الاستعمار يصارع من أجل البقاء والهيمنة
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
تخوض أمريكا مختلف أنواع الصراع والمعارك من أجل حماية إسرائيل والحفاظ على بقائها محتلة للأراضي الفلسطينية، هذا ما يلمسه الجميع وما تؤكده الأحداث، ولكن هذه ليست الحقيقة الكاملة لأن أمريكا تخوض المعركة وتخوض غمار الصراع من أجل نفسها فهي عندما تعتدي على اليمن وعلى سوريا وعلى العراق وعلى غيرها من البلدان العربية حماية لإسرائيل فهي تفعل ذلك لعدة أسباب أولها أن اللوبي الصهيوني هو الذي يدير السياسة الأمريكية ويتحكم بها لهذا يسخِّر أمريكا لخدمة إسرائيل وحمايتها والدفاع عنها كما أن من أهم وأبرز الأهداف والأسباب هي أن أمريكا تعلم أن بقاء قواعدها العسكرية في الشرق الأوسط وتحديدا في البلدان العربية مرهون ببقاء إسرائيل، وهذا يعني ان الحرب الإجرامية العدوانية التي تشنها إسرائيل على غزة هي حرب أمريكية ومعركة مشتركة لأهداف وأسباب ومصالح مشتركة بين الصهاينة والأمريكان من جهة، ومعركة صهيونية عدوانية يديرها اللوبي الصهيوني وهي حرب لا تستهدف غزة لوحدها أو فلسطين لوحدها بل تستهدف الأمة بكلها
ليس خافيا على أحد حجم الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني في عدوانه على غزة والذي يشمل الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي والإعلامي وهذا الدعم الذي لم تخفه الإدارة الأمريكية بل تصرِّح به على ألسنة قادتها ونراه ونسمع به في الواقع والأحداث هو في الحقيقة يكشف مدى الانسجام بين أمريكا وإسرائيل في مصالحهم المشتركة، فأمريكا وإسرائيل وجهان لعملة واحدة، أمريكا التي تسخر كل جهودها وإمكانياتها في سبيل الحفاظ على بقاء الكيان الصهيوني هي تفعل ذلك لما فيه مصلحتها ولما فيه ضمان استمرار بقاء هيمنتها على العرب ولما فيه ضمان بقاء قواعدها العسكرية في الوطن العربي بشكل خاص وفي الشرق الأوسط وأفريقيا بشكل عام، فأمريكا تدرك جيداً ان بقاء هيمنتها وقواعدها مرهون ببقاء ودعم الكيان الصهيوني، وكذلك الصهاينة يدركون ذلك جيداً لهذا هم يخوضون معركة واحدة هدفها الرئيسي الصراع من اجل البقاء وقمع أي تحرك جهادي يعمل على التحرر من الاحتلال الصهيوني والتحرر من الاحتلال والهيمنة الأمريكية، وهذا يعني ان على هذه الأمة ان تشق طريق الجهاد والتحرير لتنقذ نفسها من الاستعمار والاحتلال والهيمنة الأمريكية والصهيونية، مالم فسوف تبقى ميداناً للصراع والاستهداف والظلم والعدوان.
لقد أثبتت الأحداث والمتغيرات ان الأمريكان والصهاينة يدركون جيداً أن بقاءهم في المنطقة مستعمرين ومحتلين مرهون بإغراق المنطقة في الحروب والصراعات والأزمات ووصلوا إلى مرحلة الشعور بالخطر الحقيقي على بقائهم من خلال تحرك محور الجهاد والمقاومة ومن خلال تنامي حالة الوعي الثوري والجهادي والتحرري في أوساط الكثير من أبناء الشعوب، وهذا أمر ملموس ويتصاعد بشكل فعال ومؤثر لهذا يعمل الأمريكان والصهاينة على ارتكاب ابشع الجرائم وعلى ممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية على الشعوب من خلال الأنظمة العميلة بهدف إخماد أي روح ثورية في نفوس أبناء الأمة ويعملون على شن الحروب وممارسة الطغيان من خلال القمع والاغتيالات وتشكيل التحالفات وغير ذلك من الأساليب الخبيثة التي تهدف إلى إطفاء جذوة النيران الجهادية التي يخشون من تسعرها إلى المستوى الذي يمكن أن تلتهمهم وتحرر الأمة من طغيانهم وشرهم واستعمارهم.
وإذا كان الاحتلال والاستعمار يصارع من أجل البقاء ويرتكب الجرائم ويشن العدوان خوفا من الزوال – وهذا ما بات واضحاً ومكشوفا ولا غبار عليه – فإنه صار لزاما على الأمة ولو جزء منها أن تتحرك هي أيضاً بالشكل الذي يجعل ذلك القلق وذلك الخوف الذي يسيطر على المستعمرين تحوله إلى حقيقة عملية قائمة بالفعل من خلال تعزيز وتصعيد العمل الجهادي الواسع والشامل الذي سيترتب عليه تحرير الأمة بكلها من الاستعمار والاحتلال الأمريكي والصهيوني، وهذا مرهون بالاستعانة بالله تعالى والتوكل عليه والثقة به والتحرك على أساس كتابه ودينه الذي شرعه لعباده بدون تفرق ولا مذهبية ولا طائفية، والله تعالى يقول (وكان حقا علينا نصر المؤمنين).
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
55 شهيدا من العمال الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة
ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين من العمّال بالضفة الغربية إلى 55 شهيدًا منذ بدء حرب الإبادة الجماعية التي يشنها العدو الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني منذ 7 أكتوبر 2023، عقب ارتقاء شهيدين في قلقيلية برصاص العدو.
وقال الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، في بيان: إن عدد شهداء لقمة العيش بلغ 55 شهيدًا وشهيدة خلال 14 شهرًا، بينهم ما لا يقل عن 10 شهداء استشهدوا قرب جدار الفصل العنصري.
وأضاف الاتحاد، أن العدو الإسرائيلي يستهدف العمال الفلسطينيين الذين اضطروا للعمل داخل الأراضي المحتلة عام 1948 “الخط الأخضر”، ويعبرون عبر الفتحات الموجودة على الجدار الفاصل، والتي كان آخرهم أمس الثلاثاء، حيث ارتقى عاملان منطقة قلقيلية خلال محاولتهما الوصول لمكان عملهما بالداخل المحتل.
وحذّر الاتحاد من الارتفاع الملحوظ بأعداد شهداء لقمة العيش منذ العدوان على غزة قبل 14 شهرا.
وطالب الاتحاد في بيانه، الاتحادات النقابية الدولية لفتح تحقيق بالجرائم التي ترتكب بحق العمال الفلسطينيين وبخاصة القتل الممنهج على الحواجز أو الفتحات الموجودة على الجدار وحتى في الداخل.
واستشهد مواطنان فلسطينيان، بعد عصر الثلاثاء، برصاص قوات العدو الإسرائيلي، عقب استهداف عدة مواطنين بإطلاق النار قرب الجدار الفاصل في مدينة قلقيلية، شمال الضفة الغربية المحتلة.
وأوضحت مصادر فلسطينية، أن قوات العدو أطلقت النار على الشابين ضياء شريف سلمي ومحمد زكي أشقر، من مدينة قلقيلية، بدم بارد، خلال توجههما لعملهما في الداخل الفلسطيني المحتل.