السومرية نيوز – فن وثقافة

غيب الموت مساء أمس الثلاثاء 2 نيسان/ابريل 2024، الملحن العراقي الكبير كوكب حمزة، في أحد مستشفيات دولة الدنمارك بعد معاناة من المرض وعن عمر ناهز 80 عامًا، مخلفاً مسيرة فنية طويلة، سنستعرضها في هذا التقرير.
نقابة الفنانين العراقيين نعت الفنان كوكب حمزة، عبر بيان لها، ذكرت فيه: "ببالغ الحزن والأسى تنعى نقابة الفنانين العراقيين رحيل الملحن الكبير كوكب حمزة، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهم ذويه ومحبيه وزملائه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون".



وتعرض حمزة لوعكة صحية "مفاجئة" يوم الاثنين، أدخل على أثرها الى المستشفى لتوافه المنية مساء أمس.

من هو الملحن العراقي "كوكب حمزة"؟
ولد كوكب حمزة في محافظة بابل ناحية القاسم في العراق في العام 1944 من عائلة كردية فيلية، ودرس في معهد الفنون الجميلة في بغداد، وأكمل دراسته في معهد الدراسات الموسيقية.

بدأ حياته المهنية كمعلم في مدرسة المربد في محافظة البصرة، وبسبب تخرجه من معهد موسيقي أصر زملاءه على أن يقوم بالتلحين.

أصبح ملحنا في العراق منذ ستينيات القرن العشرين، وانسجاماً مع حركة التطور ظهرت موجة الأغنية العراقية الحديثة وكانت تحمل ملامح جديدة في أسلوب البناء الموسيقي والآفاق التعبيرية في الالحان وأصوات جديدة خالفت المألوف في شكل الاغنية.

هذه الموجة الجديدة كان يقودها نخبة من الملحنين الشباب آنذاك ومن أبرزهم كان الملحن كوكب حمزة وكانت أولى ألحانه مقطوعة موسيقية بعنوان "آمال".

كان حمزة معارضاً للنظام آنذاك ويعد أحد رموز الحركة الوطنية العراقية، وقتها كان أستاذاً في جامعة البصرة، وكانت تأتيه قصائد من حزب البعث لتلحينها لكنه كان يرفضها.

منع النظام العراقي تداول أغانيه وعد حيازتها جريمة يعاقب عليها، ولكنها بقيت تتداول في الجلسات الخاصة.

اضطر للهرب من العراق يوم 21 تموز 1974، وتوجه إلى تشيكوسلوفاكيا ومن ثم إلى الاتحاد السوفييتي، بعدها درس الموسيقى في أذربيجان وتنقل ما بين كوردستان وسوريا وأميركا، حتى استقر في الدانمارك منذ العام 1989.

في المهجر قام بإصدار مقطوعة موسيقية بعنوان "وداعاً بابل" عام 1992 ثم قدم أغنية أخرى بعنوان "الجراد يغزو بابل".

بعد مكوثه في أوروبا قرر الانتقال للمغرب ودراسة الموسيقى، تعرف هناك على فاطمة القرياني التي قدمت بعض من أغانيه وكذلك أسماء منوّر التي كان معجباً بها.

أطلق النقاد على الملحن كوكب حمزة لقب (مكتشف النجوم) فهو من اكتشف أفضل الأصوات العراقية مثل حسين نعمة ورياض أحمد وستار جبار وسعدون جابر وعلي رشيد.   كما قام باكتشاف المطربة المغربية أسماء المنور، فهو أول من قدمها للجمهور حين لحن لها أغنية "دموع إيزيس" عام 1997 والأغنية من كلمات الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم وقدمت الأغنية في القاهرة بمناسبة الاحتفاء بالشاعر أحمد فؤاد نجم وبمناسبة عيد ميلاده السبعين.

لحن للعديد من الفنانين العراقيين والعرب مثل مائدة نزهت، سعدون جابر، حسين نعمة، ستار جبار، فاضل عواد، كريم منصور، فؤاد سالم، المطربة أصالة نصري حين كانت في بداياتها، المطرب الكويتي عبد الله رويشد وغيرهم الكثير. كما لحن العديد من الأغاني الشهيرة مثل (يا نجمة، والقنطرة بعيدة، ويا طيور الطائرة) بصوت المطرب القدير سعدون جابر.

له العديد من الألحان التي وضعت للمسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية. عاد للعراق بعد سقوط نظام صدام حسين. ويعد أحد رموز الثقافة العراقية وواحد من أبرز الملحنين العراقيين والعرب.

برع "كوكب" بحكم ثقافته التشكيلية في مجال التصوير الموسيقي، اي انه يمنح الاغنية تصويراً موسيقياً يرتسم بلمخيلة اشبه باللوحة، كما في أغنية "حاصودة" لمائدة نزهت، وأغنية "الكنطرة" لسعدون جابر وغيرها. يشار الى ان ألحانه اصبحت جزءاً مهماً من ذاكرة الشعب العراقي ووجدانه، وترك العديد منها أثره في تغيير ذائقة المستمع العراقي والعربي. 

المصدر: السومرية العراقية

إقرأ أيضاً:

في ميلاد سيدة نساء العالمين: فاطمة الزهراء .. سيرة عطرة ومكانة مرموقة

يمانيون../
تحتفي المؤمنات وحفيدات الزهراء في 20 جمادى الآخرة من كل عام بمولد فاطمة الزهراء -عليها السلام-، صاحبة السيرة العطرة والمكانة المرموقة، تمثل هذه المناسبة أهمية كبيرة في إحياء سنن الله في أرضه، وتستمد منها جميع النساء المجاهدات الدروس والعبر من حياة سيدة النساء، التي كانت قصيرة لكنها مليئة بالمحتوى والمضمون عبر العصور.

إن الحديث عن أطهر النساء وأنبلهن لا يُوفيها حقها، فهي فاطمة الزهراء، ابنة أعظم خلق الله، نبي الرحمة والسراج المنير، محمد بن عبدالله، صلوات الله عليه وعلى آله، لقد كانت فاطمة رمزًا للفضيلة والعطاء، تجسد القيم النبيلة والمبادئ السامية. إن سيرتها العطرة تُلهم الأجيال وتُعزز مكانة المرأة في المجتمع، فهي مثال يحتذى به في الإيمان والصبر والتضحية.

تكللت الأرض وازدهرت بمجيء الطهر البتول، فهي الكوكب الدري والكوثر الفياض، تزهر لأهل السماء كما تزهر النجوم لأهل الأرض، ويغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها. إنها سيدة نساء العالمين، زوج الوصي وأم سيدي شباب أهل الجنة، تجسيدٌ للطهارة والكرامة، ودليلٌ على مكانة المرأة في الإسلام.

فاطمة أم أبيها رسول الله وقلبه

فاطمة الزهراء -عليها السلام- كانت في قلب والدها، النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، كما عبر عن ذلك في حديثه: “إنما ابنتي فاطمة بضعة مني، وقلبي الذي بين جنبي، فمن آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله”.
كما قال عنها: “يا فاطمة، إن الله تعالى يغضب لغضبك، ويرضى لرضاك”. ألا يجدر بهذه السيدة العظيمة، التي يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها، أن تكون سيدة نساء العالمين، وأن يختصها الله بمنزلة عظيمة تتناسب مع عظمتها؟
لقد نشأت تلك الحوراء الإنسية في كنف الحب والدعم لأبيها، حتى استحقت بجدارة أن تُلقب بـ “أم أبيها”، كما ناداها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فكانت مثالاً للوفاء والتضحية، تجسد القيم النبيلة التي تميزت بها.

حياة الزهراء وجهادها

رغم أن حياتها لم تتجاوز 25 عامًا، إلا أن فاطمة الزهراء -عليها السلام- اعتلت أعلى المراتب بفضل أعمالها وعفتها وطهارتها ونقائها. كانت تتمتع بحكمة وبصيرة وقيم نبيلة، مما جعلها رمزًا للفضيلة. قضت طفولتها في كنف والدها، الذي كان يعيش في حالة مستمرة من الجهاد في سبيل الله.
ثم أضحت زوج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – عليه السلام-، الذي كان أيضًا مجاهدًا في سبيل الله. خلال أحد عشر عامًا من زواجها، كرست حياتها لدعم زوجها وأبيها في كل معركة وميدان، حيث كانت السند والعون لهما في سعيهما لإعلاء كلمة الله في جميع أقطار الأرض.

رغم سعي أعداء الإسلام والمسلمين إلى تغييب السيرة العطرة لفاطمة الزهراء -عليها السلام-، التي تفوح منها طيب الأخلاق وعظيم الجهاد على مختلف الأصعدة، إلا أنهم عجزوا عن محو أثرها. لقد كانت النماذج التي قدموها بعيدة كل البعد عن سيرة سيدة نساء العالمين، التي تجسد القيم النبيلة والمبادئ الرفيعة.

وباندثار الثقافات المغلوطة وظهور أعلام الهدى، تجددت سيرة الطهر البتول في نفوس النساء. صار الاقتداء بها رمزًا يُحتذى به. نرى اليوم نساء العالم بشكل عام، ونساء اليمن بشكل خاص، يتسابقن بكل حفاوة لإحياء ذكرى مولدها الشريف. في المحافظات والمديريات والعزل، تُقام المجالس والمناسبات، حيث تُزرع وتعزز هذه المناسبة العظيمة في نفوس الأجيال. إن إحياء ذكرى مولد فاطمة الزهراء -سلام الله عليها- ليس مجرد احتفال، بل هو رسالة تظل نقطة ساطعة واستثنائية في ذاكرة البشرية.

وفي هذه المناسبة العظيمة قال قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي: “ما أحوج المرأة المسلمة في هذا الزمن الذي يستهدفها فيه أعداء الإسلام والبشرية للاقتداء بفاطمة الزهراء بما يحقق لها الحماية الفكرية والثقافية والأخلاقية”.

وشدد قائد الثورة على أهمية التصدي لحرب الإفساد بالوعي والبصيرة والتربية الإيمانية وترسيخ القدوة الحسنة والمفهوم الصحيح لحياة الإنسان، مشيراً إلى أن اليهود يسعون لنشر الفساد أكثر من أي وقت مضى، ويشغلون كل الوسائل والإمكانات لذلك.

الفعاليات النسائية التي أقيمت في العاصمة صنعاء وسائر المحافظات، أكدت على أن إحياء ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء – عليها السلام – يعيد للمرأة المسلمة مكانتها واعتزازها وانتماءها للإسلام. من خلال هذه الفعاليات، تم تجسيد القيم الفاضلة التي تمثلها المرأة المؤمنة، كما عكست شخصية سيدة نساء العالمين، مما يعزز دورها في المجتمع ويشجع على التمسك بمبادئها النبيلة.

ارتبطت حرائر اليمن بالمناسبة العظيمة لمولد السيدة فاطمة الزهراء -عليها السلام- بالجهاد الكبير، ليؤكدن أنهن بحق حفيدات الزهراء. وبأنهن يسرن على نهجها في مقاومة الظلم ودحض الباطل، ويكنّ سندًا للمقاومة الحرة والشريفة.

كما يبرز دور المرأة في هذه المعركة من خلال تقديم الدعم بقوافل البذل والعطاء، وتوعية المجتمع بأهمية الجهاد. إنهن يستعدن دومًا لتقديم كل ما يلزم لنصرة الشعب الفلسطيني، مما يعكس قوة إرادتهن وإصرارهن على تحقيق العدالة.

إن الحديث عن أشرف النساء مكانةً هو حديث يطول، ولا تكفيه الكتب ولا المجلدات للإيفاء بحقها وعظمتها. هي الابنة، والأخت، والزوجة، والأم، والقدوة الحسنة على وجه هذه البسيطة. لقد تجسدت فيها معاني النبل والعطاء، فسلام الله عليها ألف سلام، تظل سيرتها العطرة مصدر إلهام لكل امرأة مؤمنة تسعى لتمثيل قيم الإسلام في حياتها اليومية.

السياسية – الزهراء عبدالكريم

مقالات مشابهة

  • عاجل | مراسل الجزيرة: قائد الإدارة السورية اجتمع في دمشق مع وفد من المسؤولين العراقيين
  • نشرة إنذارية..تساقطات ثلجية وموجة برد في العديد من مناطق المغرب
  • الإفتاء تكشف عن سيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم
  • سيرة شرف والعاصفة.. الثقافة بالسويس تقدم أولى عروض نوادي المسرح
  • وصل لاستطالته العظمى.. كوكب عطارد يُزين سماء اليوم
  • “فلكية جدة” ترصد كوكب عطارد يُزين سماء اليوم
  • في ميلاد سيدة نساء العالمين: فاطمة الزهراء .. سيرة عطرة ومكانة مرموقة
  • أغرب من الخيال.. بلاد ما بين النهرين مزار لرسل من كوكب “نيبيرو”!
  • تحذير .. 60% من العراقيين معرضون لخطر الإدمان الإلكتروني
  • اتفاق عراقي إيراني على استضافة المزيد من الطلبة العراقيين وتبادل الأساتذة