البنك المركزي اليمني يكسب الرهان
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
خطوة إيجابية شجاعة، محسوبة ومتوازنة اتخذها البنك المركزي اليمني بصنعاء لحل مشكلة العملات التالفة التي كانت تشكل تشوّهًا بصرياً وحضارياً وعبئاً كبيراً على المواطنين.
إجراءات البنك المركزي كانت مدروسة وأخذت جميع الاعتبارات من وجهة نظري في الحسبان، ومعظم الخبراء الماليين حتى في المناطق الخاضعة للعدوان أكدوا أنه لا ضرر اقتصادي من هذا الإجراء، كون الأصول النقدية موجودة والعملة البديلة فقط تنوب عنها .
هناك ضرورة ملحة لتعويض العملة الورقية المتهالكة وهناك ظروف استثنائية قاهرة جراء الحرب وتعطيل عجلة الاقتصاد الذي أدى لشحة الموارد وتحجيم أصول العروض النقدية في البلاد.
الأمر الذي تطلب إجراءات دقيقة لحل هذه المعضلة دون أضرار جانبية تنجم عن طباعة عملة دون غطاء اقتصادي، وأعتقد أن البنك المركزي اليمني نجح في هذا التحدي نجاحا كبيرا رغم إمكانياته المحدودة، فالعملة المعدنية فئة مائة ريال بديل موضوعي متناسب وحجم الاقتصاد الوطني حالياً وأقل تكلفة من طبع الأوراق بنفس المواصفات السابقة، كما أن العملات المعدنية أقل عرضة للتزوير.
في الحقيقة بداية هذه المشكلة تسببت فيها حكومة الفار هادي التي ذهبت من الرياض إلى طباعة كميات هائلة من العملة الجديدة في روسيا دون تنسيق مع البنك المركزي في صنعاء ولا حتى استشارة مصرفيين، فالقرار كان عسكرياً وأمنياً بحتاً يهدف إلى حصار وتركيع حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء مالياً رغم تحذير خبراء مصرفيين كمحمد حسين حلبوب من طباعة عملة جديدة يومها دون أن تمر بقنواتها الرسمية.
إقدام حكومة الخائن هادي ومشغليها على طباعة عملة جديدة دون غطاء اقتصادي لمجرد محاصرة مناطق حكومة الإنقاذ إضافة إلى النفقات الباهظة على الهاربين خارج اليمن بالعملات الأجنبية، فهناك جيوش من الوزراء والوكلاء والسفراء والملاحق الإعلامية الوهمية والقادة العسكريون الوهميون والتعبويون والمهرجون على التيك توك وتويتر كتوجيه معنوي مزعوم وكل هؤلاء يتقاضون مرتبات عالية بالدولار ما أدى إلى انهيار العملة غير المشروعة أصلا رغم سيطرتهم على كل موارد البلاد من نفط وغاز وموانئ ومطارات ومنافذ برية وبحرية وموارد ضريبية وجمركية ورسوم وإتاوات على المسافرين والبضائع، ارتفع الدولار والسلع ارتفاعا جنونيا في المناطق المحتلة، الأمر الذي جعلهم يلجأون كل مرة للاستنجاد بوديعة وهمية هي الأخرى تعلن عنها السعودية والإمارات، لا يلبث أن يعاود صعود الدولار أدراجه مقابل الريال وترتفع معه السلع والخدمات.
حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء لا يوجد لديها جيوش من الهاربين خارج اليمن تصرف عليهم بالعملة الصعبة وكل موظفيهم داخل البلاد، وكثير منهم يعمل تطوعاً ويرضون بالحد الأدنى، مقدرين ما تمر به البلاد من ظروف استثنائية قاهرة .
كما اتخذت صنعاء تدابير استثنائية حافظت على سعر مستقر ومعقول للدولار والعملات الأجنبية الأخرى رغم شحتها بضبط التلاعب ومكافحة غسيل الأموال وترشيد بيع وشراء العملات الأجنبية وفق الاحتياجات الحقيقية رغم محاولات العدوان وأتباعه المستمرة إحداث أزمة سيولة نقدية في مناطق سيطرة حكومة الإنقاذ إلا أنهم يفشلون وسيفشلون .
لفتة أخيرة
لا يفوتني أن أحيي تمسك جميع المواطنين بعملتهم الوطنية الشرعية رغم ما حل بها من تلف كتمسكهم بوطنهم وهويتهم وأتمنى من البنك المركزي اليمني تكثيف التوعية للجمهور بضرورة الحفاظ على العملة الوطنية وعدم امتهانها بالكتابة عليها أو إتلافها بسوء تخزينها وكذلك توسيع قاعدة الدفع الإلكتروني لحماية العملة الوطنية وإطالة عمرها الافتراضي .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
وزير دفاع صنعاء يفجّرُ مفاجأةً صادمةً لـ “إسرائيل” ومَن معَها.. ويكشفُ جانبًا مهمًّا من التصنيع الحربي اليمني
الجديد برس..|أكّـد وزير الدفاع والإنتاج الحربي في حكومة صنعاء، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي أن موقف اليمن الداعم والمساند للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، سيظل ثابتاً مهما تكالبت التحديات على اليمن وانهالت عليه التهديدات.
وقال اللواء العاطفي في تصريح لوكالة (سبأ) في صنعاء: إن “موقف اليمن تجاه فلسطين سيظل كما هو ولن يتغير مهما بلغت المخاطر التي تواجه الشعب اليمني الصامد”.
وَأَضَـافَ “إننا نتوق للسلام وندافع عن الأمن والاستقرار في المنطقة ولا يمكن أن يقف الشعب اليمني صامتاً أَو محايدًا من إشعال الفوضى التدميرية وحرائق الأطماع الصهيونية التي استشرت في المنطقة العربية، مسنودة بدعم من إدارة الطغيان العالمي في واشنطن ولندن”.
وأشَارَ وزير الدفاع إلى أن قرار المواجهة الذي اتخذته صنعاء لا فصال فيه ولا رجعة عنه ولا تهاون في تنفيذه وأن القوات المسلحة اليمنية عاودت استهداف العمق الصهيوني بعد أن استئناف الكيان المتوحش لاعتداءاته وارتكاب مذابح دموية بحق الأشقاء في غزة متجاوزاً كُـلّ القوانين والأعراف الإقليمية والدولية ونقضه للعهود والمواثيق المتفق عليها.
ومضى بالقول: “إن إسناد القوات المسلحة اليمنية قائم على محدّدات جديدة أبرزها دقة الإصابة وقوة التأثير واتساع قائمة الأهداف أمامها وعلى العصابة الصهيونية المتطرفة أن تعيَ جيِّدًا أن هذه المرحلة ليست كسابقاتها بل أكثر تنظيماً وأوسع تأثيراً وأقوى ضرراً”.
وقال: “لدينا من القدرات والمفاجآت الكبيرة والواسعة بشأن الصناعة العسكرية والإنتاج الحربي ما يذهل العدوّ ويريح الصديق وذلك بفضل الله وبجهود كفاءات يمنية مميزة من رجال التصنيع اليمني الذين أخذوا على عاتقهم الاضطلاع بهذه المهمة على أكمل وجه واستطاعوا تحقيق إنجازات تقنية وتسليحية متطورة لا مثيل لها على مستوى قدرات جيوش المنطقة بدءًا من صناعة الطيران المسير بكل أنواعه وبناء منظومة صاروخية وصلت إلى امتلاك منظومة صاروخية فرط صوتية، بما يكفل لليمن كفاءة دفاعية عسكرية عالية”.
وَأَضَـافَ ”في كُـلّ مرحلة تكتب المهارات المطلوبة وتتنامى وسائل وأساليب التحديث الذي يضمن لها التأثير الميداني وفرض معادلة وطنية إسلامية إنسانية تُعيد التوازن والخلل الجيوسياسي الذي سعت وتسعى إمبراطورية الشر وقوى الارتباط بها فرضها في الإقليم والمحيط الدولي”.
وبيّن العاطفي أن اليمن يُدرك الأبعاد الحقيقية للعدوان الترامبي الذي يُدافع عن الصهيونية ويخوض حرباً عدوانية بالوكالة على الشعب اليمني حماية لأجندة بني صهيون.