الأسبوع:
2025-03-02@22:08:11 GMT

المظاهر الاحتفالية لشهر رمضان في المغرب

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

المظاهر الاحتفالية لشهر رمضان في المغرب

تتميز المغرب عن الكثير من البلدان الإسلامية بثرائها التراثي الديني والشعبي وبخاصة فيما يتعلق بالمظاهر الفلكلورية المتعلقة بالمناسبات والأعياد الدينية لما لا والحضارة الإسلامية في الأندلس كانت انطلقت منها وعاشت في جوارها حتى تميزت بالعمارة والعلوم والفنون والعلماء وكتب التراث الديني لعقود طويلة ارتفعت فيها راية الإسلام الذي ارتقت خلاله الحضارة الإسلامية، ولهذا فإن المغرب تتميز بوجود الكثير من المظاهر الفلكلورية وكذلك تتميز مدنها وتتباهى فيما بينها بخاصية كل مدينة بل وكل منطقة في شكل ومظاهر التراث الديني والشعبي المتعلق بالمناسبات، فأهل الجنوب غير أهل الشمال وأهل الشرق فيها غير أهل الغرب، وفاس غير مكناس، ومراكش غير الدار البيضاء وطنجة وأغادير وذلك فيما يتعلق باختلاف العادات والتقاليد وثرائها وتنوعها وتميزها من منطقة لأخرى ليظل الماضي وتراثه الديني والشفاهي والمادي والشعبي موجودا وتشتم عبقه وتراه من حولك إذا ما زرت هذا البلد الغني بتراثه المتنوع في كافة المجالات ناهيك عن انتشار المساجد القديمة والأسواق والحوانيت والأزقة الضيقة ومنازلها التي تعتمد في بنائها وهندستها على العمارة الإسلامية الزاخرة بالنقوش والهندسة والفنون، إضافة إلى بقاء الكثير من العادات والتقاليد والمعتقدات الدينية.

مع اقتراب شهر رمضان فإن الشعب المغربي يحتفي بقدوم شهر رمضان ويستعد له أواخر شهر شعبان ومن ذلك تحضير وصناعة الحلوى والفطائر والأطعمة المختلفة التي تخصص لهذا الشهر وتجهز له، وعند رؤية الهلال فإن الفرحة تغمر الجميع ويقومون بتهنئة بعضهم البعض لقدوم هذا الشهر كما تستقبله نساء مدينة فاس بالزغاريد، ويقوم شخص معين ويحمل مزمار طويل ينفخ فيه سبع مرات إما في صومعة المسجد أو متجولا في الأزقة العتيقة للمدينة وتتميز المرأة الفاسية بصناعة أطباق مميزة لشهر رمضان كما ترتدي الملابس التقليدية عند الذهاب للمساجد، كما ترتدي مدينة مراكش زيا خاصا احتفاء بهذا الشهر وكذلك المدن الأخرى التي تحمل في داخلها المظاهر الغنية التي تدل على تقديس المغاربة لهذا الشهر ومظاهر التعبد والاحتفال وبروز العادات الاجتماعية الطيبة حيث يذهب الناس للمساجد وهم يرتدون الملابس المغربية التقليدية رجالا ونساء وأطفالا، ويقدم الأغنياء منهم على تقديم الصدقات والزكاة للفقراء والمحتاجين كما تقام عند المساجد وفي الميادين العامة موائد الرحمن، وفي المساجد وبعد الصلوات تخصص حلقات للمدح والإنشاد الصوفي للكثير من الأوراد مع قراءة القرآن لفترات طويلة ليلا بأداء جماعي، كما يقوم التليفزيون المغربي بنقل الكثير من الاحتفالات الدينية خلال ليالي شهر رمضان، كما يحرص الصائمون على صلاة الجماعة والتراويح طوال هذا الشهر، وتسهر الناس ليلا على المقاهي وفي البيوت ويقومون بممارسة ألعاب خفيفة جماعية للتسلية والترويح مع بعضهم البعض، وتتزين وجهات المساجد وتتلألأ أنوار المآذن وكذلك وجهات المحلات وتدب الحركة الكبيرة في الشوارع في معظم المدن المغربية، وتستعيد العلاقات المغربية الدفء الأسري خلال هذا الشهر حيث يعود الكثير من المهاجرين من أوروبا خلال شهر رمضان وتكون هذه فرصة للم شمل الأسرة والأصدقاء، وقد جرت العادة أن المغاربة يسمون رمضان بلهجتهم الخاصة بسيدنا رمضان لتفضيله على باقي الشهور، وقد جرت العادة أن يفطر المغاربة على التمر والحليب والبيض المسلوق وبعض الفطائر ومنها ما يسمى بالمسمن مع وجود طبق الحريرة المغربية الشهير الذي يتم تناوله دافئا وهي عبارة عن شوربة من التوابل والشعرية واللحم الخفيف التي تصنع بشوربة اللحوم وتقدم في أطباق فخارية مزخرفة بالزخارف الإسلامية وتتميز بها المغرب وبلدان شمال أفريقيا ثم يتناولون أيضا الشاي الأخضر مع النعناع ويقدم في أكواب وأباريق خاصة تضفي الطابع الروحاني للعبادة والإفطار وهي من المظاهر التقليدية الموروثة والأصيلة عند هذا الشعب، ويتفنن أهل المدن والقرى في صناعة الشاي الأخضر وتقديمه بمذاق لا يضاهيه مثيل آخر، وبعد الإفطار يذهبون إلى الصلاة ثم يعودون لتناول وجبة الإفطار الرئيسية وتعتبر المغرب من البلاد الغنية بأنواع أطعمتها المختلفة ومذاقها الخاص لحرصهم على تقديم الكثير من

الأطعمة الدسمة داخل الطواجن الفخارية مع التفنن في تقديم الحلوى الرمضانية ومنها الشباكية والمقروض وقلب اللوز والكسكسي والزلابية وغيرها من الكثير من الأنواع ذات الألوان الجميلة التي تباع بالمحلات والأسواق المغربية، وتظل الحريرة المغربية علامة مميزة لشهر رمضان، وعند السحور يقوم المسحراتي أو الطبال بتسحير الصائمين في الكثير من المدن والأحياء المغربية، ورغم الحداثة فمازالت تلك العادة حاضرة في كل حي وزقاق، ويفضل الناس الإفطار في البيوت ثم الذهاب للمساجد، وعندما يقابلون المغربة بعضهم البعض فإنهم يقولون لبعضهم صيام مقبول أو عواشر مباركة، وعند الإفطار صح فطورك ويعتبر شهر الصوم في المغرب فرصة طيبة لزيادة العبادة والتقرب إلى الله وفرصة للتزاور وصلة الرحم مما يضفي على هذا البلد طابع تراثي ديني ذو مظاهر احتفالية كبيرة تنتشر في كل بقعة من بقاعها لتظل المغرب صورة حية للتراث الممتد عبر أزمنة التاريخ الإسلامي.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: شهر رمضان شهر رمضان الكريم تعلم شهر رمضان أسئلة عن شهر رمضان دعاء شهر رمضان أدعية شهر رمضان ادعية شهر رمضان الصيام في شهر رمضان ما هو شهر رمضان نهار شهر رمضان دعاء ليلة 27 رمضان شهر رمضان في المغرب الکثیر من شهر رمضان هذا الشهر

إقرأ أيضاً:

الرئيس اليمني في خطاب للشعب بمناسبة شهر رمضان : الأمة التي تجتمع على الخير لا تهزم أبدا

عدن (الجمهورية اليمنية) - دعا الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، ابناء الشعب اليمني، وقواه الوطنية الى وحدة الصف، ونبذ الفرقة، واعلاء قيم التكافل، والتراحم، كما دعا القطاع الخاص ومجتمع المال والاعمال، والمبادرات المجتمعية الى مضاعفة برامجهم الخيرية، ومساعدة المحتاجين، خصوصا خلال شهر رمضان المبارك، حيث تشتد الحاجة الى حشد كافة الامكانيات الحكومية، والاهلية للتخفيف من وطأة الازمة الانسانية التي صنعتها المليشيات الحوثية الارهابية المدعومة من النظام الايراني، وفقا لـ(سبأ).

وهنأ رئيس القيادة الرئاسي اليمني باسمه وإخوانه اعضاء المجلس، والحكومة، في خطاب بمناسبة شهر رمضان المبارك، كافة ابناء الشعب اليمني في الداخل والخارج بحلول الشهر الكريم الذي جعله الله رحمةً لعباده، وفرصةً للتقوى، والتكاتف، والتآزر، سائلا الله سبحانه وتعالى أن يجعله شهر خير وبركة، وأن يعيده وقد تحقق للشعب اليمني كل ما يصبوا إليه من تطلعات في النصر، واستعادة مؤسسات دولته، وامنه، واستقراره.

كما وجه الرئيس العليمي في الخطاب الذي القاه نيابة عنه وزير الاوقاف والارشاد الدكتور محمد شبيبة، تهنئة خاصة لأبطال القوات المسلحة والامن، والمقاومة الشعبية، وكافة التشكيلات العسكرية المرابطين في الجبهات، وميادين العزة والكرامة، والى أولئك المناوبين في مختلف مرافق الخدمة العامة خلال الشهر الفضيل، مجددا الشكر لكافة المكونات الوطنية، والاشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة، ومنابر الوعي في الداخل والخارج الذين كان لهم جميعا ابلغ الأثر في تعزيز الصمود الاسطوري.

وقال فخامة الرئيس اليمني:" في هذه الأيام والليالي المباركة، ندعو الجميع وفي المقدمة فاعلي الخير من رجال الاعمال والقطاع الخاص إلى اعلاء قيم التراحم، وإغاثة الملهوفين، ومضاعفة تدخلاتهم الانسانية للأسر المتضررة، فالأمة التي تجتمع على الخير، والتكافل لا تُهزم أبدًا".

اضاف:" يحل علينا هذا الشهر الفضيل، وما يزال شعبنا يعاني تداعيات حربٍ ظالمة، فرضتها مليشيات إرهابية انقلابية بدعم من النظام الإيراني، مسخرة في ذلك كل وسائل الترهيب، والتخريب لتجريف سبل العيش، واعاقة أي فرصة من جانب الحكومة، والمجتمع الإقليمي والدولي لتخفيف المعاناة الإنسانية المؤلمة".

واكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي بأنه واخوانه أعضاء المجلس، على إدراك تام بهول آثار الازمة الاقتصادية، والخدمية، والوجع المتفاقم المعبر عنه في الفعاليات السلمية، والاصوات الحرة، وأنات الأمهات والأطفال في كل شبر من ربوع وطننا الحبيب، مجددا العهد بعدم ادخار أي جهد في سبيل التخفيف من المعاناة التي صنعتها المليشيات الارهابية الحوثية التي كانت تراهن بتدمير المنشآت النفطية وايقافها عن التصدير، على انهيار كامل للأوضاع في غضون أيام.

ونوه العليمي بقوة، وصلابة ابناء الشعب اليمني وصمودهم في وجه ذلك المخطط الإرهابي الذي باء بالفشل رغم ما خلفه من ازمة تمويلية، جراء فقدان الدولة أكثر من 60 بالمائة من مواردها العامة، ومصدرها الرئيسي لتغذية إحتياطياتها من النقد الأجنبي.

وقال:" ها نحن اليوم أكثر صمودا بعد نحو عامين ونصف من تلك الهجمات الاجرامية، وباقون على العهد والوعد بتحويل الازمات الى فرص للنصر الناجز بعونه تعالى".

وجدد  الرئيس اليمني في هذا الشهر الكريم تذكير المواطنين في المناطق التي ترزح غصبا تحت سلطة المليشيات الارهابية، بأن الحكومة بذلت كل جهد، وقدمت كل التنازلات الممكنة، من أجل تحسين أوضاعهم، واستئناف دفع مرتباتهم.

استدرك قائلا:" لكن هذه الجماعة لا تريد للشعب اليمني إلا الفقر، والقهر، والهوان"، مجددا التأكيد على الوقوف الى جانب المواطنين في المناطق الخاضعة بالقوة للمليشيات الارهابية، ودعم ارادتهم، واحلامهم بأن هذا القيد آن له ان ينكسر.
وقال" إننا نؤمن أن الليل مهما طال، فإن الفجر قادم، وأن اليمن سينهض رغم كل المحن".

على الصعيد القومي، اشار فخامة الرئيس الى تلبيته دعوة اخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة لحضور القمة العربية غير العادية المرتقبة بالقاهرة في 4 مارس المقبل، وذلك تأكيدا لموقف اليمن الثابت الى جانب الشعب الفلسطيني، ورفض كافة المشاريع الرامية الى تهجيره، وتصفية قضيته العادلة.

كما شدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي على توجيهاته بهذه المناسبة الدينية العظيمة، الى الجهات المعنية بالإفراج الفوري عن السجناء الذين امضوا ثلاثة أرباع مدة العقوبة او نصفها، والنظر في الإفراج بالضمان التجاري عن المحبوسين على ذمة الحقوق الخاصة، مع تشكيل لجان في المحافظات من النيابات، والسلطات المحلية والغرف التجارية لمساعدة المعسرين.

وفيما يلي نص الخطاب:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”. والصلاة والسلام على اصدق انبيائه المرسلين.

أيها الإخوة المواطنون، أيتها الأخوات المواطنات، في الداخل والخارج،،

أهنئكم جميعًا، باسمي، وإخواني اعضاء مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة، والغفران، والعتق من النار.. الشهر الذي جعله الله رحمةً لعباده، وفرصةً للتقوى، والتكاتف، والتآزر.

وهي تهنئة خاصة لأبطال القوات المسلحة والامن، والمقاومة الشعبية، وكافة التشكيلات العسكرية المرابطين في الجبهات، وميادين العزة والكرامة، والى أولئك المناوبين في مختلف مرافق الخدمة العامة خلال الشهر الفضيل الذي نسأله سبحانه وتعالى أن يجعله شهر خير وبركة، وأن يعيده علينا وقد تحقق لشعبنا كل ما يصبو إليه من تطلعات في النصر، واستعادة مؤسسات دولته، وامنه، واستقراره.

وأنها فرصة أيضا ان نجدد في كل مناسبة الشكر لكافة المكونات الوطنية، واشقائنا في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة، ومنابر الوعي في الداخل والخارج الذين كان لهم جميعا ابلغ الأثر في تعزيز هذا الصمود الاسطوري.

أيها الإخوة والأخوات المواطنون،،
هذا الشهر العظيم اختصه الله بفضائل جليلة، وجعله ميدانًا للطاعات، والتقرب اليه سبحانه وتعالى، وسبيلاً لمغفرة الذنوب ورفع الدرجات، فطوبى لمن استغله في مرضاته تعالى بالخيرات، والأعمال الصالحات.
"شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْءَانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٍۢ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍۢ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون".

إن شهر رمضان ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب والملذات، بل هو مدرسة إيمانية يتربى فيها المسلم على الصبر، والتقوى، ويزداد فيها التقرب من الله عز وجل بالصيام والقيام، وقراءة القرآن، والإحسان إلى الفقراء، والمحتاجين.

وهو فرصة عظيمة لتجديد العهد مع الله، ولإحياء قيمنا الإسلامية النبيلة التي تدعو إلى التكافل والتراحم والتآخي بين أبناء المجتمع.

أيتها الأخوات أيها الإخوة الاحرار في كل مكان،،
يحل علينا هذا الشهر الفضيل، ومايزال شعبنا يعاني تداعيات حربٍ ظالمة، فرضتها مليشيات إرهابية انقلابية بدعم من النظام الإيراني، مسخرة في ذلك كل وسائل الترهيب، والتخريب لتجريف سبل العيش، واعاقة أي فرصة من جانب الحكومة، والمجتمع الإقليمي والدولي لتخفيف المعاناة الإنسانية المؤلمة.
انني واخواني أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، على إدراك تام بهول آثار الازمة الاقتصادية، والخدمية، والوجع المتفاقم المعبر عنه في فعالياتكم السلمية، واصواتكم الحرة، وأنات الأمهات والأطفال في كل شبر من ربوع وطننا الحبيب.

لقد كانت المليشيات الارهابية تراهن بتدمير المنشآت النفطية وايقافها عن التصدير، على انهيار كامل للأوضاع في غضون بضعة أيام، بعدما فقدت الدولة أكثر من 60 بالمائة من مواردها العامة، ومصدرها الرئيسي لتغذية احتياطياتها من النقد الأجنبي.

لكن ذلك المخطط الإرهابي رغم ما خلفه من ازمة تمويلية، باء بالفشل بفضل صبركم، ووعيكم، ودعم الاشقاء والأصدقاء.. وها نحن اليوم أكثر صمود بعد نحو عامين ونصف من تلك الهجمات الاجرامية، وباقون على العهد والوعد بتحويل الازمات الى فرص للنصر الناجز بعونه تعالى.

اعلم ان هذا هو ليس الوقت المناسب للحديث عن المزيد من الوعود، لان الأولوية هي الان للخبز والماء، والدواء، والخدمات الحيوية، وهو ما نعمل عليه اليوم، ولن ندخر أي جهد في سبيل التخفيف من المعاناة، دون النكوص عن التزامات المعركة الوطنية لاستعادة مؤسسات الدولة، واسقاط الانقلاب باعتباره جذر الازمة، وصانعها.

ونحن اليوم أكثر يقينًا بأن النصر قادم، وأن هذا المشروع العنصري الى زوال، الامر الذي يتطلب منا جميعا الاستعداد لما قد يكون أصعب، واشد في مواجهة الارتدادات المحتملة لأزمة المليشيات الإرهابية، وداعميها في النظام الإيراني.

ايتها المواطنات أيها المواطنون،،
اننا على ثقة ان سنوات الحرب العجاف، كشفت لكم مخططات المليشيات الإرهابية لجعل بلدنا بعيدا عن ركب التطور الهائل الذي يشهده العالم من حولنا.

إن التحديات التي تواجه بلدنا لم تقتصر على تداعيات الانقلاب الغاشم في الداخل فقط، وانما امتدت إلى محاولات جعل اليمن ساحة ابتزاز للمجتمع الدولي، عبر تهديد الممرات المائية في البحر الأحمر، وخليج عدن، ضمن الاجندة الإيرانية المكشوفة لزعزعة امن واستقرار المنطقة، وتصفية قضاياها العادلة.

ولذلك، فقد كانت الازمة الاقتصادية، والتهديدات المتزايدة للأمن البحري في قلب مشاوراتنا مع الحلفاء والأصدقاء، وكافة الفاعلين الإقليميين والدوليين.

اننا في ذلك لا نستجدي الدعم العسكري كما يعتقد البعض، بل كف الأذى الإيراني عن بلدنا، لإن ايماننا بقضيتنا، وثقتنا بعزيمة شعبنا، وشجاعة جيشنا لا حدود لها في صناعة الغد المشرق الذي تستحقون.

ان هذه الاتصالات الدبلوماسية المثمرة، الذي نقودها، واخواني أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، هي جزء اصيل من سياسة الدفاع المشترك، في مواجهة عدو إقليمي مشترك، وحماية مصالح مشتركة.

وبالتالي فقد أكدنا ان هذه الشراكة، يجب ان تبدأ وفقا للالتزامات الدولية، بدعم قدرات الحكومة، العضو في الأمم المتحدة في حماية أراضيها، ومنع تحويلها الى منصة تهديد للسلم، والامن الدوليين.

وعلى الصعيد القومي فقد لبينا دعوة اخي فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية لحضور القمة العربية غير العادية المرتقبة خلال أيام في القاهرة، تأكيدا لموقف شعبنا الثابت الى جانب الشعب الفلسطيني، ورفض كافة المشاريع الرامية الى تهجيره، وتصفية قضيته العادلة، التي سنواصل بكل اخلاص الدفاع عنها، وحق شعبها المناضل في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة.

أيها اليمنيون الأحرار في كل مكان،،
نجدد في هذا الشهر الكريم تذكير أهلنا في المناطق التي ترزح غصبا تحت سلطة المليشيات الارهابية، اننا بذلنا كل جهد، وقدمنا كل التنازلات الممكنة، من أجل تحسين أوضاعكم، واستئناف دفع مرتباتكم، لكن هذه الجماعة لا تريد للشعب اليمني إلا الفقر، والقهر، والهوان.

إن هذه الحرب التي فرضتها المليشيات عليكم، وهذه الجبايات التي تستنزفكم، والجرائم، والاعتقالات التي ترتكبها بحقكم، ليست إلا جزءًا صغيرا من مشروعها الاوسع، القائم على العبودية، والعنصرية، والاستبداد، وإعادة اليمن قرون الى الوراء.

لذلك فإن أحد المداخل الحاسمة لأنهاء هذا العبث، الذي يصادر أحلامكم، ومستقبل ابنائكم، يرتكز على وقف تغذية المجهود الحربي للمليشيات بالمال، والرجال، والسلاح، والتمسك بمبادئ الحق، والعدل، والحرية، والمواطنة المتساوية.

ولعلكم تشاهدون الحراك الاجتماعي الواسع في المحافظات المحررة، كمؤشر للحياة والحريات المكفولة بموجب الدستور والقانون، وليس تعبيرا عن الفوضى كما تحاول ان تصورها منابر المليشيات.. وأننا هنا لا نحملكم فوق طاقتكم تحت ضغط القوة الغاشمة، وانما لتأكيد الوقوف الى جانبكم، ودعم ارادتكم، واحلامكم بأن هذا القيد آن له ان ينكسر.

أيتها الإخوات.. ايها الاخوة المواطنون،،
يعلمنا هذا الشهر الفضيل الصبر في المحن، والانصاف، وقول الحق، وصون اللسان، والأقلام عن الخوض في الاشاعات، والتضليل، وعدم استخدام نعمة التكنولوجيا، ووسائل التواصل الاجتماعي في التحريض، وتكريس الفرقة والشقاق، بل توظيفها فيما ينفع الناس، وتجديد الأمل بمستقبل أفضل تتحقق فيه تطلعاتهم في إنهاء كابوس الإمامة، واستعادة الأمن والاستقرار، والسلام بمشيئته تعالى.

وفي هذه الأيام والليالي المباركة، ندعو الجميع وفي المقدمة فاعلي الخير من رجال الاعمال والقطاع الخاص إلى اعلاء قيم التراحم، وإغاثة الملهوفين، ومضاعفة تدخلاتهم الانسانية للأسر المتضررة، فالأمة التي تجتمع على الخير، والتكافل لا تُهزم أبدًا.

وقد وجهنا بهذه المناسبة الدينية العظيمة، الجهات المعنية بالإفراج الفوري عن السجناء الذين امضوا ثلاثة أرباع مدة العقوبة او نصفها، والنظر في الإفراج بالضمان التجاري عن المحبوسين على ذمة الحقوق الخاصة، مع تشكيل لجان في المحافظات من النيابات، والسلطات المحلية والغرف التجارية لمساعدة المعسرين.

أيها الشعب اليمني العظيم،،
إننا نؤمن أن الليل مهما طال، فإن الفجر قادم، وأن اليمن سينهض رغم كل المحن.

وأننا نسأل الله عزّ وجل في هذه الليلة المباركة أن يوفقنا لاغتنام أيام رمضان ولياليه بحسن طاعته، وأن يديم علينا التوفيق والسداد، كما نسأله تعالى الرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للمعتقلين، وان يحفظ بلدنا وشعبنا، وسائر الشعوب والبلدان من كل مكروه وسوء، تقبل الله منا جميعا صيامنا وقيامنا.. إنه سميع مجيب.

رمضان كريم.. وكل عام وأنتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • حدث في ثاني يوم رمضان.. اعرف أهم الأحداث التاريخية التي وقعت فيه
  • موعد ٱذان المغرب ثاني يوم رمضان
  • المغرب الدولة العربية الوحيدة التي أعلنت الأحد أول أيام رمضان
  • الرئيس اليمني في خطاب للشعب بمناسبة شهر رمضان : الأمة التي تجتمع على الخير لا تهزم أبدا
  • استقبال خاص للمعتمرين .. مصر للطيران تشارك المسافرين أجواء رمضان الاحتفالية على الطائرات
  • تعرف على الدول العربية التي أعلنت غدا السبت أول أيام شهر رمضان
  • الملاعب المغربية تستضيف 12 مباراة للمنتخبات الأفريقية ضمن تصفيات مونديال 2026
  • جولات ميدانية.. وزير الأوقاف يتفقد مسجد السيدة سكينة استعدادا لشهر رمضان.. صور
  • وزير الأوقاف ومحافظ القاهرة يتفقدان مسجد السيدة نفيسة استعدادًا لشهر رمضان
  • أحياء جازان تتنافس في تزيين الحارات استعدادًا لشهر رمضان بأجواء إبداعية وروح مجتمعية