراء احمد بن مبارك ومحافظ البنك المركزي اليمني احمد غالب المعبقي، ورئيس الفريق الاقتصادي حسام الشرجبي لمناقشة مؤشرات الاداء الاقتصادي والمؤسسي خلال الفترة الماضية، ومسار الاصلاحات الشاملة والجهود الحكومية المبذولة لتأمين الخدمات والسلع الاساسية والتخفيف من وطأة الاوضاع الانسانية التي صنعتها جماعة الحوثي.
وأوضحت أن المجلس استمع إلى عرض من رئيس الوزراء ومحافظ البنك المركزي، ورئيس الفريق الاقتصادي بشأن الوضع المالي والنقدي، والسلعي والاداء الخدمي، وجهود تعزيز الاستقرار، واحتواء تداعيات الاجراءات الممنهجة للمليشيات الحوثية المدمرة للاقتصاد الوطني.
واطلع مجلس القيادة الرئاسي من رئيس الوزراء والمسؤولين المعنيين بالشأن الاقتصادى الى احاطات حول مستوى تنفيذ قرارات وتوصيات المجلس، خصوصا تلك المتعلقة بالتسريع في تنفيذ خطة الإنقاذ الاقتصادي، وتعزيز وسائل الحماية للفئات الاجتماعية الضعيفة، وتحسين وصول الدولة الى مواردها السيادية، ومكافحة الفساد، وردع المضاربين بالعملات، والرقابة على اسعار الخدمات، والسلع الاساسية، ودعم استقلالية البنك المركزي في ادارة السياسة النقدية.