الثورة نت:
2024-06-29@16:50:38 GMT

من العدوان إلى الطوفان.. خيط مشترك و”ثقب أسود”

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

 

 

تصادف يوميات الذكرى الوطنية للصمود اليمني في مواجهة العدوان هذا العام يوميات الإسناد اليمني لغزة في معركة طوفان الأقصى من خلال العمليات المستمرة في البحر، وباتجاه عمق كيان العدو الإسرائيلي، وليس في الأمرين مصادفة، بل نرى أنّ ثمة خيطاً مشتركاً بين العدوان والطوفان سنحاول تبيينه في هذا المقال.
في خطابه السنوي في ذكرى الصمود الوطنية قبل أيام ربط السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ربطاً ذكياً بين العدوان على اليمن، وطوفان الأقصى لناحية الهدف من قبل الحلف الأمريكي، وما أفرزته العشرية الماضية من تحوّلات جعلت من اليمن رقماً صعباً في المعادلات الإقليمية، وذا تأثير ملموس في المعادلات الدولية من بوابة المسرح البحري الممتد من البحر الأحمر إلى المحيط الهندي.


وبطريقة غير مباشرة قال السيد عبدالملك إنّ العدوان السعودي الأمريكي أتى في سياق المشاريع الأمريكية في المنطقة ربطاً بمشاريع تصفية القضية الفلسطينية وصفقة القرن، وما تلاها من مسارعة بعض الدول العربية لتوقيع اتفاقيات التطبيع والخيانة مع العدو الإسرائيلي، وبالتالي فإن ما حقّقه اليمن من إنجازات عسكرية وصمود شعبي أفشل أهداف العدوان الأساسية في احتلال البلد بشكل كامل، وتدمير القدرات العسكرية ومنع اليمن من الوصول إلى ترميم قوته، فضلاً عن تطويرها وصناعة أسلحة استراتيجية كاسرة للتوازن القائم أقلّه في التأثير والفاعلية، على أنّ هذا النصر وهذه الإنجازات لم تقتصر على الساحة الوطنية اليمنية، بل مثّلت انتصاراً إضافياً للأمة وللقضية الفلسطينية إلى جانب فشل مشاريع التطبيع والتصفية إلى حد كبير.
ويعزّز هذا الاستنتاج، الدلائل الحسية على أرض الواقع، فاليمن خرج من عدوان السنوات الماضية أكثر قوة وقدرة، كما ظهر التفاعل الشعبي أكثر من أي مرحلة مضت، ولم ينكفئ بعوامل القوة، بل وظّفها بطريقة ذكية وفاعلة ومؤثرة لصالح القضية الفلسطينية، ونصرة لسكان غزة في مواجهة العدوان والحصار المفروضين على القطاع منذ ستة أشهر، وسط صمت عربي إسلامي دولي رهيب، باستثناء جبهات الإسناد المعروفة وما يرافقها من مظاهرات في عدد من عواصم العالم للضغط باتجاه إيقاف جرائم الإبادة وسياسية التجويع، وبما تشيء بتحوّل غير عادي في الرأي العام الدولي، أعاد للقضية الفلسطينية اعتبارها وأعادها إلى صدارة الاهتمام الدولي سياسياً وإعلامياً وحتى عسكرياً، بخلاف ما خطط له الحلف الأمريكي الإسرائيلي خلال العشرية الماضية.
على أنّ انخراط اليمن رسمياً وشعبياً وبكلّ ما يملك من قوة في معركة طوفان الأقصى، لا يعني إغلاق الصفحة السوداء المظلمة للدول التي دمّرت وقتلت في اليمن خلال التسع السنوات الماضية، فكان تذكير السيد بما حصل من جرائم بالأرقام والإحصائيات، يهدف إلى أمرين أساسيين:
– إنعاش الذاكرة اليمنية والتذكير بفظائع وجرائم العدوان على مدى تسع سنوات، سواء كانت بالعدوان أو الحصار أو الحرب الاقتصادية.
– إيصال رسالة من أعلى المستويات في اليمن إلى دول العدوان بأنه لا يمكن منحها صك براءة وإعفاؤها مما ارتكبت من جرائم، والتأكيد لتلك الدول بأنها لا تزال أمام استحقاقات إنسانية وعسكرية وسياسية ملحة لا يمكن التنازل عنها، وهي تمثّل مفتاح الحل والسلام، وسنشير إليها في سياق هذا المقال.
المسألة الأخرى، أن السيد عبد الملك نبّه دول العدوان بشكل ضمني إلى خطورة وكلفة توريط أمريكا لها مجدداً في العدوان على اليمن على خلفية الموقف من غزة، ويتضح ذلك جلياً من التحذير المباشر من خطورة التبعية لأمريكا، ومن خلال استعراضه بالأرقام خسائر دول العدوان على مستوى العديد والعتاد من ناحية، إضافة إلى ما حقّقته اليمن من إنجازات عسكرية على مستوى العمليات البرية، والبحرية، والدفاعات الجوية، والتدريب والتأهيل والتصنيع، وكيف جعلت من التهديد والتحدّي فرصة أهّلتها لهذا الدور الذي تقوم به حالياً في المسرح البحري، وتحديداً ضد الملاحة الصهيونية وبعدها الأمريكية والبريطانية حد إغراق السفن والسيطرة عليها، واستهدافها بشكل أربك الأمريكيين أنفسهم وأظهر عجزهم.
وذلك ما أكدته مؤخّراً صحيفة بلومبرغ الأمريكية بأن “اليمن نجح في إفشال أكثر الجيوش تطوراً”، ونقلت عن مارك ميجز قائد حاملة الطائرات الأمريكية أيزنهاور بأنّ “ما يملكه اليمن من صواريخ في ترسانته هو بمثابة ثقب أسود للاستخبارات الأمريكية، وبأن واشنطن تدفع تكاليف باهظة الثمن”.
هذه القناعة الأمريكية بالفشل من أعلى المستويات العسكرية، تؤكّد بأن المتغطّي بأمريكا عريان، وبأنّ واشنطن التي تعجز عن حماية سفنها وسفن ربيبتها “إسرائيل” هي أعجز عن تقديم الحماية للدول العربية التي تريد الزج بها إلى مستنقع اليمن مجدّداً، وخصوصاً بعد إدخال المفاجآت مؤخراً على خط المواجهة من خلال توسيع النطاق الحيوي للعمليات العسكرية البحرية، ومن خلال إدخال أسلحة جديدة وصل بعضها إلى إيلات متجاوزاً كل منظومات الدفاع الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة وفلسطين.
وبموازاة ذلك جدّد السيد عبد الملك تطمين الدول العربية وفي مقدّمتها السعودية، بأن اليمن لا يشكّل أي خطورة على الأمن القومي العربي، بل هو حريص على سيادة الأمن، وأن تكون العلاقات الإيجابية قائمة على أساس وحدة الدين والقومية، وبمواجهة تحديات مشتركة، وأن على كل الشعوب العربية والإسلامية أن تنظر لليمن كسند أساسي وليس كعدو أو تهديد لها، وهذا في قلب وصميم المشروع الفكري والسياسي لليمنيين، بخلاف المغالطات الأمريكية الإسرائيلية التي قدّمت العدو صديقاً والصديق عدواً، فقدّمت “إسرائيل” صديقاً وإيران ومحور المقاومة أعداء.
مع أنّ خطة “إسرائيل الكبرى” تمثّل أكبر تهديد للأمن القومي العربي، كما أن مشروع التطبيع الذي لا تزال مساعيه مستمرة لتوريط دول جديدة للمضي فيه قفز ويقفز فوق الحقائق والاعتبارات المتصلة بالأمن القومي العربي، فقدّمت الدول العربية خلال عشرية النار الماضية كلّ ثقلها وقدراتها لمواجهة الأمة ودعم الصراعات البينية داخلها، وبما يخدم مصلحة كيان العدو الإسرائيلي، من سوريا الى العراق واليمن ولبنان.
من هنا، وتفويتاً للمساعي الأمريكية الإسرائيلية في إشعال الحرائق الداخلية والصراعات البينية، أتى التأكيد مجدّداً من السيد عبد الملك بأن اليمن يجدّد ويؤكّد “الحرص على التفاهم والسلام والأخوّة والعلاقات الأخوية وليس لديه أي توجّه عدائي نحو الأمة العربية والإسلامية، وأن المواجهة مع ثلاثي الشر”. إلى جانب رسائل تصل بعيداً عن الإعلام إلى من يهمه الأمر في عواصم تلك الدول التي اعتدت على اليمن.
وكشرط أساسي لإرساء السلام العربي واليمني السعودي، وجّه السيد عبد الملك رسائل واضحة للسعودية، ودعاها للانتقال من “مرحلة خفض التصعيد” إلى استحقاق السلام وفق اتفاق واضح يتضمن ما أكدته صنعاء، بما يفضي لإنهاء العدوان والحصار والاحتلال وتبادل الأسرى وإنهاء المشكلة، وهذه هي استحقاقات السلام ومحدّداته، بعيداً عن الاستمرار في خدمة السياسة الأمريكية التي لا تحترمهم أصلاً، وليس لهم ولا لبلدانهم أي مصلحة في ذلك.
الملاحظ أن السيد عبدالملك لا يزال يعتبر أن العدوان قائم عسكرياً وإنسانياً، ويتضح ذلك من خلال رسالته الأخيرة بأننا “قادمون في العام العاشر بالقدرات العسكرية لحماية شعبنا ومساندة فلسطين، قادمون بجيش قوي ومدرّب، وبالتعبئة العامة، بوعي شعبي، وتماسك داخلي غير مسبوق”.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

البنتاغون يقر أن عملياته في البحار العربية دفاعا عن إسرائيل

وكشف موقع "دي في آي دي إس" التابع للبنتاغون أن ما يسمى بنائب رئيس هيئة الأركان "الإسرائيلية" زار المدمرة على رصيف الميناء في المحطة البحرية مايبورت في فلوريد والتي خدمت في البحر الأحمر وكرم قائد المدمرة وطاقمها.

في حين أقر موقع "americs navy"التابع للبحرية الأمريكية أن ما أسماه "نائب رئيس الأركان الإسرائيلي قدم خلال زيارة للولايات المتحدة شهادة تقدير نيابة عن "الجيش الإسرائيلي" إلى المدمرة يو إس إس كارني بعد عودتها من البحر الأحمر".

واعترفت البحرية الأمريكية أن نائب رئيس الأركان الإسرائيلي قدم وساما لقائد القيادة المركزية الأمريكية لمساهمته الكبيرة في "أمن إسرائيل" في حرب "السيوف الحديدية"

ولفتت إلى أن برعام تحدث إلى الطاقم وقدم للسفينة الحربية لوحة عليها العلمين الأمريكي و"الإسرائيلي" مع شعار البحرية الأمريكية في المنتصف.

 وقالت البحرية الأمريكية أن برعام "أشاد بطاقم كارني لانتشاره الناجح، والذي تضمن عمليات دفاعًا عن إسرائيل" حد وصفه.

وقال برعام: "كل واحد منكم يلعب دورًا في معركتنا المشتركة ضد قوى الشر"، حد وصفه، مضيفا "ويستند تعاوننا القوي إلى مجموعة مشتركة من القيم والصداقة العميقة والثقة. نحن لسنا مجرد حلفاء، نحن أصدقاء" وفقا لكلامة.

ووفقا للبحرية الأمريكية، أضاف برعام عند مخاطبته الطاقم: "لقد صنعتم التاريخ، كانت يو إس إس كارني أول سفينة في المنطقة تعترض صواريخ كروز الهجومية البرية والطائرات بدون طيار التي أطلقها الحوثيون تجاه إسرائيل" حد قوله.

وذكرت البحرية الأمريكية أن كارني انتشرت في البحر الأبيض المتوسط ​​والبحر الأحمر وخليج عدن والخليج العربي لمدة 235 يومًا، مضيفة أن السفينة وفرت "الردع والدفاع لحلفاء الولايات المتحدة وشركائها".

وأشارت إلى أن اجتماع نائب رئيس الأركان العامة الإسرائيلي اللواء أمير برعام عقد يوم الاثنين الماضي في الولايات المتحدة لتعزيز التعاون لمواجهة التحديات الناشئة في الشرق الأوسط

يذكر أن ما كشفه موقع البنتاغون يسلط الضوء على الأكاذيب الأمريكي التي تسترت بها بشأن عملياتها العسكرية في البحار العربية والتي زعمت فيها أنها لحماية الملاحة البحرية الدولية، في حين كشفت زيارة ما يسمى بقائد الأركان الصهيوني على ظهر المدمرة الأمريكية والتصريحات التي أوردها البحرية الأمريكية زيف تلك الادعاءات، وأنها لحماية كيان العدو الصهيوني.

وفي المقابل تؤكد القوات المسلحة اليمنية أن عملياتها البحرية تأتي إسنادا للشعب الفلسطيني المظلوم الذي يتعرض لحرب إبادة صهيونية في غزة بمشاركة أمريكية، منذ أكتوبر الفائت، مشددة على أن توقف عملياتها مرهون بتوقف العدوان والحصار عن غزة.

وفي نوفمبر الفائت فرضت اليمن حظرا بحريا على كيان العدو ردا على المجازر الوحشية التي يتعرض لها أهالي غزة، في حين استنفرت أمريكا وبريطانيا وأنشأت تحالفا لحماية كيان العدو، وظلت طوال الفترة السابقة تغلف تحالفها بشعارات براقه كحماية الملاحة الدولية في محاولة لتوريط دول أخرى لخوض حروبها.

ومنذ نهاية ديسمبر الفائت تشن أمريكا وبريطانيا عدوانا على اليمن في محاولة إرهاب صنعاء وكسر الحظر على كيان العدو بقوة السلاح، غير أن نتائج معركها هذه مخيبة لآمالها، إذ ردت صنعاء بقوة على العدوان الأمريكي البريطاني ومواصلة حرب الإبادة في غزة، وصعدت القوات المسلحة اليمنية من عملياتها لتشمل البحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي والبحر المتوسط، كما أدرجت سفن لندن وواشنطن وكذلك سفن الشركات التي تكسر الحظر على كيان العدو ضمن قائمة أهدافها.

 وبعد أشهر من إعلانه لم يفلح التحالف الأمريكي لا على كسر إرادة اليمنيين ولا على إضعاف قدراتهم العسكرية، بل على العكس من ذلك تصاعدت عمليات صنعاء لتتجاوز 160 عملية بحرية استهدفت سفن لكيان العدو الصهيونية ومترتبطة به، وكذلك سفن وبارجات أمريكية وبريطانية، ودخلت المعركة أسلحة جديدة ومتطورة منها صواريخ باليستية فرط صوتية وزوارق بحرية مدمرة، في حين يواجه التحالف الأمريكي الخيبات.

مقالات مشابهة

  • البنتاغون يقر أن عملياته في البحار العربية دفاعا عن إسرائيل
  • معالي عبدالسلام المرشدي يكتب عبر “أثير”: كان سيدًا بأخلاقه قبل نسبه
  • تعز .. جذور الوحدة
  • المؤامرات الأمريكية على القطاع النفطي حرمت اليمن من عائداته طيلة الفترات الماضية
  • مسيرات جماهيرية في 26 ساحة بالحديدة تحت” لا عزة لشعوب الأمة دون الانتصار لغزة”
  • أسود اليمن يُسقطون عُمان بثلاثية نارية في بطولة غرب آسيا للشباب
  • حماس فكرة أم حقيقة صلبة على الأرض؟
  • بن حبتور: موقف اليمن بقيادة قائد الثورة كان واضحا منذ بدء العدوان على غزة
  • في ظلال طوفان الأقصى “85”
  • إحياء ذكرى رحيل العلامة بدر الدين الحوثي بصنعاء