المبادرات الشبابية في تعز اليمنية.. قصص نجاح ملهمة تحدث فرقًا (تقرير خاص)
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من هبة التبعي
من بين ركام الحرب والدمار، تبرز قصص ملهمة لشباب ينبضون بالأمل والإصرار على إعادة بناء مدينتهم المنكوبة، ففي تعز اليمنية، المدينة التي عانت لسنوات من الصراعات والحروب، يُقدم جيل الأمل نموذجًا فريدًا للعمل التطوعي والمسؤولية المجتمعية.
الكثير من المبادرات الشبابية تطلق كل يوم في تعز، تغطي مختلف المجالات من التعليم والصحة الجسدية والنفسية وتوفير الخدمات الإجتماعية إلى الثقافة والفنون.
يبادر شباب تعز لسد الفجوات التي خلفها الحرب والأطراف السياسية وغياب الدولة ليملؤون شوارع المدينة بالحياة والنشاط وتنفيذ المشاريع والأنشطة التي تخدم الوطن والمواطنين والفئات الأشد ضعفا على وجه الخصوص.
أهمية المبادرات
تقول حنين الزكري وهي مؤسسة مبادرات شبابية لـ” يمن مونيتور”: “المبادرات الشبابية في تعز شكلت نقلة نوعية وتغييرات مباشرة وغير مباشرة في تطور المجتمع وتحسين واقعهم، أظهرت أدوار كانت غائبة ومهمشة مثل ذوي الاحتياجات الخاصة والأقليات”.
تضيف الزكري وهي وسيطة إجتماعية أيضا أن المبادرات في تعز لم تقتصر على جانب واحد بل توسعت بكل المجالات، كالأمن الغذائي والرعاية الصحية والتعليم، وبرامج تدريبية ومشاريع ريادية والتمكين المعرفي أو الاقتصادي، كما عملت في تعزيز الوعي بشأن القضايا الاجتماعية كالزواج المبكر والعدالة الاجتماعية من منظور النوع الاجتماعي، إضافة إلى دعم الأطفال نفسيًا في الأعياد خصوصًا
مجموعة حياة
تبرز العديد من المبادرات الشبابية في تعز في مختلف المجالات وكان لهن آثر واضح في المجتمع، من ألمع هذه المبادرات مبادرة (مجموعة حياة) التي تهتم بالتعليم والوعي وبناء القدرات.
ويتطلع المتطوعين في (مجموعة حياة) إلى الريادة في نشر الوعي التعليمي والنهضوي، وتهدف مجموعتهم بشكل رئيسي إلى المساهمة في خدمة العملية التعليمية والإرتقاء بالشباب.
يفيد مشتاق الوجيه الفقيه رئيس المبادرة لـ”يمن مونيتور”، أن مجموعة حياة إحدى المبادرات البارزة التي حققت إنجازات كثيرة في مجال التعليم، حيث قاموا ببرنامج تدريبي للمعلمين على الحاسوب وللمعلمات في نهج القراءة المبكرة، وتدريبات الحساب الذهني لطلبة الأيتام.
ويواصل حديثه لـ”يمن مونيتور”:” قمنا أيضًا بتوفير أحذية للطلبة المتعففين وحقائب وزي مدرسي وكتب وغيرها من المستلزمات، كما وفرنا منظومات شمسية لطلبة الجامعات الساكنين في عزب ومواد غذائية وجافة، لتخفيف من معاناة الطلبة ومساعدتهم في استكمال مرحلتهم التعليمية”.
نفذت هذه المبادرة العديد من المشاريع الأخرى التي لقت رواجًا كبيرًا وإشادة واضحة مثل مشروع “يمن السلام”، “مشروع ود”، “بذرة سلام” وغيرها.
دوافع وأغراض المبادرات
يرى عزام الشميري وهو ناشط مجتمعي ومتطوع لدى الكثير من المبادرات في تعز أن من خلال مشاركته بهذه المبادرات يساهم في خلق وعي مجتمعي بأهمية العمل الطوعي كضرورة ملحة لتعزيز دور المجتمعات وتكوناتها، بالإضافة إلى أن مساهمته تجعله يشعر بالرضا الذاتي وتعزز قدرته على التأثير في المجتمع.
يضيف الشميري لـ “يمن مونيتور” :”المبادرات الشبابية تعزز خبرات الشباب العملية خاصة التي تتناغم مع اهتماماتهم وتكسبهم معارف جديدة ومهارات مما يجعلهم مؤهلين للعمل في مؤسسات ومنظمات حكومية ودولية”.
“التقدير المجتمعي، الردود الإيجابية، الابتسامة من الفئات المستهدفة هي الحافز الأول والدافع الأول لإنخراطي بالعمل التطوعي مع المبادرات” يقول الشميري.
غياب الدولة وحضور لشباب
“مع استمرار الحرب والحصار في تعز وغياب الدور المأمول من مؤسسات السلطة المحلية على الوجه المطلوب للقيام بواجباتها في تقديم الخدمات العامة، أنبرى الشباب لتأسيس عدد من المبادرات التي أسهمت في إيجاد حلول ولو جزئية لعديد من القضايا والمشكلات الناجمة من الحرب والحصار وتسليط الأضواء على ما يحتاجه المجتمع ولفت أنظار السلطات المحلية والجهات الحكومية لها فضلا عن المنظمات المحلية والدولية” يحلل عبدالواسع الفاتكي.
ويسترسل الفاتكي وهو صحافي ومحلل سياسي، أن “الشباب يبذل جهودًا كبيرة من خلال تلك المبادرات؛ لتقديم رؤى وتصورات للجهات ذات العلاقة ولتشكيل رأي مجتمعي ضاغط يهدف للتسريع في حلحلة عدد من القضايا المعيشية أو الملفات الحقوقية من قبيل استقرار أسعار الغاز المنزلي وتوفيره ووضع ضوابط لارتفاع الإيجارات وتصدير مشكلة غياب الكهرباء الحكومية للواجهة سعيا منهم للدفع بالسلطة المحلية والحكومة لتوفير الكهرباء الحكومية وتخليص المواطنين من جشع واستغلال الشركات التجارية الكهربائية الخاصة”.
تحديات صعبة
لكن مشتاق الفقيه، يقول إنه على “الرغم من أهمية دور المبادرات وما تحققه من فائدة للمجتمع إلا أننا نعاني كثيرًا في سبيل تنفيذ المشاريع التطوعية”.
ويفيد في هذا الشأن، بـ”أن أكبر عائق يقف في طريقهم هو عملية الحصول على دعم وتمويل مستمر لأنشطتهم ومشاريعيهم، وكذلك فهم لا يمتلكون مقر دائم للمجموعة ليستطيعوا العمل فيه بادراه مؤسسية.
وأضاف “المشاريع المنفذة من قبل المبادرات هي تطوعية بالكامل ولا تعود على الشباب المنفذين بأي فائدة مادية، لذا ينشغل الشباب بالأعمال التي تضمن لهم عائد مادي ويعيطوا الوقت القليل للإنضمام لهكذا مبادرات وهذه تعتبر عائقًا أيضًا، فلو كان هنا من يهتم بالمبادرات بشكل أساسي ويعطي المتطوع أيضًا مبلغ بدل وقته لأنخرط الشباب في المبادرات بشكل أكبر ولاستغلال طاقتهم الشبابية في تنفيذ هكذا مشاريع وأعمال تعود إيجابيا على المجتمع”.
ويرى مؤسس مبادرة مجموعة حياة أن نشوء العديد من المبادرات آخر همها خدمة المجتمع ولها أغراض مختلفة يتحفظ عن الإفصاح بها، عكس صورة سيئة عن المبادرات يقلل فرصة حصول المبادرات على الدعم المادي من الجهات الممكنة.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: التطوع الحرب المبادرات الشبابية اليمن تعز مبادرات المبادرات الشبابیة من المبادرات الشبابیة فی مجموعة حیاة یمن مونیتور فی تعز
إقرأ أيضاً:
مجلس الشباب المصري يصدر تقريرًا حول الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان بمصر
أكد الدكتور محمد ممدوح رئيس مجلس أمناء مجلس الشباب المصري، وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، أن إصدار تقرير حول الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان، يأتي دعمًا لجهود الدولة المصرية في تعزيز الالتزامات الوطنية بالحفاظ على ما تم إنجازه في هذا الملف الحيوي الذي تعبر فيه الدولة عن تطلعاتها لتطويره واستعراض منجزاته بما لا يدع مجالًا للشك على رغبة الدولة المصرية في استكمال طريق بناء الإنسان المصري على مختلف المستويات.
وتناول التقرير الذي أصدرته وحدة البحوث والدراسات بمجلس الشباب المصري التوصيات التي قدمتها الدول خلال الدورة الحالية والردود المقدمة من الوفد المصري على هذه التوصيات وذلك بعد الاستعراض الذي قدمه ممثلو الدولة المصرية بشأن تطور ملف حقوق الإنسان بمختلف مجالاته خاصة أن هناك ثناء كبير على ما قدمته مصر من جهود في تعزيز هذا الملف وأن التوصيات التي قدمتها الدول تأتي في إطار البناء على ما تم إنجازه.
وتضمن التقرير ما شهدته الجلسات من مشاركة الدول حول هذا الملف وما قدمته من توصيات التي تضمنت 27 موضوع من أهمها تعزيز عمل المؤسسات الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني والتنمية الاقتصادية، والحقوق المدنية والسياسية، ومكافحة الفقر والفساد، وحقوق المرأة والطفل وذوي الإعاقة وقوانين العمل والمساواة والتعليم والرعاية الصحية.
وتم تقسيم التوصيات المتعلقة بكل دولة على أساس قاري، بالإضافة إلى تقسيم الفئات المستهدفة التي شملتها التوصيات كالمرأة والطفل واللاجئين والمجتمع المدني والشباب وغيرها من الفئات الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، تناول التقرير المجالات الخاصة بالتوصيات على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية والتشريعية بما يوفر نظرة شاملة حول مجريات ما تم مناقشته خلال الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان.
وأشار ممدوح، إلى أن ما يتم في جنيف خلال الاستعراض الدوري الشامل ليس محاكمة للدولة المصرية بل هو فرصة للنقاش واكتساب الخبرات في هذا الملف وهو ما يؤكده عرض الوفد المصري للمخرجات التي تم تنفيذها على مدار الأربع سنوات الماضية وأن الدولة تمضي قدمًا في طريق مواجهة التحديات وإيجاد حلول جذرية لها بما يتوافق مع التزامات الدولة المصرية والعمل المستمر على هذا الملف.
للأطلاع علي التقرير