يقوم زعيم طالبان الملا هبة الله أخونزاد بتشكيل جيش قوامه ٤٠ ألف جندي لنفسه، سيكون مستقلا عن الجيش والشرطة التابعين لنظام طالبان، وأغلب أفراده من قبيلة نورزي.

وفي تقرير جديد نشر في مارس ٢٠٢٤، أوضح معهد دراسات الحرب ومقره الولايات المتحدة، أن نظام طالبان ليس جيشا متجانسا، بل هو تحالف واسع من الفصائل ذات العلاقات العرقية والقبلية والسياسية والتجارية والأيديولوجية المختلفة، والتي في بعض الأحيان تتنافس مع بعضها البعض.

ويشير تقرير هذه المؤسسة إلى وجود فصيلين قويين داخل حركة طالبان؛ إحداهما هي حركة طالبان الشرقية بقيادة سراج الدين حقاني، وزير داخلية طالبان وزعيم شبكة حقاني، والأخرى هي حركة طالبان الجنوبية أو قندهار.

وقام سراج الدين حقاني بتعيين أقاربه في بعض المناصب الرئيسية، ويحكم الملا هبة الله أخونزاده، زعيم هذه الجماعة، أفغانستان في قندهار بدائرة صغيرة من رجال الدين وأنصاره الذين يشار إليهم غالبا باسم طالبان قندهار. 

يذكر في هذا التقرير أن الملا يعقوب، وزير دفاع طالبان وابن الملا عمر مؤسس طالبان، والملا عبد الغني بارادار، النائب الاقتصادي لرئيس وزراء طالبان، يتواجدان أيضا في كابول، على الرغم من وجود منصبين بينهما. خلفية قندهار، لأنهم ضد بعض سياسات الملا هبة الله، موجودون 

ووفقا لمعهد دراسات الحرب، فقد أضيفت منذ عام ٢٠١٠ حركة طالبان من أصل أوزبكي وطاجيكي إلى جسد هذه المجموعة، ويتمتع قاري فسيح الدين، رئيس أركان جيش طالبان، بالنفوذ الأكبر بين عناصر طالبان من أصل طاجيكستان.

وعبدالسلام حنفي، نائب رئيس وزراء طالبان، وعطا الله عمري وزير الزراعة في طالبان، وهما شخصيتان بارزتان في طالبان من أصل أوزبكي.

كان قاري صلاح الدين أيوبي أحد كبار القادة العسكريين لحركة طالبان الأوزبكية في شمال أفغانستان، والذي عرف بين هذه الجماعة باسم "فاتح المقاطعات الشمالية"، ولعب دورًا رئيسيًا في الاستيلاء على هذه المقاطعات، لكنه الآن أصبح القائد الأعلى. تم العثور على قائد شرطة مقاطعة زابل وتقلصت قوته العسكرية.

ويشير التقرير إلى أن زعيم طالبان يحاول تعزيز سلطته، لكن بعض قادة طالبان من ذوي الرتب المتوسطة "يعصون" أوامره ويستغلون علاقاتهم الوثيقة مع كبار القادة الذين يدعمونهم، ويتجنبون الإجابة عن التوترات التي نشأت أو انتهاكات حقوق الإنسان. أوامر القائد وطالبان "تمتنع عن التصويت".

وبحسب هذا التقرير، فإن وزراء الدفاع والداخلية ونائب رئيس وزراء طالبان عارضوا أيضًا بعض سياسات زعيم طالبان، لكن الملا هبة الله مستمر في تنفيذ سياساته المرغوبة وقيل إن زعيم طالبان ضدها. قرار مجلس الوزراء بفتح أبواب المدارس أمام البنات في شهر مايو، ألغى مارس ٢٠٢٢. 

وجاء في هذا التقرير أن "صاحب القرار النهائي في حكومة طالبان هو الملا هبة الله أخونزاده، الذي يعزز سلطته في قندهار وينقل مركز السلطة وصنع القرار من كابول إلى قندهار، حيث يعيش في منطقة معزولة نسبيا.

وفي أوائل أبريل ٢٠٢٣، وكجزء من هذا التغيير في السلطة، أجبر زعيم طالبان المتحدث باسم هذه المجموعة وبعض المسؤولين الآخرين على الانتقال إلى قندهار، كما عقدت عدة اجتماعات لمجلس الوزراء في قندهار.

وقد انتقد سراج الدين حقاني والملا يعقوب جهود الملا هبة الله لتشكيل حكومة موازية في قندهار وتغيير مركز صنع القرار من كابول إلى قندهار.

وبحسب هذا التقرير، انتقد سراج الدين حقاني، في خطاب ألقاه منتصف فبراير ٢٠٢٣، زعيم طالبان لاحتكاره السلطة وعدم قدرته على معالجة مخاوف الناس، ثم انتقده ضمنيا العديد من مسؤولي طالبان الآخرين، بما في ذلك الملا يعقوب، لكن وأدان أنصار زعيم طالبان هذه الانتقادات، وأكدوا أن على جميع أفراد طالبان طاعة الملا هبة الله وأن هذا "واجب ديني".

ويضيف معهد دراسات الحرب أنه ليس كل طالبان قندهار في جبهة الملا هبة الله أخونزاده، وكما قيل فإن الملا يعقوب وزير دفاع طالبان حافظ على علاقته بطالبان قندهار ويدير وزارة الدفاع، والملا عبدالغني بارادار، الذي يشغل منصب النائب الاقتصادي لرئيس الوزراء، كما تربطه علاقة جيدة بحركة طالبان قندهار.

ويشير تقرير هذا المعهد إلى أن زعيم طالبان يشكل لنفسه جيشا قوامه ٤٠ ألف جندي، سيكون مستقلا عن جيش وشرطة نظام طالبان، وأغلب أعضائه من قبيلة نورزي وليسوا موالين لكبار المسئولين الآخرين. قادة هذه المجموعة. 

ويضيف التقرير أن حكومة طالبان وفرت ملاذا آمنا للجماعات السلفية والجهادية، لكنها لا تملك سيطرة كافية عليها، ومن غير المرجح أن تتمكن طالبان من منع أو تحييد هجمات هذه الجماعات عبر الحدود. "الافتقار إلى استراتيجية أمنية فعالة." وفي نظام طالبان، تعززت جماعات الجهاد السلفية في أفغانستان.

وإلى جانب توسع النشاط الإرهابي في أفغانستان وتصاعد الخلافات الداخلية بين كبار أعضاء حركة طالبان والمعارضة لأوامر الملا هبة الله أخونزاده، هناك أيضا تقارير عن تحليق طائرات أمريكية بدون طيار في سماء أفغانستان.

وأكد المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، يوم السبت (٣٠ مارس)، أن طائرات أمريكية بدون طيار شوهدت فوق مقاطعتي قندهار ونمروز، وأنه يتعين على واشنطن التوقف عن انتهاك المجال الجوي الأفغاني.

وأشار إلى تحليق طائرات بدون طيار فوق أفغانستان بـ"التعدي"، وقال إن هذه الطائرات تتجه نحو هذا البلد من بعض الدول المجاورة. 

وقال: "لا شك أن هذه الطائرات بدون طيار تابعة للولايات المتحدة، والتي تأتي إلى أفغانستان عبر عبور سماء بعض الدول المجاورة. "على الجميع أن يفهموا مسئولياتهم ويوقفوا العدوان".

وقندهار هي مقر إقامة الملا هبةالله أخونزاده، ويعتبر تحليق الطائرات الأمريكية بدون طيار فوق هذه المحافظة أمرا حساسا بالنسبة لطالبان. ومقر إقامة زعيم طالبان سري ولا يُعرف في أي جزء من المحافظة يعيش.

إن الوصول إلى الملا هبةالله والاجتماع به أمر صعب، بل ومستحيل في بعض الأحيان، حتى بالنسبة لكبار مسئولي طالبان.

ويعتقد أن زعيم طالبان يعيش مختبئا بسبب الخوف من هجمات الطائرات الأمريكية بدون طيار وهجمات خصومه ومنافسيه.

وتعرض أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة، لهجوم بطائرة أمريكية بدون طيار في ٣١ يوليو ٢٠٢٢ في المنطقة الدبلوماسية في كابول، لكن حركة طالبان نفت مقتل أيمن الظواهري في أفغانستان.

ويفتقر نظام طالبان إلى الشرعية الدولية بسبب الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وخاصة حقوق المرأة، ولم تستجب حركة طالبان بشكل إيجابي لطلب المجتمع الدولي بتشكيل حكومة شاملة بحضور جميع المجموعات العرقية.

وفي مثل هذه الحالة، لن تكون أي دولة على استعداد لبيع الأسلحة والمعدات اللازمة للسيطرة على المجال الجوي لطالبان. وفشلت حركة طالبان، التي تواجه أزمة مالية بسبب العقوبات العالمية، في شراء معدات مراقبة المجال الجوي.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: طالبان زعيم طالبان معهد دراسات الحرب طالبان قندهار دراسات الحرب حرکة طالبان زعیم طالبان هذا التقریر طالبان من فی قندهار بدون طیار

إقرأ أيضاً:

خسارة “إسرائيل” في طوفان الأقصى لا تعوَّض مهما حاولت أمريكا

يحيى صالح الحَمامي

خسارة الغدة السرطانية “إسرائيل” في عملية طوفان الأقصى لا تعوض، ولم تستطع أمريكا أن تحافظ على قوة توازن أمن “إسرائيل” من بعد عملية طوفان الأقصى التي قصمت ظهر الكيان الصهيوني، وأصبح يوم 7 أُكتوبر من كُـلّ عام ذكرى مأساوية نسميها يوم نكبة “إسرائيل” في غزة، بل والهزيمة النكراء لقوى الاستكبار العالمية.

المقاومة الفلسطينية حماس دمّـرت ما تم بناؤه لما يقارب 75 عاماً من الاحتلال، حطمت جميع التحصينات وزعزعت أمن وسلام المستوطنين بالمستوطنات، المواقع العسكرية الإسرائيلية كانت محصنة بتحصينات من الصعب اختراقها أَو اقتحامها، وبقوة الله انكسرت عظمة الجيش الذي لا يقهر استخباريًّا وعسكريًّا، ونقول للكيان الموقت إنه مهما حاولت الولايات المتحدة الأمريكية أن تعوض الخسارة أَو ترمم فشلها فهي لا تستطيع أن تجبر الانكسار، فقدت الأمل بالنصر، والخيبة ترافق جيش الكيان.

عملية طوفان الأقصى ضربة على رأس “إسرائيل” أفقدتها صوابها، قدمت الكثير من القتلى من أفراد وصفوف جيشها، بعدد كبير من الضباط القادة لأجل إعادة الأسرى المختطفين، بذلت ما لديها من القوة، حاولت أن تضغط على المقاومة بحصار المواطنين الأبرياء للاستسلام لشروطها المبالغ فيها، ولم تستطع أن تحقّق أي شيء بالرغم من استمرار الحرب لما يقارب 470 يوماً على مدينة غزة، نفدت قدرتها وأنهكت قواها، فشلت جميع أوراقها، وخضعت “إسرائيل” وأمريكا وبريطانيا لشروط المقاومة الفلسطينية، وهذا نصر من الله يرجح قوة جيش “إسرائيل” المدعوم من قوى الاستكبار العالمية.

خسارة “إسرائيل” لا تعوض ولو وقف العالم مع “إسرائيل”، بذلت قوى الاستكبار العالمية ما بوسعها من المال والسلاح والرجال في سبيل الحفاظ على “إسرائيل” ومساعدتها على الاتِّزان والوقوف بكامل القوة، الساق الصهيوني انكسر ولا يجبر عظمها، قوة جيش “إسرائيل” لا تصنع أي شيء، والدعم الأمريكي وعدة دول من خلفها لن يفيد الكيان الصهيوني، فشل كبير وسقوط مدو وهزيمة نكراء، ومن محاولة أمريكا بالضغط على مصر والأردن لاستقبال أبناء غزة كنازحين، لن تقبل الشعوب العربية وأبناء غزة لا يقبلون بالخروج من أرضهم وسيرفضون جميع قرارات الشر والشيطان الأكبر، لا نعلم من أين تأتي قناعة “أمريكا” بنزوح أبناء غزة وكأن أمريكا لا تعلم بشيء عن الحرب في غزة، غباء اللص الأمريكي الجديد مستفحل “أمريكا مشاركة في تلك الجرائم بحق الأطفال والنساء، كما لم يسلم أي بيت من الحرب ولا أسرة في غزة من الفقد، والدم الغزاوي سال من كُـلّ أسرة أَو قريب لها، لا توجد موافقة ولا استعداد على الخروج والنزوح من أرضهم، ومن سابع المستحيلات أن يقبل المواطن الغزاوي بالنزوح القسري.

أبناء غزة أثبتوا للعالم قوة بأسهم بجهادهم المقدس، نقول للعالم لا يوجد مع “إسرائيل” ومستوطنيها قرار في البقاء، لا أمن لهم، ولا سلام، الجيش الإسرائيلي عاجز، والذي يروج له بأنه جيش قوي والحقيقة أنه جيش ضعيف وهزيل لا يصمد أمام فصائل المقاومة التي تسلحت سلاح الإيمان قبل أن تتسلح الحديد والنار معنوية وجهاداً واستعداداً، فصائل المقاومة للمواجهة بقوة بأس إيماني شديد وعزيمة لا تلين في مواجهة أعداء الله.

استعداد التضحية لدى فصائل المقاومة والشعب الفلسطيني لا يوصف فهم يعرفون أن ثمن تضحيتهم الجنة، تدربوا للقتال الشرس، يتحملون الظروف الصعبة، صبرهم وبأسهم وعزمهم قوي في مواجهة جيوش أتت من سلالة المغضوب عليهم، الضالين من النصارى واليهود الذين ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة، ومستوطنو “إسرائيل” يعرفون أنهم ليسوا من أصحاب الأرض، ليس لهم القدرة على بذل المزيد من التضحية ولا يقدمون الأول والثاني من أبنائهم ولا يدفعون أبناءهم لتلتهمهم نيران الحرب التي تنشب لهم، حرب من كُـلّ حدب وصوب.

المقاومة الفلسطينية ليست لوحدها، لا يوجد مع “إسرائيل” أوراق سياسية قوية، فالحصار سيقابل بحصار والمجازر الجماعية سوف تنطلق صواريخ محور المقاومة تدك أهدافهم الحيوية وقواعد جيش “إسرائيل”، لم يتبق للمستوطن الإسرائيلي أمل البقاء في أرض “فلسطين” من الذي سيوفر لهم الأمن، ولكن “إسرائيل” هي ضعيفة لا تتحمل المزيد من الدم، لقد سمعنا عن الانتحار لجنودها وضباطها، كم حالات من الأمراض النفسية التي أُصيب بها بعض الضباط والأفراد، لا يوجد أمن ولا سلام للكيان الصهيوني المؤقت في أرض “فلسطين” عليهم بالرحيل وهو أولى لهم والشتات مصيرهم الحتمي في الأرض، قال تعالى: “وَقَضَيْنَا إِلَىَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الكتاب لَتُفْسِدُنّ فِي الأرْضِ مرتين وَلَتَعْلُنّ عُلُوّاً كَبِيراً، فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ، وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا” {5}[سورة الإسراء][صدق الله العظيم].

مقالات مشابهة

  • ترامب وطالبان ومعضلة الأسلحة الأميركية في أفغانستان
  • توتر داخل مدرسة وإصابة طفلة.. إليكم تفاصيل ما حصل
  • زنقة المليشيا ومحللو قحت
  • خطوة مرتبطة بـحزب الله تُقلق إسرائيل.. ما هي؟
  • خسارة “إسرائيل” في طوفان الأقصى لا تعوَّض مهما حاولت أمريكا
  • العدو الإسرائيلي يعترف بتنفيذ اليمن 370 هجوماً في الأراضي المحتلة و400 عملية عسكرية بحرية
  • طالبان تدعو الدول الداعمة للعدالة للوقوف بوجه قرار ترامب ضد غزة
  • قصة قصيرة من وحي الحرب على غزة.. عمرة vip
  • طالبان تغلق إذاعة نسائية وتعتقل اثنين من موظفيها
  • حيدر الملا: العراق امام فرصة حقيقة بأن يكون محورا بذاته في المنطقة