الثورة نت:
2024-11-23@14:47:50 GMT

من العدوان إلى الطوفان.. خيط مشترك و”ثقب أسود”

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

 

 

تصادف يوميات الذكرى الوطنية للصمود اليمني في مواجهة العدوان هذا العام يوميات الإسناد اليمني لغزة في معركة طوفان الأقصى من خلال العمليات المستمرة في البحر، وباتجاه عمق كيان العدو الإسرائيلي، وليس في الأمرين مصادفة، بل نرى أنّ ثمة خيطاً مشتركاً بين العدوان والطوفان سنحاول تبيينه في هذا المقال.
في خطابه السنوي في ذكرى الصمود الوطنية قبل أيام ربط السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ربطاً ذكياً بين العدوان على اليمن، وطوفان الأقصى لناحية الهدف من قبل الحلف الأمريكي، وما أفرزته العشرية الماضية من تحوّلات جعلت من اليمن رقماً صعباً في المعادلات الإقليمية، وذا تأثير ملموس في المعادلات الدولية من بوابة المسرح البحري الممتد من البحر الأحمر إلى المحيط الهندي.


وبطريقة غير مباشرة قال السيد عبدالملك إنّ العدوان السعودي الأمريكي أتى في سياق المشاريع الأمريكية في المنطقة ربطاً بمشاريع تصفية القضية الفلسطينية وصفقة القرن، وما تلاها من مسارعة بعض الدول العربية لتوقيع اتفاقيات التطبيع والخيانة مع العدو الإسرائيلي، وبالتالي فإن ما حقّقه اليمن من إنجازات عسكرية وصمود شعبي أفشل أهداف العدوان الأساسية في احتلال البلد بشكل كامل، وتدمير القدرات العسكرية ومنع اليمن من الوصول إلى ترميم قوته، فضلاً عن تطويرها وصناعة أسلحة استراتيجية كاسرة للتوازن القائم أقلّه في التأثير والفاعلية، على أنّ هذا النصر وهذه الإنجازات لم تقتصر على الساحة الوطنية اليمنية، بل مثّلت انتصاراً إضافياً للأمة وللقضية الفلسطينية إلى جانب فشل مشاريع التطبيع والتصفية إلى حد كبير.
ويعزّز هذا الاستنتاج، الدلائل الحسية على أرض الواقع، فاليمن خرج من عدوان السنوات الماضية أكثر قوة وقدرة، كما ظهر التفاعل الشعبي أكثر من أي مرحلة مضت، ولم ينكفئ بعوامل القوة، بل وظّفها بطريقة ذكية وفاعلة ومؤثرة لصالح القضية الفلسطينية، ونصرة لسكان غزة في مواجهة العدوان والحصار المفروضين على القطاع منذ ستة أشهر، وسط صمت عربي إسلامي دولي رهيب، باستثناء جبهات الإسناد المعروفة وما يرافقها من مظاهرات في عدد من عواصم العالم للضغط باتجاه إيقاف جرائم الإبادة وسياسية التجويع، وبما تشيء بتحوّل غير عادي في الرأي العام الدولي، أعاد للقضية الفلسطينية اعتبارها وأعادها إلى صدارة الاهتمام الدولي سياسياً وإعلامياً وحتى عسكرياً، بخلاف ما خطط له الحلف الأمريكي الإسرائيلي خلال العشرية الماضية.
على أنّ انخراط اليمن رسمياً وشعبياً وبكلّ ما يملك من قوة في معركة طوفان الأقصى، لا يعني إغلاق الصفحة السوداء المظلمة للدول التي دمّرت وقتلت في اليمن خلال التسع السنوات الماضية، فكان تذكير السيد بما حصل من جرائم بالأرقام والإحصائيات، يهدف إلى أمرين أساسيين:
– إنعاش الذاكرة اليمنية والتذكير بفظائع وجرائم العدوان على مدى تسع سنوات، سواء كانت بالعدوان أو الحصار أو الحرب الاقتصادية.
– إيصال رسالة من أعلى المستويات في اليمن إلى دول العدوان بأنه لا يمكن منحها صك براءة وإعفاؤها مما ارتكبت من جرائم، والتأكيد لتلك الدول بأنها لا تزال أمام استحقاقات إنسانية وعسكرية وسياسية ملحة لا يمكن التنازل عنها، وهي تمثّل مفتاح الحل والسلام، وسنشير إليها في سياق هذا المقال.
المسألة الأخرى، أن السيد عبد الملك نبّه دول العدوان بشكل ضمني إلى خطورة وكلفة توريط أمريكا لها مجدداً في العدوان على اليمن على خلفية الموقف من غزة، ويتضح ذلك جلياً من التحذير المباشر من خطورة التبعية لأمريكا، ومن خلال استعراضه بالأرقام خسائر دول العدوان على مستوى العديد والعتاد من ناحية، إضافة إلى ما حقّقته اليمن من إنجازات عسكرية على مستوى العمليات البرية، والبحرية، والدفاعات الجوية، والتدريب والتأهيل والتصنيع، وكيف جعلت من التهديد والتحدّي فرصة أهّلتها لهذا الدور الذي تقوم به حالياً في المسرح البحري، وتحديداً ضد الملاحة الصهيونية وبعدها الأمريكية والبريطانية حد إغراق السفن والسيطرة عليها، واستهدافها بشكل أربك الأمريكيين أنفسهم وأظهر عجزهم.
وذلك ما أكدته مؤخّراً صحيفة بلومبرغ الأمريكية بأن “اليمن نجح في إفشال أكثر الجيوش تطوراً”، ونقلت عن مارك ميجز قائد حاملة الطائرات الأمريكية أيزنهاور بأنّ “ما يملكه اليمن من صواريخ في ترسانته هو بمثابة ثقب أسود للاستخبارات الأمريكية، وبأن واشنطن تدفع تكاليف باهظة الثمن”.
هذه القناعة الأمريكية بالفشل من أعلى المستويات العسكرية، تؤكّد بأن المتغطّي بأمريكا عريان، وبأنّ واشنطن التي تعجز عن حماية سفنها وسفن ربيبتها “إسرائيل” هي أعجز عن تقديم الحماية للدول العربية التي تريد الزج بها إلى مستنقع اليمن مجدّداً، وخصوصاً بعد إدخال المفاجآت مؤخراً على خط المواجهة من خلال توسيع النطاق الحيوي للعمليات العسكرية البحرية، ومن خلال إدخال أسلحة جديدة وصل بعضها إلى إيلات متجاوزاً كل منظومات الدفاع الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة وفلسطين.
وبموازاة ذلك جدّد السيد عبد الملك تطمين الدول العربية وفي مقدّمتها السعودية، بأن اليمن لا يشكّل أي خطورة على الأمن القومي العربي، بل هو حريص على سيادة الأمن، وأن تكون العلاقات الإيجابية قائمة على أساس وحدة الدين والقومية، وبمواجهة تحديات مشتركة، وأن على كل الشعوب العربية والإسلامية أن تنظر لليمن كسند أساسي وليس كعدو أو تهديد لها، وهذا في قلب وصميم المشروع الفكري والسياسي لليمنيين، بخلاف المغالطات الأمريكية الإسرائيلية التي قدّمت العدو صديقاً والصديق عدواً، فقدّمت “إسرائيل” صديقاً وإيران ومحور المقاومة أعداء.
مع أنّ خطة “إسرائيل الكبرى” تمثّل أكبر تهديد للأمن القومي العربي، كما أن مشروع التطبيع الذي لا تزال مساعيه مستمرة لتوريط دول جديدة للمضي فيه قفز ويقفز فوق الحقائق والاعتبارات المتصلة بالأمن القومي العربي، فقدّمت الدول العربية خلال عشرية النار الماضية كلّ ثقلها وقدراتها لمواجهة الأمة ودعم الصراعات البينية داخلها، وبما يخدم مصلحة كيان العدو الإسرائيلي، من سوريا الى العراق واليمن ولبنان.
من هنا، وتفويتاً للمساعي الأمريكية الإسرائيلية في إشعال الحرائق الداخلية والصراعات البينية، أتى التأكيد مجدّداً من السيد عبد الملك بأن اليمن يجدّد ويؤكّد “الحرص على التفاهم والسلام والأخوّة والعلاقات الأخوية وليس لديه أي توجّه عدائي نحو الأمة العربية والإسلامية، وأن المواجهة مع ثلاثي الشر”. إلى جانب رسائل تصل بعيداً عن الإعلام إلى من يهمه الأمر في عواصم تلك الدول التي اعتدت على اليمن.
وكشرط أساسي لإرساء السلام العربي واليمني السعودي، وجّه السيد عبد الملك رسائل واضحة للسعودية، ودعاها للانتقال من “مرحلة خفض التصعيد” إلى استحقاق السلام وفق اتفاق واضح يتضمن ما أكدته صنعاء، بما يفضي لإنهاء العدوان والحصار والاحتلال وتبادل الأسرى وإنهاء المشكلة، وهذه هي استحقاقات السلام ومحدّداته، بعيداً عن الاستمرار في خدمة السياسة الأمريكية التي لا تحترمهم أصلاً، وليس لهم ولا لبلدانهم أي مصلحة في ذلك.
الملاحظ أن السيد عبدالملك لا يزال يعتبر أن العدوان قائم عسكرياً وإنسانياً، ويتضح ذلك من خلال رسالته الأخيرة بأننا “قادمون في العام العاشر بالقدرات العسكرية لحماية شعبنا ومساندة فلسطين، قادمون بجيش قوي ومدرّب، وبالتعبئة العامة، بوعي شعبي، وتماسك داخلي غير مسبوق”.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

“البديوي”: نشيد بالجهود التي تبذلها وزارات الدفاع بدول المجلس لتبادل الخبرات والتجارب

الجزيرة – عوض مانع القحطاني

أشاد معالي الأستاذ جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالجهود المشتركة التي تبذلها وزارات الدفاع في دول المجلس لتبادل الخبرات وتعزيزها بين منتسبيها، وأكد معاليه أن هذه الورش تسهم في تعزيز التكامل الدفاعي والأمني بين الدول الأعضاء، مما يرفع من جاهزية القوات المسلحة لمواجهة التحديات المشتركة.

جاء ذلك خلال كلمة معاليه في افتتاح ورشة العمل الأولى لفريق العمل الأمني للقوات المسلحة بدول مجلس التعاون، والتي تعقد خلال الفترة 19-20 نوفمبر 2024م، بمقر الأمانة بالرياض، وبحضور كبار الضباط بدول مجلس التعاون وعدد من الأمناء المساعدين ومسؤولي القطاعات بالأمانة العامة .

اقرأ أيضاًالعالمبوتين يصادق على مرسوم يوسع نطاق استخدام “الردع النووي” لروسيا

وفي بداية كلمته قدم معاليه الشكر لسعادة اللواء الركن طيار عيسى بن راشد المهندي، الأمين المساعد للشؤون العسكرية، ومنتسبي القطاع، على الإعداد والتحضير لهذه الورشة، لما لها من أهمية قيمة في تبادل الخبرات والتجارب وتطوير المحتوى العسكري والخروج بتوصيات وآلية عمل مشتركة وموحدة بين القوات المسلحة بدول مجلس التعاون.

كما تم خلال الورشة استعراض عدد من المحاور العسكرية والأمنية ذات الاهتمام الخليجي المشترك، بمشاركة متحدثين من القوات المسلحة بدول مجلس التعاون.

مقالات مشابهة

  • أمل الحناوي: العلاقات العربية الأمريكية شهدت تقلبات عديدة خلال الفترة الأخيرة
  • «القاهرة الإخبارية»: القضية الفلسطينية محور رئيسي في العلاقات العربية الأمريكية
  • ‏عن المخططات الأمريكية لنشر قوات في اليمن
  • 21 نوفمبر خلال 9 أعوام.. أكثرُ من 40 شهيدًا وجريحًا في جرائم حرب لغارات العدوان على اليمن
  • (نص) كلمة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان والمستجدات الإقليمية والدولية
  • السيد القائد .. اليمن تحدى امريكا باساطيلها .. وهذه النتيجة ..؟
  • السيد القائد: الذكرى السنوية للشهيد من المناسبات المهمة التي يحييها شعبنا ولها قدسيتها في مضمونها وأهدافها
  • “البديوي”: نشيد بالجهود التي تبذلها وزارات الدفاع بدول المجلس لتبادل الخبرات والتجارب
  • 20 نوفمبر خلال 9 أعوام.. أكثر من 110شهيدًا وجريحًا في جرائم حرب بقصف غارات ومدفعية العدوان على اليمن
  • والعالم يحتفل بيوم الطفل .. أطفال اليمن وغزة ولبنان نموذج لأبشع الجرائم الإنسانية التي ارتكبتها أمريكا والعدو الصهيوني في ظل صمت دولي (تفاصيل)