غزة – يقول خبراء إن قصف إسرائيل لفريق الإغاثة التابع للمطبخ المركزي العالمي لا يمكن أن يكون عن طريق الخطأ، ولكنه محاولة لمنع وصول الإمدادات للمدنيين في قطاع غزة عبر تخويف المؤسسات الإنسانية الدولية ودفعها للتوقف عن العمل كجزء من خطة التطهير العرقي الممنهجة.

وقال عضو البرلمان البريطاني جيمس كوربن إن ما جرى “لا يمكن أن يقع إلا بشكل متعمد لأننا نتحدث عن أشخاص يعملون في الحقل الإنساني وتعرضوا لهجوم مباشر بالتالي ليس هناك خطأ”.

وخلال مشاركته في برنامج “غزة.. ماذا بعد؟”، قال كوربن إن ما جرى يؤكد ضرورة وقف القتال، وإن مواصلة واشنطن تقديم الأسلحة والدعم والغطاء السياسيين لتمكين إسرائيل من مواصلة قصف غزة يمثل خرقا واضحا لقرار محكمة العدل الدولية وبروتوكول جنيف”.

هجوم منظم

الرأي نفسه ذهب إليه الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي حيث قال إننا إزاء هجوم منظم؛ لأن 3 عمليات قصف جرت في 3 مواقع مختلفة واستهدفت كلها نفس الفريق الذي كان معروفا ويتحرك بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي.

وأضاف البرغوثي أن الحادث “لا يمكن أن يكون عن طريق الخطأ وأنه قتل مع سبق الإصرار لتخويف كافة المؤسسات الإنسانية لمنعها من العمل خصوصا، ومنع وصول المساعدات ضمن خطة التطهير العرقي التي تطبقها إسرائيل على الأرض بشراكة أميركية بريطانية واضحة”، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي قتل 196 من عمال الإغاثة خلال هذه الحرب.

لذلك، يعتقد كوربن أن ما جرى لا بد وأن يخضع لتحقيق دولي مستقل بعيدا عن إسرائيل التي لا تحقق في أي من جرائمها، مطالبا الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بإدانة ما جرى بشكل واضح لا لبس فيه.

إلى جانب ذلك -يقول كوربن- هناك أكثر من 30 ألف شهيد وتدمير كامل للمدارس والمستشفيات وهو ما يؤكد أن إسرائيل ليست مكترثة بقرارات محكمة العدل الدولية، الأمر الذي يستدعي صدور قرار بوقف الحرب من جانب الأمم المتحدة وإلا فإن ما يحدث سيتواصل وستقوم إسرائيل “بضم القطاع وتحويله إلى مستوطنات إسرائيلية”.

ويرى كوربن أن على العالم رفض ما يحدث في غزة وفي الضفة الغربية أيضا من استيطان واستيلاء على أراضي وممتلكات الفلسطينيين.

موقف دولي متواطئ

وعن موقف الدول التي قتل مواطنوها، قال البرغوثي إن الموقف الدولي كله يتسم بالذل والتواطؤ والشعور بأن إسرائيل أصبحت فوق القانون الدولي بعد أن تنكرت لقراري مجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل، وتتعامل بأسلوب “دولة مارقة”.

وأعرب البرغوثي عن عدم ارتياحه لطرق إيصال المساعدات بحرا أو عبر طرق أخرى غير المعابر البرية “لأنها تستغل كلها لقتل الفلسطينيين بدلا من إغاثتهم بالتزامن مع تدمير كافة مظاهر الحياة في القطاع لصالح خطة التطهير العرقي”.

كوربن أيضا يعتقد أن إسرائيل تتصرف بطريقة تجعلها قادرة على الإفلات من العقاب وتعمل على تحويل القطاع إلى مستوطنة إسرائيلية خالية من الفلسطينيين، مشيرا إلى أن نتنياهو قال بنفسه إنه يريد ألا يبقى في غزة إلا 200 ألف فقط، وهو ما يعني تهجير قرابة مليوني إنسان.

لذلك، يتساءل كوربن عن السبب الذي يجعل الدول الغربية تواصل مدَّ إسرائيل بالأسلحة وهي تعرف الهدف الذي تستخدم من أجله، ولما ذا يواصلون إيصال المساعدات بطرق صعبة ويتجاهلون المعابر التي تبعد أمتارا عن القطاع؟

ودعا كوربن الشعوب في أنحاء العالم لمواصلة الضغط على الحكومات، مؤكدا أن القرارات التي صدرت من مجلس الأمن ومحكمة العدل وإن لم تكن مرضية بشكل كامل إلا أنها كانت نتيجة لهذا الضغط.

وقال إن الناس في بريطانيا قرروا مواصلة الضغط حتى وقف إطلاق النار، لكنه أكد على ضرورة وقف واشنطن بالتحديد تزويد إسرائيل بالأسلحة وعدم الاكتفاء بالتباكي وإبداء القلق فقط.

وأيد البرغوثي حديث كوربن عن ضرورة الضغط الشعبي من أجل وقف القتال، مؤكدا وجود تحول شعبي كبير في الولايات المتحدة وأوروبا، ومطالبا بهبّة عالمية تجبر العالم على معاقبة إسرائيل.

المصدر : الجزيرة

 

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: التطهیر العرقی ما جرى

إقرأ أيضاً:

جائزة نوبل للتطهير العرقي

 

طموح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنيل جائزة نوبل للسلام، تزامنًا مع انشغاله بتنفيذ جريمة تهجير الشعب الفلسطيني، يعكس حالة الرجل السيكولوجية المشبعة باضطرابات نفسية معقدة، غير مدرجة حتى اللحظة في كتب علم النفس ومرجعياته البحثية.

الأمريكيون بحاجة عاجلة إلى تقييم قوى زعيمهم الأهوج العقلية، فقد يتمكنون من استدراك مخاطره قبل خراب مالطا، فهو ديكتاتور بلطجي، يقود دولة الحلم الأمريكي والديمقراطية وصاحب أسبقيات جنائية، أدين بارتكاب جرائم جنسية، وبالاحتيال والتهرب الضريبي، كما أنه عنصري قح، ولا يتوقف لحظة عن إطلاق النيران العشوائية على حلفاء بلاده قبل أعدائها، ويمتلك طاقة عجيبة في اختلاق الأزمات والكوارث.

منذ اللحظة الأولى لتسلمه ولايته الثانية، بدأ كالثور الهائج بإصدار سلسلة من القرارات العدائية، فقد أوقف المساعدات لعدة دول منها الأردن ومصر وجنوب إفريقيا، وأغلق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وسرّح العاملين فيها تحت التهديد والبلطجة. كما أوقف دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وأقرّ سلسلة انسحابات أمريكية من مجلس حقوق الإنسان ومنظمة الصحة العالمية واتفاقية باريس للمناخ، وهو بصدد الانسحاب من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، ومزّق الاتفاق النووي مع إيران في فترة رئاسته الأولى بتاريخ 8 /5 /02018، وأشعل حربًا جمركية عالمية على الاتحاد الأوروبي والصين وكندا والمكسيك، وتوعّد بتوسيعها لتشمل اليابان ودولًا أخرى.

حلم ترامب بجائزة نوبل للسلام، يبدو تمامًا كـ”حلم نتنياهو بنوبل”، بعد أن فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، وأعاد إدراج كوبا في قائمة الدول الراعية للإرهاب، ويهدد كل لحظة وأخرى باحتلال كندا، وغيّر اسم خليج المكسيك إلى “خليج أمريكا”، وتعهد باحتلال قناة بنما، وتوعّد بشن هجوم على الدنمارك للاستيلاء على جرينلاند، وأصدر عفوًا شاملًا عن 1500 متهم باقتحام مبنى الكابيتول في 2021، وصولًا إلى تدخله في نزاع حول “لعبة غولف” بين منظمي بطولة داخل الولايات المتحدة

الأنكى من ذلك كله، أن الرجل الذي يعلن بكل وقاحة نيته احتلال غزة وتهجير أهلها لإقامة منتجع سياحي فاخر يشبه الريفيرا، يتخيل نفسه بعد ذلك متوجهًا إلى العاصمة النرويجية أوسلو لاستلام جائزة نوبل للسلام، في مشهد دراماتيكي يذكرنا بمؤسس الجائزة نفسه، ألفريد نوبل، الذي اخترع الديناميت، ثم قرر تخصيص جائزة للسلام بإسمه، وكأنه يسعى للتكفير عن إرثه الدموي.

ترامب الطامح باعتراف عالمي بعظمته، نسخة واقعية من ثانوس (Thanos) الذي ظنّ نفسه بطلًا، مقتنعًا بأن الكون يعاني من مشكلة الاكتظاظ، فقرر حل المشكلة بإبادة نصف الكائنات الحية.

وترامب الذي شحن قنابل “إم كيه 84” شديدة التفجير والتدمير إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي لاستخدامها على الشعب الفلسطيني حال استئناف الحرب في غزة أو اشتدادها في الضفة، يستحق جائزة نوبل للتطهير العرقي، والتهجير القسري، ولا يمت لجائزة نوبل بمعرفة أو صلة قرابة.

ربما يتخيل الرجل النرجسي لحظة دخوله على السجادة الحمراء متجهًا إلى منصة تتويجه بنوبل، فيما يعلن عريف الحفل المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية “يوآف غالانت” عن فوزه بالجائزة، التي لن يكتمل مشهدها الهتشكوكي إلا بتسليمها له من قبل رئيس حكومة حرب الإبادة بنيامين نتنياهو نفسه، المطلوب هو الآخر للمحكمة الجنائية، بحضور إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وطاقم جنرالات الدم، وسط تصفيق القاعة التي تضج بقوات لواء غولاني، التي كان يتفنن أفرادها وضباطها بقنص رؤوس الأطفال في غزة.

كاتب اردني

 

مقالات مشابهة

  • بِحُجة الظلم الذي تتعرض له إسرائيل .. تل أبيب وواشنطن تدرسان رسميًا الانسحاب من محكمة العدل الدولية
  • فتح: إسرائيل تواصل تنفيذ مخططات التهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية
  • بعد الفوز بالأوسكار.. صناع لا أرض أخرى يدعون لوقف التطهير العرقي بفلسطين
  • قطر تقدم مذكرة لمحكمة العدل الدولية بشأن إسرائيل
  • حكومة غزة: منع إسرائيل إدخال مساعدات حرب إبادة لتجويع القطاع
  • إسرائيل تُقرر وقف إدخال كافة البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة
  • نائل البرغوثي.. عميد الأسرى الفلسطينيين حراً بعد 45 عاماً
  • التعاون الإسلامي ترفض حظر إسرائيل لأونروا بمرافعة أمام محكمة العدل
  • «الغرف العربية»: شراكة استراتيجية بين الصين والعالم العربي لتعزيز سلاسل التوريد
  • جائزة نوبل للتطهير العرقي