نجوم الأدوار الثانية.. الرهان الرابح في دراما رمضان 2024
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
نجح عدد من الفنانين في الفوز باستحسان الجمهور خلال موسم الدراما الرمضانية الحالي، ورغم عدم تصدرهم بطولة العمل، فإن أسماءهم كانت حاضرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وسط تفاعل الجمهور مع أدائهم المميز.
انتصار.. التقمص الصادقبـ3 شخصيات مختلفة استطاعت الممثلة المصرية انتصار أن تتصدر قوائم "الترند" على منصات التواصل الاجتماعي منذ بداية الموسم الرمضاني، وأن تحصل على إشادة نقدية وجماهيرية سواء بتقديمها شخصية الخادمة الثرثارة "أم صابرين" في مسلسل "أشغال شقة"، الذي شاركت فيه كضيفة شرف، وتقديمها لشخصية الأم قليلة الحيلة في "أعلى نسبة مشاهدة"، ثم الزوجة الثانية التي تتحالف مع الزوجة الأولى لارتكاب بعض الجرائم في مسلسل "المعلم".
3 شخصيات جسدتها انتصار في دراما رمضان 2024، ورغم اختلاف كل شخصية عن الأخرى لكنها تمكنت باحترافية شديدة بتجسيد كل واحدة ببراعة وأداء اتسم بالصدق والبساطة، وطوعت نفسها لتخرج بسلاسة من الكوميديا إلى التراجيديا إلى الشر.
فرح يوسف.. أداء متوازنبأداء متوازن بعيد عن الافتعال قدمت الممثلة فرح يوسف شخصية الأخت الكبرى "آمال" في مسلسل "أعلى نسبة مشاهدة"، ففي الوقت الذي تصدرت بطولة العمل سلمى أبو ضيف وليلى زاهر، ومحاولة كل منهما تقديم شخصية الفتاة الشعبية، جاء أداء فرح يوسف متوازنا وواقعيا، ونجحت في تجسيد دور المرأة التي تعيش في حي شعبي من خلال أدق تفاصيل الشخصية.
بسمة وصابرين.. السهل الممتنعقدمت كل من بسمة وصابرين شخصيتي عنايات وإحسان في مسلسل "مسار إجباري" وهما زوجتان للرجل نفسه دون أن يعرفا لمدة 20 عاما.
ونجحت كل منهما في أداء الشخصية بطريقة السهل الممتنع، ورغم اختلاف الشخصيتين في الثقافة والبيئة الاجتماعية، فإحسان (صابرين) هي مديرة مدرسة لديها 3 أبناء متفوقين في الدراسة، أما عنايات (بسمة) فهي ربة منزل لم يكمل ابنها تعليمه، لكن بدا بينهما انسجام وحميمية خلال الأحداث، ونجحت كل منهما في رسم تفاصيل الشخصية من الأداء الجسدي والانفعال في المواقف المختلفة، وتعبيرات الوجه، وقد نجحت بسمة في تغيير جلدها وتقديم نموذج الأم لشاب 20 عاما.
وقد أضفى عنصر الخبرة لكل منهما حيوية للمسلسل الذي اعتمد على البطولة الشبابية لأحمد داش وعصام عمر، لكن لم يغفل السيناريو رسم الأدوار الثانية والرئيسية في الأحداث، لتتشارك عنايات وإحسان مع الأبطال في تحريك الأحداث.
باسم سمرة.. الشرير خفيف الظلأعاد باسم سمرة في مسلسل "العتاولة" إلى الأذهان شخصية الشرير خفيف الظل سريع البديهة، وهى الشخصية التي برع في تقديمها فنانون تألقوا في الأدوار الثانية مثل ستيفان روستي ومحمود المليجي وتوفيق الدقن، وينضم إليهم باسم سمرة بشخصية عيسى الوزان في مسلسل "العتاولة" الذي يتقاسم بطولته كل من أحمد السقا وطارق لطفي.
ومنذ بداية عرض المسلسل استطاع باسم سمرة أن يتصدر "الترند" عبر منصات التواصل الاجتماعي من خلال "الإفيهات" التي يلقيها مثل "يلا بينا" و"باي من غير سلام".
لم يراهن باسم سمرة على الإفيهات فقط، بل نجح بذكاء في رسم الشخصية وتقلباتها المزاجية، فرغم خسارة الوزان دائما أمام خضر (طارق لطفي) ونصار (أحمد السقا) المعروفين بـ العتاولة، لكنه يتمتع بالدهاء الشديد الذي يمكنه في بعض الأحيان من تعكير صفو حياتهما حتى لو لم يحقق انتصارا عليهما بشكل مباشر، وإلى جانب مشاهد الصراع بينه وبين العتاولة جسد أيضا باسم سمرة مشاهد إنسانية ببراعة، مثل مشاهده في قبر شقيقته، والمشاهد التي تجمعه بحبيبته التي تجسد شخصيتها مي كساب ومحاولاته لمساعدتها والوقوف إلى جانبها.
فريدة سيف النصر.. حضور طاغالجبروت والقوة والضعف وخفة الظل ممزوجة بالقسوة أحيانا، والذكاء الشديد وخيبة الأمل، مشاعر جسدتها فريدة سيف النصر ببراعة شديدة في "العتاولة" لتجعل من شخصية "سترة العترة" إحدى الشخصيات الأيقونية في رمضان 2024، وشبه البعض "سترة العترة" أنها قريبة من شخصية "النعجة" التي سبق أن قدمتها فريدة سيف النصر قبل سنوات في مسلسل "بدون ذكر أسماء".
نجحت سيف النصر من خلال الأداء الصادق في نقل انفعالات الشخصية المختلفة، فهى زعيمة تشكيل عصابي يضم ابنيها خضر ونصار اللذين يقومان بالسطو على المنازل والسرقة، لكن بمرور الأحداث تكشف عن حقيقة حقدها على نصار الذي قامت بتبنيه بعد أن تركه والده.
فتحي عبد الوهاب وأحمد عيدفي "الحشاشين" وإلى جانب أداء البطل المسلسل كريم عبد العزيز، يعتبر تجسيد كل من فتحي عبد الوهاب لشخصية نظام الملك، وأحمد عيد لشخصية زيد بن سيحون إضافة إلى المسلسل، برع كل منهما في تقديم انفعالات الشخصية بأداء متوازن، والأمر نفسه ينطبق على مشاركة كل من رياض الخولي ووفاء عامر في مسلسل "حق عرب"، حيث يعد مشاركة الثنائي من العناصر المميزة في المسلسل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات باسم سمرة سیف النصر فی مسلسل کل منهما
إقرأ أيضاً:
ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
ما دمنا لم نفارق بعد نظام القطب الواحد المهيمن على العالم تظل النظرية القديمة التي نقول إن الشعب الأمريكي عندما يختار رئيسه فهو يختار أيضا رئيسا للعالم نظرية صحيحة. ويصبح لتوجه هذا الرئيس في فترة حكمه تأثير حاسم على نظام العلاقات الدولية وحالة الحرب والسلم في العالم كله.
ولهذا فإن فوز دونالد ترامب اليميني الإنجيلي القومي المتشدد يتجاوز مغزاه الساحة الداخلية الأمريكي وحصره في أنه يمثل هزيمة تاريخية للحزب الديمقراطي أمام الحزب الجمهوري تجعله عاجزا تقريبا لمدة ٤ أعوام قادمة عن منع ترامب من تمرير أي سياسة في كونجرس يسيطر تماما على مجلسيه.
هذا المقال يتفق بالتالي مع وجهة النظر التي تقول إن اختيار الشعب الأمريكي لدونالد ترامب رئيسا للمرة الثانية ـ رغم خطابه السياسي المتطرف ـ هو دليل على أن التيار الذي يعبر عنه هو تيار رئيسي متجذر متنامٍ في المجتمع الأمريكي وليس تيارا هامشيا.
فكرة الصدفة أو الخروج عن المألوف التي روج لها الديمقراطيون عن فوز ترامب في المرة الأولى ٢٠١٦ ثبت خطأها الفادح بعد أن حصل في ٢٠٢٤ على تفويض سلطة شبه مطلق واستثنائي في الانتخابات الأخيرة بعد فوزه بالتصويت الشعبي وتصويت المجمع الانتخابي وبفارق مخيف.
لكن الذي يطرح الأسئلة الكبرى عن أمريكا والعالم هو ليس بأي فارق من الأصوات فاز ترامب ولكن كيف فاز ترامب؟ بعبارة أوضح أن الأهم من الـ٧٥ مليون صوت الشعبية والـ٣١٢ التي حصل عليها في المجمع الانتخابي هو السياق الاجتماعي الثقافي الذي أعاد ترامب إلى البيت الأبيض في واقعة لم تتكرر كثيرا في التاريخ الأمريكي.
أهم شيء في هذا السياق هو أن ترامب لم يخض الانتخابات ضد هاريس والحزب الديمقراطي فقط بل خاضه ضد قوة أمريكا الناعمة بأكملها.. فلقد وقفت ضد ترامب أهم مؤسستين للقوة الناعمة في أمريكا بل وفي العالم كله وهما مؤسستا الإعلام ومؤسسة هوليوود لصناعة السينما. كل نجوم هوليوود الكبار، تقريبا، من الممثلين الحائزين على الأوسكار وكبار مخرجيها ومنتجيها العظام، وأساطير الغناء والحاصلين على جوائز جرامي وبروداوي وأغلبية الفائزين ببوليتزر ومعظم الأمريكيين الحائزين على نوبل كل هؤلاء كانوا ضده ومع منافسته هاريس... يمكن القول باختصار إن نحو ٩٠٪ من النخبة الأمريكية وقفت ضد ترامب واعتبرته خطرا على الديمقراطية وعنصريا وفاشيا ومستبدا سيعصف بمنجز النظام السياسي الأمريكي منذ جورج واشنطن. الأغلبية الساحقة من وسائل الإعلام الرئيسية التي شكلت عقل الأمريكيين من محطات التلفزة الكبرى إلي الصحف والمجلات والدوريات الرصينة كلها وقفت ضد ترامب وحتى وسائل التواصل الاجتماعي لم ينحز منها صراحة لترامب غير موقع إكس «تويتر سابقا». هذه القوة الناعمة ذات السحر الأسطوري عجزت عن أن تقنع الشعب الأمريكي بإسقاط ترامب. صحيح أن ترامب فاز ولكن من انهزم ليس هاريس. أتذكر إن أول تعبير قفز إلى ذهني بعد إعلان نتائج الانتخابات هو أن ترامب انتصر على هوليوود. من انهزم هم هوليوود والثقافة وصناعة الإعلام في الولايات المتحدة. لم يكن البروفيسور جوزيف ناي أحد أهم منظري القوة الناعمة في العلوم السياسية مخطئا منذ أن دق أجراس الخطر منذ ٢٠١٦ بأن نجاح ترامب في الولاية الأولى هو مؤشر خطير على تآكل حاد في القوة الناعمة الأمريكية. وعاد بعد فوزه هذا الشهر ليؤكد أنه تآكل مرشح للاستمرار بسرعة في ولايته الثانية التي تبدأ بعد سبعة أسابيع تقريبا وتستمر تقريبا حتى نهاية العقد الحالي.
وهذا هو مربط الفرس في السؤال الكبير الأول هل يدعم هذا المؤشر الخطير التيار المتزايد حتى داخل بعض دوائر الفكر والأكاديميا الأمريكية نفسها الذي يرى أن الإمبراطورية ومعها الغرب كله هو في حالة أفول تدريجي؟
في أي تقدير منصف فإن هذا التآكل في قوة أمريكا الناعمة يدعم التيار الذي يؤكد أن الامبراطورية الأمريكية وربما معها الحضارة الغربية المهيمنة منذ نحو٤ قرون على البشرية هي في حالة انحدار نحو الأفول. الإمبراطورية الأمريكية تختلف عن إمبراطوريات الاستعمار القديم الأوروبية فبينما كان نفوذ الأولى (خاصة الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية) على العالم يبدأ بالقوة الخشنة وبالتحديد الغزو والاحتلال العسكري وبعدها يأتي وعلى المدى الطويل تأثير قوتها الناعمة ولغتها وثقافتها ونظمها الإدارية والتعليمية على شعوب المستعمرات فإن أمريكا كاستعمار إمبريالي جديد بدأ وتسلل أولا بالقوة الناعمة عبر تقدم علمي وتكنولوجي انتزع من أوروبا سبق الاختراعات الكبرى التي أفادت البشرية ومن أفلام هوليوود عرف العالم أمريكا في البداية بحريات ويلسون الأربع الديمقراطية وأفلام هوليوود وجامعات هارفارد و برينستون ومؤسسات فولبرايت وفورد التي تطبع الكتب الرخيصة وتقدم المنح وعلى عكس صورة المستعمر القبيح الأوروبي في أفريقيا وآسيا ظلت نخب وشعوب العالم الثالث حتى أوائل الخمسينات تعتقد أن أمريكا بلد تقدمي يدعم التحرر والاستقلال وتبارى بعض نخبها في تسويق الحلم الأمريكي منذ الأربعينيات مثل كتاب مصطفى أمين الشهير «أمريكا الضاحكة». وهناك اتفاق شبه عام على أن نمط الحياة الأمريكي والصورة الذهنية عن أمريكا أرض الأحلام وما تقدمه من فنون في هوليوود وبروداوي وغيرها هي شاركت في سقوط الاتحاد السوفييتي والمعسكر الشيوعي بنفس القدر الذي ساهمت به القوة العسكرية الأمريكية. إذا وضعنا الانهيار الأخلاقي والمستوى المخجل من المعايير المزدوجة في دعم حرب الإبادة الإسرائيلية الجارية للفلسطينيين واللبنانيين والاستخدام المفرط للقوة العسكرية والعقوبات الاقتصادية كأدوات قوة خشنة للإمبراطورية الأمريكية فإن واشنطن تدمر القوة الناعمة وجاذبية الحياة والنظام الأمريكيين للشعوب الأخرى وهي واحدة من أهم القواعد الأساسية التي قامت عليها إمبراطورتيها.
إضافة إلى دعم مسار الأفول للإمبراطورية وبالتالي تأكيد أن العالم آجلا أو عاجلا متجه نحو نظام متعدد الأقطاب مهما بلغت وحشية القوة العسكرية الأمريكية الساعية لمنع حدوثه.. فإن تطورا دوليا خطيرا يحمله في ثناياه فوز ترامب وتياره. خاصة عندما تلقفه الغرب ودول غنية في المنطقة. يمكن معرفة حجم خطر انتشار اليمين المتطرف ذي الجذر الديني إذا كان المجتمع الذي يصدره هو المجتمع الذي تقود دولته العالم. المسألة ليست تقديرات وتخمينات يري الجميع بأم أعينهم كيف أدي وصول ترامب في ولايته الأولى إلى صعود اليمين المتطرف في أوروبا وتمكنه في الوقت الراهن من السيطرة على حكومات العديد من الدول الأوروبية بعضها دول كبيرة مثل إيطاليا.
لهذا الصعود المحتمل لتيارات اليمين المسيحي المرتبط بالصهيونية العالمية مخاطر على السلم الدولي منها عودة سيناريوهات صراع الحضارات وتذكية نيران الحروب والصراعات الثقافية وربما العسكرية بين الحضارة الغربية وحضارات أخرى مثل الحضارة الإسلامية والصينية والروسية.. إلخ كل أطرافها تقريبا يمتلكون الأسلحة النووية!!
حسين عبد الغني كاتب وإعلامي مصري