الثورة نت:
2024-12-23@14:24:46 GMT

خراج الزكاة

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

 

لا خير في مجتمع يعيش كل فرد فيه لنفسه، ولا يفكر في ما يحتاجه غيره، فتجد المحتاجين والمساكين منتشرين، ولهذا أوجد الله تعالى الزكاة لتحقيق التكافل والتعاضد في المجتمع الإسلامي، ونشر الألفة بين أفراده، وتعزيز الشعور في دواخل المسلمين بما يعانيه الآخرون.
ولأن جميع المسلمين حريصين على سلامة دينهم وعباداتهم وحفظ أموالهم وزيادتها زيادة حقيقية لا شكلية يخرجون الزكاة الركن الثالث من أركان الإسلام في مثل هذه الأيام من شهر رمضان الكريم، فبيان الحكمة المتوخاة من فرض هذا الركن العظيم الذي ربطه الله عز وجل بالصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام في أكثر من موضع في كتابه الكريم.


ويشترط لِوجوب الزكاة في مال المسلم بلوغ النصاب، وحولان الحول إذا كان المال مما يرصد بهدف الزيادة والنماء والتجارة، كالذهب والفضة، والأنعام، والنقود وعروض التجارة، أما إن كان المال ينمو في نفسه كالزروع والثمار، أو ليس قابلاً للزيادة كالمعادن، فتجب فيه الزكاةُ ببلوغِ النصابِ دون حولان الحول وفي الأخير زكاة الفطر وهي زكاة النفس السنوية ويمكن توضيح كل ذلك بالآتي:
– إن في إخراج الزكاة حصول البركة في المال، وهذا المصطلح (البركة) مصطلح شامل وعام، ولا وجود له إلا في حياة المسلم الذي يعلم أن المال قد يكون مسلوب البركة.
– إن في إعطاء الفقير والمحتاج وذوي العوز والضعيف المسكين العاجز عن توفير قوت يومه إعانة لما في نفسه من ضعف، وتطيبا لخاطره، لأنه لا يملك من متاع الدنيا إلا القليل وربما يفتقد إلى أساسيات الحياة.
– إن إخراج الزكاة سبب من أسباب العيش السعيد ووقاية من الكوارث والمصاعب والبلاء التي لم تكن في الحسبان وإنما هي قدر من أقدار الله.
– تدفع الزكاة الشح والبخل من قلب المزكي وتزيد قلبه طهارة وإيمانا، فتزيد وترفع أخلاقه وتحسن علاقاته مع المجتمع.
– إن البذل والكرم من أسباب اِنشراح الصدر، لكن لا يستفيد منه إلا الذي يعطي بسخاء وطيب نفس، ويخرج المال من قلبه قبل أن يخرجه من يده.
– الزكاة توحد المجتمع وتزيد التكافل بين أفراده، لأنها تجعل الإنسان يحسن للآخرين كما أحسن الله إليه.
– ومن الناحية الاقتصادية الصرفة فأن الزكاة يمكنها أن تساهم بشكل فعال في معالجة الكثير من المشاكل الاقتصادية من خلال أدائها في شكل مؤسساتي كما الحال القائم في بلادنا لان الربط بين النفقات الإيرادات واضحا وبحيث لا تستغل إيرادات الزكاة لمصارف أخرى من غير تلك المخصصة لها أي مصارفها كما إن إخراج الزكاة يسرع بدورة النقود وانتقاله من يد لأخرى حتى يستقر في النهاية عند كبار المكلفين التي أخرجت الزكاة، لأنها هي وحدها من يتاجر بالمال وتتجمع لدية مما يدفعها إلى الاستمرار في الاستثمار، حتى لو كان المعدل الحدى المتوقع للربح أقل من نسبة الزكاة المقررة على الأموال القابلة للنماء، خلاف أصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة اللتين تحركان الاقتصاد بشكل سريع، فهما فئتان في الأصل أنها مستهلكة تشتري حاجياتها متى ما توفر لديها المال في سد الحد الأدنى من تكاليف المعيشة، إلى جانب معالجة الركود الاقتصادي من خلال ارتفاع القوة الشرائية للفئات المستحقة للزكاة بهذا يطاع الله ويستحب الأمر، ويستقر المجتمع، وتصفو النفوس، ويزدهر الاقتصاد، وتقوى وشائج المحبة بين أفراد المجتمع، فضلا عن رضا الله وطرحه البركة في المال، ولو لم يكن لها سوى هذا الدور لكفاها أهمية وضرورة.
باحث في وزارة المالية

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي أودت بحياة مئات الآلاف

استحضارا لما حدث قبل 20 عاما، قرر الإندونيسيون إحياء ذكرى تسونامي الذي ضرب دولا آسيوية، وراح ضحيته أكثر من 230.000 شخص. وخشية من تكرار الكارثة، باتت السلطات تهتم بالتوعية، ولا تكتفي بعرض لافتات كُتب عليها (باللغة الإندونيسية) "أنت في منطقة معرضة للتسونامي"

اعلان

شاركت مجموعة متنوعة من طلاب المدارس الثانوية في تدريبات التأهب للزلازل، ضمن الأنشطة المخلدة لذكرى واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخ البشرية. وخرج الطلاب والطالبات من المدارس، وكأنهم يستجيبون فعلاً لتحذير داعٍ ينذرهم بوقوع تسونامي جديد، فمثلوا الدور وكأن الحادث وقع فعلا.

فنانون يؤدون عرضا فنيا خلال عرض مسرحي يصور كارثة تسونامي خلال إحياء ذكرى مرور 20 عاما، في أتشيه في باندا أتشيه بإندونيسيا، السبت 14 ديسمبر/كانون الأول 2024.Achmad Ibrahim/AP

ويستحضر السكان هناك تلك الطامة الكبرى، حينما هاجت الأمواج العاتية في المحيط الهندي، إبان عيد الميلاد، عام 2004، ووقع زلزال تجاوز قوته 9 درجات على مقياس ريختر، ضرب سواحل جزيرة سومطرة الأندونسية، وهاجت الأمواج، وحلقت في الهواء، في ارتفاع تجاوز 17 مترا، واجتاح المد شواطئ دول عديدة في المنطقة، كان أكثرها تضررا، بعد إندونيسا: تايلاند والهند وسريلانكا.

لقطة جوية باستخدام طائرة بدون طيار، تُظهر مسجد رحمة الله في قرية لامبوك، إحدى أكثر المناطق تضررا من تسونامي 2004، في أتشيه بيسار، إندونيسيا، الخميس 12 ديسمبر/كانون الأول 2024.Achmad Ibrahim/Copyright 2024 The AP. All rights reserved.

وتُظهر الصور مدى تمسك السكان بأرضهم ووطنهم، واستعدادهم للعيش في تلك المناطق، رغم أن قرى بكاملها قد سُويت بالأرض جراء الأمواج العاتية التي قتلت أكثر من 150 ألفا في أندونيسيا وحدها.

Relatedزلزال بقوة 7.1 درجة يهز جنوب اليابان: تحذيرات من تسونامي وتفتيش للمفاعلات النوويةفيضانات وانهيارات أرضية في إندونيسيا.. وفاة 27 واستمرار عمليات الإنقاذتغير المناخ أحدث موجات تسونامي هزت الأرض 9 أيامإندونيسيا: عمليات إجلاء مستمرة مع استمرار ثوران بركان جبل ليوتوبي "لاكي لاكي"

كما تظهر الفيديوهات مناطق أعيد بناؤها، وصارت تتزين بعشرات آلاف المباني السكنية والتجارية والحكومية، فضلا عن بناء المدارس في المنطقة التي شهدت فعليا دمارا شاملا في 2004.

واستذكارا لذلك اليوم الأليم، تقول السيدة تريا أسناني، مدرسة ثانوية في إندونيسيا: ”عندما يسألني الناس كيف نجوت، أقول لهم: الله وحده يعلم. فأنا لا أجيد السباحة. وكان اعتمادي على الدعاء وذكر الله، لأنني آمنت بأننا إذا كنا مع الله فالله أكبر“.

ومن اللافت أن الكارثة تسببت في توحيد الناس، بغض النظر عن دياناتهم ومعتقداتهم، فصار إحياؤها يشمل الصلوات عند كثير من أتباع الملل والنحل، وخصوصا: المسلمين والمسيحيين والبوذيين.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية منظر مذهل في تركيا.. تجمد جزئي لبحيرة في فان يخلق لوحة طبيعية خلابة إل ألتو البوليفية: "المنازل الانتحارية" مهددة بالانهيار والسكان يصرون على البقاء احتفال بالريادة في مجال الاستدامة في إندونيسيا.. شركات في خدمة المجتمع والبيئة عيد الميلادإندونيسياتسوناميذكرىاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next إسرائيل تواصل قصف غزة موقعة قتلى وجرحى والحوثيون يستهدفون تل أبيب بصاروخ باليستي يعرض الآن Next ألمانيا: الشرطة تفتش منزل المشتبه به في تنفيذ هجوم سوق الميلاد بماغديبورغ يعرض الآن Next صاروخ باليستي من اليمن يسقط في تل أبيب ويصيب 16 شخصاً بجروح طفيفة يعرض الآن Next هجوم بطائرات مسيّرة يستهدف مدينة قازان الروسية ويتسبب بأضرار مادية يعرض الآن Next من التشويق إلى الدراما.. أفضل أفلام عام 2024 عليك أن تشاهدها قبل نهاية العام اعلانالاكثر قراءة القيادة المركزية الأمريكية تعلن عن تصفية "أبو يوسف" زعيم داعش في سوريا آيتان على سقف قصر السيسي ومُلْك فرعون الذي لا يفنى.. صورة الرئيس المصري تشعل مواقع التواصل عاجل. ألمانيا: 5 قتلى على الأقل وإصابة 200 شخص بعملية دهس بسوق عيد الميلاد واعتقال مشتبه به سعودي الجنسية إصابة شاب بنيران الجيش الإسرائيلي خلال مظاهرة في ريف درعا السورية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.. هل تعلم أن للأسد 348 اسمًا؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومضحاياسورياهيئة تحرير الشام قطاع غزةبشار الأسدألمانياأبو محمد الجولاني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعتداء إسرائيلقصفإسرائيلروسياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • حذيفة عبد الله: سوف تسقط قريباً الدعاوي “الزائفة” التي تسوق خطاب حكومة المنفى
  • هل الذنوب تنقص الرزق وتسبب الفقر؟.. 10 أمور تنغص حياتك فاجتنبها
  • حزب الله يكشف عن المعادلة الوحيدة التي تحمي لبنان
  • المفتي يوضح حكم التجرؤ على الفتوى بلا علم: يؤدي إلى ضلال المجتمع
  • أستاذ علوم سياسية: على العالم التدخل لإنقاذ حالة التجويع التي تشهدها غزة
  • حكم تخصيص جزء من الزكاة لمساعدة الغارمين وخدمة المجتمع.. دار الإفتاء تجيب
  • معاوية عوض الله: العقوبات التي تصدر تجاه قادة الجيش لن تزيدنا إلا قوة وصلابة
  • إندونيسيا تحيي الذكرى العشرين لكارثة تسونامي المأساوية التي أودت بحياة مئات الآلاف
  • «اللهم إني أسألك من الخير كله».. دعاء قضاء الحاجة وطلب البركة| ردده الآن
  • حكم أخذ مال بغير حق من المعاشات