الجزيرة:
2024-11-22@06:34:00 GMT

متغيرات حرب السودان

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

متغيرات حرب السودان

شهد تاريخ السودان المعاصر أطولَ الحروب الأفريقية، وهي حرب جنوب السودان، والتي استمرت زهاء الخمسين عامًا. توقفت خلالها لعقد من الزمان (1973 – 1983)، حيث تم توقيع اتفاق أديس أبابا بين حركة أنانيا 2، وحكومة جعفر نميري في العام 1972.

وما لبثت أن اندلعت الحرب مرة أخرى بالجنوب في العام 1983، واستمرت لأكثر من ثلاثة عقود، وتوقفت في أعقاب توقيع اتفاق السلام الشامل في العام 2005، بضاحية نيفاشا بجمهورية كينيا.

غير أن الحرب التي بدأت في أبريل/نيسان من العام الماضي، ذات طبيعة مختلفة، وشهدت متغيرات غير مسبوقة في تاريخ الحروب بالسودان، مما سيترتب عليها نتائج مختلفة على كافة المستويات؛ سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.

في الحروب السابقة كان الجيش السوداني يخوض معاركه ضد مجموعات وحركات متمردة سواء في جنوب السودان أو غربه، وتلك الحركات المتمردة كانت دائمًا تعتمد في تسليحها وتمويلها للحرب على الخارج، فاعتمدت حركات دارفور، مثلًا، على الدعم الليبي أيام القذافي وما بعده، وإلى ما قبل نشوب الحرب في أبريل/نيسان من العام الماضي.

المتغير الذي سيكون له تأثير كبير في المستقبل القريب والبعيد، هو الأبعاد الإثنية والجهوية لهذه الحرب. الصراعات والحروب التي شهدها السودان في تاريخه، لم يكن الاصطفاف القبلي والإثني حاضرًا فيها بمثل ما هو حاضر في هذه الحرب

كما اعتمدت أيضًا على دعم الحكومات التشادية المختلفة في صراعها المستمر مع السودان. كما اعتمد الجيش الشعبي لتحرير السودان بقيادة جون قرنق في حربه عبر أزمنة مختلفة، على الدعم الغربي بشكل أساسي، وعلى دعم الأنظمة الأفريقية المتعاطفة معه.

الحرب الحالية شهدت عدة متغيرات؛ أولها: أن القوات المتمردة هذه المرة (الدعم السريع) كانت قوات نظامية لها وضعها الدستوري والقانوني المنصوص عليه في قانون القوات المسلحة، وجرى تمويلها وتسليحها من قبل الدولة، مما يعني أن الجيشين المتقاتلين الآن يخوضان حربهما بموارد الدولة السودانية.

صحيح أنه بعد اندلاع الحرب بحث الطرفان عن وتمويل وتسليح خارجي، إلا أن قوات الدعم السريع، تلقت بعد اندلاع الحرب دعمًا خارجيًا مقدرًا وتمويلًا وأسلحة متنوعة ومتطورة من عدة دول خارج الإقليم الأفريقي، والذي أصبح دوره ميسرًا ومعبرًا للعتاد والتشوين. لأول مرة في تاريخ الحروب في السودان تكون الدولة مولت من مواردها متمردين عليها وعلى جيشها النظامي.
أهم متغيرات حرب أبريل/نيسان التي قاربت العام الآن، أنها اندلعت في قلب العاصمة الخرطوم لأول مرة في تاريخ التمردات المتعددة التي شهدها السودان، ثم امتدت شرارتها لثماني ولايات: خمس ولايات بالغرب، وثلاث بالشمال: (كردفان والخرطوم والجزيرة) .

كانت الحركات المتمردة غالبًا ما تبدأ حروبها من مناطق الهامش البعيد، ونادرًا ما تمتد تلك الحروب إلى قلب العاصمة الخرطوم. المرة الوحيدة التي وصلت شرارة حروب الهامش إلى الخرطوم كانت في 2008، حين استطاعت قوات حركة العدل والمساواة الوصول إلى أم درمان، قادمة من الحدود الغربية للسودان.
في تجربة حرب أبريل/نيسان الماثلة، القوات المتمردة لم تأتِ إلى الخرطوم غازية، إنما كانت جزءًا من المنظومة الأمنية المؤتمنة على تأمين العاصمة السودانية الخرطوم، ولذا تسلّمت كل المقار الحكومية الإستراتيجية دون مقاومة منذ الساعات الأولى للحرب، ووجدت قيادة الدولة متمثلة في الرئيس البرهان، وقيادات الجيش، أن مؤسسات الدولة تم ابتلاعها من قبل المكلفين بحراستها (قوات السريع).

لم يحدث أن اقتربت أي قوات متمردة على الدولة على مدى خمسين عامًا من القصر الجمهوري، أو القيادة العامة طيلة سبعين عامًا، هي عمر الحركات المتمردة في السودان.

المتغير الذي سيكون له تأثير كبير في المستقبل القريب والبعيد، هو الأبعاد الإثنية والجهوية لهذه الحرب. الصراعات والحروب التي شهدها السودان في تاريخه، لم يكن الاصطفاف القبلي والإثني حاضرًا فيها بمثل ما هو حاضر في هذه الحرب.

حاولت قواتُ الدعم السريع، منذ الأيام الأولى للحرب أن تخلق اصطفافًا قبليًا وجهويًا من خلال تعبئة حواضنها الاجتماعية في غرب السودان، بمقولات عدائية ضد المواطنين الشماليين مثل الجلابة: (التجار الشماليين بغرب السودان)، ثم لاحقًا الفلول: (أنصار النظام السابق)، ثم أخيرًا تسمية بعض القبائل في شمال السودان وتصنيفها عدوة. ونجحت قوات الدعم السريع في استمالة بعض القبائل للاصطفاف معها ضد الجيش السوداني. ورغم أن مجهوداتها لم تحقق نجاحًا كاملًا، فإنها نجحت في استقطاب بعض المكونات القبيلة على أساس إثني وجهوي.
حروب السودان المتطاولة كانت تدور بشكل رئيسي خارج المدن، وكان الريف السوداني أو مناطق الهامش هي الأكثر تأثرًا، ولكن حرب الخامس عشر من أبريل/نيسان 2023 دارت في أكثر من ولاية ومنطقة، ولذا كان أثرها كبيرًا على السكان.

ورغم أنّ المناطق الريفية والولايات البعيدة، كانت مسرحًا أساسيًا لتلك الحروب، وشهدت انتهاكات كبيرة في الحروب، فإن ما حدث في الحرب الحالية من فظائع، غيرُ مسبوق من حيث اتساع نطاقها وتعدد أنواع جرائمها من قتل ونهب واغتصاب واحتلال. وهذه الجرائم عمت القرى والحضر، ولم يترك التمرد شبرًا في أي منطقة دخلها بلا انتهاكات جسيمة، وصلت في بعض المناطق حد الإبادة الجماعية، كما حدث في مدينة نيالا إحدى أهم مدن غرب السودان، حيث جرى قتل أكثر من خمسة عشر ألف شخص في يوم واحد، وبعضهم دفن حيًا، كما شهدت ذات المدينة وجرى قتل واليها خميس أبكر كأبشع جريمة ترتكبها قوات الدعم السريع في حربها الحالية.

كان لكل الحروب في تاريخ السودان أثرها الاقتصادي المدمر وتأثرت بها كافة القطاعات وظلت الدولة تمول تلك الحروب من ميزانيتها بالعجز وبالديون الخارجية، مما أدى لتدهور مستمر في قيمة العملة، وبالتالي وضع الاقتصاد الكلي.

الأثر الاقتصادي للحرب الجارية الآن كان الأكثر دمارًا وتخريبًا للاقتصاد السوداني بما لا يقاس بما جرى في الحروب السابقة. هذه الحرب دمرت المؤسسات الاقتصادية القائمة بكل أنواعها: (صناعية، زراعية، خدمية)، عبر النهب والحرق والتدمير المباشر. وتقريبًا كل مؤسسات القطاع الاقتصادي من بنوك وشركات ومصانع تخص الدولة أو القطاع الخاص أو الاستثمار الأجنبي، تعرضت للدمار الشامل، وهي حالة غير مسبوقة أيضًا، وذلك بسبب اندلاع الحرب في العاصمة، المركز المالي والاقتصادي الذي تتركز فيه كل المؤسسات الصناعية والخدمية والشركات الكبرى.

صدرت تقارير متعددة حول حجم الخسائر التي سببتها الحرب الحالية، ولكن كانت التصريحات الصادرة من الفريق إبراهيم جابر- أحد أهم قيادات الجيش في الجانب الاقتصادي- لافتة للنظر، إذ قدر الخسائر الاقتصادية للحرب حتى الآن بمبلغ 150 مليار دولار، وهي تعادل تقريبًا كل عائدات دخل النفط منذ استخراجه في خواتيم تسعينيات القرن الماضي، مضافًا إليها عائدات الذهب خلال ربع قرن من الزمان. إضافة إلى ذلك أن هذه الحرب التهمت أغلب مدخرات السودانيين بالخارج، وقضت على كثير من ممتلكاتهم بالداخل.

العنصر الجديد في هذه الحرب أيضًا، هو دخول التكنولوجيا بكثافة في أعمال هذه الحرب بصورة لم تشهدها الحروب السابقة. فلأوّل مرة تستخدم أسلحة نوعية لم تستخدم على الإطلاق في حروب سابقة، أهمها المسيرات القادرة على إصابة الهدف بدقة والطيران في الأجواء لساعات طويلة.

كان لتكنولوجيا المسيرات الحديثة أثرها الفعال في إحداث الفارق في الميدان، إذ استطاعت القوات المسلحة باستخدامها بكثافة وبراعة، إحداث الفارق وفي وقت وجيز بأغلب ميادين القتال، وكان لها دورها الأبرز في معركة الإذاعة السودانية مطلع شهر مارس/آذار الحالي والتي كسبها الجيش مؤخرًا. لولا تدخل تلك المسيرات في المعارك لكانت الحرب الجارية في أرجاء ولاية الخرطوم أكثر تعقيدًا ولطالَ زمان حسمها بأكثر مما يجري الآن بأضعاف.

المتغيرات الخارجية كثيرة: أهمها أنه لأول مرة يقف المجتمع الدولي والدول العربية والأفريقية مجتمعين موقفًا سلبيًا من حرب شنتها قوات تمردت على الدولة السودانية. في كل التجارب السابقة كانت مواقف الدول تختلف بين داعمين للتمرد ومعادين له، وداعمين للدولة السودانية وسلطتها الشرعية.

في هذه الحرب دعمت أغلب الدول الأفريقية التمرد، بل ودعمته بشتّى السبل، من تمرير الأسلحة، لفتح المعسكرات للتدريب، للدعم المالي المباشر.

فيما كانت مواقف الدول العربية سلبية للغاية تجاه ما يجري في السودان، فبعض الدول تولت الدعم المالي والعسكري وتمويل الحرب بالكامل، وأخرى لاذت بالصمت، وثالثة تبنت دور الوسيط، في حين كان موقف المجتمع الدولي منحازًا منذ بداية الحرب وداعمًا للتمرد.

بدأت تحركات المجتمع الدولي باكرًا من الشهر الثاني للحرب عبر تأسيس منبر جدة إلى ما قبل شهرين فيما عرف بلقاء المنامة الذي أنكر السودان كل ما ترتب عليه من نتائج. وتجلى موقف المجتمع الدولي أيضًا في دعوات وقف الحرب، وهي في أيامها الأولى. تم استخدام مجلس الأمن والمنظمات الإقليمية لفرض تسوية تعيد تموضع قوات الدعم السريع في الحياة السياسية والعسكرية السودانية مجددًا.

هذه الحرب بكثافة المتغيرات التي حدثت فيها والآثار التي ترتبت عليها، ستقود إلى متغيرات على كل المستويات: السياسية والاقتصادية والاجتماعية. سودان ما بعد الحرب سيشهد تغيرات في بنية السلطة الحاكمة وطرائق إدارتها للفترة الانتقالية، كما سيقود اصطفافات جديدة بين الأحزاب والتحالفات السياسية، وسيدفع بلاعبين جدد للمسرح السياسي، متمثلين في منظمات المجتمع المدني، والأحزاب الشبابية الجديدة، إضافة إلى مكوّنات المجتمع الأهلي الصاعد الآن.

كما سنشهد تغيرات في بنية الاقتصاد وترتيبًا جديدًا للمؤسسات الاقتصادية من حيث توزيعها الجغرافي، وتنوع نشاطاتها، وطرائق تمويلها. كما ستشهد العلاقات الخارجية تغيرًا وتصنيفات جديدة على ضوء المواقف المتباينة من الحرب على كافة المستويات. كما أن الاصطفاف الإثني والجهوي الذي شهدته هذه الحرب، سيحتاج لوقت طويل حتى يتعافى السودانيون من جروحه الغائرة التي تسبّبت فيها تداعيات الحرب.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات قوات الدعم السریع المجتمع الدولی فی هذه الحرب أبریل نیسان فی تاریخ

إقرأ أيضاً:

عشرات القتلى في ود عشيب السودانية.. واتهامات لـالدعم السريع بالوقوف وراءها

اتهمت تقارير سودانية، الأربعاء، قوات الدعم السريع بارتكاب "مجزرة" بحق المواطنين في قرية "ود عشيب" بولاية الجزيرة وسط السودان، مما أسفر عن مقتل 42 شخصا وإصابة العشرات.

وقال بيان لـ"مؤتمر الجزيرة"، وهو كيان مدني تشكل بعد سيطرة قوات الدعم على ولاية الجزيرة في ديسمبر الماضي، إن الأخيرة ارتكبت "مجزرة مروعة بحق المواطنين"، الثلاثاء.

وأضاف البيان أن أهالي القرية يعانون من "حصار" قوات الدعم السريع ومن "تعدياتها المستمرة التي تسببت في كارثة إنسانية لا تقل أبداً عن تلك التي تسببت بها في مدينة الهلالية، وراح ضحيتها 26 مواطنا جراء الجوع والمرض".

وتواصلت "الحرة" مع متحدث باسم قوات الدعم السريع للحصول على تعليق، الذي لم يرد حتى موعد نشر الخبر.

اتهامات جديدة لـ"الدعم السريع" بقتل مدنيين في الجزيرة السودانية كشفت تقارير سودانية محلية، السبت، مقتل 23 مواطنا بإحدى قرى ولاية الجزيرة على يد قوات الدعم السريع، في استمرار للاتهامات التي تواجهها المجموعة التي دخلت في حرب مع الجيش منذ أبريل 2023.

وطالما تنفي قوات الدعم السريع استهداف المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها، وتقول إنها تستهدف "مجموعات مسلحة موالية للجيش".

يذكر أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وافق، الإثنين، على مقترحات قدمها المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، بشأن الأزمة، وذلك خلال لقاء جرى بينهما في بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للحكومة السودانية.

من جانبه، عبّر المبعوث الأميركي الخاص للسودان عن سعادته بزيارة السودان، مبيناً أنها (الزيارة) "تحمل رسالة واضحة من الولايات المتحدة بأنها تقف بجانب الشعب السوداني، مثلما كان يحدث دائماً خلال العقود الماضية".

البرهان يوافق على مقترحات المبعوث الأميركي لحل الأزمة السودانية وافق رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، على مقترحات قدمها المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، بشأن الأزمة السودانية، خلال لقاء جرى بينهما، الإثنين في بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للحكومة السودانية.

وأوضح أنه عقد اجتماعات "مثمرة" مع البرهان، وقادة المجتمع المدني وفريق الأمم المتحدة الإنساني.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد دان في الأول من نوفمبر الجاري، الهجمات الأخيرة التي شنتها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، داعيا إلى وقف إطلاق النار لحماية المدنيين.

وأصدر غوتيريش بيانا، أعرب فيه عن استيائه الشديد بشأن التقارير التي أفادت بأن "أعدادا كبيرة من المدنيين قُتلوا واحتجزوا وشُردوا، وبأن أعمال العنف الجنسي ارتكبت ضد النساء والفتيات، كما نُهبت المنازل والأسواق وأُحرقت المزارع".

مقالات مشابهة

  • مشروع قرار في مجلس النواب الأمريكي لحظر بيع الأسلحة للإمارات بسبب الدعم السريع
  • الإمارات دربت الدعم السريع بذريعة القتال في اليمن.. هذه تفاصيل زيارة حميدتي
  • روسيا من دنا عذابها إلى أخت بلادي!
  • عشرات القتلى في ود عشيب السودانية.. واتهامات لـالدعم السريع بالوقوف وراءها
  • نشطاء يكشفون مقتل العشرات رمياً بالرصاص على يد قوات الدعم السريع في السودان
  • 40 قتيلا بهجوم لقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة بوسط السودان  
  • السودان.. قوات الدعم السريع تهاجم قرية وتقتل 40 مدنياً
  • 40 قتيلاً بهجوم لقوات الدعم السريع في وسط السودان
  • السودان: هجوم مسلح على قرية البشاقرة بولاية الجزيرة يؤدي إلى نزوح جماعي
  • البرهان يرفض التدخل الخارجي لحل النزاع في السودان ويضع شروطه لوقف إطلاق النار