تناولت الصحف الفرنسية قصف إسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق من زوايا مختلفة ولكنها متقاربة، بحيث اتفقت على أنه يثير مخاوف من التصعيد.

ولئن رأت صحيفة "لوموند" أن إيران -التي تجنبت حتى الآن الدخول في صراع مفتوح مع إسرائيل- تجد نفسها مضطرة للانتقام فإن موقع "ميديا بارت" اعتبر أن هذه الضربة تقوض مفهوم "الصبر الإستراتيجي" الذي طوره النظام الإيراني، في حين اعتبرت مجلة "لوبوان" أن تل أبيب تعمل على تصفية كبار المسؤولين في الحرس الثوري مستفيدة من ضبط النفس الذي أبدته إيران منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4هآرتس تتحدث عن 4 سيناريوهات محتملة للرد الإيراني على اغتيال قادة بفيلق القدسlist 2 of 4صحيفة روسية: المفاوضات أو خراب أوكرانياlist 3 of 4نيويورك تايمز: دعوة ترامب إسرائيل لإنهاء الحرب تثير قلق حلفائهlist 4 of 4بلومبيرغ: حرب الظل بين إسرائيل وإيران دخلت مرحلة جديدةend of list

ففي تصعيد يبدو كأنه استفزاز لإيران -حسب لوموند- وجهت إسرائيل ضربة ساحقة إلى "محور المقاومة" عندما حولت طائراتها مبنى تابعا للقنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق إلى كومة من الركام، مما أسفر عن مقتل 11 شخصا، بينهم اثنان من قادة فيلق القدس.

واستعرضت الصحف الثلاث ردود الفعل الإيرانية الفورية التي اقتصرت على التوعد بأن "هذه الجريمة الجبانة لن تمر دون رد"، حسب الرئيس إبراهيم رئيسي الذي وصف الضربة بالتصرفات "غير الإنسانية" وأنها "عمل غزو عدواني وخسيس وانتهاك صارخ للقواعد الدولية".

أفراد من الطوارئ والأمن يتجمعون في موقع الضربات التي طالت مبنى مجاورا للسفارة الإيرانية بالعاصمة السورية دمشق في الأول من أبريل 2024 (الفرنسية) معايرة صعبة

بدوره، دعا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان المجتمع الدولي إلى تقديم "رد جدي" على هذه "الأعمال الإجرامية"، وقال المتحدث باسمه إن إيران ستقرر نوع رد الفعل والعقاب الذي ستتخذه ضد إسرائيل.

كما دعت روسيا -التي تتدخل عسكريا إلى جانب إيران في سوريا- إسرائيل إلى "وضع حد لأعمال العنف المسلح الاستفزازية ضد الأراضي السورية والدول المجاورة"، وطلبت عقد جلسة عامة لمجلس الأمن بشأن هذا الهجوم.

وتتفق الصحف على أن إيران تواجه بالفعل معضلة، لأن الرد -حسب لوموند- قد يؤدي إلى صراع مفتوح مع إسرائيل وحريق إقليمي، وهو السيناريو الذي سعت طهران إلى تجنبه منذ بدء الحرب على قطاع غزة، تاركة حلفاءها ضمن "محور المقاومة" يهاجمون إسرائيل دعما لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وتكمن الصعوبة بالنسبة لطهران -حسب "ميديا بارت"- الآن في معايرة ردها بشكل صحيح بحيث لا يؤدي إلى صراع مباشر مع تل أبيب، خاصة أنها صاغت لتبرير عدم الرد على الهجمات الإسرائيلية مفهوم "الصبر الإستراتيجي"، ولكن الهجوم الحالي يقوض هذا المفهوم.

لكن المخاطر هذه المرة أعلى بكثير -حسب "ميديا بارت"- لأن القنصلية المعنية تتمتع بالحماية الدبلوماسية، كما يتمتع موظفوها بالحصانة، لذلك كانت الأراضي الإيرانية هي التي تأثرت بطريقة ما، وبالتالي فإن الهجوم "انتهاك لجميع الالتزامات والمواثيق الدولية"، حسب عبد اللهيان.

وتشير التحاليل السائدة في دوائر صنع القرار في إيران -حسب الموقع- إلى أن "إسرائيل تريد دفع إيران إلى الرد عسكريا عليها لصرف انتباه المجتمع الدولي عن الإبادة الجماعية المستمرة في غزة من خلال الظهور بمظهر الضحية"، في حين أن إيران ليست لديها مصلحة في الدخول بلعبة إسرائيل، والأميركيون لا يرغبون في الانخراط بصراع أوسع في المنطقة.

المبنى المستهدف تحول إلى كومة من الركام (الفرنسية) عدم الرد ضعف

ويبدو للمجلة أن الرد الإيراني ضد الأراضي الإسرائيلية مستبعد في هذه المرحلة، ومع ذلك قالت أعلى سلطة في إيران إنها سترد على الهجوم، وتعهد المرشد الأعلى للثورة آية الله علي خامنئي بأن "النظام الصهيوني الشرير سيعاقب من قبل رجالنا الشجعان".

فاتانكا: إيران حتى الآن آثرت غض الطرف عن الأعمال الإسرائيلية التي تستهدف رجالها في سوريا، ولكن استهداف القنصلية يعني استهداف العاصمة، وعدم الرد سيكون انحناء، وسيكون من المستحيل على طهران أن تجد الخطاب المناسب للتهرب منه

لكن عدم الرد -حسب "لوموند"- يمكن أن يشوه سمعة طهران داخل محور المقاومة ويقلل قوة الردع لديها ضد إسرائيل، وبالتالي تعريض كوادرها لهجمات أخرى، خاصة أن إسرائيل تفسر ضبط النفس الإيراني بأنه علامة ضعف، كما تقول مجلة لوبوان.

ونقل موقع "ميديا بارت" قول مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط أليكس فاتانكا إن "طهران لديها مشكلة في الصورة"، إذا قلت إنك قوي جدا وأنت تتعرض للضرب باستمرار ولا ترد فإن قوتك لم تعد ذات مصداقية.

وأضاف أن "إيران حتى الآن آثرت غض الطرف عن الأعمال الإسرائيلية التي تستهدف رجالها في سوريا، ولكن استهداف القنصلية يعني استهداف العاصمة، وعدم الرد سيكون انحناء، وسيكون من المستحيل على طهران أن تجد الخطاب المناسب للتهرب منه".

وحسب عالم السياسة فراس قنطار مؤلف كتاب "سوريا.. الثورة المستحيلة"، فإن "إيران يجب عليها الرد في مواجهة هجوم كهذا (..)، وعليها أن تسأل نفسها من يبلغهم (الإسرائيليون) بالمعلومات بهذه الدقة؟"، لأن الطائرات الإسرائيلية انتظرت حتى غادر القنصل الإيراني -الذي شارك في اللقاء مع ضباط فيلق القدس- القنصلية لإطلاق صواريخها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات ترجمات میدیا بارت

إقرأ أيضاً:

اجتماع بصعدة يستعرض الصعوبات التي تواجه عمل المؤسسة المحلية للمياه

الثورة نت|

استعرض مجلس إدارة المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بمحافظة صعدة في اجتماعها اليوم برئاسة المحافظ محمد جابر عوض الصعوبات التي تواجه سير العمل في المؤسسة .

وفي الاجتماع بحضور وكيلي المحافظة صالح عقاب والمهندس ابراهيم النمري أكد المحافظ عوض ضرورة تطبيق الإجراءات والقوانين التي تعمل على تسيير أعمال وأنشطة المؤسسة.

وأشار إلى أهمية تحصيل مديونة المؤسسة واعلان تحذيري للمشتركين المتأخرين ، لافتا إلى أن إدارة المؤسسة مفوضة في معالجة الإشكاليات فيما يصب في صالح العمل .

بدوره أكد مدير المؤسسة المحلية، محمد الصعدي، أهمية إيجاد الحلول المناسبة للصعوبات التي تواجه المؤسسة والبت في التكلفة التقديرية لتوسعة بعض الآبار .

مقالات مشابهة

  • إسرائيل على عتبة حرب جولات مع إيران
  • نقص السماد من أهم المشاكل التي تواجه فلاحين أسيوط  
  • حرس الثورة الإيراني : لدينا بنك أهداف مؤثرة داخل كيان الاحتلال وعليه ترقب الرد
  • عاجل - العراق ينفي مزاعم استخدام أراضيه في الرد الإيراني على إسرائيل
  • العراق يعلق على أنباء استخدام أراضيه في "الرد الإيراني"
  • اجتماع بمحافظة صنعاء يناقش الإشكاليات التي تواجه قطاع الأشغال
  • اجتماع بصعدة يستعرض الصعوبات التي تواجه عمل المؤسسة المحلية للمياه
  • أمريكي إسرائيلي.. الحرس الثوري: لا نستبعد هجوماً استباقياً لردع إيران عن الرد المرتقب
  • الحرس الثوري: ليترقب الشعب الإيراني الرد على جريمة الصهاينة
  • دومة يبحث سبل حل الصعوبات التي تواجه جمعية الدعوة الإسلامية العالمية