العلماء الروس بصدد إرسال تلسكوب إلى القمر لدراسة الثقوب السوداء
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
يعمل علماء الفلك الروس على إرسال تلسكوب إلى سطح القمر يعمل في نطاق الموجات الكهرومغناطيسية تحت التيراهرتز، لاستكشاف الثقوب السوداء.
سيسمح مثل هذا التلسكوب للعلماء بالحصول على صور فوتوغرافية تفصيلية للمناطق المحيطة بالثقوب السوداء، ودراسة حركة المادة بالقرب من أفق الحدث.
وقالت الخدمة الصحفية لمركز الفضاء الفلكي التابع لمعهد "ليبيديف" للفيزياء الاثنين 1 ابريل إن "شبكة الهوائيات القمرية، التي تعمل جنبا إلى جنب مع شبكة التلسكوبات الأرضية، ستسمح لنا برؤية ظلال الثقوب السوداء بدقة تزيد بمقدار 30 مرة عن دقة تلسكوب EHT، الأمر الذي سيؤدي إلى تحقيق اختراق في مجال دراسة فيزياء الثقوب السوداء الضخمة.
وتم طرح هذه الفكرة من قبل مجموعة من علماء الفلك الروس تحت قيادة رئيس مركز الفضاء الفلكي التابع لمعهد "ليبيديف" للفيزياء سيرغي ليخاتشيف في إطار دراسة شاملة لآفاق تطوير علم الفلك ما دون تيراهرتز في روسيا. وفي إطارها يستخدم علماء الفلك الموجات الكهرومغناطيسية بترددات تصل إلى مئات الغيغاهرتز وأعلى من ذلك لرصد أبعد الأجرام السماوية وأكثرها غرابة في الكون، بما في ذلك الثقوب السوداء الفائقة الكتلة وانبعاثاتها والمجرات الأولى للكون وأجرام سماوية أخرى.
وكما قال الباحثون، فإن روسيا لا يوجد حاليا فيها أي تلسكوبات قادرة على إجراء عمليات الرصد على ترددات أعلى من 100 غيغاهرتز، ومن المقرر إطلاق بعثة مدارية واحدة فقط، وهو مرصد "ميليميترون" الفضائي. واسترشادا بهذه الاعتبارات أعد ليخاتشيف وزملاؤه تصميمات لتلسكوبات أرضية وقمرية تحت تيراهرتز يمكنها تعويض النقص في قوة الرصد في هذا النطاق من الموجات الكهرومغناطيسية.
على وجه الخصوص، اقترح العلماء تطوير مجموعة متكونة من ستة هوائيات يبلغ قطرها 8 أمتار، وهي قادرة على التقاط إشعاعات تحت تيراهرتز، وتثبيتها على جبل ماياك في داغستان أو على قمة جبل خولوغايشا في جبال سايان. ويمكن أيضا تركيب مجموعة مماثلة من الهوائيات على سطح القمر في حفرة مظللة بشكل دائم أو في المناطق قريبة من قطبي القمر. ويمكن دمج هذا المرصد القمري، حسب علماء الفلك، في هوائي افتراضي عملاق إلى جانب نظيراتها الأرضية والمراصد الفضائية، والتي ستستخدم تقنيات تم استخدامها سابقا ضمن مشروع RadioAstron.
ويأمل العلماء بأن يسمح كل ذلك لعلماء الفلك برصد حركة المادة بالقرب المباشر من الثقوب السوداء الفائقة الكتلة، بما في ذلك الثقب الأسود Sgr A*، الواقع في مركز درب التبانة. ومن المفترض الحصول على صور مماثلة للثقب الأسود الموجود في مجرة M87، الذي تمكن علماء من دراسة "ظله" مؤخرا باستخدام تلسكوب EHT، الذي يجمع بين إمكانات أكبر المراصد دون تيراهرتز في العالم.
المصدر: تاس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الثقب الاسود الفضاء الثقوب السوداء علماء الفلک
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: توتر بين القوميين المتطرفين الروسييين في ظل التقارب المفاجئ مع الولايات المتحدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه في أعقاب التحول الكبير في سياسة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه روسيا، يسعى القوميون المتطرفون المؤثرون في روسيا لفهم التغير المفاجئ في العلاقات مع أكبر أعداء روسيا.
وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ الهجوم الروسي الكامل على أوكرانيا قبل ثلاث سنوات، كان العديد من أفراد المجتمع الروسي، وخاصة أولئك الذين يشاركون بنشاط في الحرب، قد تم تغذيتهم بالأيديولوجيا التي يروج لها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقوميون الروس، والتي تعتبر أن روسيا تخوض حربًا وجودية ضد "الغرب الجماعي" بقيادة الولايات المتحدة.
وأعطت الحرب انكشافًا كبيرًا لما يُعرف بمجتمع "Z" الروسي - المتطوعين المؤيدين للحرب، والمدونين العسكريين، والقوميين المتطرفين الذين يرغبون في رؤية إخضاع أوكرانيا تمامًا.
وقال العديد ممن تمت مقابلتهم من قبل واشنطن بوست إنهم لن يقبلوا بتسوية سلام إلا إذا تضمنت إقالة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وتغيير السلطة في كييف.
ومع تقدم المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة ببطء، سيضطر بوتين إلى مراقبة هذه الفئة الصاخبة (والمسلحة جيدًا) من المجتمع، التي أصبحت أقوى خلال الحرب وفي مرحلة ما انفجرت في تمرد مفتوح مع تمرد قائد المرتزقة يفجيني بريجوجين.
وذكرت الصحيفة أن القوميين المتطرفين لعبوا دورًا مهمًا طوال الصراع، فالعديد منهم قاتلوا في الصفوف الأمامية وتم مكافأتهم بزيادة في مكانتهم الاجتماعية في المجتمع الروسي خلال الحرب، ولعقود من الزمن، كان هؤلاء الشخصيات القومية يُنظر إليهم من قبل الرئاسة الروسية "الكرملين" كمصدر غير مستقر للمعارضة المحتملة، ولكن تم استخدامهم لدعم الرسالة الحكومية حول ضرورة هذه الحرب الدموية والمستمرة.
ومع ذلك، ظهرت هذه الفئة أيضًا كمصدر نادر للنقد تجاه بوتين وقرارات حكومته، وتم التعامل مع بعضهم عندما تجاوزوا الحدود، فلقد تم تهديد الكرملين داخليًا عندما حدث تمرد بريجوجين ومجموعة فاجنر في 2023، والذي كان يمثل أكبر تهديد داخلي في الذاكرة الحديثة. وتم احتواء تمرده، ولقي بريجوجين وقادته مصرعهم في حادث تحطم طائرة غامض.
وفي العام الماضي، تم سجن إيجور جيركين، وهو ضابط سابق في جهاز الأمن الفيدرالي وقائد انفصاليين، لمدة أربع سنوات بتهم التطرف.
وأشارت الصحيفة إلى هناك حالة قلق أخرى من المجتمع الأرثوذكسي الروسي، الذي كان قد دعم بسرعة رواية الكرملين بأن الغزو جزء من "حرب حضارية" و"روحية" ضد الغرب الفاسد والشيطاني، وبعد البداية الحماسية لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة، بدأ القلق في الظهور.
وكتب بوريس كورشيفنيكوف، مقدم برنامج على قناة "سباس" الدينية التابعة للدولة الروسية، على تليجرام الأسبوع الماضي أن الأمريكيين يرونها "صفقة" بينما هي بالنسبة لهم "حرب وتضحية من أجل مستقبل روسيا".
وأضاف أن "كلمة صفقة" مثيرة للاشمئزاز لأنها تتغاضى عن التضحية الروسية وشرف الجيش الروسي.
ومن جهة أخرى، يشعر العديد من الجنود الروس في الخطوط الأمامية أن الحرب هي أكثر من مجرد قتال ضد الأوكرانيين، حيث يعتقدون أنهم يخوضون حربًا ضد الناتو والولايات المتحدة، بعدما شهدوا بشكل مباشر الأثر المدمر للأسلحة المقدمة من الولايات المتحدة إلى أوكرانيا.
وقال قائد وحدة استطلاع في تشاسيف يار إن معظم الجنود الروس "لا يهتمون" بتقارير وسائل الإعلام التي وصفوها بأنها "هراء عاطفي" كانت موجهة للاستهلاك الغربي، وقال إنه هو وزملاؤه يركزون فقط على تنفيذ الأوامر.
وأضاف "نحن نعمل، ليس لدينا وقت، ولسنا مهتمين بالأمر. كل شيء يتعلق بالنصر، النصر، النصر بالنسبة لنا".
ويعتقد بعض القوميين المتطرفين أن أي تسوية سلام ستضر بمصالحهم الوطنية. وعلى الرغم من وجود فرصة ضئيلة لقيام هؤلاء الراديكاليين في وقت لاحق بالاعتراض على صفقة سلام محتملة، إلا أنهم لا يزالون يمثلون أقلية في المجتمع الروسي، حيث يظل غالبية الروس غير مهتمين ومستعدين لدعم أي قرار يتخذه بوتين - على حد تفسير الصحيفة الأمريكية.
وقال أليكسي فيديديكتوف، رئيس تحرير محطة "إيكو موسكفي" الإذاعية، إن "السؤال دائمًا هو، ماذا نحن نقاتل من أجله؟ ومن ضد من؟ الآن أصبح الأمر مكشوفًا مجددًا أننا لا نقاتل ضد أحد، بل نحن نقاتل من أجل مكاننا تحت الشمس، والقمر، والسماء".