يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ من هبة التبعي

من بين ركام الحرب والدمار، تبرز قصص ملهمة لشباب ينبضون بالأمل والإصرار على إعادة بناء مدينتهم المنكوبة، ففي تعز اليمنية، المدينة التي عانت لسنوات من الصراعات والحروب، يُقدم جيل الأمل نموذجًا فريدًا للعمل التطوعي والمسؤولية المجتمعية.

الكثير من المبادرات الشبابية تطلق كل يوم في تعز، تغطي مختلف المجالات من التعليم والصحة الجسدية والنفسية وتوفير الخدمات الإجتماعية إلى الثقافة والفنون.

يبادر شباب تعز لسد الفجوات التي خلفها الحرب والأطراف السياسية وغياب الدولة ليملؤون شوارع المدينة بالحياة والنشاط وتنفيذ المشاريع والأنشطة التي تخدم الوطن والمواطنين والفئات الأشد ضعفا على وجه الخصوص.

أهمية المبادرات

تقول حنين الزكري وهي مؤسسة مبادرات شبابية لـ” يمن مونيتور”: “المبادرات الشبابية في تعز شكلت نقلة نوعية وتغييرات مباشرة وغير مباشرة في تطور المجتمع وتحسين واقعهم، أظهرت أدوار كانت غائبة ومهمشة مثل ذوي الاحتياجات الخاصة والأقليات”.

تضيف الزكري وهي وسيطة إجتماعية أيضا أن المبادرات في تعز لم تقتصر على جانب واحد بل توسعت بكل المجالات، كالأمن الغذائي والرعاية الصحية والتعليم، وبرامج تدريبية ومشاريع ريادية والتمكين المعرفي أو الاقتصادي، كما عملت في تعزيز الوعي بشأن القضايا الاجتماعية كالزواج المبكر والعدالة الاجتماعية من منظور النوع الاجتماعي، إضافة إلى دعم الأطفال نفسيًا في الأعياد خصوصًا

مجموعة حياة

تبرز العديد من المبادرات الشبابية في تعز في مختلف المجالات وكان لهن آثر واضح في المجتمع، من ألمع هذه المبادرات مبادرة (مجموعة حياة) التي تهتم بالتعليم والوعي وبناء القدرات.

ويتطلع المتطوعين في (مجموعة حياة) إلى الريادة في نشر الوعي التعليمي والنهضوي، وتهدف مجموعتهم بشكل رئيسي إلى المساهمة في خدمة العملية التعليمية والإرتقاء بالشباب.

يفيد مشتاق الوجيه الفقيه رئيس المبادرة لـ”يمن مونيتور”، أن مجموعة حياة إحدى المبادرات البارزة التي حققت إنجازات كثيرة في مجال التعليم، حيث قاموا ببرنامج تدريبي للمعلمين على الحاسوب وللمعلمات في نهج القراءة المبكرة، وتدريبات الحساب الذهني لطلبة الأيتام.

ويواصل حديثه لـ”يمن مونيتور”:” قمنا أيضًا بتوفير أحذية للطلبة المتعففين وحقائب وزي مدرسي وكتب وغيرها من المستلزمات، كما وفرنا منظومات شمسية لطلبة الجامعات الساكنين في عزب ومواد غذائية وجافة، لتخفيف من معاناة الطلبة ومساعدتهم في استكمال مرحلتهم التعليمية”.

نفذت هذه المبادرة العديد من المشاريع الأخرى التي لقت رواجًا كبيرًا وإشادة واضحة مثل مشروع “يمن السلام”، “مشروع ود”، “بذرة سلام” وغيرها.

دوافع وأغراض المبادرات

يرى عزام الشميري وهو ناشط مجتمعي ومتطوع لدى الكثير من المبادرات في تعز أن من خلال مشاركته بهذه المبادرات يساهم في خلق وعي مجتمعي بأهمية العمل الطوعي كضرورة ملحة لتعزيز دور المجتمعات وتكوناتها، بالإضافة إلى أن مساهمته تجعله يشعر بالرضا الذاتي وتعزز قدرته على التأثير في المجتمع.

يضيف الشميري لـ “يمن مونيتور” :”المبادرات الشبابية تعزز خبرات الشباب العملية خاصة التي تتناغم مع اهتماماتهم وتكسبهم معارف جديدة ومهارات مما يجعلهم مؤهلين للعمل في مؤسسات ومنظمات حكومية ودولية”.

“التقدير المجتمعي، الردود الإيجابية، الابتسامة من الفئات المستهدفة هي الحافز الأول والدافع الأول لإنخراطي بالعمل التطوعي مع المبادرات” يقول الشميري.

غياب الدولة وحضور لشباب

“مع استمرار الحرب والحصار في تعز وغياب الدور المأمول من مؤسسات السلطة المحلية على الوجه المطلوب للقيام بواجباتها في تقديم الخدمات العامة، أنبرى الشباب لتأسيس عدد من المبادرات التي أسهمت في إيجاد حلول ولو جزئية لعديد من القضايا والمشكلات الناجمة من الحرب والحصار وتسليط الأضواء على ما يحتاجه المجتمع ولفت أنظار السلطات المحلية والجهات الحكومية لها فضلا عن المنظمات المحلية والدولية” يحلل عبدالواسع الفاتكي.

ويسترسل الفاتكي وهو صحافي ومحلل سياسي، أن “الشباب يبذل جهودًا كبيرة من خلال تلك المبادرات؛ لتقديم رؤى وتصورات للجهات ذات العلاقة ولتشكيل رأي مجتمعي ضاغط يهدف للتسريع في حلحلة عدد من القضايا المعيشية أو الملفات الحقوقية من قبيل استقرار أسعار الغاز المنزلي وتوفيره ووضع ضوابط لارتفاع الإيجارات وتصدير مشكلة غياب الكهرباء الحكومية للواجهة سعيا منهم للدفع بالسلطة المحلية والحكومة لتوفير الكهرباء الحكومية وتخليص المواطنين من جشع واستغلال الشركات التجارية الكهربائية الخاصة”.

تحديات صعبة

لكن مشتاق الفقيه، يقول إنه على “الرغم من أهمية دور المبادرات وما تحققه من فائدة للمجتمع إلا أننا نعاني كثيرًا في سبيل تنفيذ المشاريع التطوعية”.

ويفيد في هذا الشأن، بـ”أن أكبر عائق يقف في طريقهم هو عملية الحصول على دعم وتمويل مستمر لأنشطتهم ومشاريعيهم، وكذلك فهم لا يمتلكون  مقر دائم للمجموعة ليستطيعوا العمل فيه بادراه مؤسسية.

وأضاف “المشاريع المنفذة من قبل المبادرات هي تطوعية بالكامل ولا تعود على الشباب المنفذين بأي فائدة مادية، لذا ينشغل الشباب بالأعمال التي تضمن لهم عائد مادي ويعيطوا الوقت القليل للإنضمام لهكذا مبادرات وهذه تعتبر عائقًا أيضًا، فلو كان هنا من يهتم بالمبادرات بشكل أساسي ويعطي المتطوع أيضًا مبلغ بدل وقته لأنخرط الشباب في المبادرات بشكل أكبر ولاستغلال طاقتهم الشبابية في تنفيذ هكذا مشاريع وأعمال تعود إيجابيا على المجتمع”.

ويرى مؤسس مبادرة مجموعة حياة أن نشوء العديد من المبادرات آخر همها خدمة المجتمع ولها أغراض مختلفة يتحفظ عن الإفصاح بها، عكس صورة سيئة عن المبادرات يقلل فرصة حصول المبادرات على الدعم المادي من الجهات الممكنة.

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: التطوع الحرب المبادرات الشبابية اليمن تعز مبادرات المبادرات الشبابیة من المبادرات الشبابیة فی مجموعة حیاة یمن مونیتور فی تعز

إقرأ أيضاً:

تقرير سري: إيران تتحدى المجتمع الدولي نحو تصنيع الأسلحة النووية

كشف تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء، أن إيران تواصل تحديها المجتمع الدولي بخصوص برنامجها النووي.

وقالت وكالة أسوشيتد برس التي اطلعت على التقرير، أن طهران رفعت مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى مستويات قريبة من درجة تصنيع الأسلحة.

وذكرت أسوشيتدبرس أن إيران أصبحت بحلول 26 أكتوبر تمتلك أكثر من 400 رطل (181 كغم) من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المئة، بزيادة قدرها 38.8 رطلا (17.6 كغم) منذ تقرير وكالة الطاقة الذرية  السابق في أغسطس.

ويعد تخصيب اليورانيوم بنسبة مئة في المئة خطوة تقنية قصيرة للوصول إلى مستوى التخصيب اللازم لتصنيع الأسلحة النووية (90 في المئة).

وتُقدّر الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إنتاج سلاح نووي واحد يتطلب حوالي 42 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء 60 في المئة، إذا تم تخصيبه لاحقا إلى درجة نقاء 90 في المئة.

عائلات ضحايا أميركيين في 7 أكتوبر يقاضون إيران رفعت عائلات القتلى الأميركيين في هجوم 7 أكتوبر 2023 وغيرهم ممن قتلوا أثناء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام في قطاع غزة، دعوى قضائية ضد إيران، وفصائل مسلحة بعضها مدعوم من الجمهورية الإسلامية.

وكالة رويترز ذكرت، من جانبها، أن تقريرا آخر لوكالة الطاقة الذرية، كشف أن طهران عرضت عدم زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة واتخذت الاستعدادات اللازمة لذلك.

وقال دبلوماسيون إن العرض كان مشروطا بتخلي القوى الغربية عن مساعيها لإصدار قرار ضد إيران في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي يضم 35 دولة هذا الأسبوع جراء عدم تعاون طهران مع الوكالة، وأضافوا أن المساعي مستمرة.

يأتي هذا التطور، وفق وكالة بلومبرغ، بعد أن أجرى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل  غروسي، الشهر الجاري، محادثات مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في طهران. وقد أعربت إيران وقتها عن استعدادها لعدم زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المئة، "وهو ما يُعتبر خطوة مهمة نحو إعادة بناء الثقة بين إيران والمجتمع الدولي"، وفق بلومبرغ.

من جهتها لفتت أسوشيتدبرس إلى أنه بعد مغادرة غروسي إيران، تحقق مفتشو الوكالة من أن إيران بدأت فعلا في تنفيذ إجراءات تحضيرية لوقف زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المئة في منشآتها النووية تحت الأرض في فوردو ونطنز.

وأفاد التقرير الثاني أيضا -بحسب رويترز- أن إيران وافقت على النظر في السماح لأربعة "مفتشين ذوي خبرة" آخرين بالعمل في إيران بعد أن منعت معظم مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين لديهم خبرة في التخصيب العام الماضي، في ما وصفته الوكالة الدولية بأنه "ضربة خطيرة للغاية" لقدرتها على القيام بعملها على النحو اللائق في إيران.

وتأخرت التقارير بسبب زيارة غروسي إلى إيران، التي كان يأمل خلالها في إقناع بزشكيان بإنهاء المواجهة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن قضايا قائمة منذ أمد طويل، مثل آثار اليورانيوم غير المبررة في مواقع لم تعلن عنها طهران وتوسيع إشراف الوكالة على مزيد من المناطق.

تتزامن هذه التطورات مع تصاعد التوترات الإقليمية، على خلفية الحزب المستمرة في قطاع غزة ولبنان وتبادل إيران وإسرائيل الضربات الجوية. 

ترحيب إسرائيلي بالعقوبات الأوروبية الجديدة على إيران رحبت إسرائيل، الثلاثاء، بقرار وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات مشددة على إيران، المتهمة بدعم المجهود الحربي الروسي ضد أوكرانيا من خلال إرسال طائرات مسيرة وصواريخ.

وتثير عودة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض تساؤلات حول كيفية تعامل اإدارته مع طهران.

وفي عام 2015، أبرمت القوى العالمية اتفاقا مع إيران للحد من قدرتها على تطوير أسلحة نووية.

وفقا لهذا الاتفاق، سُمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة لا تتجاوز 3.67 في المئة، والاحتفاظ بمخزون لا يزيد عن 300 كيلوغرام، واستخدام أجهزة الطرد المركزي الأساسية من نوع IR-1 فقط.

في المقابل، تم رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، وتولت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مراقبة البرنامج النووي الإيراني.

وبعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في عام 2018، خلال الولاية الأولى لترامب، بدأت إيران تدريجيا في تجاوز القيود المفروضة على برنامجها النووي، ووصلت إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المئة.

هذا التطور أثار قلق المجتمع الدولي، إذ يُعتبر التخصيب بنسبة 60 في المئة قريبا من مستوى التخصيب اللازم لتصنيع الأسلحة النووية.

ولا يزال هناك قلق دولي بشأن برنامج إيران النووي، مع دعوات من بعض الدبلوماسيين الغربيين لفرض إجراءات رقابية أكثر صرامة لضمان التزام إيران بتعهداتها النووية.

وتواصل إيران التأكيد على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية، في حين يحذر غروسي من أن طهران تمتلك كميات كافية من اليورانيوم المخصب لصنع عدة قنابل نووية إذا قررت ذلك.

مقالات مشابهة

  • خلال زيارته لمحافظة الوادي الجديد.. رئيس الوزراء يتفقد المدينة الشبابية بالخارجة
  • مدبولي يتفقد مدرسة نجيب محفوظ الثانوية بنات والمدينة الشبابية بالخارجة
  • رئيس الوزراء يتفقد المدينة الشبابية في الخارجة
  • مدبولي يتفقد المدينة الشبابية بمدينة الخارجة |صور
  • إيلون ماسك المغربي يعلن تسويق سيارات الهيدروجين التي عرضها أمام الملك في الولايات المتحدة
  • التحالف الوطني يناقش سبل دعم الشباب وتمكين الأسر الأولى بالرعاية في اجتماع بـ«النواب»
  • وزير الرياضة يلتقي مجموعة من المستثمرين لتطوير الخدمات داخل المدن الشبابية
  • تقرير سري: إيران تتحدى المجتمع الدولي نحو تصنيع الأسلحة النووية
  • صبحي يشهد إطلاق أندية "بريكس بلس" بمراكز الشباب والتنمية الشبابية
  • 44 طالبًا يشاركون في هاكاثون المبادرات الشبابية بالأحساء