انتظرت أسرته 20 عامًا لتُرزق بطفلها الأول، وبعد محاولات عديدة للإنجاب، رزقت بطفل خرج من رحم والدته بلا أطراف، لا يدين ولا ساقين، حينها عاشت الأسرة حالة من الصدمة، لكن الفلسطيني يوسف أبو عميرة، قرر تحويل هذه المحنة إلى إرادة، وسعى لتحقيق أحلامه، ويكتب نجاحًا بعد تخرجه في كلية الشريعة والقانون، كما مارس أنواعًا مختلفة من الرياضات، وفي حرب غزة المستمرة منذ 7 أكتوبر من العام الماضي، عاش ظروفا صعبة وخاصة في ظل أوضاع إنسانية تتطلب التنقل والهروب من القصف الإسرائيلي على سكان القطاع.

رحلة من الصمود والإرادة، كتبها «يوسف» بعزيمته وقوته، فلم يحتاج إلى يدين وقدمين ليكون بطلًا رياضيا، أو يتفوق في دراسته، يحكي لـ«الوطن»، قائلًا إنه ولد بإعاقة، وكانت صدمة كبيرة لأهله وأسرته: «أهلي كانوا مصدومين لأني جيت بعد 20 سنة من الانتظار وكانوا نفسهم يشوفوني، لكنهم تقبلوا الأمر، والدتي كانت بتقول لو مالوش إيدين أنا إيديه، ولو مالوش قدمين أنا قدميه».

اهتم بتعليم نفسه

اهتم «يوسف» بتعليم ذاته، وبنفسه بدأ بمحاولة الإمساك بالقلم، وبفضل إرادته ودعم أهله تمكن من التفوق، وكانت إعاقته الجسدية نموذجًا في الطموح والتحدي اللامحدود، فقرر ممارسة الرياضة، وبدأ بالكاراتيه: «بدأت بالتدريب والاجتهاد وبتعلم استخدام جسدي في الكاراتيه، وأصبحت أشارك في مسابقات عديدة وذلك بفضل مدربي حسن الراعي».

رياضات يجيدها «يوسف»

ليست الكاراتيه فقط، بل يجيد أيضًا «يوسف» السباحة، وتعلم كيف يحافظ على توازنه ويسبح بكفاءة من خلال الاعتماد على وزن الجسد، كما يمارس رياضة رفع الأثقال أيضًا، رافعًا شعار «أنا ما اختارت بدايتي، لكني هكتب نهايتي».

حياة «يوسف» تغيرت بعد العدوان الإسرائيلي

كل ما رواه يوسف أبو عميرة لـ«الوطن» وحكايته وشغفه، تغير تمامًا بعد العداون الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من شهر أكتوبر الماضي، والذي خلف آلاف الشهداء والمصابين، وأتى ردًا على عملية طوفان الأقصى التي شنتها الفصائل الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة وكبدت دولة الاحتلال الإسرائيلي خسائر فادحة. 

بسبب الصواريخ الإسرائيلية التي تزلزل قطاع غزة، اضطر «يوسف» وأسرته إلى ترك المنزل ومحاولة البحث عن ملجأ للاحتماء به، لكن إعاقته كانت مشكلة كبرى واجهته، يحكي: «تركت الكرسي الكهربائي وهربت بعمري من القصف، وقت العدوان يوم 7 أكتوبر كانت الدنيا صيف ومأخدناش قدر كاف معنا من الملابس وقت النزوح».

يتحرك بكرسي متهالك نسبيًا

يتحرك «يوسف» بكرسي متهالك نسبيًا، فلم يستطع أن يحصل إلا عليه، ويحتاج إلى شخص ليحركه أثناء السير، رغم الطرق غير الممهدة وركام المنازل المهدمة في غزة: «كشخص من ذوي الهمم لي متطلبات كتير غير متوفرة هنا، وغير متوفر أي شيء من مقومات الحياة ولا ليا ولا للأشخاص الأصحاء، الحياة في الخيمة بتكون صعبة على الشخص اللي له يدين ورجلين، كيف بتكون على شخص مثلي، أنا بحتاج دائمًا يكون معي حد يحركني وهي عملية صعبة جدًا»، مشيرًا إلى أنه موجود حاليًا في مخيمات مدينة رفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حرب غزة العدوان الإسرائيلي فلسطيني ذوي الهمم

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي يفشل في اغتيال قيادي فلسطيني بمخيم عين الحلوة اللبناني

شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة جوية على منزل في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين شرق صيدا في لبنان.

وذكرت الأنباء أن الاحتلال استهدف منزل القيادي بحركة فتح منير المقدح وقائد كتائب شهداء الأقصى في لبنان بمخيم عين الحلوة بصيدا، ولكنه فشل في اغتياله لعدم تواجده بالمنزل.

وأسفرت الغارة الجوية عن سقوط شهداء وجرحى من المدنيين، وتم انتشال عدد من الشهداء.

مقالات مشابهة

  • يوسف القعيد: البشرية كلها مدانة بموقفها من العدو الإسرائيلي (فيديو)
  • 216 شهيدًا وجريحًا فلسطينيًا حصيلة ضحايا 5 مجازر للعدو الصهيوني في غزة
  • استشهاد 49 فلسطينيًا في عدوان على خان يونس وأماكن تأوي نازحين
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 12 فلسطينيًا على الأقل من الضفة الغربية
  • استشهاد 60 فلسطينيًا في غارات إسرائيلية على تجمعات للنازحين في قطاع غزة
  • استشهاد 60 فلسطينيًا في غارات إسرائيلية على منازل وتجمعات للنازحين في قطاع غزة
  • استشهاد ١٨ فلسطينيًا في قصف للاحتلال الإسرائيلي على مدرسة إيواء ومنزل في قطاع غزة
  • غزة.. استشهاد 18 فلسطينيًا في قصف للاحتلال على مدرسة إيواء ومنزل
  • الاحتلال الإسرائيلي يفشل في اغتيال قيادي فلسطيني بمخيم عين الحلوة اللبناني
  • استشهاد فلسطيني في قصف العدو منزلا جنوب خان يونس