كتبت سابين عويس في" النهار": لم يخرق مشهد الجمود الداخلي إلا ما تردد عن حراك يقوم به نائب الشوف وعضو تكتل لبنان القوي غسّان عطا الله على خط عين التينة، التي زارها أخيراً والتقى رئيس المجلس نبيه بري. وأوحت الزيارة المعلنة التي تردّد أنها ليست الأولى في الأسابيع القليلة الماضية وكأن ثمة اتصالات تسعى إلى كسر البرودة في العلاقة بين بري ورئيس" التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، وترمي إلى إعادة الحرارة بينهما، على نحو يسهم في إعادة بعض الحرارة إلى العلاقة مع "حزب الله.
لا يقلل المتابعون المشار إليهم من أهمية الحفاظ على قناة تواصل قائمة بين البياضة وعين التينة، كما هو حاصل اليوم عبر النائب عطا الله، ولا يخفون حال الود التي تسود اللقاءات، ولكنهم لا يلمسون ترجمة عملية لها. ويذكّرون في هذا السياق بزيارتين سابقتين لباسيل لعين التينة لم تفضيا إلى أي نتائج عملية تذكر.
بحسب ما ينقل عن مضمون النقاشات الجارية بين بري وعطا الله، لا يتوقف الموضوع على الاستحقاق الرئاسي الذي يوليه "التيار الوطني الحر" اهتماماً وأولوية، بل على ملف أمن الجنوب في ظل مخاوف التيار من مخاطر تمدّد الحرب إلى الداخل اللبناني، مع ما ترتبه الاعتداءات الإسرائيلية من خسائر باهظة لا طاقة للبنان ولشعبه على تحمّلها. لكن توافرت معلومات لـ"النهار" كشفت أن جوهر التواصل الباسيلي مع بري يقوم على إعادة تنظيم العلاقة وسبل التعاون والتنسيق بين حركة "أمل" التي يرأسها بري وبين التيار البرتقالي، وذلك على قاعدة نسج تحالفات وتعاون في العمل النقابي خصوصاً أن هناك أكثر من استحقاق نقابي على الابواب، والتيار يدرس استراتيجيات خوضها انطلاقاً من معادلات جديدة، فرضتها التباينات بينه وبين الحزب، وأثرت على موقف الحركيين، الذين تحرروا من عبء الالتزام إلى جانب الحزب في التحالف مع التيار.
وبناءً على ذلك، لا تعلق أوساط "أمل" على نتائج كبيرة لهذا التواصل إلا في البعد الضيق الذي يجري التركيز عليه راهناً، ذلك أن أياً من المسائل الوطنية الكبرى المتصلة بالاستحقاق الرئاسي أو بالوضع في الجنوب، تبقى رهناً بالوضع في المنطقة. ولا يغفل هؤلاء الإعراب عن خشيتهم من أن الضربة الإسرائيلية على السفارة الإيرانية قد قلبت كل المعادلات السابقة وأعادت خلط الأوراق في المنطقة، ولا بد في هذه الحال، من الانتظار لتلمّس تداعياتها ليس على المنطقة فحسب بل على لبنان واستحقاقاته الداخلية.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
باسيل: استقلال لبنان مهدد لان إسرائيل تحاول احتلال الأرض
أشار رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، اليوم الخميس، الى أنَّ "الحفاظ على الإستقلال هو أصعب من الحصول عليه، لأنه وفي حال لم يكن المسؤولون فيه مستقلين فلن يكون الوطن كذلك، ويصبح قراره مرتبطاً بمصالحهم الخارجية، ومن هنا استقلال الوطن هو ليس فقط بعدم احتلاله بل باستقلال قراره".
ولفت باسيل في "دقيقة مع جبران" بمناسبة عيد الاستقلال، إلى أن "الاستقلال هو نمط حياة يعيشه الوطن والانسان وليس ذكرى"، مؤكدا "ألا معنى لحياة الإنسان إذا لم يكن حرا ولا حياة لوطن اذا لم يكن مستقلا".
وشدد على أن "استقلال البلد مهدد مرة أخرى لاننا دخلنا في حرب لم يكن يجب أن نقع فيها. وهذا حصل ليس فقط لأنَّ إسرائيل تعتدي علينا منذ وجودها، بل لأن العديد من المسؤولين اللبنانيين سلموا قرارهم لدول خارجية: قسم جرَّ لبنان إلى الحرب على طريق القدس بدل أن تكون على طريق لبنان واتبع استراتيجية وحدة الساحات عوضاً عن أن تكون ساحتنا الداخلية موحدة، ودخل في حرب إسناد لغزة عوضاً عن أن تكون حربنا لمساندة لبنان وحمايته والدفاع عنه وهذا القسم جرنا إلى الحرب".
وتابع: "في حين أنَّ هناك قسمٌ آخر جر الحرب علينا لانه اعتبر أن العدو الاسرائيلي باعتدائه علينا سيعزل مكوناً لبنانياً، وهذا الأمر سيؤدي إلى تعديل المعادلة الداخلية ويسمح له في النهاية في انتخاب رئيس للجمهورية من دون الطائفة الشيعية ويعيد إحياء مشروعه التقسيمي".
ورأى أن "الطرفين اللذين تحدث عنهما أفقدانا استقلال قرارنا بتقديمه للخارج سواء أكان إسرائيل او إيران او اي بلد آخر". ولفت إلى أن "استقلالنا مهدد ثانيا لان إسرائيل تحاول احتلال الأرض اللبنانية من جديد".
اضاف: "هكذا تدفعُنا للعودة إلى واجب تحرير ارضنا وبعد مدة سيصبح لدينا ذكرى تحرير جديدة غير 22 تشرين و 25 أيار و26 نيسان".
وختم: "هل مكتوب علينا أن نحيي اكثر من ذكرى استقلال وتحرير لأن المسؤولين لدينا قرارهم غير مستقل"، قائلاً: "افهم أن تكون هناك محاولات متكررة من الخارج لاحتلال الارض ولكن لا أفهم أن يأتي الداخل اللبناني بالخارج ليحتل قرارنا".