ما تداعيات قرار نقل مقرات البنوك من صنعاء إلى عدن.. وهل الأخيرة جاهزة وآمنة؟ (تقرير)
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
أمهل البنك المركزي اليمني الثلاثاء، جميع البنوك 60 يوما لنقل مقراتها الرئيسية من العاصمة صنعاء (الخاضعة لسيطرة الحوثيين) إلى عدن التي تتخذها الحكومة الشرعية عاصمة مؤقتة للبلاد، وسط مخاوف من تداعيات ذلك في تعميق الانقسام الاقتصادي.
وأكد محافظ البنك المركزي أحمد غالب في قرار نشره على الموقع الرسمي للبنك- اتخاذ الإجراءات بحق البنوك المخالفة طبقا لأحكام قانون مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب النافذة ولائحته التنفيذية.
وعزا القرار هذا الاجراء إلى ما تتعرض له البنوك والمصارف التي تتخذ من صنعاء مركزا رئيسا لها من إجراءات غير قانونية من قبل جماعة مصنفة على لائحة الارهاب الأمر الذي يعرض البنوك والمصارف لمخاطر تجميد حساباتها وإيقاف التعامل معها خارجيا.
وأشار إلى ما قامت به جماعة الحوثي من إجراءات لإصدار عملات غير قانونية إخلالا بالنظام المالي والمصرفي في البالد ومنع البنوك والمصارف والمؤسسات المالية من التعامل بالعملة الوطنية، لافتا إلى إصدارها تشريعات غير قانونية لتعطيل العمل بالقوانين المصرفية ومنع المعاملات البنكية والتدمير الممنهج لمكونات القطاع المصرفي.
وأكد البنك المركزي، أن هذا القرار من شأنه تمكين البنك المركزي من أداء مهامه الرقابية وممارسته وفقاً للقانون.
وكان البنك المركزي اليمني في عدن قد حذر الأسبوع الماضي جميع الجهات والمؤسسات والأفراد من تداول أي عملة "مزورة"، صادرة من فرع البنك في صنعاء الخاضع لجماعة الحوثي وذلك في أعقاب الإعلان عن إصدار عملة نقدية جديدة من فئة 100 ريال يمني وطرحها للتداول في الأسواق.
ويرى خبراء في الاقتصاد استطلع رأيهم "الموقع بوست" أن إجراء البنك المركزي بحق البنوك في صنعاء، خطوة إيجابية لكنها جاءت متأخرة.
واعتبر الخبراء القرار بأنه "مهم" لاستعادة السيادة على العملة والاقتصاد الوطني، وإن جاء متأخراً عقد من الزمن، لكن الكثير منهم أجمعوا بالتساؤل: هل عدن عاصمة لكل اليمنيين؟ وهل أجهزة الدولة متمكنة فيها لحماية اليمنيين وأموالهم؟ فنقل البنوك يعني نقل رأس المال اليمني وانتقال مركز الاقتصاد.
خطوة ايجابية لحماية القطاع المصرفي من تعسفات الحوثيين
وفي الشأن ذاته قال الصحفي المهتم في الشأن الاقتصادي، وفيق صالح "في الحقيقة هذا القرار تأخر كثيراً، مثل هذه الخطوة كان يفترض أن يقوم بها مركزي عدن عقب حظر الحوثيين للطبعة الجديدة من العملة".
في حديثه لـ "الموقع بوست"، يضيف صالح "المسألة ممارسة البنك المركزي لمهامه وإدارة النشاط المالي والمصرفي وتنفيذ السياسة النقدية، وأيضا حماية القطاع المصرفي من الممارسات والإجراءات الحوثية المدمرة والتي تؤدي بالمجمل إلى افلاس البنوك والمصارف".
وأردف "مصداقية البنك المركزي اليمني في عدن، على المحك الآن بعد قراره بضرورة نقل المقرات الرئيسية من صنعاء، ومتابعة استكمال إجراءات نقل المقرات الرئيسية للبنوك إلى عدن، وتنفيذ هذا القرار فعلياً على الواقع، سيعيد له الاعتبار وسيمكنه من فرض سياسته النقدية دون عوائق".
هل عدن جاهزة وآمنة لاستضافة البنوك؟
الصحفي المهتم بالشأن الاقتصادي، ماجد الداعري، اعتبر القرار مهما، وقال إن "محافظ البنك المركزي أحمد غالب، يبدأ أول خطوات معركة كسر عظم كانت متوقعة منه مع صنعاء، على خلفية قيام الحوثيين بطباعة عملة معدنية غير قانونية فئة 100ريال وطرحها للتداول في مناطقهم".
في حديثه لـ "الموقع بوست" يقول الداعري إن مركزي عدن يتخذ قرارا مهما ومزمنا سبق وأن تهربت منه كل الادارات الخمس التي تعاقبت على إدارة البنك المركزي اليمني منذ قرار نقل عملياته الرئيسية من صنعاء إلى عدن 2016م وكان مفترضا صدوره منذ قرار النقل لبنك البنوك وفقا للمقتضيات القانونية والمصرفية والعملية المترتبة على قرار نقل المركز الرئيسي للبنك المركزي اليمني".
وأضاف "حتى لا يعتبر القرار الصادر اليوم من المحافظ غالب مجرد تلاعب بمشاعر الشعب ومناورة مع تلك البنوك او مجرد تهديد للحوثيين، فقد قضى القرار المزمن بتحديد 60 يوما لنقل كل البنوك التجارية والمصارف الإسلامية وبنوك التمويل الأصغر المحلية الأجنبية العاملة باليمن، لمراكزها الرئيسية من صنعاء إلى عدن بشكل واضح وقاطع وصريح".
وتابع "ما يعني توعد المخالفين من البنوك والمصارف المتمسكين بصنعاء بعقوبات جدية غير مسبوقة، وقائمة سوداء كفيلة بإنهاء أي اعتراف أو تراخيص لتلك البنوك وايقاف أي تعاملات مصرفية خارجية لتلك البنوك، التي أصبحت تعيش الآن بين ناري الامتثال لقرار البنك المركزي اليمني المعترف به دوليا بالنقل من صنعاء ولو بالاكتفاء باستمرار شرعيتها وتراخيصها وأصول فروعها بالمناطق المحررة، او البقاء الانتحاري بصنعاء وخسارة كل شيء من أصول وتراخيص وتعاملات خارجية، بعد أن رفع القرار المتأخر كثيرا من البنك المركزي أي مشروعية لاستمرار أي بنك أو مصرف بصنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين".
وختم الداعري حديثه بالقول: لكن السؤال الأهم.. هل عدن جاهزة آمنة مستقرة لاستضافة البنوك وتوفير بيئة عمل مصرفية آمنة؟
قرار سياسي ليس له وزن
لكن المحلل السياسي الموالي للمجلس الانتقالي الجنوبي، لطفي شطارة، يستبعد أي تغيير سيحدثه القرار، وقال إن "قرار البنك المركزي ليس له أي وزن مالي، أو أنه سيحدث تغييرا في السياسة النقدية أو تأثيرا لدى البنوك".
وأضاف "للأسف القرار سياسي وبراءة ذمة من قيادة البنك بعد وصول الوضع المالي إلى طريق مسدود". مشيرا إلى أن تحسين الوضع المالي واستقرار العملة بحاجة إلى الاستعانة بإدارة بيوت خبرة خارجية برئاسة شخصية مالية نزيهة، حد قوله.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن عدن البنك المركزي صنعاء اقتصاد البنک المرکزی الیمنی البنوک والمصارف الرئیسیة من غیر قانونیة من صنعاء إلى عدن
إقرأ أيضاً:
قبل قرار البنك المركزي.. ما هي توقعات «HC» لسعر الفائدة في مصر؟
تتوقع إدارة البحوث المالية بشركة «إتش سي» للأوراق المالية والاستثمار، أن تبقى لجنة السياسات النقدية في البنك المركزي المصري على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعها يوم الخميس 21 نوفمبر 2024.
البنك المركزي المصري يتجه لتثبيت سعر الفائدة
وقالت محلل الاقتصاد الكلي بشركة اتش سى، هبة منير، إن مصر شهدت استقرارًا في موقفها الخارجي بل وتحسن في بعض المؤشرات، منها،
- ارتفع صافي احتياطي النقد الأجنبي بنحو 205 مليون دولار أمريكي على أساس شهري في أكتوبر إلى 46.94 مليار دولار أمريكي من 46.737 مليار دولار أمريكي في سبتمبر.
- زيادة مركز صافي أصول القطاع المصرفي المصري من العملة الأجنبية بنسبة 6.0% على أساس شهري إلى 10.3 مليار دولار أمريكي في سبتمبر، مقارنة بمركز صافي التزامات للقطاع المصرفي من العملة الأجنبية بلغ 26.8 مليار دولار أمريكي في نفس الشهر من العام السابق.
- انخفاض مؤشر قيمة مبادلة مخاطر الائتمان في مصر لمدة عام واحد إلى 349 نقطة أساس حاليًا، من 857 نقطة أساس في الأول من يناير.
وعلى صعيد النشاط الاقتصادي، ارتفع مؤشر مديري المشتريات في مصر بشكل طفيف إلى 49.0 في أكتوبر، بعد أن سجل 48.8 في سبتمبر، ليظل دون مستوى الـ 50.0، مما يشير إلى استمرار حالة عدم نمو القطاع غير النفطي في مصر.
وتابعت في تقرير حديث، أظهرت المكونات الفرعية لحساب مؤشر مديري المشتريات مؤشرات مختلطة، حيث كان مكوني الإنتاج والطلبات الجديدة فقط السبب في بقاء قيمة المؤشر دون مستوي الـ 50.050 نقطة، وعلى الرغم من انخفاض معدل التضخم في أكتوبر إلى 26.5%، أي أقل من توقعاتنا البالغة 28.5%، بالرغم من زيادة أسعار البنزين بنسبة 11-13% والسولار بنسبة 17% في منتصف أكتوبر، إلا أننا نتوقع استمرار الضغوط التضخمية، حيث من المتوقع أن يشهد شهر نوفمبر التأثير الكامل لزيادة أسعار الطاقة.
وأضافت: نرى أيضًا أن حجم التدفقات المستفيدة من فروق السعار في مصر لا تزال جذابة نظرًا لعدم وجود توقعات بتراجع كبير في قيمة الجنيه المصري حتى نهاية العام وفي عام 2025، وتقديراتنا لسعر الفائدة الحقيقي الإيجابي بنسبة 2.9% على متوسط العائد على أذون الخزانة المصرية أجل الـ 12 شهرًا الأخير البالغ 26.241%، «بعد خصم معدل ضريبة بنسبة 15% للمستثمرين الأوروبيين والأمريكيين واستنادًا إلى توقعاتنا لمتوسط معدل التضخم لمدة 12 شهرًا عند 19.4%».
وأكملت: نظرًا للضغوط التضخمية ومتطلبات سداد الديون الخارجية المتوقعة لمصر في نوفمبر بقيمة حوالي 4 مليار دولار أمريكي بناءً على الأخبار المتداولة، وسدادها لمبلغ 1 مليار دولار أمريكي من مستحقاتها لشركات النفط الأجنبية في نوفمبر، نتوقع أن يترك البنك المركزي المصري أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المقبل المقرر في 21 نوفمبر.
تجدر الإشارة إلى أن لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري أبقت على أسعار الفائدة للإيداع والإقراض لليلة واحدة دون تغيير عند 27.25% و28.25% على التوالي في اجتماعها يوم 17 أكتوبر بعد ان كانت قد رفعت سعر الفائدة 600 نقطة أساس في مارس 2024 ليصل بذلك رفع سعر الفائدة إلى 1900 نقطة أساس منذ أن بدأت اللجنة سياسة التشديد النقدي، تمثلت في 300 نقطة أساس في 2022 و 800 نقطة أساس في 2023 ثم 800 نقطة أساس في 2024.
وتسارع معدل التضخم السنوي المصري لمستوى 26.5% على أساس سنوي في أكتوبر مقارنة بـ 26.4% على أساس سنوي في سبتمبر وفقا للبيانات الصدارة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
وارتفعت الأسعار الشهرية بنسبة 1.1% على أساس شهري مقارنة بزيادة بنسبة 2.1% على أساس شهري في سبتمبر.
وعلى الصعيد العالمي، قام الفيدرالي الأمريكي في بخفض سعر الفائدة 25 نقطة أساس إلى 4.50- 4.75% أي إجمالي خفض 75 نقطة أساس بعد أن كان قد رفع السعر 525 نقطة أساس منذ بدء سياسة التشديد النقدي في 2022.
وقام البنك المركزي الأوروبي، بخفض معدل إعادة التمويل الرئيسي للبنك المركزي الأوروبي والفائدة على تسهيلات الإقراض والإيداع الهامشية 25 نقطة أساس في أكتوبر إلى 3.40%، 3.65% و3.25% على التوالي، أي بإجمالي خفض 75 نقطة أساس بعد أن كان قد رفع الفائدة 250 نقطة أساس منذ شروعه في سياسة التشديد النقدي في 2022.
اقرأ أيضاًرئيس الوزراء يتفقد أجنحة البنك المركزي والرقابة المالية و«آي سكور» بمعرض Cairo ICT 24
لتحديد أسعار الفائدة.. اجتماع في البنك المركزي المصري الخميالبنك الأهلي المصري يقود تحالفًا لمنح تمويل 10 مليارات جنيه لصالح شركة مصر للبترولس المقبل