في عصر تعتبر فيه السلامة العامة أمراً بالغ الأهمية، ظهرت نقطة تلاقي تحليلات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي كقوة حاسمة لتمكين إنفاذ القانون ودعم المستجيبين للطوارئ والسلطات الأخرى لتعزيز عملياتهم والارتقاء برفاهية المجتمع بشكل عام. بينما يتم تطوير هذه التقنيات لتلعب دور حاسم في مستقبل السلامة العامة، نرى أن الحكومات بدأت بتنفيذ تقنياتها بالفعل في جميع أنحاء العالم.


تعمل تحليلات البيانات الضخمة في جوهرها على تفسير كميات هائلة من البيانات لاستخراج المعلومات والأنماط المهمة. أصبح حجم البيانات التي يتم توليدها يومياً هائلاً، خصوصاً مع انتشار الأجهزة الرقمية والمستشعرات والأنظمة المترابطة.
هناك كم هائل من أنواع البيانات المختلفة والواسعة التي يمكن أن تكون ذات فوائد كبيرة لأغراض السلامة العامة، مثل البيانات مفتوحة المصدر وتسجيلات المراقبة وشبكات الاستشعار والمعاملات المالية والمزيد.
تُمكّن الاستفادة من تحليلات البيانات الضخمة المتطورة السلطات من تحديد الاتجاهات واكتشاف الحالات الغريبة واتخاذ القرارات القائمة على البيانات في الوقت الفعلي.

أخبار ذات صلة «التصوير التشخيصي الدقيق بالذكاء الاصطناعي» يحصل على علامة الجاهزية للمستقبل شراكة بين «أبوظبي الأول» و«مايكروسوفت»

أما الذكاء الاصطناعي، فيشمل مجموعة واسعة من التقنيات التي تُمكّن الآلات من أداء المهام التي تتطلب عادةً الذكاء البشري، مثل التعلم والاستدلال وحل المشكلات.
يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في سياق السلامة العامة لأتمتة المهام المتكررة وتحليل مجموعات البيانات المعقدة وحتى محاكاة عمليات صنع القرار البشرية لتمكين جهات إنفاذ القانون والمستجيبين لحالات الطوارئ من العمل بكفاءة وفعالية أكبر، مما يوفر الوقت والموارد الثمينة للتركيز على الأولويات الاستراتيجية.
يكمن مستقبل السلامة العامة عند نقطة تلاقي تحليلات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي، حيث تُكمّل هذه التقنيات بعضها لإنشاء حلول قوية تعالج التحديات والتهديدات الناشئة.
يزداد إدراك الحكومات في جميع أنحاء العالم لقيمة تحليلات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي في تعزيز السلامة العامة، لذلك نشهد ازدياد الاستثمار في هذه التقنيات.
كما أصبحت جهات إنفاذ القانون تستخدم اليوم التحليلات التنبؤية لتحديد اتجاهات الجرائم وتخصيص الموارد، في حين تستفيد جهات الاستجابة للطوارئ من المنصات المدعّمة بالذكاء الاصطناعي لتحسين الوعي الظرفي وتنسيق جهود الاستجابة والتواصل مع العامة عند حدوث الأزمات.
تمتلك تحليلات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي إمكانات مذهلة لتحويل أنظمة الاستجابة للطوارئ، من خلال تمكين عمليات اتخاذ قرارات أكثر مرونة وتكيفاً.
غالباً ما يواجه المستجيبون في حالات حدوث الأزمات، مثل الكوارث الطبيعية، مواقف معقدة وسريعة التطور. من خلال التقنيات المدعمة بالذكاء الاصطناعي التي تقوم بتحليل كميات هائلة من البيانات في الوقت الفعلي وتُحدّد المعلومات ذات الصلة وتوفر المعلومات القابلة للتنفيذ، سيتمكن المستجيبون على أرض الواقع من اتخاذ القرارات المستنيرة بسرعة وتخصيص الموارد بشكل فعال وتنسيق عمليات الاستجابة بتناغم أكبر.
بالإضافة إلى قدرتها على تعزيز الإمكانات التشغيلية، تمتلك تحليلات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي أيضاً القدرة على تحسين المساءلة والشفافية في مجال السلامة العامة، كما يمكنها أن تساعد الجهات المختصة على فهم أدائها وتتبع المقاييس وتحديد مجالات التحسين وتعزيز الفعالية الشاملة.
تتخذ الحكومات اليوم خطوات تقدمية لحماية المجتمع بشكل أفضل من خلال تبني وتسخير قوة تحليلات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي.
تعدنا هذه التقنيات المتطورة بفضل قوتها وإمكاناتها بمستقبل مذهل حيث تستطيع خدمات الطوارئ المعززة بالتحليلات القائمة على الذكاء الاصطناعي أن تحدث أثراً إيجابياً أكبر على الحياة البشرية.

"مادة إعلانية"

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي السلامة العامة الذکاء الاصطناعی السلامة العامة هذه التقنیات

إقرأ أيضاً:

آبل قررت سحب ميزة حماية البيانات من المملكة المتحدة بعد ضغوط من الحكومة

أعلنت شركة آبل عن إزالة ميزة التشفير الأمني ​​الأكثر تقدما للبيانات السحابية في المملكة المتحدة، ويأتي هذا القرار بعد طلب مسؤولي الأمن في المملكة المتحدة إحداث باب خلفي في خدمة "آيكلاود" (iCloud) السحابية بهدف الوصول إلى جميع محتويات المستخدمين المشفرة، وفقا لتقرير نشرته رويترز.

وقالت الشركة إن ميزة حماية البيانات المتقدمة "إيه دي بي" (ADP) التي تستخدم تقنية التشفير التام بين الطرفين لم تعد متاحة في المملكة المتحدة للمستخدمين الجدد، وسيتلقى الذين يحاولون تفعيلها رسالة خطأ، وبالنسبة للمستخدمين الحاليين سيتعين عليهم تعطيل هذه الميزة الأمنية في النهاية.

وهذا يعني أن النسخ الاحتياطية على "آيكلاود" في بريطانيا لن تحتوي على مستوى عال من التشفير، مما يسمح لشركة آبل بالوصول إلى بيانات المستخدمين في بعض الحالات التي كانت غير ممكنة في السابق، وبالتالي يمكن تسليم أي بيانات خاصة بالمستخدمين إلى السلطة إذا طُلب منها ذلك.

وكانت هذه الميزة بمثابة طبقة أمان إضافية لتخزين بيانات "آيكلاود" والنسخ الاحتياطية و"آي مسج" (iMessage) والمذكرات الصوتية والصور والملاحظات وغيرها، ويُعد هذا القرار يمثل صدمة كبيرة لمستخدمي آبل بعد وعود الأمان والخصوصية التي قطعتها الشركة لمستخدميها في جميع أنحاء العالم.

إعلان

وقال مدير التقاضي المختص بالمراقبة في مؤسسة الحدود الإلكترونية أندرو كروكر "قد يكون قرار آبل تعطيل هذه الميزة لمستخدمي المملكة المتحدة هو الرد المعقول الوحيد في هذه المرحلة، لكنه يترك هؤلاء الأشخاص تحت رحمة الجهات السيئة ويحرمهم من تقنية رئيسية للحفاظ على الخصوصية".

ولطالما كانت الحكومات وشركات التكنولوجيا العملاقة في صراع بشأن التشفير القوي لحماية اتصالات المستخدمين، الذي تعتبره السلطات عقبة شديدة أمام برامج المراقبة الجماعية ومكافحة الجريمة، ولكن مثل هذا الطلب من بريطانيا سيكون واسع النطاق بشكل خاص.

وفي عام 2018 أُلغيت الخطط الأولية التي تسمح لمستخدمي آبل بتشفير النسخ الاحتياطية لأجهزتهم على خدمة "آيكلاود" بشكل كامل، وذلك بعد أن تقدم مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" (FBI) بشكوى خاصة، ولكن آبل مضت قدما في خطتها عام 2022، وقد كتب "إف بي آي" على موقعه الإلكتروني "الوصول القانوني إلى الأدلة الرقمية ومعلومات التهديدات يتآكل بسرعة"، مشيرا إلى التشفير الذي لا يمكن اختراقه بموجب أمر قضائي.

ولطالما قالت شركة آبل إنها لن تنشئ أبدا بابا خلفيا في خدماتها أو أجهزتها المشفرة، لأن إنشاء باب خلفي سيفتح الباب أمام القراصنة والحكومات أيضا لاستغلاله، وهو شعور منتشر لدى خبراء الأمن.

وقال البروفيسور أولي باكلي أستاذ الأمن السيبراني في جامعة لوغبورو في بريطانيا، "في النهاية، بمجرد وجود باب خلفي سيكون الأمر مجرد مسألة وقت قبل اكتشافه واستخدامه بشكل ضار، وإزالة ميزة حماية البيانات المتقدمة ليست مجرد تنازل رمزي، بل هي ضعف عملي في أمان (آيكلاود) لمستخدمي المملكة المتحدة".

يُذكر أن البيانات التي شُفرت قبل أن تطلق آبل خدمة الحماية الخاصة بها في أواخر 2022، مثل كلمات المرور و"آي مسج" و"فيس تايم" (FaceTime)، ستبقى مشفرة ولن يطالها القرار الجديد.

إعلان

وقالت آبل في بيان لها: نشعر بخيبة أمل كبيرة لأن الحماية المقدمة من "إيه دي بي" لن تكون متاحة لعملائنا في المملكة المتحدة نظرا للزيادة المستمرة في خروقات البيانات وغيرها من التهديدات لخصوصية العملاء.

ومن جهة أخرى، لا يؤثر هذا التغيير على تشفير البيانات المخزنة على أجهزتها مثل آيفون أو آيباد أو حواسيب ماك، ولكن العديد من المستخدمين يرون أنه من غير العملي تخزين جميع بياناتهم على جهازهم فقط لأنه من المحتمل تلف الجهاز أو فقدانه وبالتالي ستضيع بياناتهم، ولهذا يختارون النسخ الاحتياطي السحابي ليتمكنوا من الوصول إلى بياناتهم في أي وقت بشكل آمن، ولكن بالنسبة للمستخدمين في المملكة المتحدة اليوم فيجب أن يعلموا أن السلطة البريطانية يمكنها الوصول إلى بيانتهم أيضا.

مقالات مشابهة

  • نائب مساعد وزير الخارجية يبحث مع مسئول أممي تعزيز التعاون بمجال الأمن
  • الإسكندرية تنظم موائد الرحمن بـ 8 ضوابط استعدادًا لشهر رمضان.. تعرف عليها
  • آبل قررت سحب ميزة حماية البيانات من المملكة المتحدة بعد ضغوط من الحكومة
  • وزير تركي: نحتل المركز الثاني عالميا بصناعة اليخوت الضخمة
  • تعزيز الابتكار في صناعة المحتوى للكفاءات السعودية.. 30 متدرباً في تقنيات الذكاء الاصطناعي بالإعلام
  • معلمون يسلطون الضوء على تعزيز الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم
  • المؤتمر الوزاري العالمي للسلامة الطرقية يدعو لإعتماد قرار أممي لتفعيل إعلان مراكش
  • “آيدكس 2025”.. لوكهيد مارتن تؤكد أهمية الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمن
  • آيدكس 2025.. لوكهيد مارتن تؤكد أهمية الذكاء الاصطناعي في تعزيز الأمن
  • قائد الحرس الوطني يطلع على أحدث التقنيات