المظاهر الاحتفالية لشهر رمضان في المغرب
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
تتميز المغرب عن الكثير من البلدان الإسلامية بثرائها التراثي الديني والشعبي وبخاصة فيما يتعلق بالمظاهر الفلكلورية المتعلقة بالمناسبات والأعياد الدينية لما لا والحضارة الإسلامية في الأندلس كانت انطلقت منها وعاشت في جوارها حتى تميزت بالعمارة والعلوم والفنون والعلماء وكتب التراث الديني لعقود طويلة ارتفعت فيها راية الإسلام الذي ارتقت خلاله الحضارة الإسلامية، ولهذا فإن المغرب تتميز بوجود الكثير من المظاهر الفلكلورية وكذلك تتميز مدنها وتتباهى فيما بينها بخاصية كل مدينة بل وكل منطقة في شكل ومظاهر التراث الديني والشعبي المتعلق بالمناسبات، فأهل الجنوب غير أهل الشمال وأهل الشرق فيها غير أهل الغرب، وفاس غير مكناس، ومراكش غير الدار البيضاء وطنجة وأغادير وذلك فيما يتعلق باختلاف العادات والتقاليد وثرائها وتنوعها وتميزها من منطقة لأخرى ليظل الماضي وتراثه الديني والشفاهي والمادي والشعبي موجودا وتشتم عبقه وتراه من حولك إذا ما زرت هذا البلد الغني بتراثه المتنوع في كافة المجالات ناهيك عن انتشار المساجد القديمة والأسواق والحوانيت والأزقة الضيقة ومنازلها التي تعتمد في بنائها وهندستها على العمارة الإسلامية الزاخرة بالنقوش والهندسة والفنون، إضافة إلى بقاء الكثير من العادات والتقاليد والمعتقدات الدينية.
مع اقتراب شهر رمضان فإن الشعب المغربي يحتفي بقدوم شهر رمضان ويستعد له أواخر شهر شعبان ومن ذلك تحضير وصناعة الحلوى والفطائر والأطعمة المختلفة التي تخصص لهذا الشهر وتجهز له، وعند رؤية الهلال فإن الفرحة تغمر الجميع ويقومون بتهنئة بعضهم البعض لقدوم هذا الشهر كما تستقبله نساء مدينة فاس بالزغاريد، ويقوم شخص معين ويحمل مزمار طويل ينفخ فيه سبع مرات إما في صومعة المسجد أو متجولا في الأزقة العتيقة للمدينة وتتميز المرأة الفاسية بصناعة أطباق مميزة لشهر رمضان كما ترتدي الملابس التقليدية عند الذهاب للمساجد، كما ترتدي مدينة مراكش زيا خاصا احتفاء بهذا الشهر وكذلك المدن الأخرى التي تحمل في داخلها المظاهر الغنية التي تدل على تقديس المغاربة لهذا الشهر ومظاهر التعبد والاحتفال وبروز العادات الاجتماعية الطيبة حيث يذهب الناس للمساجد وهم يرتدون الملابس المغربية التقليدية رجالا ونساء وأطفالا، ويقدم الأغنياء منهم على تقديم الصدقات والزكاة للفقراء والمحتاجين كما تقام عند المساجد وفي الميادين العامة موائد الرحمن، وفي المساجد وبعد الصلوات تخصص حلقات للمدح والإنشاد الصوفي للكثير من الأوراد مع قراءة القرآن لفترات طويلة ليلا بأداء جماعي، كما يقوم التليفزيون المغربي بنقل الكثير من الاحتفالات الدينية خلال ليالي شهر رمضان، كما يحرص الصائمون على صلاة الجماعة والتراويح طوال هذا الشهر، وتسهر الناس ليلا على المقاهي وفي البيوت ويقومون بممارسة ألعاب خفيفة جماعية للتسلية والترويح مع بعضهم البعض، وتتزين وجهات المساجد وتتلألأ أنوار المآذن وكذلك وجهات المحلات وتدب الحركة الكبيرة في الشوارع في معظم المدن المغربية، وتستعيد العلاقات المغربية الدفء الأسري خلال هذا الشهر حيث يعود الكثير من المهاجرين من أوروبا خلال شهر رمضان وتكون هذه فرصة للم شمل الأسرة والأصدقاء، وقد جرت العادة أن المغاربة يسمون رمضان بلهجتهم الخاصة بسيدنا رمضان لتفضيله على باقي الشهور، وقد جرت العادة أن يفطر المغاربة على التمر والحليب والبيض المسلوق وبعض الفطائر ومنها ما يسمى بالمسمن مع وجود طبق الحريرة المغربية الشهير الذي يتم تناوله دافئا وهي عبارة عن شوربة من التوابل والشعرية واللحم الخفيف التي تصنع بشوربة اللحوم وتقدم في أطباق فخارية مزخرفة بالزخارف الإسلامية وتتميز بها المغرب وبلدان شمال أفريقيا ثم يتناولون أيضا الشاي الأخضر مع النعناع ويقدم في أكواب وأباريق خاصة تضفي الطابع الروحاني للعبادة والإفطار وهي من المظاهر التقليدية الموروثة والأصيلة عند هذا الشعب، ويتفنن أهل المدن والقرى في صناعة الشاي الأخضر وتقديمه بمذاق لا يضاهيه مثيل آخر، وبعد الإفطار يذهبون إلى الصلاة ثم يعودون لتناول وجبة الإفطار الرئيسية وتعتبر المغرب من البلاد الغنية بأنواع أطعمتها المختلفة ومذاقها الخاص لحرصهم على تقديم الكثير من
الأطعمة الدسمة داخل الطواجن الفخارية مع التفنن في تقديم الحلوى الرمضانية ومنها الشباكية والمقروض وقلب اللوز والكسكسي والزلابية وغيرها من الكثير من الأنواع ذات الألوان الجميلة التي تباع بالمحلات والأسواق المغربية، وتظل الحريرة المغربية علامة مميزة لشهر رمضان، وعند السحور يقوم المسحراتي أو الطبال بتسحير الصائمين في الكثير من المدن والأحياء المغربية، ورغم الحداثة فمازالت تلك العادة حاضرة في كل حي وزقاق، ويفضل الناس الإفطار في البيوت ثم الذهاب للمساجد، وعندما يقابلون المغربة بعضهم البعض فإنهم يقولون لبعضهم صيام مقبول أو عواشر مباركة، وعند الإفطار صح فطورك ويعتبر شهر الصوم في المغرب فرصة طيبة لزيادة العبادة والتقرب إلى الله وفرصة للتزاور وصلة الرحم مما يضفي على هذا البلد طابع تراثي ديني ذو مظاهر احتفالية كبيرة تنتشر في كل بقعة من بقاعها لتظل المغرب صورة حية للتراث الممتد عبر أزمنة التاريخ الإسلامي.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: شهر رمضان شهر رمضان الكريم تعلم شهر رمضان أسئلة عن شهر رمضان دعاء شهر رمضان أدعية شهر رمضان ادعية شهر رمضان الصيام في شهر رمضان ما هو شهر رمضان نهار شهر رمضان دعاء ليلة 27 رمضان شهر رمضان في المغرب الکثیر من شهر رمضان هذا الشهر
إقرأ أيضاً:
كريم رمزي: لا تنتظروا الكثير من الزمالك.. والأبيض لن يدخل سوق الانتقالات بقوة
قال الإعلامي كريم رمزي، إن مباراة الزمالك شهدت حالة من اللوم والمناوشات بين اللاعبين داخل الملعب، وهو ما تعكس حالة الأبيض في اللقاء.
كريم رمزي: لا تنتظروا الكثير من الزمالك.. والأبيض لن يدخل سوق الانتقالات بقوةوأضاف كريم رمزي عبر برنامجه لعبة والتانية على إذاعة ميجا إف إم، أن كان هناك مناوشات ولوم كثير للبولندي ميشالاك بسبب أدائه في المباراة، واللوم وصل إلى غرف خلع الملابس.
شاهد بالبث المباشر ليفربول اليوم.. مشاهدة ليفربول × ساوثهامبتون بث مباشر دون "تشفير" | الدوري الإنجليزي الممتاز يلا شوت ليفربول LIVE.. مشاهدة مباراة ليفربول وساوثهامبتون بث مباشر جودة عالية اليوم في الدوري الإنجليزي الممتازوتابع رمزي: اللوم كان أيضًا من جوزيه جوميز للكل اللاعبين بسبب الأداء، والمصري قدم مباراة كبيرة واستحق الفوز.
وواصل كريم رمزي: لا تنتظروا من الزمالك الكثير لأن الفريق ليس مكتملًا، والإدارة استلمت تركة ثقيلة وديون كبيرة، ولذلك لا يمكن الضغط عليهم.
وأكمل رمزي: جوزيه جوميز حصد بطولتين، لكن بطولة الدوري ذات نفس طويل وتحتاج لعمق في التشكيل، والزمالك لديه مشكلات في كل مراكز الملعب، ونواقص كبيرة، والأبيض يتأثر بغياب عبد الله السعيد وزيزو والجزيري.
واختتم كريم رمزي: الزمالك لن يدخل سوق الانتقالات بقوة، لأن الديون مازالت موجودة، وهناك عدد من اللاعبين على رأسهم زيزو، بجانب جوميز، جميعهم يحتاجون لتجديد عقودهم.