بريطانيا.. صراع داخلي يهدد «المحافظين» قبل انتخابات أكتوبر
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
دينا محمود (لندن)
أخبار ذات صلة عباس أرناؤوط.. «بصمة» في الدراما التاريخية تقديم الساعة في دول مع انتقال أوروبا إلى التوقيت الصيفيفي غمار توقعات بتحديد الخميس الثاني من أكتوبر المقبل موعداً للانتخابات التشريعية المرتقبة في بريطانيا، تتصاعد المخاوف في أوساط حزب «المحافظين» الحاكم، من أن يسفر الاقتراع عن خروج الحزب من السلطة للمرة الأولى منذ 14 عاماً، وذلك في ظل دعوات لتغيير قيادته، قبل توجه الناخبين لمراكز التصويت.
وتزايدت هذه المخاوف، بعد الكشف عن نتائج استطلاع حديث للرأي، أشار إلى أن الحزب الحاكم منذ عام 2010، في سبيله لأن يُمنى بالهزيمة الانتخابية الأكبر في تاريخه، على ضوء مؤشرات تفيد بأنه قد لا يستطيع الفوز سوى بأقل من 150 مقعداً، إذا نُظِمَ الاقتراع اليوم.
ويقل هذا العدد عن الحصة التي حصدها «المحافظون» في انتخابات عام 1997، عندما لم تتجاوز مقاعده في مجلس العموم 165 مقعداً في مقابل 179 فاز بها حزب «العمال» بقيادة زعيمه وقتذاك توني بلير. ويعني ذلك، وفقاً لما أوردته صحيفة «ديلي مَيل» البريطانية ذات توجهات يمين الوسط، أن لدى «العمال» الفرصة هذه المرة، لتحقيق فوز أكبر، بأغلبية ربما تفوق 220 من المقاعد.
وفي حين تقول مصادر في حزب «المحافظين»، إن نتائج هذه الاستطلاعات، قد لا تعكس بالضرورة توجهات التصويت لدى الناخبين البريطانيين في يوم الاقتراع، يؤكد خبراء في استطلاعات الرأي ودراسات الرأي العام، أن المؤشرات الراهنة، تفيد بأن فوز «العمال» بالانتخابات المقبلة بات شبه حتمي، وأن خسارته ربما ستتطلب أن تشهد الساحة السياسية في البلاد، سلسلة من التطورات غير المتوقعة أو المحتملة.
لكن مصادر سياسية أخرى في لندن، تشير إلى أن مثل هذا السيناريو الأخير، حتى إن حدث، ربما لن يؤدي إلا إلى تقليص الأغلبية التي يُتوقع أن يحصدها «العمال» في البرلمان، وهو ما يُذكي الدعوات المتصاعدة في أروقة «المحافظين»، لاختيار زعيم جديد للحزب لخلافة زعيمه ورئيس الوزراء الحالي ريشي سوناك، وسط احتدام الخلافات بين داعمي سوناك ومنتقديه.
فقد كشفت وسائل إعلام بريطانية النقاب عن اجتماع عُقِدَ قبل نحو أسبوع بين شخصيات، وُصِفَت بالبارزة، تنتمي للجناح اليميني في الحزب الحاكم، مع أنصار لـ «بيني موردونت»، القيادية في «المحافظين»، التي كانت تعتزم المنافسة على قيادته في الاقتراع الداخلي الأخير، الذي تمخض أواخر عام 2022 عن فوز سوناك بزعامته ورئاسة الحكومة معاً.
وبحسب صحيفة «ديلي تليجراف» اليمينية، أعرب نواب عن «المحافظين» خلال الاجتماع عن استعدادهم لدعم موردونت، قائلين إنها تبدو الشخصية الأكثر قدرة على الحد من تدهور شعبية الحزب في الوقت الحالي.
قرارات صائبة
غير أن وزير النقل مارك هاربر، أكد في المقابل، أن سوناك هو من سيقود الحزب في الانتخابات، التي يُنتظر إجراؤها في العاشر من أكتوبر، مشدداً على أن رئيس الحكومة «يركز على اتخاذ القرارات الصائبة، حتى لو لم تكن تحظى بالضرورة بالشعبية على المدى القصير»، وأنه «واثق من أن هذه القرارات ستؤتي ثمارها».
أما موردونت نفسها، فقد نفت في تصريحات بثتها الشبكة ذاتها، أن تكون ضالعة في أي جهود ترمي لإبعاد سوناك عن قيادة «المحافظين» في الفترة المقبلة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: بريطانيا حزب المحافظين المملكة المتحدة الانتخابات التشريعية لندن
إقرأ أيضاً:
ولا يزال السودان منسيًا
ولا يزال السودان منسيًا
عبد اللطيف المناوي
لا أعرف السبب الذى جعل الأزمة فى السودان منسية بهذا الشكل. منسية إعلاميًا وأمميًا وإنسانيًا. منسية لدرجة أننا لا نعرف ماذا يحدث، وإلى أين يتقدم أحد المعسكرين، وأين يسيطر الآخر. لا نعرف عدد الضحايا ولا إلى أين وصلت الحالة الإنسانية فى مناطق الصراع هناك.
هنا، لا ألوم على أحد، لا ألوم على دولة أو خبراء أو إعلام أو مراكز دراسات وأبحاث، بل هذه ظاهرة ربما يشترك العالم أجمع فيها. فالعالم ربما نسى السودان تمامًا. الأزمة السورية حاضرة والفلسطينية بكل تأكيد. الحرب الروسية الأوكرانية ضمن الاهتمامات، البرنامج النووى الإيرانى كذلك. ملفات الرئيس القادم إلى البيت الأبيض، دونالد ترامب، ربما انشغلت بها مراكز دراسات وأبحاث عالمية عديدة، أما السودان فحقًا ليس فى الحسبان.
طالعت، منذ أيام، خبرًا عجيبًا عما يحدث فى السودان، وهو أن البلد الذى تجمعه مع مصر حدود طويلة، وهو جزء من وادى النيل، صارت له عُملتان.. عملة تُستخدم فى الأماكن التى يسيطر عليها الجيش السودانى بقيادة عبدالفتاح البرهان، وعملة أخرى فى الأماكن التى تسيطر عليها قوات الدعم السريع بقيادة حمدان دقلو (حميدتى)!.
الحكومية السودانية أعلنت منذ فترة بدء التبديل الجزئى لعملات وطنية، إذ لم تعد الورقتان من فئتى الألف جنيه والـ 500 جنيه بطبعتيهما القديمة مجازتين فى ٧ ولايات يسيطر عليها الجيش، فى حين أن 11 ولاية تقع كليا أو جزئيا تحت سيطرة قوات الدعم السريع لن تستطيع استبدال عملاتها القديمة بالطبعات الجديدة. وبالتالى، فإن سكان الولايات الـ 11 يواجهون أزمة تمنع استبدال عملاتهم القديمة، لأنها بلا بنوك أو مصارف عاملة.
فى الشوارع والأروقة وعلى منصات التواصل صار السودانيون يتحدثون عن بلدين بالفعل. ولايات يسمونها ولايات العملة القديمة، وولايات يسمونها ولايات العملة الجديدة. هذا بالتأكيد غير تسميات أخرى لها علاقة أيضا بتقسيم البلد إلى نصفين: نصف تابع للجيش، ونصف تابع للدعم السريع. أما المواطن العادى فهو مضطر لأن يتعامل مع كل نصف وكأنه بلده، لأنه فى الواقع هو المتحكم فيه وفى حياته، ومضطر كذلك إلى التعامل مع النصف الثانى وكأنه دولة ثانية.
للأسف الشديد، تذكرت جيدًا ما حدث قبل انفصال جنوب السودان، حيث انتشر وقتها مصطلح (دولة واحدة بنظامين)، ما أدى فى النهاية إلى الانفصال وتكوين دولتين غير مستقرتين. الآن تنتشر مصطلحات أخرى عن دولتين أخريين، ولهذا تزيد مخاوفى على أن يسفر هذا الانتشار عن انفصال آخر، وكأن السودان ينتظر انفصالا آخر.
كل هذا يتم تحت نظر العالم أجمع، ولكن لا أحد يتحرك، لا أحد يقدم حلولا.. أو ربما تكون حلول الأرض انتهت، لتبقى حلول السماء.. لعلها تكون أحن على السودانيين من أهل الأرض!.
الوسومالحرب السودان العسكريين المناوي