الجديد برس:

يتوجه مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جيك سوليفان، إلى السعودية، يوم الخميس المقبل، حيث سيلتقي ولي العهد محمد بن سلمان، من أجل التباحث في “صفقة ضخمة محتملة، تشمل التطبيع مع إسرائيل”، بحسب ما أورد موقع “أكسيوس” الأمريكي.

وسيزور 3 مسؤولين أمريكيين آخرين السعودية، الأربعاء، من أجل عقد لقاءات، وهم كبير مستشاري بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، كبير مستشاري الطاقة، آموس هوكستين، ومستشار وزارة الخارجية، ديريك شوليت.

ورأى الموقع أن زيارة سوليفان تظهر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، “لا يزال مصمماً على التوصل إلى اتفاق بين السعودية وإسرائيل، على الرغم من اعتراف مسؤولي البيت الأبيض بضآلة فرصة التوصل إلى اتفاق”، وذلك تزامناً مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، وقبل 7 أشهر من موعد الانتخابات الرئاسية المرتقبة في الولايات المتحدة.

ونقل “أكسيوس” عن 4 مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين قولهم، إن البيت الأبيض “يواصل العمل على صياغة معاهدة دفاعية أمريكية – سعودية، وتفاهمات تتعلق بالدعم الأمريكي لبرنامج نووي مدني سعودي”.

وفي هذا الإطار، أشار الموقع إلى ما أوضحه بايدن الأسبوع الماضي، خلال حدث لجمع التبرعات في نيويورك، حضره الرئيسان السابقان باراك أوباما وبيل كلينتون، ومفاده أنه “لا يزال يعتقد أن الصفقة السعودية الضخمة قابلة للتحقيق”، على الرغم من خروج المحادثات عن مسارها في أعقاب الـ7 من أكتوبر الماضي.

وأوضح الموقع أنه سيكون على مجلس الشيوخ الأمريكي التصديق على معاهدة الدفاع، وربما التفاهمات النووية، مع السعودية، في حال التوصل إلى اتفاق، مرجحاً عدم إمكان القيام بذلك، نظراً للمناخ السياسي الحالي في واشنطن.

كذلك، رأى أنه من غير الواضح ما إذا كان “عدد كافٍ من الديمقراطيين سيدعم الصفقة في حال إتمامها”، بحيث سيُنظر إليها على أنها “فوز لكل من ابن سلمان ورئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو”.

أما من جهة الجمهوريين، فقال السيناتور عن ولاية ساوث كارولينا، ليندسي غراهام، للبيت الأبيض إنه “يستطيع إقناع معظم أعضاء حزبه في مجلس الشيوخ بالتصويت لصالح الصفقة”، بحسب “أكسيوس”.

لكن الرئيس السابق والمرشح الجمهوري المنافس لبايدن في الانتخابات، دونالد ترامب، “قد يتدخل ليمنعهم من منح الرئيس الحالي الفوز قبل الانتخابات”، وفقاً للموقع.

نتنياهو بين خيارين

موقع “أكسيوس” أورد أيضاً أن المسؤولين الأمريكيين، يأملون التوصل إلى اتفاق ثنائي مع السعوديين، ليتم عرضه على رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو”، موضحاً أن هذا الاتفاق يتضمن “الالتزام بمسار يؤدي إلى حل الدولتين”.

وبعد ذلك، سيكون أمام نتنياهو خياران: إما أن يوافق، وإما أن يرفض فـ”يخسر ما تبقى له من دعم أمريكي”، على حد قول الموقع.

في هذا السياق، نقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي قوله إنه “كان هناك تقدم في المحادثات بين الولايات المتحدة والسعودية، بشأن مسودة معاهدة الدفاع”.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن السعوديين “يريدون أن يكون الجانب الخاص بهم من الصفقة جاهزاً، ليضعوه على طاولتنا ويقولوا: خذوها كما هي، أو اتركوها”.

كذلك، أشار الموقع إلى أن السعوديين أوضحوا أن المضي قدماً في التطبيع مع الاحتلال يستوجب إنهاء الحرب في غزة، و”التزام الحكومة الإسرائيلية بمسار لا رجعة فيه، من أجل تحقيق حل الدولتين”.

لكن، لا يبدو أن نتنياهو يتجه نحو إنهاء الحرب، وهو لا يعارض حل الدولتين فحسب، بل “يرفض أيضاً مجرد فكرة السماح للسلطة الفلسطينية بأن يكون لها دور في حكم غزة في اليوم التالي للحرب”، كما ختم مقال “أكسيوس”.

المصدر: الجديد برس

كلمات دلالية: التوصل إلى اتفاق

إقرأ أيضاً:

تحقيق أمريكي: اتفاق ستوكهولم الفاشل.. الصفقة الأممية التي أنقذت الحوثيين من الانهيار

كشف تحقيق نشرته صحيفة "ناشيونال انترست" الأمريكية عن العلاقة الخفية بين المنظمات الأممية والتدخلات الأممية في تقوية نفوذ مليشيا الحوثي في اليمن، بالإضافة إلى الدور البارز الذي لعبته واشنطن في تمكين الجماعة من السيطرة الميدانية الواسعة نتيجة القرارات والضغوط الخاطئة على حلفاء الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، مشيراً إلى أن الفرصة التاريخية سانحة حالياً لتصحيح هذا الخطأ..

وطالب التحقيق، الذي ترجمته وكالة خبر، المجتمع الدولي بضرورة تحمل "مسؤولياته التاريخية في تمكين صعود المليشيا الحوثية خلال الصراع اليمني المستمر منذ عقد. فبينما شكل الدعم الإيراني المستمر -عبر شحنات الأسلحة والتدريب- العمود الفقري للقدرات العسكرية الحوثية، إلا أن السياسات الدولية المتناقضة ساهمت بشكل لا يقل خطورة في تعزيز نفوذ هذه الجماعة".

وأكد التحقيق أن المساعدات الإنسانية تحولت "إلى شريان حياة للنظام الحوثي، بينما حولته الدبلوماسية الغربية المتذبذبة من جماعة متمردة إلى قوة إقليمية تهدد الملاحة الدولية اليوم".

ولفت التحقيق إلى أنه في عام 2016، لم يتجه التركيز الدولي نحو انتهاكات الحوثيين، بل انصب على ما وصفته منظمات دولية غير حكومية بأنه "أسوأ أزمة إنسانية من صنع الإنسان".

وتطرق إلى أن مليشيا الحوثي "استخدمت صوراً لأطفال يمنيين يعانون من سوء التغذية في حملات جمع التبرعات التي نظمتها منظمات مثل "ميرسي كور" و"أوكسفام"، مشيراً إلى أن الأخيرة صرحت بأنها أنفقت ثلث إيراداتها عام 2019 على نفقات غير برامجية تشمل التكاليف الإدارية والتسويقية.

وفي خضم هذا الاهتمام الدولي، يقول التحقيق، إن الحركة الحوثية "استغلت الوضع لتعزيز نفوذها، مما منح قيادتها شرعية سياسية لم تكن تتمتع بها من قبل."، مستشهدا على ذلك بجلوسها مع الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً على طاولة مفاوضات واحدة مما عزز "مكانتها السياسية أكثر من الانتصارات العسكرية وحدها". بل إن الحركة ذهبت إلى أبعد من ذلك حين أعلنت في يوليو 2016 عن تشكيل مجلس سياسي رسمي لإدارة شمال اليمن، في خطوة عززت من ادعائها بالشرعية، وفقا للصحيفة.

مصادر مالية غير مباشرة

وبحسب التحقيق الأمريكي، مثل نموذج المساعدات الإنسانية الدولية أحد المصادر المالية غير المباشرة للحركة الحوثية، حيث أصبح يشكل أحد أكبر المكونات الفردية في الناتج المحلي الإجمالي لليمن.

ويجدد التحقيق تأكيده أن قيادة المليشيا الحوثية المدعومة من إيران "لم تكتف بتحصيل الرسوم العابرة التي تفرضها مليشياتها على المساعدات، بل عززت نفوذها المحلي عبر السيطرة على شبكات توزيع المساعدات الإنسانية، مما أكسبها ولاءً مجتمعيًا في المناطق الخاضعة لسيطرتها".

في المقابل، وجد المزارعون والتجار المحليون أنفسهم عاجزين عن منافسة تدفق المساعدات الغذائية المجانية التي توزعها المنظمات الدولية والأممية، مما دفع بهم إلى هاوية الفقر المتزايد. وأدى هذا الوضع إلى تآكل القاعدة الإنتاجية المحلية، فتحوّل اليمن من بلد يعتمد جزئيًا على إنتاجه الزراعي إلى سوقٍ تعتمد بشكل شبه كامل على الاستيراد والمساعدات الخارجية.

الاتفاق المثير للجدل

وبعد عامين من المفاوضات التي وصفها التحقيق بـ"العقيمة" تحت مظلة الأمم المتحدة، "شن التحالف في سبتمبر 2018 هجوما بريا واسعا لاستعادة ميناء الحديدة الاستراتيجي من قبضة الحوثيين - المنفذ الذي كان يمر عبره 80% من المساعدات الإنسانية، والمصدر الرئيسي لتمويل المليشيا"، الا انه "عندما أوشكت القوات اليمنية-السعودية-الإماراتية على حسم المعركة، تدخل المبعوث الأممي مارتن غريفيث بعملية وساطة عاجلة، نجحت في دفع الأطراف إلى توقيع اتفاق ستوكهولم المثير للجدل في ديسمبر 2018".

لكن الاتفاق -الذي نص على وقف إطلاق النار المحدود وانسحاب القوات من حول الحديدة- بقي حبرا على ورق. وفق تأكيد التحقيق الأمريكي، مشيراً إلى أنه "خلال السنوات الثلاث اللاحقة، استمرت الاشتباكات على جبهات متعددة دون هوادة". وفوق هذا خرج الحوثيون وحدهم كالمستفيد الأكبر من الاتفاق، حيث منحهم شرعية دبلوماسية غير مسبوقة، ورسخ وجودهم كفاعل رئيسي".

وأضاف أنه "في فبراير 2021، شنت الحركة الحوثية- هجوما واسع النطاق استهدف محافظة مأرب، المعقل الأخير للحكومة اليمنية"، لافتا إلى أن "هذا التصعيد في وقت حاسم، حيث أعلنت إدارة بايدن الجديدة عن مراجعة سياستها تجاه الصراع، منتقدةً الضربات الجوية السعودية-الإماراتية ضد المواقع الحوثية، ومعلنةً وقف الدعم الأمريكي الرسمي للتحالف".

وتصاعدت وتيرة التطورات السياسية حين ألغى الرئيس بايدن في مارس 2021 تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، في خطوةٍ فسرها الكثيرون كمقدمة لدفع الأطراف نحو مفاوضات جديدة، بحسب التحقيق.

وعلى الأرض، استغلت المليشيا الحوثية هذا التحول السياسي، فشنت هجمات مكثفة أجبرت القوات المدعومة سعوديا وإماراتيا على الانسحاب من ثلاث جبهات استراتيجية: الحديدة ومأرب وتعز، حيث سيطر الحوثيون بسرعة على مواقع عسكرية حيوية.

تعقيدات المشهد اليمني

التطورات المتسارعة والتي كانت نتاج قرارات الإدارة الأمريكية في فترات متقاربة وحساسة، يبدو أن المليشيا الحوثية اعتبرتها مؤشراً ليس فقط لتحركها الميداني وانما لرفع سقف مطالبها على طاولة المفاوضات مما زاد المشهد تعقيداً، وهي الحسابات الخاطئة لإدارة بايدن، وأصبح المجتمع الدولي يدفع ثمنها قبل الشعب اليمني الذي غُرق في براثنها جراء ذلك.

يقول التحقيق إن جولات المفاوضات الأممية المتعاقبة للانتصارات الحوثية الأخيرة حققت تقدمًا محدودًا، مما كشف عن تعقيدات المشهد اليمني المتشابك، خصوصا وأن هذا الجمود صاعد من وتيرة "الضغط الدولي على السعودية لإنهاء تدخلها العسكري، ما أدى إلى توقيع اتفاق تاريخي مع إيران في مارس 2023 برعاية صينية".

وقد مثل هذا الاتفاق السعودي-الإيراني تحولًا جيوسياسيًا بارزًا، حيث سعت الرياض -منافستها التقليدية في المنطقة- إلى إيجاد مخرج سياسي لأزمة استنزفت مواردها لأكثر من ثماني سنوات. إلا أن هذا التقارب الإقليمي لم يفضِ إلى تسوية سريعة للأزمة اليمنية، إذ ظلت المليشيا الحوثية تتمسك بمكاسبها العسكرية وتصر على شروطها الخاصة في أي مفاوضات سلام.

وأشار إلى أنه منذ أكتوبر 2023، "تصاعدت التهديدات الحوثية للملاحة الدولية بشكل غير مسبوق، حيث استهدفت المليشيا ممرات الشحن الحيوية في البحر الأحمر بعمليات قرصنة منهجية، وأطلقت صواريخ باليستية تجاه إسرائيل - كل ذلك دون أي محاسبة دولية جدية".

ودق التحقيق ناقوس الخطر من هذه المليشيا الإرهابية، والتي يرى أنها أصبحت قوة "إقليمية خطيرة" في تحول بأقل من عقد من الزمان بعد أن كانت "كيانا محليا"، مشيراً إلى أن السبب في ذلك يعود إلى ما "تمتعت" به من "تمويل غير مباشر عبر شبكات المساعدات الإنسانية". هذا من جانب ومن آخر اتخذت من "اتفاقات وقف إطلاق النار الأممية غطاء للتوسع العسكري"، علاوة على ذلك "منحتها الدبلوماسية الدولية شرعية سياسية مكنتها من الجلوس كندٍّ للحكومة الشرعية".

واختتمت الصحيفة التحقيق بتحميل المجتمع الدولي "مسؤولية تاريخية عن هذا الواقع المأساوي، بعد أن ساهم -عن قصد أو غير قصد- في تعزيز نفوذ جماعة استبدادية احتجزت الشعب اليمني رهينة منذ انقلابها عام 2014".

وتؤكد الصحيفة أن هذه المسؤولية تكمن في الاستفادة الواسعة من "الضربات الجوية الحالية" التي تتلقاها مليشيا الحوثي من القوات الأمريكية، وتعزيزها بـ"العمليات البرية التي تنفذها القوات المعادية للحوثيين"، باعتبارها "الفرصة الأخيرة لتصحيح هذا المسار المشؤوم".

وأشارت إلى أن هذه الجهود سيُكتب لها النجاح، ولكنه مرهون بشرط واحد: "ألا تكرر الأمم المتحدة خطأها الفادح بإعلان وقف إطلاق نار جديد يمنح المليشيا المهلة التي تحتاجها لإعادة تجميع صفوفها".

مقالات مشابهة

  • أكسيوس: إيران تدرس مقترحا لاتفاق نووي مؤقت مع الولايات المتحدة
  • أكسيوس: إيران ترغب في معرفة مضمون الاتفاق النووي المحتمل مع أمريكا
  • ترامب يلمّح لانفراجة قريبة بشأن غزة
  • تحذير مهم من رئيس “مجلس الذهب العالمي”: تقلبات مرتقبة قد تهز سوق الذهب!
  • ترامب: العمل العسكري ضد إيران ممكن تماما
  • تحقيق أمريكي: اتفاق ستوكهولم الفاشل.. الصفقة الأممية التي أنقذت الحوثيين من الانهيار
  • رويترز: وزير خارجية السعودية بالولايات المتحدة لترتيب زيارة مرتقبة لترامب
  • “صواريخ إس-300 تظهر لأول مرة”.. الإعلام العبري يزعم انتشار أسلحة مصرية قرب فيلادليفيا
  • ترامب: حرب غزة ستتوقف في المستقبل القريب
  • “تايمز أوف إسرائيل”: نتنياهو يغادر واشنطن بخيبة أمل