حركة كاخ.. منظمة إسرائيلية متطرفة أسسها كاهانا وأنجبت بن غفير
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
حركة إسرائيلية يمينية متطرفة أسسها الحاخام مائير كاهانا عام 1971 في إسرائيل. عرفت بأفكارها العنصرية ودعوتها لطرد الفلسطينيين من الأراضي المحتلة وإيمانها بأفضلية اليهود على غيرهم. ومن أبرز أعضائها وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الذي انضم للحركة وهو في الـ16 من عمره.
سعت إلى إقامة دولة يهودية خالصة على أرض فلسطين، وشكلت مجموعات مسلحة للاعتداء على قرى الفلسطينيين وتخريب ممتلكاتهم، كما تبنت عمليات قتل بحقهم.
نجحت الحركة في الحصول على مقعد في الكنيست الإسرائيلي، مع صعود حزب الليكود اليميني إلى السلطة عام 1977 وسيطرة الخطاب المتطرف على الساحة السياسية. لكن سرعان ما تم حظرها من الكنيست وإدراجها ضمن قوائم الإرهاب عام 1994.
مائير كاهانا يعتبر الأب الروحي لأيديولوجية اليمين المتطرف اليهودي (غيتي) النشأة والتأسيستأسست حركة كاخ في إسرائيل عام 1971، ونصّ ميثاقها المعلن على أن أرض إسرائيل ملك لليهود فقط، وأن الفلسطينيين يجب ترحيلهم قسرا من أراضيهم.
أنشأها الحاخام مائير كاهانا بعد عودته من الولايات المتحدة الأميركية، ويعتبر الأب الروحي لأيديولوجية اليمين المتطرف اليهودي.
تولدت حركة كاخ عن "رابطة الدفاع اليهودية" التي أسسها مائير كاهانا في الولايات المتحدة الأميركية عام 1968، وكان إنشاؤها جزءا من رد الفعل العنيف للرجل الأبيض الذي صاحب إضرابات نقابة المعلمين في مدينة نيويورك عام 1968.
أدت هذه الإضرابات إلى ظهور حالة من التوتر العنصري بين نقابة المعلمين ذات الأغلبية اليهودية، والسكان السود الذين كانوا يسعون إلى سيطرة أكبر على مدارس حيهم والمطالبة بمزيد من وظائف الخدمة المدنية. لكن كاهانا، بخطابه العاطفي الشعبوي، استطاع استقطاب عدد كبير من اليهود ودحض سعي السود للسيطرة.
الحرم الإبراهيمي حيث ارتكب أحد أعضاء حركة كاخ مجزرة عام 1994 (الفرنسية)بحلول عام 1970، اتجهت الرابطة بقضيتها الأساسية إلى محنة اليهود السوفيات، وكان هدفها الرئيسي ترويع المؤسسات التابعة للاتحاد السوفياتي في الولايات المتحدة للضغط على الدولة الشيوعية وتغيير سياساتها "المعادية للسامية"، وخصوصا حظرها هجرة اليهود إلى إسرائيل.
واقتصرت أعمال الرابطة على الأنشطة الاحتجاجية والتخريبية، بدءا من سكب الدماء على دبلوماسي سوفياتي خلال حفل استقبال في واشنطن العاصمة، إلى زرع قنبلة دخان في عرض موسيقي للأوركسترا السوفياتية في نيويورك.
ومع كل حادثة، تتبنى الرابطة المسؤولية الكاملة من خلال رفع شعارها الرسمي "لن يتكرر ذلك مرة أخرى!"، في إشارة إلى ما يعرف بمحرقة "الهولوكوست".
لم يقتصر عمل الرابطة على معاداة السوفيات، فقد استهدفت أي جهة اعتبرتها تهديدا لبقاء القومية اليهودية المتطرفة وشملت بذلك الأميركيين والمنظمات اليمينية المتطرفة المحلية، والناشطين العرب والمسلمين، والصحفيين والعلماء، وأعضاء الجالية اليهودية "الذين ليسوا يهودا بما فيه الكفاية"، على حد قولهم.
فقد اقتحم 6 من أعضاء رابطة الدفاع اليهودية عام 1975 مكتب نائب الرئيس التنفيذي لمؤسسة الرفاهية اليهودية في سان فرانسيسكو واعتدوا على 4 من موظفيها، وكان الاقتحام احتجاجا على بطء استجابة المؤسسة لسد احتياجات المجتمع اليهودي في سان فرانسيسكو.
الفكر والأيديولوجيااستطاع مائير كاهانا، بخطابه العاطفي التحريضي وبترديد شعارات حملت أيديولوجيا يمينية متطرفة، أن يجذب الشباب إلى رابطة الدفاع اليهودية، وخلال فترة وجيزة ارتفعت طلبات الانتساب إلى العصبة من ألف إلى 7 آلاف طلب.
وتمركزت فرق الرابطة في معسكر جيدل الواقع في قرية وودبورن بولاية نيويورك، والذي استخدمته لبناء كادر من مقاتلي الشوارع اليهود، كما امتلكت فروعا في عدة ولايات منها لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو وبوسطن وشيكاغو.
نشأت رابطة الدفاع اليهودية على أيديولوجية يمينية متطرفة تتأسس على خمسة مبادئ أساسية كتبها مائير كاهانا وهي:
حب إسرائيل وشعب إسرائيل. اعتزاز اليهود بتاريخهم وثقافتهم. الانضباط والوحدة بين اليهود. الإيمان بعظمة الشعب اليهودي ومنع إبادته. مبدأ القوة الحديدية.ويرى كاهانا أن القوة والعنف هما الطريقان الوحيدان لتحقيق أهداف اليهود، وأن "السلوك السلمي هو ما جرّ على اليهود الظلم".
وكانت هذه أفكار زئيف جابوتينسكي، أحد مؤسسي الحركة الصهيونية، وبها استقطب مائير كاهانا عددا كبيرا من الجماهير عبر خطاباته، وأطلق فيما بعد مصطلح "الكاهانية" على الجماعات التي تشترك في تبني المبادئ التي دعا إليها.
أعضاء لرابطة الدفاع اليهودية خارج البعثة العراقية لدى الأمم المتحدة عام 1971 وفيها اعتقل كاهانا (أسوشيتد بريس) نشاط الحركة السياسي والمسلحأدى نشاط مائير كاهانا ورابطته إلى إدانته وسجنه في أميركا، في قضية صنع قنابل لاستهداف الوفود السوفياتية، فعاد إلى إسرائيل، وهناك أسس حركة كاخ عام 1971، وسلك بها منهج رابطة الدفاع اليهودية مع تطور في سلوكها العنفي ضد الشعب الفلسطيني.
دخلت الحركة عالم السياسية حزبا سياسيا قبيل انتخابات عام 1973، واستمرت بممارساتها العدوانية ضد العرب في أراضي 1948، ولاحقا في الضفة الغربية المحتلة. وشملت هذه الاعتداءات القتل وتخريب الأراضي الزراعية.
مع بروز حركة كاخ في المشهد السياسي عام 1973، وتبنيها الأفكار العنصرية، رشّح مؤسسها نفسه لانتخابات الكنيست في سنوات 1973 و1977 و1981، لكنه فشل في الحصول على مقعد.
ومع تغير المناخ السياسي ووصول حزب الليكود اليميني إلى السلطة عام 1977، أعاد كاهانا ترشيح نفسه في انتخابات 1984 ودخل الكنيست بأصوات 26 ألف ناخب.
فوز كاهانا في الكنيست أشعل حربا إعلامية واعتبر فضيحة سياسية لإسرائيل، مما دفع الحكومة الإسرائيلية إلى تعديل قانون الانتخابات وحظر الأحزاب الداعية إلى الفكر العنصري، وهو ما منع ترشح أعضاء حركة كاخ في انتخابات 1988.
شكلت الحركة تنظيما سريا مسلحا في الضفة الغربية عرف باسم "لجنة الأمن على الطرق"، وتلقى أعضاؤها تدريبا عاليا وامتلكت وسائل نقل سريعة.
وبدأ نشاط التنظيم السري بتوفير مرافقة مسلحة لباصات النقل ومركبات المستوطنين على طرق الضفة الغربية، وإذا تعرضت مركبة إسرائيلية للقذف بالحجارة يطلق أعضاء اللجنة النار على رماة الحجارة.
وازداد نشاط التنظيم مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، ودفع ذلك بعض أعضاء الكنيست اليساريين إلى تقديم استجوابات للحكومة الإسرائيلية حول التنظيم عام 1990، مطالبين بالكشف عنه ووضع حد لأنشطته.
حققت حركة كاخ بأفكارها استقطابا كبيرا من الجماهير في إسرائيل على الرغم من خسارة موقعها السياسي، إذ ساهمت في تصاعد التطرف في إسرائيل والترويج للأيديولوجيا الكاهانية التي تبنتها العديد من الحركات مثل "كاهانا حي" و"حزب عوتسما يهوديت".
زعيم حزب كاخ المناهض للعرب باروخ مرزيل وسط أنصاره (رويترز) انقسام الحركةاغتيل مائير كاهانا يوم الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 1990، على يد سيد نصر -وهو أميركي من أصل مصري- بينما كان يلقي محاضرة في قاعة محاضرات بفندق ماريوت ماركيز بحي مانهاتن في نيويورك.
تلا ذلك انقسام حركة كاخ إلى تنظيمين، احتفظ الأول بالاسم الأصلي، واتخذ الثاني اسم "كهانا حي"، وتزعمه نجل مائير، بنيامين كاهانا، وكان أقل عددا من حركة كاخ الأم، لكن لم يختلف عنها في الأيديولوجيا وأساليب العمل.
لم يطرأ أي تغيير على جوهر أنشطة "كاخ" ضد الفلسطينيين مع تغير قيادتها، بل ازدادت خاصة بعد تسلُّم حزب العمل السلطة بدلا من الليكود، وتزايدت مخاوف المستوطنين من احتمال انسحابات إسرائيلية من الضفة الغربية، وازدياد عمليات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ضد الجيش الإسرائيلي أواخر عام 1993.
كاهانا استطاع بخطابه العاطفي التحريضي أن يجذب الشباب إلى عصبة الدفاع اليهودية (رويترز) أبرز المحطات عام 1971، عاد مائير كاهانا من الولايات المتحدة إلى إسرائيل وأنشأ حركة كاخ. عام 1980 صدر أمر إداري عن وزير الدفاع الإسرائيلي بسجن كاهانا، بعد تسريب معلومات عن تخزين الحركة متفجرات وأسلحة كان الهدف منها عملية تخريبية ضد المسجد الأقصى. تولى مائير كاهانا رئاسة الحركة حتى عام 1990، ثم خلفه باروخ مرزيل، الذي كان أمين سر كتلة "كاخ" في الكنسيت والناطق باسم الحركة. عام 1994، نفذ باروخ غولدشتاين، أحد أبرز أعضاء حركة كاخ، مجزرة الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، واستشهد فيها 29 مصليا، وفي أعقاب المذبحة أدرجت إسرائيل، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأميركية، حركة كاخ في قوائم الإرهاب. عام 2002 سجن رئيس رابطة الدفاع اليهودية، إيرف روبين، بتهمة التخطيط لهجوم بالقنابل على مسجد الملك فهد في كولفر سيتي، بولاية كاليفورنيا مما أدى إلى انتحاره خلال فترة سجنه. في شهر مايو/أيار 2022 أزالت وزارة الخارجية الأميركية حركة كاخ من قائمة الإرهاب، وأثار هذا القرار انتقادات شديدة من السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة حماس، التي رأت أن هذه الخطوة مكافأة لأعضاء منظمة إسرائيلية لها تاريخ بارتكاب الجرائم.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات الولایات المتحدة الضفة الغربیة فی إسرائیل عام 1971
إقرأ أيضاً:
محمد العزيزي:العرب فرحون أن اليهود يقتلونهم!
ظل العرب طوال سبعين عاما وهم ينسجون حكايات وبطولات نضالهم ومعارك حروبهم في الليل الحالك السواد وانتصارات لا وجود لها، حاولوا ويحاولون استعادة الأرض المغتصبة من قبل الكيان الإسرائيلي في فلسطين وسوريا (الجولان)ولبنان (مزارع شبعا) في 1948 وما بعدها، كان العرب والعالم الإسلامي يضج ويتظاهر ويعقد المؤتمرات والندوات الإقليمية والدولية تنديدا بالاحتلال الغاصب الصهيوني لأراضي العرب في الستينيات و السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات ولكن كل تلك المحاولات الخجولة وعنفوان المظاهرات الشعبية، لم تعد لهم ما وقع تحت يد العدو الإسرائيلي، رغم المقاومة والانتفاضات الفلسطينية المدعومة عربيا بالخطابات منذ منتصف القرن العشرين الماضي وحتى نهايته والصراع العربي الإسرائيلي على أشده ولم ينته، تعالت الأصوات حينا والحمية عند الشعوب العربية حينا آخر ، دفاعا عن فلسطين والقدس.
منذ أن دنس الصهاينة الأرض العربية بدعم أوروبي وأمريكي والأنظمة والحكام العرب في مقامرة وتخاذل مستمر وكل يزايد على الآخر بالقضية الفلسطينية والذي وصل حد تقديم المبادرات والتنازلات للتخلص من قضية قضّت مضاجع الحكام العرب وسط حماسة الشارع العربي التواق للانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني وتحرير الأراضي العربية المحتلة والمغتصبة من قبل الكيان المحتل.
طوال ثلاثة أرباع القرن الماضي والعرب شعوبا وحكاما لم يغيروا من الأمر شيئا رغم القرارات الدولية والأممية والمبادرات وهدير وهيجان الشعوب العربية، وبالمقابل زاد العداء والفرقة والخيانات بين العرب وصولا إلى التطبيع مع الكيان الإسرائيلي والاعتراف بحق إسرائيل الوجودي والتعايش معه خوفا من تآمر “علي عربي من علي عربي” والمتاجرة والبيع والشراء للمواقف وخيانة القضية.
ذلك الوضع الذي ظهر عليه العرب والمسلمون مكن الاحتلال من تحقيق أطماعه التوسعية وفق طموحه بأن دولته من المحيط إلى الخليج في ظل حالة التخبط وضعف الموقف العربي، بدأ النزيف العربي للأرض والدم والمال والكرامة والشرف والمقدسات يزداد من مطلع القرن الحالي وحتى يومنا هذا، وتزداد معه توسع الفجوة والهوة والصراع البيني العربي وتراخي الحماسة عند المواطن العربي للدفاع عن الأرض والمقدسات والذي انزلق في أتون الصراع العربي العربي وارتفاع نسبة الكراهية والبغضاء بين المسلمين وفرقهم المذهبية التي زرعها الغرب في المجتمعات العربية.
والمثير للدهشة والتندر أن العرب والمسلمين يفرحون عندما يقتل الصهاينة والعالم الغربي المجرم أخاهم العربي والمسلم وكأن العدو الغربي المتحالف يقدم خدمة الخلاص من غريمه المسلم المخالف له بالنهج أو المذهب أو لحالة العداء والحقد الذي يتغلغل بين الحكام والمجتمع، ومن خلالهم تأثرت وجرحت حماسة وعنفوان الشعوب العربية المتحررة والمناصرة للقضية الفلسطينية و المناهضة للاحتلال.
الوهن الذي أصاب العرب شجع الغرب المتحالف مع الكيان الصهيوني التمادي أكثر في اقتحام حاجز النخوة العربية في تغذية الصراع العربي العربي وحالة الانقسام والاختلاف والمماحكات البينية، وإذكاء الصراع الديني والتيارات المذهبية والآيدلوجيات لتفريق الجمع والإجماع للشعوب العربية حول القضايا المصيرية ومقاومة الاحتلال لتتحقق خطط وبرامج الغرب في قضم وضم الأرض ونهب المال وتدمير مقدرات الشعوب العربية وقتل وذبح العرب والمسلمين بدم بارد بل قتل عشرات الآلاف من الغزاويين واللبنانيين وهدم المنازل فوق رؤوس ساكنيها دون أن يحرك العرب والمسلمين وحكامهم ساكنا وسط صمت العالم مدعي الإنسانية.
ومن سخرية التاريخ والقدر أن العرب والمسلمين ليس بمقدورهم ولم يعد لديهم القدرة على المطالبة أو يطالبون باستعادة الجولان السوري ومزارع شبعا بل أصبحنا اليوم نطالب باستعادة الأرض المغتصبة مؤخرا كجبل الشيخ والقنيطرة ومدينة البعث وغيرها من المناطق على الحدود السورية وأصبح اللبنانيون يطالبون اليوم بخروج المحتل من مزارع شبعا ومن جنوب نهر الليطاني وغيرها من المناطق على الحدود التي احتلها وسيطر عليها خلال العدوان الأخير ، وكما هو الحال في الضفة الغربية ورام الله التي لا تزال ترزح تحت سطوة الإحتلال الإسرائيلي ، وهذا نتيجة طبيعية لخذلان العرب لبعضهم البعض وتنامي حالة الحقد والعداء البيني وارتفاع حالة الخصومة الدينية والمذهبية التي يرعاها ويغذيها الغرب والصهاينة لتحقيق أهدافهم وقبول العرب وحكامهم الذل والمهانة ونزيف الأرض والمال والدماء واتساع دائرة الفرقة في ما بينهم.