الثورة نت:
2025-02-23@11:06:03 GMT

خراج الزكاة

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

 

لا خير في مجتمع يعيش كل فرد فيه لنفسه، ولا يفكر في ما يحتاجه غيره، فتجد المحتاجين والمساكين منتشرين، ولهذا أوجد الله تعالى الزكاة لتحقيق التكافل والتعاضد في المجتمع الإسلامي، ونشر الألفة بين أفراده، وتعزيز الشعور في دواخل المسلمين بما يعانيه الآخرون.
ولأن جميع المسلمين حريصين على سلامة دينهم وعباداتهم وحفظ أموالهم وزيادتها زيادة حقيقية لا شكلية يخرجون الزكاة الركن الثالث من أركان الإسلام في مثل هذه الأيام من شهر رمضان الكريم، فبيان الحكمة المتوخاة من فرض هذا الركن العظيم الذي ربطه الله عز وجل بالصلاة التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام في أكثر من موضع في كتابه الكريم.


ويشترط لِوجوب الزكاة في مال المسلم بلوغ النصاب، وحولان الحول إذا كان المال مما يرصد بهدف الزيادة والنماء والتجارة، كالذهب والفضة، والأنعام، والنقود وعروض التجارة، أما إن كان المال ينمو في نفسه كالزروع والثمار، أو ليس قابلاً للزيادة كالمعادن، فتجب فيه الزكاةُ ببلوغِ النصابِ دون حولان الحول وفي الأخير زكاة الفطر وهي زكاة النفس السنوية ويمكن توضيح كل ذلك بالآتي:
– إن في إخراج الزكاة حصول البركة في المال، وهذا المصطلح (البركة) مصطلح شامل وعام، ولا وجود له إلا في حياة المسلم الذي يعلم أن المال قد يكون مسلوب البركة.
– إن في إعطاء الفقير والمحتاج وذوي العوز والضعيف المسكين العاجز عن توفير قوت يومه إعانة لما في نفسه من ضعف، وتطيبا لخاطره، لأنه لا يملك من متاع الدنيا إلا القليل وربما يفتقد إلى أساسيات الحياة.
– إن إخراج الزكاة سبب من أسباب العيش السعيد ووقاية من الكوارث والمصاعب والبلاء التي لم تكن في الحسبان وإنما هي قدر من أقدار الله.
– تدفع الزكاة الشح والبخل من قلب المزكي وتزيد قلبه طهارة وإيمانا، فتزيد وترفع أخلاقه وتحسن علاقاته مع المجتمع.
– إن البذل والكرم من أسباب اِنشراح الصدر، لكن لا يستفيد منه إلا الذي يعطي بسخاء وطيب نفس، ويخرج المال من قلبه قبل أن يخرجه من يده.
– الزكاة توحد المجتمع وتزيد التكافل بين أفراده، لأنها تجعل الإنسان يحسن للآخرين كما أحسن الله إليه.
– ومن الناحية الاقتصادية الصرفة فأن الزكاة يمكنها أن تساهم بشكل فعال في معالجة الكثير من المشاكل الاقتصادية من خلال أدائها في شكل مؤسساتي كما الحال القائم في بلادنا لان الربط بين النفقات الإيرادات واضحا وبحيث لا تستغل إيرادات الزكاة لمصارف أخرى من غير تلك المخصصة لها أي مصارفها كما إن إخراج الزكاة يسرع بدورة النقود وانتقاله من يد لأخرى حتى يستقر في النهاية عند كبار المكلفين التي أخرجت الزكاة، لأنها هي وحدها من يتاجر بالمال وتتجمع لدية مما يدفعها إلى الاستمرار في الاستثمار، حتى لو كان المعدل الحدى المتوقع للربح أقل من نسبة الزكاة المقررة على الأموال القابلة للنماء، خلاف أصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة اللتين تحركان الاقتصاد بشكل سريع، فهما فئتان في الأصل أنها مستهلكة تشتري حاجياتها متى ما توفر لديها المال في سد الحد الأدنى من تكاليف المعيشة، إلى جانب معالجة الركود الاقتصادي من خلال ارتفاع القوة الشرائية للفئات المستحقة للزكاة بهذا يطاع الله ويستحب الأمر، ويستقر المجتمع، وتصفو النفوس، ويزدهر الاقتصاد، وتقوى وشائج المحبة بين أفراد المجتمع، فضلا عن رضا الله وطرحه البركة في المال، ولو لم يكن لها سوى هذا الدور لكفاها أهمية وضرورة.
باحث في وزارة المالية

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

هل راية داعش السوداء هي نفسها التي كان يرفعها النبي؟.. «مرصد الأزهر» يوضح الحقيقة «فيديو»

أكدت الدكتورة ابتسام عبد اللطيف، الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن الراية السوداء التي يرفعها تنظيم "داعش" الإرهابي ليست راية النبي صلى الله عليه وسلم، كما يزعمون، بل هي محاولة لاستغلال الرموز الدينية لخداع الشباب واستقطابهم.

وأوضحت الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، خلال حلقة برنامج "فكر"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن الروايات الصحيحة تُثبت أن رايات النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن بلون واحد فقط، بل وردت روايات بأنها كانت بيضاء، وسوداء، وصفراء، وحمراء، ما ينفي ادعاء التنظيمات المتطرفة بأن الإسلام لم يعرف إلا راية سوداء مكتوب عليها "محمد رسول الله"، كما أن استخدام الرايات في الحروب كان تقليدًا قديمًا يسبق ظهور الإسلام، ولم يكن مرتبطًا برمز ديني مقدس كما يروج له المتطرفون.

وأضافت أن هناك اختلافًا واضحًا بين راية النبي صلى الله عليه وسلم والرايات التي ترفعها التنظيمات الإرهابية اليوم، مؤكدة أن أي ادعاء بأن "داعش" أو غيرها من الجماعات المتطرفة يحملون راية النبي هو افتراء محض، كما أن تعدد الرايات بين هذه التنظيمات يثبت تناقضهم، فكل مجموعة تحمل راية مختلفة، ما يدل على أنهم لا يتبعون راية شرعية موحدة.

وحذرت من أن التنظيمات الإرهابية تستغل العاطفة الدينية لدى الشباب، وتخدعهم بشعارات كاذبة، وتوهمهم بأنهم يقاتلون تحت راية الإسلام، بينما الحقيقة أنهم يعملون على تخريب الدول، وإضعاف المجتمعات، ونهب الأموال، وهدم البيوت، وهو ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الصحيح، حيث قال: "من قاتل تحت راية عميّة يغضب لعصبية أو يدعو إلى عصبية أو ينصر عصبية، فقتل فقتلة جاهلية" (رواه مسلم).

وختمت الدكتورة ابتسام عبد اللطيف بالتأكيد على أن رايات التنظيمات المتطرفة ليست سوى أدوات للتضليل والاستقطاب، ولا علاقة لها برايات الإسلام الحقيقية، داعية الشباب إلى عدم الانخداع بهذه الرموز، والتمسك بالفهم الصحيح للدين.

مقالات مشابهة

  • اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار الوطني: سيعتمد المؤتمر طابعاً عملياً حيث ستتضمن أعماله ورشات عمل تخصصية تعالج القضايا التي استخلصتها اللجنة من لقاءاتها مع مختلف شرائح المجتمع وسيشارك في كل ورشة خبراء ومتخصصون ومهتمون لضمان نقاشات معمقة وإيجاد حلول قابلة لل
  • المحافظات العراقية التي عطلت الدوام يوم الأحد
  • إندرايف ومصر الخير تطلقان “الحركة البركة” لإطعام 63 ألف فرد خلال رمضان
  • المحافظات العراقية التي عطلت الدوام يوم غد الأحد
  • المحافظات العراقية التي عطلت الدوام يوم غد الأحد - عاجل
  • هيئة الزكاة ووزارة الإرشاد تنظمان اللقاء التوعوي الرابع للعلماء والخطباء والمرشدين بالأمانة
  • ما الحالات التي يباح فيها الفطر في رمضان؟ .. مفتي الجمهورية السابق يجيب
  • هل راية داعش السوداء هي نفسها التي كان يرفعها النبي؟.. «مرصد الأزهر» يوضح الحقيقة «فيديو»
  • أستاذ أزهري: تزيين الشوارع والمنازل في رمضان يعكس البهجة ويٌعظم الشعائر
  • حكم توزيع شنط رمضان من أموال الزكاة بدلًا من النقود