يعمل علماء الفلك الروس على إرسال تلسكوب إلى سطح القمر يعمل في نطاق الموجات الكهرومغناطيسية تحت التيراهرتز، لاستكشاف الثقوب السوداء.

 سيسمح مثل هذا التلسكوب للعلماء بالحصول على صور فوتوغرافية تفصيلية للمناطق المحيطة بالثقوب السوداء، ودراسة حركة المادة بالقرب من أفق الحدث.

وقالت الخدمة الصحفية لمركز الفضاء الفلكي التابع لمعهد "ليبيديف" للفيزياء الاثنين 1 ابريل إن "شبكة الهوائيات القمرية، التي تعمل جنبا إلى جنب مع شبكة التلسكوبات الأرضية، ستسمح لنا برؤية ظلال الثقوب السوداء بدقة تزيد بمقدار 30 مرة عن دقة تلسكوب EHT، الأمر الذي سيؤدي إلى تحقيق اختراق في مجال دراسة فيزياء الثقوب السوداء الضخمة.

وأضافت أن المرصد القمري سيستكشف أيضا الكون المبكر من خلال أرصاد التشوهات الطيفية للأشعة الكونية المبكرة ودراسة بعض مشاكل تكوين النجوم".

إقرأ المزيد صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا

وتم طرح هذه الفكرة من قبل مجموعة من علماء الفلك الروس تحت قيادة رئيس مركز الفضاء الفلكي التابع لمعهد "ليبيديف" للفيزياء سيرغي ليخاتشيف في إطار دراسة شاملة لآفاق تطوير علم الفلك ما دون تيراهرتز في روسيا. وفي إطارها يستخدم علماء الفلك الموجات الكهرومغناطيسية بترددات تصل إلى مئات الغيغاهرتز وأعلى من ذلك  لرصد أبعد الأجرام السماوية وأكثرها غرابة في الكون، بما في ذلك الثقوب السوداء الفائقة الكتلة وانبعاثاتها والمجرات الأولى للكون وأجرام سماوية أخرى.

وكما قال الباحثون، فإن روسيا لا يوجد حاليا فيها أي تلسكوبات قادرة على إجراء عمليات الرصد على ترددات أعلى من 100 غيغاهرتز، ومن المقرر إطلاق بعثة مدارية واحدة فقط، وهو مرصد "ميليميترون" الفضائي. واسترشادا بهذه الاعتبارات أعد ليخاتشيف وزملاؤه تصميمات لتلسكوبات أرضية وقمرية تحت تيراهرتز يمكنها تعويض النقص في قوة الرصد في هذا النطاق من الموجات الكهرومغناطيسية.

على وجه الخصوص، اقترح العلماء تطوير مجموعة متكونة من ستة هوائيات يبلغ قطرها 8 أمتار، وهي قادرة على التقاط إشعاعات تحت تيراهرتز، وتثبيتها على جبل ماياك في داغستان أو على قمة جبل خولوغايشا في جبال سايان. ويمكن أيضا تركيب مجموعة مماثلة من الهوائيات على سطح القمر في حفرة مظللة بشكل دائم أو في المناطق قريبة من قطبي القمر. ويمكن دمج هذا المرصد القمري،  حسب علماء الفلك، في هوائي افتراضي عملاق إلى جانب نظيراتها الأرضية والمراصد الفضائية، والتي ستستخدم تقنيات تم استخدامها سابقا ضمن مشروع RadioAstron.

ويأمل العلماء بأن يسمح كل ذلك لعلماء الفلك برصد حركة المادة بالقرب المباشر من الثقوب السوداء الفائقة الكتلة، بما في ذلك الثقب الأسود Sgr A*، الواقع  في مركز درب التبانة. ومن المفترض الحصول على صور مماثلة للثقب الأسود الموجود في مجرة ​​M87، الذي تمكن علماء من دراسة "ظله" مؤخرا باستخدام تلسكوب EHT، الذي يجمع بين إمكانات أكبر المراصد دون تيراهرتز في العالم.

المصدر: تاس

 

 

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الثقب الاسود الفضاء الثقوب السوداء علماء الفلک

إقرأ أيضاً:

فرضية ثورية تقترح إمكانية اكتشاف الزلازل باستخدام كابلات الإنترنت

يقول باحثون إن خوارزمية جديدة يمكن أن تحول كيفية اكتشاف الزلازل من خلال الاستفادة من شبكة كابلات الإنترنت الشاسعة في العالم. ويمكن لهذا النهج المبتكر، المفصل في دراسة نشرت يوم 3 فبراير/شباط في مجلة "جيوفيزيكال جورنال إنترناشونال"، أن يحسن كثيرا أنظمة الإنذار المبكر ويساعد في مراقبة النشاط الزلزالي المرتبط بالبراكين والمواقع الحرارية الأرضية وحتى الأنهار الجليدية.

تتمتع كابلات الألياف الضوئية المستخدمة في أنظمة الإنترنت والتلفزيون والهاتف بالقدرة على العمل كآلاف من أجهزة الاستشعار الزلزالية، وقد أتاحت التطورات التكنولوجية الأخيرة إمكانية استخدام هذه الكابلات للكشف عن اهتزازات الأرض، ولكن حتى الآن كان تحويل هذه الإمكانية إلى حل عملي أمرًا صعبًا.

التطورات التكنولوجية الأخيرة جعلت من الممكن استخدام هذه الكابلات للكشف عن اهتزازات الأرض (غيتي) نهج هجين

يقول المؤلف الرئيسي للدراسة توماس هدسون -الباحث في المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ- إن الدراسة الجديدة تقدم خوارزمية بسيطة ولكنها قوية تعتمد على الفيزياء، تجمع بين البيانات من كابلات الألياف الضوئية وأجهزة قياس الزلازل التقليدية، بحيث يمكن أن يجعل هذا النهج الهجين اكتشاف الزلازل أسرع وأكثر دقة.

يقول هدسون في تصريحات للجزيرة نت "لقد ألهمت القدرة على تحويل كابلات الألياف الضوئية إلى آلاف من أجهزة استشعار الزلازل العديد من الأساليب لاستخدام الألياف في الكشف عن الزلازل. ومع ذلك، فإن الكشف عن الزلازل باستخدام الألياف الضوئية ليس تحديا سهلا للحل".

إعلان

ويوضح "تجمع طريقتنا بين فائدة الآلاف من أجهزة الاستشعار مع نهج بسيط قائم على الفيزياء للكشف عن الزلازل باستخدام أي كابل ألياف ضوئية في أي مكان".

تستخدم كابلات الألياف الضوئية بالفعل في تقنية تسمى الاستشعار الصوتي الموزع تكتشف الإشارات الصوتية والاهتزازات، ويمكن للاستشعار الصوتي الموزع مراقبة خطوط الأنابيب والسكك الحديد وحتى الحركات تحت الأرض. وبالاستفادة من هذه التكنولوجيا، يمكن للباحثين تحويل شبكات الألياف الضوئية التي تنقل البيانات بسرعة البرق إلى أدوات لقياس النشاط الزلزالي.

يضيف الباحث "أحد أكثر جوانب هذا البحث إثارة هو قدرته على تعزيز أنظمة الإنذار المبكر بالزلازل الحالية. ومن خلال دمج بيانات الألياف الضوئية، يمكن لهذه الأنظمة توفير تنبيهات أكثر تفصيلا وفي الوقت المناسب، مما قد يؤدي إلى إنقاذ الأرواح والحد من الأضرار".

كابلات الألياف الضوئية أفضل في اكتشاف الموجات الثانوية الأبطأ (غيتي) شبكات معقدة

يكمن التحدي في تعقيد شبكات الألياف في العالم الحقيقي؛ فغالبا ما توضع هذه الكابلات في أنماط معقدة، ولا يملك علماء الزلازل أي سيطرة على تصميمها. وبالإضافة إلى ذلك، تتعرض كابلات الألياف الضوئية في المناطق الحضرية لكثير من الضوضاء الخلفية، مثل حركة المرور والبناء، مما يجعل من الصعب التمييز بين إشارات الزلازل والاضطرابات اليومية، وفقا للمؤلف الرئيسي للدراسة.

هناك مشكلة أخرى وهي أن كابلات الألياف الضوئية حساسة فقط للإجهاد على طول محورها، بعكس أجهزة قياس الزلازل التقليدية التي تقيس حركة الأرض في 3 أبعاد.

وهذا يعني أن كابلات الألياف الضوئية أفضل في اكتشاف الموجات الثانوية الأبطأ (التي تنتقل عبر المواد الصلبة) من الموجات الأولية الأسرع (التي تنتقل عبر السوائل والمواد الصلبة). وتعدّ الموجات الأولية بالغة الأهمية للكشف المبكر عن الزلازل لأنها تصل أولا.

إعلان

وتعالج الخوارزمية الجديدة هذه التحديات من خلال الجمع بين البيانات من كل من كابلات الألياف الضوئية وأجهزة قياس الزلازل، وهي تعمل عن طريق تحليل الطاقة المكتشفة في نقاط مختلفة على طول الكابل وتتبعها عبر المكان والزمان لتحديد مصدر الاهتزازات. وهذه الطريقة فعالة بشكل خاص في البيئات الصاخبة لأن إشارات الزلازل أكثر تماسكا من الضوضاء العشوائية.

وقد أظهرت الخوارزمية أيضا نهجا واعدا في اكتشاف النشاط الزلزالي المرتبط بالبراكين المتفجرة والآبار الحرارية الأرضية والزلازل الجليدية، وهذا يجعلها أداة متعددة الاستخدامات لمراقبة مجموعة واسعة من الظواهر الطبيعية.

مقالات مشابهة

  • فرضية ثورية تقترح إمكانية اكتشاف الزلازل باستخدام كابلات الإنترنت
  • الرئيس التشيكي يوقع على قانون يقضي بتمديد تأشيرات الحماية للأوكرانيين
  • العراق بصدد تنفيذ مشاريع بقيمة 7 مليارات دولار في العام 2025
  • علماء: النحل يستطيع العد من اليسار إلى اليمين مثل البشر
  • العلماء الروس يكتشفون علاقة بين بنية الدماغ ومرض التوحد لدى الأطفال
  • ترامب بصدد فرض عقوبات على الجنائية الدولية
  • المسند: انتبهو من عودة الموجات الباردة وتابعوا درجات الحرارة
  • تدريب 50 طبيبة على الموجات فوق الصوتية في مؤتمر بصحار
  • السبت.. صالون "نفرتيتي" يناقش عبقرية مصر القديمة في استكشاف علوم الفلك
  • وزير الدفاع الأمريكي: مستعد لدراسة جميع الخيارات بشأن غزة