موقع النيلين:
2024-07-06@03:00:37 GMT

عادل الباز: ضرورة هندسة التحالفات

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT


1 تضجّ الساحة السياسية بمتغيرات شتى وهي متغيرات تشيء بأننا مقبلون على مستقبل سياسي مختلف نوعاً ما لا يُشبه الأوضاع التي عشنّاها منذ تأسيس دولة 56 وطيلة تاريخنا السياسي. من شأن هذه المتغيرات إذا طوّرناها وأحسنّا إدارتها ترتيب تنافس القوى السياسية المختلفة، ليس من خلال أحزاب صغيرة وضعيفة ومتشرذمة ومنقسمة على نفسها، إنما من خلال كتل سياسية بينها مشتركات ويربطها برنامج محدد.

2
أول هذه المتغيرات نشوء تحالفات متعدّدة أهمها حتى الآن سبعة تحالفات هي الكتلة الديمقراطية / تنسيقية القوى الوطنية/ تخطي / التيار الإسلامي العريض /تحالف التيار الجذري/ تقدم / الحراك.

المتتبع لنشوء هذه التحالفات وتطوراتها وتصوراتها لما يجري في الساحة السياسية يلحظ أن هناك قواسم مشتركة كثيرة بينها، إذا استثنينا تحالف التيار الجذري وتقدم. أولها هذه التحالفات متنوعة بشكل كبير وتضم بداخلها أحزابا ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات قومية وحركات مسلحة تضم كيانات شبابية.

الثاني أن لهذه التحالفات موقف موحد تجاه الصراع السياسي الجاري في الوطن فكلها تقريباً تدعم القوات المسلحة فهي موحدة الهدف ( دحر التمرد) ولأول مرة تتفق أكثر من 5 كيانات على هدف واحد في تاريخ السودان الحديث.

الملاحظة الثالثة أن هذه التحالفات بحكم حداثتها ليس بينها صراعات مثل أحزابنا التاريخية التي ظلت الصراعات المزمنة مستمرة بينها لعقود ولم تزل، هذه التحالفات الجديدة ليس بينها صراعات وعداوات كما ليس بينها اختلافات عميقة حول الأهداف وإن كان ينقصها جميعاً البرنامج الواضح المعالم.

3
هذه التحالفات ضرورتها تكمن في أنها يمكن أن توحد القوى السياسية المتنافسة في الساحة، فبدلاً من التشرذم والانقسامات المستمرة من الأفضل أن ينهض التنافس السياسي على كيانات كبيرة تتفق على الحد الأدنى من السياسات والبرامج وتتوافق على قيادات تقودها بالتراضي.

تمثل هذه التحالفات خطوة نحو المستقبل إذ يمكن أن نأمل في المستقبل القريب، وإذا تجاوزت قيادات تلك التحالفات وخاصة التي ليس بينها تناقضات جذرية وتجمعهم أهداف مشتركة، أن تنخرط في جسم واحد أكبر في مقابل تحالفات اليسار الأخرى (الجذري وتقدم) وبذا تكون الساحة السياسية قد اتضحت معالمها من خلال كتل معلومة وبرامج متوافق عليها بدلاً من هذه الأجسام الهلامية التي لا تُرى بالعين المجردة. إذا حصلنا على تحالف واحد أو إثنين معتبرين سنجد أننا جمعنا اليسار واليمين على صعيد برنامج وأهداف مشتركة سنكون قد جمعنا أيضاً تحالفات شبابية مع أحزاب أصحبت كأعجاز نخل خاوية وبذا سندفع في شرايينها دماء جديدة ونجدد لها شبابها وتصنع هي نفسها مستقبلا جديدا مع الأجيال القادمة.. بمعنى أن توطن نفسها في المستقبل.

4
المشكلة الوحيدة التي تواجهنا في هندسة تحالفات للمستقبل هو شُح الأنفس وتكالبها على السلطة، لقد درج قادة الأحزاب والتيارات المختلفة أن يؤسسوا صراعاتهم وفق أهوائهم ومصالحهم المرتبطة بالسلطة دائماً وليس عبر الأهداف والبرامج التي تعمل لمصلحة الوطن. ولذا فإن المهدد الوحيد لتأسيس تحالف أعرض وموحد أو حتى استمرار هذه التحالفات متماسكة لفترة طويلة هو سؤال القيادة والنفوذ بغض النظر عن مصالح الوطن أو التحالف نفسه، فمن لم يتنسم سدة القيادة في تحالف ما يتحول إلى معارض يعمل على انقسام التحالف لتستمر الدائرة الخبيثة.

الغريب أن مرض التشظي هذا والانقسامات المستمرة ضربت اليمين واليسار على حد سواء، ومنذ أمد بعيد ونتائجها أصابت الحركة السياسية عموماً في مقتل حتى أضحى داء بلا دواء .طبعاً العلاج معلوم لهذه الانقسامات هو إنشاء تحالفات فضفاضة تحتمل رؤى متنوعة ولكنها تتفق على برنامج الحد الأدنى لكي تستطيع هذه التحالفات خوض التنافس السياسي في الانتخابات بأجسام وازنه تمكنها من الوصول للسلطة.

5
نحتاج لعقلاء موجودون في هذه التحالفات يلتقون لتأسيس تحالف واحد كبير على رؤى وأهداف مشتركة، وهي أصلاً موجودة، ولقيادة موحدة قادرة على تنفيذ البرامج، يمكن أن يوفر مثل هذا التحالف دعماً مؤثراً لمجهودات الجيش في دحر التمرد ومن ناحية أخرى يرسل رسالة للعالم مفادها أن بالسودان مجتمع سياسي عريض وليس فقط شراذم تقدم، ويمكن أيضاً لمثل هذا التحالف أن يهب الفترة الانتقالية القادمة قدراً كبيراً من الاستقرار، وليس بالضرورة أن يعمل حاضنة للجيش، إنما ليهيئ نفسه لاستحقاقات المستقبل الذي يرونه بعيداً ونراه قريباً.

عادل الباز

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: هذه التحالفات لیس بینها

إقرأ أيضاً:

أساليب وآليات الدعم الزراعي… ندوة لوزارة الزراعة في طرطوس

طرطوس-سانا

بهدف الوقوف على الواقع الزراعي بمحافظة طرطوس لتحديد آلية الدعم التي سيتم اعتمادها في المرحلة اللاحقة أقامت وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي ندوة حوارية بعنوان “الدعم الزراعي.. أساليب وآليات” وذلك في قاعة مجلس المحافظة.

وتركزت مقترحات الحضور على ضرورة تفعيل الجانب الإعلامي والتثقيفي وإمكانية فتح قناة تلفزيونية تعنى بالشأن الزراعي، إضافة إلى تفعيل مواقع إلكترونية خاصة بالوحدات الإرشادية وزيادة اللقاءات والندوات الحوارية.

وأكد المشاركون على توفير مستلزمات الإنتاج من أسمدة وأدوية في الأوقات المناسبة وتحقيق التوازن السعري، مشددين على تقديم الدعم بناء على إحصائيات وبيانات تفصيلية توضح أولويات وأشكال وطرق هذا الدعم وفق خصوصية كل محافظة مع إعطاء الأولوية للمحاصيل الإستراتيجية وضرورة تنظيم الزراعات الحديثة.

كما طالبوا بإحداث مخابر لتحليل التربة وتشجيع التشجير والزراعات المنزلية وإحداث حقول إرشادية ومنح تسهيلات الترخيص لمصانع تكرير الزيوت وتقديم قروض ميسرة لإقامة مشاريع للري باستخدام الطاقة البديلة وحصرها بالمصرف الزراعي ودعم التحول إلى الري الحديث.

وزير الزراعة المهندس محمد حسان قطنا بين أن اللقاء يأتي ضمن سلسلة لقاءات حوارية تقيمها الوزارة في المحافظات لمعرفة واقع الاحتياج لكل منها والاستماع إلى آراء الحضور لتعديل آليات الدعم على مستوى مناطق كل محافظة وصولاً إلى دراسة متكاملة تمهيداً لورشة موسعة ستعقد في دمشق، موضحاً أهمية إحداث كلية الهندسة الزراعية بجامعة طرطوس لتكون نواة علمية وفرصة لتطوير القطاع الزراعي.

وشدد الوزير على ضرورة إعطاء الأولوية للزراعات التاريخية بالمحافظة كالتين والكرمة والخرنوب، إضافة إلى المحاصيل الأساسية فيها كالزيتون والحمضيات والتبغ، مؤكداً أن الحكومة مستمرة بدعم القطاع الزراعي وبشكل خاص المحاصيل الإستراتيجية ذات البعد الاقتصادي والتي تسهم بتحقيق الأمن الغذائي.

ولفت الوزير إلى أن التوجه لتغيير آلية الدعم أتى بناء على مخرجات ملتقى تطوير القطاع الزراعي عام 2021 وإعادة توزيع المحاصيل الإستراتيجية مع الحفاظ على المحاصيل الإستراتيجية الخاصة بكل محافظة، موضحاً أهمية أتمتة العمل الزراعي ما يضمن وصول الدعم لمستحقيه وخصوصاً مادة المازوت الزراعي التي سيحصل المزارعون على مخصصاتهم منها بحلول الشهر العاشر من العام الحالي عبر نظام الرسائل.

بدوره محافظ طرطوس فراس الحامد أكد في كلمة له على أهمية وغنى الطروحات المقدمة للوصول إلى رؤى ومقترحات تساعد في إيجاد الآلية المناسبة لإعادة هيكلة وتوجيه الدعم الزراعي.

من جهته أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي محمد حسين أشار إلى ضرورة إيجاد قنوات مناسبة للتواصل وردم الفجوة بين المؤسسات والمواطن لناحية الإعلام التثقيفي وإيصال المعلومات الزراعية للمزارعين والمهتمين والعاملين بالشأن الزراعي.

وقدم مدير السياسات الزراعية بالوزارة المهندس رائد حمزة عرضاً تفصيلياً لمنظومة الدعم الزراعي من حيث الأشكال والآليات التي تسهم في تحقيق الأهداف الإستراتيجية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتنموية كالدعم المباشر والدعم غير المباشر والدعم اللوجستي، إضافة إلى استعراض البيئة التنظيمية والتمكينية والقوانين التحفيزية التي تضمن الاستدامة الطبيعية للعمل الزراعي.

 فاطمة حسين

مقالات مشابهة

  • حملة مشتركة لضبط مخالفات المعدات الثقيلة والشاحنات بالأحساء
  • أستاذ هندسة بترول: التشكيل الوزاري الجديد به كفاءات يمكنها إدارة ملف إدارة الكهرباء
  • شيري عادل عن انفصالها مرتين: "الناس تخرج بالمعروف أحسن من أنها تعيش تعيسة"
  • أساليب وآليات الدعم الزراعي… ندوة لوزارة الزراعة في طرطوس
  • بينها الانسحاب.. بايدن يواجه الغرق السياسي في أخطر 48 ساعة
  • د.الربيعة يوقع اتفاقية مشتركة لدعم فئة الأيتام السوريين والمجتمع المستضيف في الأردن
  • بوتين: منظمة شنغهاي ستروج لنظام عالمي عادل ومتعدد الأقطاب
  • فرنسا.. الأحزاب تبحث عن تحالفات لمواجهة اليمين المتطرف
  • أولويات عمل «التعليم العالي» الفترة المقبلة.. بينها تطوير منظومة الطلاب الوافدين
  • حازم عادل رئيسًا لتحرير برنامج «الحياة اليوم»