ابتهالات دينية ومدائح نبوية تأسر القلوب في ختام الأمسيات الرمضانية بـ"دار الأوبرا"
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
مسقط- الرؤية
اختتمت دار الأوبرا السلطانية مسقط سلسلة أمسياتها الرمضانية "أمسيات الإنشاد والمديح" بأداء آسر للفنان المصري علي الهلباوي، برفقة المنشد العُماني سامي الصبحي.
ومنذ العرض الأول في 18 مارس الماضي، حظيت سلسلة أمسيات دار الأوبرا السلطانية الرمضانية بشعبية كبيرة بين أوساط المجتمع المحلي، حيث جذبت العروض مئات الحضور ليستمتعوا بأمسيات من الإنشاد الديني والموسيقى الصوفيّة التي تهدف إلى تعزيز الأجواء الروحيّة خلال شهر رمضان المبارك.
وقد عرف المنشد المصري علي الهلباوي بإنشاده الديني، وقد سار على خطى والده المنشد الشهير محمد الهلباوي، وكان مديرا ومنشدا في فرقة والده، حتّى أسّس فرقته الخاصّة عام 2003م، وشارك في العديد من الحفلات الموسيقية، والمهرجانات الصوفيّة المحليّة والعالميّة، كما قام بالغناء في دار الأوبرا ومكتبة الإسكندرية برفقة فرقته والكورال بأداء الأناشيد الصوفية والدينية، وحصل على العديد من الجوائز المحلية والعالمية.
وفي هذه الأمسية التي اختتمت بها سلسلة رمضان بدار الأوبرا السلطانية، نجح المنشد علي الهلباوي في بناء علاقة روحية مع الجمهور تاركًا أثرًا عميقًا من خلال تقديمه مختارات من أناشيده، والتي من أبرزها: "كل من" للغزالي، و"مولاي كتبت رحمة الناس" و"نسيم الوصل"، و"أركان الإسلام" وغيرها.
وتعليقًا على دعوته لدار الأوبرا السلطانية، أعرب الهلباوي عن سعادته بتواجده في عمان خلال شهر رمضان، موضحا: "سررتُ بدعوة دار الأوبرا السلطانية التي أتاحت لي فرصة المساهمة ولو بجزء صغير في الأمسيات الرمضانية، واللقاء بجمهور متذوّق ومتعطّش للإنشاد الديني، ومتفهّم للرسائل الروحية التي يبثّها هذا النوع من الفنون، وأتمنى أن يكون أدائي قد وصل إلى الجمهور بشكل حَسن وعميق ومؤثّر فالأناشيد المصريّة الدينية قريبة إلى قلبي ويشرفني أن أقدّمها لكم".
وفي تصريحات خاصة لـ"الرؤية"، أشار الهلباوي إلى أن التصوف نشأ منذ القدم؛ لأن التصوُّف هو الدخول فى الروحانيات، والرقي بالروح من خلال الذكر والدعاء وحب سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته والأولياء الصالحين.
وأوضح: "كل شيخ له طريقة فى أداء الإنشاد الدينى من حيث اختيار الكلمات والألحان، وتوجد مدارس كثيرة ومختلفة فى أنحاء الدول العربية، والابتهال يكون المنشد منفردا، والتواشيح الدينية تكون حوارا ما بين المنشد والبطانة (الكورال)، أما الغناء الدينى فيكون بمصاحبة الموسيقى، والنشيد الديني ينشد فيه الجميع بمصاحبة على أنغام الدفوف.
وبين الهلباوي أن الإنشاد الديني وخصوصا المديح النبوي من أفضل الألوان الفنية، لأنها تختص بذكر الله ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم، لافتا إلى أن الله يهب الصوت الحسن لبعض الأشخاص وعلى المنشد أن ينمي موهبته ويحسّن مخارج الحروف ويتعلم فنون المقامات وعلوم التصوير النغمي.
ويرى الهلباوي أن من أبرز عملاقة هذا الفن هم الشيخ على محمود الشيخ والشيخ طه الفشنى والشيخ محمد عمران والشيخ محمد الهلباوي.
وقدم الفنان المصري نصيحة للشباب المنشدين قائلا: "العلم أساس المعرفة، ولذلك عليهم تعلم كل الفنون المتعلقة بالإنشاد الديني والمدح النبوي، والارتقاء بالكلمات واختيار اللحن المناسب حتى نرتقي بالذوق العام".
كما استمتع الجمهور إلى ما قدمه المنشد العُماني سامي بن سيف بن سليمان الصبحي بصحبة فرقة "أوتار الشرق"، حيث أدّى عددا من الأناشيد الدينية من بينها: أقبلت ربي، وسلام عليك، وسبحان الله.
ونشأ الصبحي في أحضان أسرة فنية مثقفة مطلعة على كل ما هو مفيد في تشكيل شخصية أيّ فرد من الأسرة، حيث بدأت الشرارة الأولى له منذ صغره، حيث كان يقرأ القرآن وينشد في المدرسة، وفاز في العديد من المسابقات وحصل على العديد من الجوائز على مستوى السلطنة.
وقد مثّلت السلسلة التي تألّفت من ثلاث أمسيات رمضانية منصة للتبادل الثقافي، بمشاركة الفنانين العرب والعمانيين، وقد توّجت بمشاركة المنشدين العُمانيين وأظهرت مواهبهم كالمنشد سامي الصبحي، والمنشد خالد العريمي وفرقة الزاوية، في أمسيات تجلّت فيها الكلمات والألحان والموسيقى، فأصغى الجمهور إلى مجموعة من الابتهالات الدينية الملهمة، طوال سلسلة الأمسيات الرمضانية التي استمرت ثلاثة أسابيع.
وتستأنف دار الأوبرا مسقط برامجها، بعد توقف قصير بمناسبة عيد الفطر، بسلسلة من العروض الترفيهية العائلية التي أعدّتها لشهر أبريل، في موسمها الحالي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: دار الأوبرا السلطانیة العدید من ة التی
إقرأ أيضاً:
المفتي: التدبُّر في آيات القرآن واجبة والقراءة فقط ليست كافية
أكد الدكتور نظير عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- في حديثه الرمضاني، أن القرآن الكريم ليس مجرد كتاب يتلى في المناسبات والأفراح والمآتم، بل هو منهج حياة شامل، وروح تُبعث في القلوب، وهداية تضيء دروب الإنسان في كل خطوة من خطوات حياته.
وأوضح مفتي الجمهورية، أن شهر رمضان المبارك هو شهر القرآن، شهر التفكر والتدبر في آيات الله، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم ليس مجرد نصوص محفوظة، بل هو رسالة حياة تنير القلوب وتوجهها نحو الطمأنينة والسكينة.
وأضاف قائلاً: "لنلاحظ قول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا} [الشورى: 52]، فكأن القرآن هو الحياة الحقيقية، فمن اتصل به شعر بالنور في قلبه، ومن ابتعد عنه عانى من القلق والاضطراب".
وأكد الدكتور نظير عياد أن القرآن الكريم ليس للعبادة فقط، بل هو هداية شاملة تمتد إلى الأخلاق والمعاملات والعلاقات الدولية وكافة مناحي الحياة، مستشهدًا بقوله تعالى: {إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9].
كما أشار إلى أن كثيرًا من الناس يعانون من الضيق والاكتئاب ويبحثون عن العلاج في أماكن متعددة، والواقع أن العلاج الحقيقي موجود في القرآن الكريم، إذ يقول الله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [الإسراء: 82].
ودعا مفتي الجمهورية إلى ضرورة التدبر في آيات القرآن وعدم الاكتفاء بمجرد التلاوة، موضحًا أن تدبُّر القرآن يعني أن يسأل الإنسان نفسه: ماذا يريد الله تبارك وتعالى منا في هذه الآية؟ وكيف يمكن توظيفها في حياتنا؟ وكيف نعيش معاني الرحمة والصبر والتقوى التي يدعونا إليها القرآن الكريم؟
وأشار إلى أهمية تحويل آيات القرآن إلى أفعال عملية وواقع تطبيقي في الحياة اليومية، مؤكدًا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان خلقه القرآن، كما ورد في حديث السيدة عائشة رضي الله عنها عندما قالت: "كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ"، مما يوضح أن القرآن ليس مجرد نظرية بل دستور عملي ينبغي اتباعه.
وأوضح مفتي الجمهورية أنَّ العاقل هو من يجعل القرآن منهجًا لحياته ويحرص على تدبره بدلًا من القراءة السريعة دون تفكُّر. مستشهدًا بقول الله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24].
وشدَّد على أهمية ربط الأبناء بالقرآن الكريم منذ الصغر، ليصبح جزءًا رئيسيًّا من حياتهم؛ مما يسهم في تنشئة جيل يحمل في قلبه نور القرآن وروحه. ودعا الجميع إلى استثمار أوقاتهم في قراءة القرآن وتدبره، موضحًا أن ذلك من أعظم أبواب الرضوان وحسن الإيمان.
وختم مفتي الجمهورية حديثه داعيًا المسلمين إلى أن يكون لهم وقت ثابت مع القرآن يوميًّا، ولو لبضع دقائق، لإحياء القلوب وتوطيد العلاقة مع كتاب الله، معتبرًا أن ذلك يعكس توقيرًا واحترامًا لكلام الله عز وجل.