حملة توقيعات لوقف المشروع.. فندق صهر ترامب يشعل أزمة في بلغراد
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
أطلقت جماعة معارضة في صربيا حملة توقيعات على عريضة لوقف مشروع عقاري ستموله شركة تابعة لجاريد كوشنر، صهر دونالد ترامب، في موقع المقر السابق للجيش الصربي الذي دمر في قصف للناتو عام 1999.
وحصلت العريضة التي أطلقتها حركة "كريني بروميني" المعارضة ضد المشروع على توقيع أكثر من 25 ألف شخص في غضون 5 أيام فقط.
وحسب العريضة، فإن خطة البناء الفاخرة الجديدة هي في الواقع "إهانة للتاريخ الصربي، بل إن هدم المجمع يمثل تدميرا للكرامة".
وأثار المشروع العقاري الفاخر معارضة شرسة من المسؤولين الحكوميين والمدنيين الذين اتهموا كوشنر بانعدام الحساسية الثقافية بشأن المشروع.
ويهدف الاقتراح المقدم من شركة "أفينيتي بارتنرز" الاستثمارية التابعة لكوشنر إلى بناء فندق شاهق ومجمع سكني فخم في موقع مقر قيادة الجيش الصربي السابق الذي تعرض للقصف في بلغراد.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أكد كوشنر التقارير التي تفيد بأن شركته تخطط لتمويل المشروع في وسط بلغراد الذي سيضم أيضا مساحات مكتبية ومحلات تجارية كما أن الخطة ستشمل متحفا ونصبا تذكاريا.
كوشنر أكد التقارير التي تفيد بأن شركته تخطط لتمويل المشروع في وسط بلغراد (الجزيرة) هل المشروع صفقة لكسب ود ترامب الرئيس المحتمل؟ووصف المسؤولون الصرب الذين تحدثوا مع صحيفة "ذا ديلي بيست" المشروع بأنه غير مناسب لعدة أسباب، بما في ذلك تأثيره على التراث الثقافي لبلغراد.
وقال السياسي الصربي وزعيم المعارضة بوركو ستيفانوفيتش: "إنها إحدى لآلئ الهندسة المعمارية في فترة ما قبل الحرب. هناك الجانب العاطفي، لقد قصف الناتو هذا الموقع في عام 1999. ويعتقد معظم الصرب أنه لا ينبغي تدنيس هذا الموقع بأي شكل من الأشكال".
ستيفانوفيتش هو نائب رئيس حزب الحرية والعدالة في البرلمان الصربي، ويخشى ائتلاف يسار الوسط الذي يتزعمه من أن الحكومة الصربية قد تستخدم الصفقة لكسب تأييد كوشنر، وفي نهاية المطاف، دونالد ترامب، والد زوجته المرشح الجمهوري المفترض لرئاسة الولايات المتحدة.
وقال ستيفانوفيتش: "لا توجد شفافية على الإطلاق، والحكومة ليست مستعدة لتقديم أي جانب من جوانب هذه الصفقة المحتملة للجمهور".
ويعتقد سافو مانويلوفيتش زعيم حركة كريني بروميني المعارضة أيضًا أن الصفقة جزء من جهود الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش للتقرب من ترامب قبل فوزه المحتمل في الانتخابات هذا الخريف.
وكان ترامب مهتما من قبل بتطوير الموقع نفسه، وفي عام 2013، أجرى محادثة مع الحكومة الصربية حول مواقع لفندق فخم، وفقا لرئيس الوزراء آنذاك إيفيكا داتشيتش، ورغم أن شركاء ترامب تابعوا الأمر فإنه لم يدخل حيز التنفيذ.
وكان ريك غرينيل، مبعوث ترامب السابق إلى البلقان الذي يرغب في أن يصبح وزيرا للخارجية إذا تم انتخاب ترامب رئيسا، يعمل أيضا مع كوشنر على الخطة.
وقال روبرت وايزمان، رئيس شركة "ببلك سيتزن" التي قضت سنوات في تتبع تضارب المصالح المحتملة المرتبطة دونالد ترامب، إن الاستثمار قد يخلق بعض المشاكل لكوشنر.
وأضاف وايزمان "ما يجب أن يفكر فيه كوشنر هو: كنت في البيت الأبيض، ووالد زوجتي يترشح لمنصب الرئيس، ولا ينبغي لي الدخول في صفقات قد تعطي مظهر أن حكومة أجنبية تحاول الحصول على ميزة مع الرئيس القادم المحتمل للولايات المتحدة".
وترددت أصداء القلق بشأن صفقات كوشنر في قاعات الكونغرس أيضًا، حيث دعا النائب جيمي راسكين (ديمقراطي من ولاية ميريلاند) الكونغرس إلى التحقيق في "استغلال النفوذ" المزعوم لكوشنر في الخارج.
وحذر وايزمان من أن دور غرينيل في الصفقة قد يضعه في موقف صعب، قائلا، "إذا كان دبلوماسيونا يتصرفون كدبلوماسيين مع التركيز على الصفقات التجارية التي يمكنهم عقدها عندما يتركون الخدمة الخارجية، بدلاً من التركيز على كيفية تعزيز مصالح الشعب الأميركي، فإننا في وضع سيئ حقا".
الصفقة طي الكتمان في صربياأبقت حكومة فوتشيتش تفاصيل الصفقة طي الكتمان، وفقًا لستيفانوفيتش، الذي قال إنه وزملاءه تلقوا "مذكرة تفاهم" حول الصفقة، وأن ائتلافه أثار القضية في البرلمان، لكن فوتشيتش ورفاقه أغلقوا الملف.
وأضاف "كان رد فعلهم في البرلمان عندما بدأنا الحديث عن هذا الأمر شرسًا. لقد هاجموني شخصيًا، وكان الأمر على وشك العنف الجسدي".
وسبق أن اتهم مسؤولون في المعارضة الرئيس الصربي بالوقوف وراء هجوم عنيف ضد ستيفانوفيتش بعد أن هاجمه ملثمون عام 2018 بقبضات نحاسية، مما أدى إلى فقدانه الوعي، فخرج المتظاهرون إلى شوارع بلغراد للمطالبة بإنهاء العنف السياسي في صربيا.
وقال ستيفانوفيتش إنه في محاولة للحصول على بعض المعلومات عن الخطة، أرسل أحد أعضاء ائتلاف ستيفانوفيتش رسالة إلى فريق كوشنر يطلب منهم الكشف عن تفاصيل المشروع علنا، وقال إنهم لم يتلقوا أي رد بعد.
ومن غير المرجح أن يؤدي المزيد من الشفافية حول المشروع إلى إنهاء المعارضة الشديدة له، وتعتقد مجموعة مانويلوفيتش المعارضة أن الحكومة يجب ألا تسمح للمضي قدما في المشروع العقاري، ويرجع ذلك جزئيًا إلى اعتقادهم أن الموقع محمي قانونًا.
وبموجب القانون، فإن موقع مقر قيادة الجيش الذي تم تدميره في قصف منظمة حلف شمال الأطلسي عام 1999 في صربيا، لا يمكن البناء عليه إلا بغرض إعادته إلى هيكله الأصلي وممارسة المهام نفسها به.
وقال مانويلوفيتش إن مجموعة كريني بروميني تخطط لطرق أخرى للضغط على الحكومة لإلغاء أي تخطيط للمشروع المدعوم من كوشنر، بما في ذلك المظاهرات.
وأضاف مانويلوفيتش "مستمرون في جمع توقيعات على الالتماس والاحتجاج والضغط العام. سنبذل قصارى جهدنا لحماية دولتنا ومواطنينا وكبريائنا الوطني والدستوري، حتى لا نمنح حكومتنا فرصة للقيام بهذا العمل غير القانوني المتمثل في منح الأرض لعائلة كوشنر".
ووجه مانويلوفيتش رسالته لكوشنر وفريقه قائلا: "ابقوا بعيدين عن الشؤون الصربية. صربيا ليست للبيع"، واقترح البعض إنشاء متحف للتاريخ في الموقع الذي تم قصفه.
وخاضت القوات الصربية حربا في الفترة من 1998 إلى 1999 ضد المسلمين الألبان في كوسوفو التي كانت آنذاك مقاطعة صربية.
ولقي حوالي 13 ألف شخص، معظمهم من الألبان حتفهم حتى أدت حملة القصف التي شنها حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة، والتي استمرت 78 يوما، إلى إخراج القوات الصربية من كوسوفو التي أعلنت استقلالها في عام 2008، لكن الحكومة في بلغراد لا تعترف بجارتها كدولة منفصلة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، اعترفت وزارة السياحة الألبانية بأنها تلقت طلب مشروع استثماري من شركة أفينيتي بارتنرز التابعة لكوشنر، لتحويل قاعدة عسكرية سابقة في جزيرة سازان في البحر الأدرياتيكي إلى منتجع، وقال رئيس الوزراء الألباني إدي راما إن بلاده فخورة بجذب هذا الاهتمام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات فی صربیا
إقرأ أيضاً:
ترامب يختار والد صهره جاريد كوشنر سفيرًا إلى فرنسا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، السبت، أنه اختار تشارلز كوشنر، والد صهره ومستشاره السابق جاريد كوشنر، لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى فرنسا.
وفي منشور على منصته "تروث سوشال"، وصف ترامب كوشنر الأب بأنه رجل أعمال "رائد" و"رائع"، وقال إنه سيتم إيفاده إلى باريس من أجل "تعزيز الشراكة بين الولايات المتحدة وفرنسا، حليفنا الأقدم وأحد حلفائنا الأكثر صلابة".
وقضى تشارلز كوشنر عامًا في سجن فدرالي لإدانته بمخالفات ضريبية، وقد أصدر ترامب عفوًا عنه في نهاية ولايته الرئاسية الأولى. نجله جاريد كوشنر هو زوج إيفانكا ترامب، الابنة الكبرى للرئيس.
ومنذ انتخابه رئيسًا في مواجهة كامالا هاريس في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر، يعلن ترامب أسماء الشخصيات التي اختارها لتولي مناصب في إدارته، والكثير منها يثير الجدل.
واختار روبرت إف كينيدي جونيور المعروف بتشكيكه في جدوى اللقاحات، لتولي حقيبة الصحة.
كذلك اختار ترامب مالك منصة "إكس" وشركتي "تسلا" و"سبايس إكس"، الملياردير إيلون ماسك، لقيادة عملية تدقيق في الإنفاق العام؛ بهدف خفضه، إلى جانب رجل الأعمال فيفيك راماسوامي.
واختار ترامب لتولي وزارة الدفاع بيت هيجسيت، وهو مذيع في شبكة "فوكس نيوز" اتُّهم باعتداء جنسي عام 2017، من دون أن تُرفع شكوى ضده.
لحقيبة العدل، اختار في بادئ الأمر مات غيتز، وهو عضو في الكونجرس متهم بأنه دفع قبل سنوات مبلغًا لفتاة قاصر كان عمرها 17 عامًا لتمارس الجنس معه.
لكن في مواجهة ردود الفعل المنددة، انسحب غيتز، بحسب وكالة "فرانس برس".
وبدلًا منه وقع اختيار ترامب على بام بوندي، المدعية العامة السابقة لفلوريدا وعضو فريق الدفاع عنه خلال المحاكمة البرلمانية التي كانت ترمي لعزله عام 2020.
وسيعاونها في الوزارة ثلاثة من محامي الرئيس المنتخب الشخصيين، هم: تود بلانش، وإميل بوف، وجون سوير، ومهمتهم واضحة: وضع حد لما يعتبره دونالد ترامب، الذي أدين في نهاية أيار/مايو، "استغلالًا" للقضاء، بحيث يصبحون الذراع لانتقامه.