شنت حركة الشباب العديد من الهجمات واسعة النطاق والمعقدة منذ بداية شهر رمضان، مما يؤكد أن الجهود الصومالية والدولية لمكافحة الإرهاب لم تؤد إلى إضعاف القدرات العسكرية للجماعة بشكل ملموس منذ عام ٢٠٢٢.

وقد أعطت الحكومة الفيدرالية الصومالية الأولوية للجهود المحلية والإقليمية الأخرى. القضايا في عام ٢٠٢٤، والتي قوضت معركة مكافحة الإرهاب.

نفذت حركة الشباب عدة هجمات معقدة للغاية ومتطورة في جميع أنحاء الصومال كجزء من هجوم رمضان، مما يؤكد أن الجهود الصومالية والدولية لمكافحة الإرهاب لم تؤد إلى إضعاف القدرات العسكرية للجماعة منذ عام ٢٠٢٢.

ونفذت حركة الشباب ثلاث هجمات انتحارية منذ بدء شهر رمضان في ١٠ مارس. إحداهما على فندق في مجمع القصر الرئاسي في مقديشو، والأخرى على قاعدة عسكرية في ضواحي مقديشو، والأخرى على مواقع صومالية في وسط الصومال. استخدمت في الهجمات ما لا يقل عن خمس سيارات انتحارية محمول عليها عبوات ناسفة.

كما اجتاحت حركة الشباب قاعدة صومالية في جنوب الصومال في هجوم واسع النطاق في ٢١ مارس. لم تقم حركة الشباب بشن هذا العدد من الهجمات الكبيرة والمعقدة في مثل هذه الفترة القصيرة منذ هجومها المضاد في يناير ٢٠٢٣ على الحكومة الصومالية. ولم تفعل مثل هذا الهجوم ولا الانتشار الجغرافي الواسع منذ ما قبل بدء هجوم SFG في عام ٢٠٢٢.

وتعمل هذه الهجمات على تعزيز الأهداف العسكرية والدعائية المختلفة لحركة الشباب في جميع أنحاء البلاد. تؤدي النكسات في وسط وجنوب الصومال إلى إضعاف قدرة القوات الصومالية بشكل كبير على شن عمليات هجومية لإضعاف حركة الشباب وهزيمتها بحلول الوقت المقرر لمغادرة قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي البلاد في نهاية عام ٢٠٢٤.

كما تتآكل انسحابات القوات الصومالية في الثقة المحلية في الحكومة الصومالية وتثبيط السكان المحليين عن العمل مع الحكومة خوفًا من التخلي عنها وانتقام حركة الشباب، مما يقوض قدرة الحكومة على كسب تأييد السكان المحليين في المناطق المتنازع عليها.

وتعكس هجمات حركة الشباب حول مقديشو اتجاهًا لتحسن الأمن حول العاصمة طوال عام ٢٠٢٣ وتنزع الشرعية عن الحكومة الصومالية من خلال إظهار أن حركة الشباب يمكنها ضرب قلب الحكومة الصومالية بينما تقتحم محيطها.

وقد أعطت الحكومة الصومالية الأولوية لقضايا محلية وإقليمية أخرى في عام ٢٠٢٤، الأمر الذي أدى إلى تحويل الانتباه عن معركة مكافحة الإرهاب وقوضها.

أعطت الحكومة الصومالية والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود الأولوية لنسف اتفاق يناير ٢٠٢٤ بين إثيوبيا ومنطقة أرض الصومال الانفصالية المستقلة بحكم الواقع في شمال الصومال والتي كانت ستمنح إثيوبيا ميناء في أرض الصومال مقابل الاعتراف بأرض الصومال.

أمضى محمود الشهرين الأولين من عام ٢٠٢٤ في حشد المعارضة الدولية للصفقة في المناقشات الثنائية والمنتديات المتعددة الأطراف. وقعت الصومال اتفاقية اقتصادية وبحرية مع تركيا في فبراير، حيث قام برنامج التجارة المركزية سابقًا بتقييم الحكومة الصومالية جزئيًا بهدف ردع الاتفاق بين إثيوبيا وأرض الصومال.

قامت الحكومة الصومالية مؤخرًا بإعادة توجيه نطاقها الترددي من الصفقة بين إثيوبيا وأرض الصومال إلى تمرير إصلاحات دستورية مثيرة للجدل للغاية. وتهدف الإصلاحات إلى استبدال منصب رئيس الوزراء بنائب للرئيس، وإلغاء هيكل فريد لتقاسم السلطة في البرلمان الذي يخصص المقاعد على أساس الانتماء العشائري، وتأسيس نظام الحزبين.

وتعارض العديد من الولايات الأعضاء الفيدرالية وزعماء المعارضة التغييرات وانتقدوا عدم إدراجها في عملية الإصلاح، مما يزيد من التوترات السياسية ويقلل من عرض النطاق الترددي لـ SFG أثناء محاولتها تمرير التغييرات قبل الانتخابات الإقليمية المقرر إجراؤها في وقت لاحق من هذا العام.

وقد أدت هذه القضايا إلى تدهور قدرة الصومال على مواصلة الضغط على حركة الشباب. وقدر مركز التهديدات الحرجة CTP أن اتفاق الصومال مع تركيا أدى إلى تنفير الإمارات العربية المتحدة، القريبة من إثيوبيا والتي تتنافس مع تركيا على النفوذ في المنطقة، مما ساهم في خفض الإمارات الدعم المالي والتدريبي للقوات الصومالية.

وأشار المسئولون الأمريكيون أيضًا إلى أن حركة الشباب استفادت من نمو المشاعر الشعبية المعادية للإثيوبيين في الصومال لتعزيز عمليات التجنيد.

ولم يقم الرئيس محمود بزيارة الخطوط الأمامية في وسط الصومال إلا ليوم واحد في عام ٢٠٢٤، على الرغم من معاناة القوات الصومالية من انتكاسات كبيرة، على عكس ما حدث عندما أمضى أكثر من شهر متمركزًا في المنطقة في عام ٢٠٢٣ لدعم عمليات مكافحة الإرهاب.

ويسلط هذا النقص في النشاط الضوء على كيفية احتلال إثيوبيا والقضايا الدستورية النطاق الترددي لمجموعة SFG. تاريخيًا، شغلت التوترات السياسية الداخلية قوات الأمن الصومالية المجزأة، مما يشير إلى أن الأزمة الدستورية الطويلة الأمد ستستمر في خلق الفرص لحركة الشباب.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: حركة الشباب الحكومة الفيدرالية الصومالية مكافحة الإرهاب الصومال جنوب الصومال الحکومة الصومالیة حرکة الشباب عام ٢٠٢٤ فی عام

إقرأ أيضاً:

الاقتصاد الصومالي.. إنجازات في ظل صعوبات قاسية

مع نهاية عام 2023م، شهد الاقتصاد الصومالي ثلاثة معطيات غيّرت وجْهه في عام 2024م، فبات اقتصادًا واعدًا لأول مرة، فبعد عقود من الدمار في ظلّ حرب أهلية طاحنة، وجفاف وفيضانات مدمّرة، بات الصومال على أعتاب نهوض غير مسبوق منذ عام 1990م.

أوّل هذه المعطيات؛ انضمام الصومال إلى (مجموعة شرق أفريقيا) في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023م، وهي مجموعة إقليمية مقرّها في أروشا بتنزانيا، وتضمّ في عضويتها: الكونغو، كينيا، رواندا، جنوب السودان، أوغندا، تنزانيا، وهذا ما يوفّر أسواقًا مجاورة للصومال، فضلًا عن قدرات أكبر في مكافحة الإرهاب، مما يعزز الاستقرار، لكن هذا يفرض عليه تنسيق السياسات والمعايير والقواعد المنظمة للتجارة.

بيئة آمنة للاستثمار

والمعطى الثاني الهامّ؛ هو تصويت مجلس الأمن في الأمم المتحدة على قرار رفع حظر الأسلحة الذي فُرِض على الصومال منذ عام 1992م، مما يساعد في بناء القدرات التي ترسخ الأمن على أراضيه وحدوده.

المعطى الثالث؛ أنه في 13 ديسمبر/كانون الأول 2023م، أعلن الدائنون للصومال بقيادة صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي عن شطب 4.5 مليارات دولار، مما مهّد الطريق لإعادة الصومال إلى النظام المالي العالمي، بعد ثلاثة عقود من انهيار الدولة المركزية – وسط قتال بين أمراء الحرب العشائريين- ليقود هذا إلى إلغاء الديون المستحقة على الصومال تقريبًا في مارس/آذار 2024م من قِبل الدول الأعضاء في نادي باريس.
لكن الواقع الآن يشير إلى أن الحكومة الصومالية بات لديها القدرة على فرض مزيد من السيطرة على الأراضي الصومالية، بعد أن كانت متهمة بأنها حكومة محاصرة داخل العاصمة مقديشو، ساهمت هذه السيطرة في تخفيف الضغط على القطاع الخاص الذي فرضت عليه حركة الشباب إتاوات مالية، هذا ما زاد  – على الجانب الآخر – من حصيلة الضرائب، مع بدايات توفير بيئة آمنة للاستثمار، لكن وَقود حركة الشباب كان منشأَه انتشارُ البطالة بين 67 % من الشباب الصومالي.

لذا يعدّ توفير فرص العمل هدفًا لا مفرّ منه، كما أن هجرة الشباب في ظروف قاسية تشكل تجريفًا للقدرات البشرية في الصومال.
إنّ موجات الجفاف والفيضانات عوامل مدمرة، تؤدي إلى عدم استقرار الاقتصاد الصومالي، وقد حدث هذا في نوفمبر/تشرين الثاني 2023م، حيث أدت فيضانات في جنوب غرب الصومال إلى نزوح 300 ألف، كما تسبب الجفاف القاسي الذي مر به الصومال في تضرر قطاع الزراعة، ما أثر على 6.2 ملايين صومالي، وصار الأمن الغذائي في وضع حرج للغاية، مما جعل المساعدات الإنسانية ضرورة عاجلة، لكن أيضًا أبدَى العديد من الهيئات الدولية ملاحظات ترتبط بضرورة تنسيق المساعدات الإنسانية ومراقبة توزيعها.

إمكانات واعدة

هذا ما دفع بحكومة الصومال لبناء سياسة للحماية المجتمعية منذ عام 2019م، حيث عرف برنامج الحماية (باكسنانو)، ووفّر هذا البرنامج تحويلات نقدية لـ 200 ألف أسرة فقيرة تعيش في مناطق ريفية، علمًا بأن الزراعة تمثل 65 % من الاقتصاد الصومالي، مع إمكانات واعدة لزيادة الصادرات الزراعية، بعد أن بدأت الحكومة تحلّ بعض معوّقات التصدير كشهادة المنشأ، وغيرها.
يمثل الصيد قطاعًا واعدًا للصومال، حيث يبلغ عدد السفن الصومالية 6000، بينما يبلغ عدد السفن الأجنبية 13000، تصطاد في المياه الإقليمية للصومال.

يعتمد الصومال على شواطئ طولها 3898 كيلومترًا، هي الأطول في أفريقيا، ويقدر بعض الخبراء خسائر الصومال في قطاع الصيد بـ 300 مليون دولار سنويًا، فيما تبلغ إيرادات الصومال من قطاع الصيد 135 مليون دولار سنويًا. لكن في عام 2018م، وقعت الحكومة اتفاقية بشأن الإيرادات المتولدة من تراخيص الصيد، لكن يبقى على الصومال أن يطوّر موانئه الخاصة بسفن الصيد، فضلًا عن تطوير أسطوله للصيد، إضافة لبناء صناعات تعليب وتجميد الأسماك، خاصة أن شواطئه غنية بأنواع أسماك يكثر الطلب  عليها دوليًا، ومن المتوقع عند تنظيم قطاع الصيد أن يجني الصومال 500 مليون دولار سنويًا من صيد أكثر من 200 ألف طن من الأسماك.

الذهب الأسود

تمثل الثروة الحيوانية مصدرًا مهمًا للصادرات، خاصة من الأغنام، ويعتمد الصومال على تصديرها لدول الخليج، وقدرت صادراته في عام 2020م بـ 500 مليون دولار، ويسعى الصومال إلى رفع قدراته التصديرية في هذا المجال بوتيرة متسارعة .

كان للحرب الأهلية جانب مظلم دمّر الصومال، لكن هذه الحرب دفعت صوماليين كُثرًا للهجرة إلى العديد من دول العالم، الآن في بعض الدول كبريطانيا يعمل الصوماليون من سائقي حافلات إلى أساتذة جامعات، بل صار منهم أدباء ومفكرون مرموقون في عدد من الدول، تحويلات هذا الشتات للصومال مقدرة بـ 1.2 مليار دولار سنويًا، وهذا رقْم متواضع، وفي تقديري أن هذا الرقم يتراوح بين 3 إلى 4.3 مليارات دولار سنويًا، وهو ما ساهم بقوة في بقاء الصومال على قيد الحياة.

في عام 1990م علّقت شركات التنقيب عن النفط عملها في الصومال، غير أنه من 2013م إلى 2016م أجرت شركات دولية مسحًا لقدرات الصومال في النفط والغاز الطبيعي، وقدر النفط الصومالي بـ 30 مليار برميل، وشواطئ الصومال واعدة في هذا المجال، وفي مارس/آذار 2024م، وقّعت تركيا اتفاقية للتنقيب عن النفط في سواحل الصومال، لتبدأ في ذلك عام 2025م.

يقدّر الصوماليون المساعدات الدولية التي ساهمت في عودة الصومال إلى فاعليته المعتادة، ومنها ما قدّمه صندوق قطر للتنمية، ففي عام 2017م، قدم 200 مليون دولار لعدد من المشاريع التنموية في الصومال في مجالات التعليم والبنية التحتية، صاحبها إعادة بناء مؤسسات الدولة من ذات الدعم، كمبنى رئاسة الحكومة.

هذا الدعم القطري شكّل دافعًا لعودة الصومال، كما ساهم الاتحاد الأوروبي بـ 98.2 مليون يورو؛ لإنعاش الاقتصاد الصومالي، صاحب هذا فاعلية متزايدة للبنك المركزي الصومالي، بدءًا من زيادة تراخيص البنوك العاملة في الصومال، وكان آخرها بنك مصر، وإحكام الرقابة على المعاملات المالية عبر الهاتف المحمول، وتنظيم حركة النقود.
إن كل ما سبق يصاحبه قلق حول استتباب الأمن، مع انسحاب قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي عام 2025م من الصومال، وانتظار التعافي الكامل في ظل انقسامات داخلية ما زالت حادّة، وهذه الانقسامات تعوق النمو في عدد من القطاعات الواعدة كالسياحة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • الاقتصاد الصومالي.. إنجازات في ظل صعوبات قاسية
  • المجلس الأعلى للشباب يطلق منصتي أفكار وعين الشباب
  • الرياضة تشكل لجنة لبحث أسباب حريق أحد الغرف باستاد الإسكندرية
  • عاجل- قبل إعلان التشكيل الوزراي الجديد.. تابع تطورات حركة المحافظين 2024
  • بحضور أخنوش..اختتام لقاءات مقهى المواطنة ‏المنظمة من طرف حركة المواطنون حول الحصيلة الحكومية
  • لبنان.. حزب الله وحركة أمل يحثان الحكومة على القيام بواجباتها تجاه أهالي الجنوب
  • تسهيلات وتدابير على مراحل لتوظيف الشباب بالجنوب
  • أنقرة تبث مشاهد من تدريب الجيش التركي للجنود الصوماليين (شاهد)
  • مقتل 7 إرهابيين في الصومال
  • أخنوش: الحكومة بنت ‏حصيلتها على شرعية الإنجازات ولم تشتك من الأزمات