تقرير Middle East Eye : هل حزب الله مستعد لحرب شاملة مع إسرائيل؟
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
ذكر موقع "Middle East Eye" البريطاني أن "الزعيم الإسرائيلي السابق إيهود باراك قال ذات مرة: "عندما دخلنا لبنان، لم يكن هناك حزب الله. لقد كان وجودنا هناك هو الذي خلق حزب الله". والحقيقة أن الانتصار العملياتي الذي حققته إسرائيل في لبنان في آب 1982 خلق تهديداً استراتيجياً: "المقاومة الإسلامية" التابعة لحزب الله.
وبحسب الموقع، "خاض حزب الله حربين مع إسرائيل، الأولى كان صراع حرب العصابات المكثف الذي دام خمسة عشر عاماً بين عامي 1985 و2000، وأسفر عن انتصار حزب الله، ولكن بتكاليف باهظة، وأدى إلى إضعاف إرادة إسرائيل السياسية، وليس قدراتها العسكرية. وكانت الحرب الثانية أكثر إثارة للدهشة. ففي الفترة بين تموز وآب 2006، أظهر حزب الله براعة في حرب المشاة، والتكتيكات المضادة للدروع، والعمليات السيبرانية والمعلوماتية، وواصل هجماته الصاروخية طوال الحرب، على الرغم من تفوقه العددي والتسليحي بشكل كبير. وانتهت حرب عام 2006، على الأقل، بالتعادل مع إسرائيل، وهي نتيجة عسكرية لم تحققها أي قوة عربية منذ عام 1948".
وتابع الموقع، "اليوم يبدو أن إسرائيل وحزب الله يتجهان نحو جولة ثالثة. لكن ما هي التوقعات العسكرية إذا حدث ذلك؟ منذ 7 تشرين الأول، تصاعدت تدريجياً وتيرة تبادل إطلاق النار بين حزب الله وحلفائه في جنوب لبنان من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى. وحتى منتصف شباط، كان عدد الهجمات الصاروخية التي تُطلق من جنوب لبنان يفوق باستمرار عدد الهجمات الصاروخية التي تُطلق من غزة. والمعدل الحالي، أي نحو 100 صاروخ يوميا، ليس بعيدا عن متوسط عام 2006 البالغ نحو 120 صاروخا يوميا".
أعداء أقوى
وبحسب الموقع، "إن ما يسمى "مبدأ الضاحية" الذي تتبناه إسرائيل، والذي يتضمن استخدام القوة غير المتناسبة على البنية التحتية المدنية في الأراضي المعادية لإسرائيل لمعاقبة أعدائها، يجري تطبيقه حالياً في غزة، وبكثافة أقل في جنوب لبنان. وفي جوهر الأمر، يُعاقب المدنيون بسبب "السماح" للمقاتلين المسلحين بشن هجمات صاروخية من أحيائهم، وبالتالي، فبدلاً من "كسب القلوب والعقول" مثل التكتيكات الغربية الكلاسيكية لمكافحة التمرد، تهدف عقيدة الضاحية إلى خلق بيئة مدنية معادية لاستهداف إسرائيل، من خلال قصف القلوب والعقول. ومن الناحية التكتيكية، أدى هذا إلى إضعاف بعض خصوم إسرائيل. ولكن من الناحية الاستراتيجية، فقد خلقت عن غير قصد أعداء أقوى وقد يؤدي ذلك إلى حرب أخرى واسعة النطاق".
وتابع الموقع، "لم يعد حزب الله نفس القوة التي كان عليها في عام 2006، فالقدرات العسكرية الحالية للحزب تتفوق على الغالبية العظمى من القوات غير التابعة للدولة، وعلى القوات البرية للعديد من الدول الصغيرة. جناحه العسكري هو في المقام الأول قوة برية، تجمع بين قوات المشاة الخفيفة والمحركات مع أصول المدفعية الصاروخية القصيرة إلى المتوسطة المدى، ويقدر عدد القوة البشرية لحزب الله بما يصل إلى 100 ألف مقاتل وجنود احتياط. وتُعتبر قوة الرضوان، وهي وحدة نخبوية يقدر عدد أفرادها بما يتراوح بين 2000 إلى 3000 مقاتل، أهم فرق حزب الله، وتتمتع الوحدة بخبرة في عمليات القنص، والمعارك القريبة في المناطق المبنية، والتوغلات خلف خطوط العدو".
الأرض والجو والبحر
وبحسب الموقع، "إن وحدات حزب الله أكثر قدرة وخبرة في حرب المشاة المضادة للدبابات، مقارنة بحرب الدبابات. تاريخياً، كانت القوات الإسرائيلية هي الأكثر خبرة. ويمتلك حزب الله أكثر من 13 نوعاً من أنظمة الدفاع الجوي، بما في ذلك أنظمة الصواريخ الموجهة المحمولة على الكتف والمدفعية المضادة للطائرات القصيرة المدى، ومع ذلك، يظل الدفاع الجوي من بين أضعف فروعه القتالية. وبعيداً عن المجال البري، يمتلك حزب الله أصولاً محدودة في الجو وفي البحر. كما أن لديه بعض القدرات في الحرب الإلكترونية والسيبرانية، إلى جانب جهاز استخبارات يتمتع بخبرة جيدة في الحرب النفسية والعمليات المعلوماتية ومكافحة التجسس. بالإضافة إلى ذلك، لديه شبكات اتصالات آمنة، بما في ذلك شبكة ألياف بصرية مستقلة عن الدولة اللبنانية".
وتابع الموقع، "تتركز القوة البرية لحزب الله في المدفعية الصاروخية والمشاة، بما في ذلك قذائف الهاون الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، ويقدر عدد قذائفه بأكثر من 145000 من مختلف العيارات. وتستخدم هذه بشكل رئيسي في العمليات الدفاعية القصيرة المدى. أما بالنسبة لمدفعية حزب الله الصاروخية، فإن "الثورة" مصطلح مناسب لوصف ما حدث مع ترسانته بين عامي 2006 و2024 من حيث الكمية والمدى والدقة والحمولات".
بعيد كل البعد عن القرار
وبحسب الموقع، "في عام 2006، أطلق حزب الله ما متوسطه 120 صاروخاً غير موجه يومياً لمدة 34 يوماً، أو حوالي 4000 صاروخ طوال الحرب بأكملها. حاليًا، تصل تقديرات ترسانة حزب الله إلى 150 ألف صاروخ وقذيفة، بمدى وحمولات وتوجيهات وميزات أخرى متفاوتة بشكل كبير. وتشكل الصواريخ والقذائف البعيدة المدى مشكلة استراتيجية بالنسبة لإسرائيل، وحتى لو تم إرجاع القوات البرية لحزب الله إلى شمال نهر الليطاني، فإن ذلك لن ينهي قدراتها الضاربة. فحزب الله يمتلك ما يقدر بنحو 65 ألف صاروخ يصل مداه إلى 200 كيلومتر، و5000 صاروخ يصل مداه إلى أكثر من 200 كيلومتر، وهذا يعني أنه لا يزال بإمكانهم ضرب تل أبيب من شمال نهر الليطاني، ولكن ليس بنفس الشدة".
وتابع الموقع، "وفي أكثر السيناريوهات تفاؤلاً، فإن مبادئ الردع التقليدي والقدرة على توجيه ضربات متبادلة من الممكن أن تمنع أو تؤخر اندلاع حرب واسعة النطاق. وفي الوقت الحالي، يتميز موقف إسرائيل على طول حدودها الشمالية جزئياً بوضعية دفاعية، وسط خطر التوغل البري المحتمل لحزب الله. ولكن، يمكن أن يتغير هذا بسرعة إلى موقف أكثر هجومًا، ومن شأن هذا التحول أن يستلزم إعادة انتشار ألوية إسرائيلية من الدرجة الأولى والثانية من غزة إلى الشمال، بعد وقف التصعيد أو وقف إطلاق النار في غزة".
وختم الموقع، "الوضع لا يزال بعيدا عن الحل. فبينما نستكشف احتمالات نشوب حرب واسعة النطاق، فمن الواضح بشكل مؤلم أن كل السيناريوهات المتوقعة تفتقر إلى مخطط استراتيجي لتعزيز سلام أفضل، وهذا يؤكد مدى خطورة الوضع الحالي، بينما يسلط الضوء على الحاجة الماسة إلى اتباع نهج متبصر لتحقيق الاستقرار العادل في المنطقة". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: لحزب الله حزب الله عام 2006
إقرأ أيضاً:
تقرير: ارتفاع معاداة “إسرائيل” بنسبة 340 % عالميًّا بعد حرب الإبادة على غزَّة
وكالات:
كشف تقرير صادر عن المنظمة الصهيونية العالمية والوكالة اليهودية عن ارتفاع حاد في حوادث معاداة (إسرائيل) بنسبة 340% بين عامي 2022 و2024، معتبرًا أن حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة كانت أحد أبرز العوامل التي أدت إلى تصاعد الخطابات والمواقف المعادية لـ(إسرائيل) عالميًا.
وأشار التقرير، الذي أوردته صحيفة “جيروزاليم بوست” الثلاثاء، إلى أن جميع الدول التي شملها الاستطلاع شهدت زيادة ملحوظة في عدد حوادث معاداة (إسرائيل)، خاصة تلك المرتبطة بالخطابات المعادية للصهيونية والسياسات الإسرائيلية في المنطقة.
وقد تصاعدت هذه الحوادث بشكل كبير بعد حرب الابادة في غزة في أكتوبر 2023، وما تلاه من جرائم حرب ممنهجة ضد الشعب الفلسطيني. في الولايات المتحدة، سُجل ارتفاع بنسبة 288% في حوادث معاداة (إسرائيل)، مع وصول الذروة في أبريل 2024.
أما في كندا، فقد كانت الزيادة “أكثر إثارة للقلق”، حيث بلغت 562%، مع كون حوالي ربع الحوادث “عنيفة”، بحسب تعبير الصحيفة. وفي جنوب إفريقيا، سُجلت زيادة بنسبة 185%، مع ظهور تعبيرات واضحة لمعاداة (إسرائيل) مصحوبة بدعوات لمقاطعتها وانتشار الدعاية المعادية لها. وفي آسيا، ظهرت “معاداة (إسرائيل) جديدة” في الصين واليابان وتايوان، مع زيادة المحتوى المعادي على منصات التواصل الاجتماعي الصينية، بالإضافة إلى مظاهرات معادية لـ(إسرائيل) واستخدام إيماءات نازية في اليابان وتايوان.
وأشار التقرير إلى ارتفاع كبير في معاداة (إسرائيل) عبر الإنترنت، حيث أصبحت مصطلحات مثل “الصهيونية” تُستخدم كغطاء لتعبيرات معادية لليهود. وقد أدى ذلك إلى اعتبار شركة “ميتا” (مالكة فيسبوك) معاداة الصهيونية شكلاً من أشكال معاداة اليهود في سياقات معينة. كما تم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متزايد لنشر الوعي بالمظاهرات المعادية لـ(إسرائيل)، خاصة بعد الحرب على غزة.
وقالت الدكتورة راحيلي باراتز، رئيسة قسم مكافحة معاداة (إسرائيل) في المنظمة الصهيونية العالمية ومؤلفة التقرير: “تكشف البيانات أن مصطلح ‘الصهيونية’ أصبح رمزًا جديدًا للتعبير عن الكراهية تجاه اليهود. هذه ليست مصادفة، بل هي تغيير متعمد في اللغة يهدف إلى جعل معاداة (إسرائيل) مقبولة اجتماعيًا.”
وأضافت: “عندما يستخدم شخص أو منظمة مصطلح ‘معاداة الصهيونية’، فإنهم غالبًا لا يعبرون عن موقف سياسي شرعي، بل يعيدون إحياء أنماط تاريخية من معاداة اليهود تحت غطاء معاصر من الشرعية. من المهم أن نرى هذا التحول اللغوي كإنذار ليس فقط للمجتمع اليهودي، بل لأي مجتمع ديمقراطي يسعى إلى الحفاظ على قيمه.”، على حد تعبيرها. وتم تقديم التقرير إلى رئيس (إسرائيل)، إسحاق هرتسوغ، الذي نبه إلى أهمية مواجهة هذه الظاهرة الخطيرة.
وقال هرتسوغ: “هذه الزيادة الكبيرة في معاداة (إسرائيل) تذكرنا بأن علينا أن نكون يقظين في الدفاع عن قيمنا ومجتمعاتنا”، بحسب قوله.