رعاية وتأهيل 462 من حالات التوحد بمراكز «زايد العليا»
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
خُصِص الثاني من شهر أبريل للاحتفال بيوم التوحد العالمي، وهو فرص للفت الانتباه إلى تلك الحالة التي يطلق عليها الإعاقة الغامضة، والتوعية بشأن التعامل مع حالات التوحد ومفاهيم التوحد سعياً نحو دمجهم ليصبحوا أفراداً فاعلين في المجتمع.
وتقدم مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم برامج رعاية وتأهيل بمعايير عالمية معتمدة لعدد 462 من طلبة التوحد المسجلين في مراكز الرعاية والتأهيل التابعة لها في إمارة أبوظبي، منهم 184 طالباً وطالبة بمركز أبوظبي للتوحد في أبوظبي، و120 من الطلاب بمركز العين للتوحد بمنطقة العين، و71 طالباً توحدي في التأهيل الزراعي، و37 بمركز مدينة زايد للرعاية والتأهيل، و17 بمركز أبوظبي للرعاية والتأهيل، و15 طالباً بمركز غياثي للرعاية والتأهيل، وثلاثة طلاب بمركز السلع للرعاية والتأهيل، و4 طلاب بمركز القوع للرعاية والتأهيل، و5 طلاب بمركز المرفأ للرعاية والتأهيل، و4 طلاب بمركز الوقن للرعاية والتأهيل، وطالبان بمركز العين للرعاية والتأهيل.
وبمناسبة اليوم العالمي للتوحد، دعت المؤسسّة إلى تضافر الجهود وتعزيز العمل المشترك بين مؤسسات الدولة كافة، لا سيما المؤسسات البحثية، وعلى رأسها الجامعات والمراكز العلمية المتخصصة، للوقوف على أسباب تسارع انتشار اضطراب التوحد، وسبل الوقاية منه والحد من انتشاره، والعمل لتقليل آثاره السلبية على الأطفال المصابين به، لتتكامل جهود الجميع مع ما تقدمه مراكز ومؤسسات رعاية وتأهيل أصحاب الهمم من خدمات علاجية وتعليمية وتأهيلية لتلك الفئات.
مؤتمر «تحديات وحلول»
وبرعاية كريمة من سمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، تنظم المؤسسة بالتعاون والتنسيق مع مجموعة لوتس هولستك، «المؤتمر الدولي للتوحد تحديات وحلول» في أبوظبي خلال الفترة من 27 وحتى 30 أبريل انطلاقاً من نجاح النسخ السابقة للمؤتمر، واستكمالاً للنجاحات التي تحققت في مجال رعاية وتأهيل مختلف فئات أصحاب الهمم، ولاسيما الأشخاص ذوي التوحد.
وسيتم الإعلان يوم افتتاح المؤتمر عن إصدار أول مجلة علمية متخصصة برعاية ودعم مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، ومحكمة في أبحاث التوحد تحقيقاً لتوفير أفضل وسائل العلاج والممارسات لأصحاب الهمم فئة التوحد، ومن أجل تخفيف معاناتهم وأسرهم وتمكينهم لدمجهم في المجتمع، وتحقيقاً لنشر الوعي المجتمعي بهم، حيث تسلط هذه المجلة الضوء على فهم الأمانة العلمية، ملبية الحاجة الملحة لمنصة علمية تعالج التحديات الراهنة، ولتضع ما توصلت إليه من خلاصة هذه الأبحاث في أيدي المعالجين في شتى المراكز المتخصصة، كما تسجل المجلة تأكيد توجيهات دولة الإمارات العربية المتحدة لصدارة مكانتها في العمل الإنساني والاجتماعي من دون تمييز. أخبار ذات صلة شوارع أبوظبي تزدان باللوحات المضيئة ابتهاجاً بعيد الفطر 5 درجات ارتفاع الحرارة خلال أبريل الجاري
حياة كريمة
ويقول عبد الله عبد العالي الحميدان، الأمين العام لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم: «تحرص دولة الإمارات على توفير حياة كريمة لشرائح المجتمع كافة، ولاسيما أصحاب الهمم، ومنهم ذوو اضطراب التوحد، حيث قامت بإنشاء مراكز متخصصة لرعايتهم وتأهيلهم والعمل على تمكينهم ودمجهم في المجتمع، كما تمنحهم الأولويات في الحصول على العلاج السريع في جميع مستشفيات الدولة تقديراً لإسهاماتهم البنّاءة وتقديراً لأسرهم لسعيهم إلى دفعهم نحو العطاء، وتوفير حدائق خاصة بهم تتوافق مع المعايير العالمية للأمن والسلامة».
ويضيف: «علينا كمؤسسات وجامعات وكأسر استحضار المسؤولية التي نتحملها في خدمة ورعاية أصحاب الهمم، لا سيما مصابي التوحد، وتنسيق جهودنا والتكاتف والتعاون للعمل على زيادة الوعي حول اضطرابات التوحد وأعراضه، وتعزيز دور المصابين بالتوحد والسعي نحو دمجهم وتمكينهم في المجتمع، فضلاً عن دعم أسرهم».
وأكد الحميدان أهمية ربط البحث العلمي الجامعي بالاحتياجات العملية والواقعية للمجتمع، وبما يخدم أصحاب الهمم، وذلك في ظل الاهتمام الكبير لمؤسسات الدولة كافة بأصحاب الهمم، والحرص على الارتقاء بخدماتهم، والعمل على دمجهم وتمكينهم في المجتمع وفق أسس علمية متطورة».
الإعاقات الغامضة
وتقول عائشة سيف المنصوري، مديرة مركز أبوظبي للتوحد: «يعتبر اضطراب التوحد من الإعاقات الغامضة، وهناك زيادة واضحة في عدد المصابين باضطراب التوحد على مستوى إمارة أبوظبي ودولة الإمارات، فاضطراب التوحد يصيب 15 طفلاً من كل عشرة آلاف حالة ولادة في العالم، ويمكن اكتشافه مع بلوغ الطفل سنتين ونصف سنة من عمره، واللافت أنه يطال أربعة أولاد مقابل بنت واحدة، وتتضاعف المشكلة إذا كان الطفل التوحدي يعاني إعاقة عقلية، لكون الدراسات الأخيرة أثبتت أن 75% من المتوحدين يعانون إعاقة عقلية مرافقة للتوحد.
وتظهر على الطفل المصاب بالتوحد سلوكيات غريبة كانعزاله عن الناس وعدم اتصاله بالبصر معهم وقيامه بحركات غير منتظمة، وعدم شعوره بالألم، ومقاومته للتغيير ورفضه للعناق، أما عندما يكون التوحد الذي يعاني منه قوياً فينحو باتجاه العدوانية الشديدة، وتنتابه نوبات غضب لأسباب غير معروفة».
وتضيف: «إن مركز أبوظبي للتوحد في أبوظبي يشتمل على العديد من المرافق، منها غرف صفية، وصفوف لتعليم الموسيقى مع الأجهزة والأدوات الموسيقية، وصفوف للتعليم الأكاديمي، وصالة رياضة ومطعم، تقدم للطلاب من خلاله وجبات صحية، وإلى جانب ألعاب في ساحة المركز، ويتم استخدام السباحة في علاج حالات اضطراب طيف التوحد، وتم تجهيز مسبح خاص لذلك، ويستقبل طلبة اضطراب طيف التوحد المواطنين وأبناء المواطنات فقط من عمر ثلاث سنوات إلى خمس سنوات في قسم التدخل المبكر، ومن سن 5 - 15 سنة في قسم طيف التوحد، وما فوق سن 15 سنة يدخل قسم التأهيل».
طرق علاجية
وتستخدم بالمركز طرق علاجية استراتيجية لتعديل السلوك واستخدام التكنولوجيا المساعدة.
العين للتوحد
من ناحيتها، تقول موزة أحمد السلامي، مدير مركز العين للتوحد التابع للمؤسسة بمنطقة العين: «المركز يقدم خدماته لعدد 120 طالباً وطالبة في المرحلة الحالية، منهم 24 حالة تدخل مبكر، و96 حالة توحد، ونحرص سنوياً على المشاركة في أنشطة شهر التوحد العالمي، تم صدور قرار بتحويله من وحدة إلى مركز في عام 2016 ليخدم شريحة مهمة من أبناء مدينة العين ممن يحتاجون إلى اهتمام ورعاية خاصة من الأطفال المصابين باضطراب التوحد، وافتتح سموّ الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، المقر الجديد لمركز العين للتوحد التابع للمؤسسة بمدينة العين في شهر نوفمبر من العام 2020، والذي أنجزته شركة أبوظبي للخدمات العامة (مساندة) على مساحة إجمالية تتجاوز 10 آلاف متر مربع، بتكلفة تبلغ نحو 69 مليون درهم».
وعن التوحد، تقول موزة السلامي: «يعرف التوحد بأنه اضطراب النمو العصبي الذي يتصف بضعف التفاعل الاجتماعي والتواصل الفضي وغير الفضي وبأنماط سلوكية مقيدة ومتكررة، ويعتبر التوحد أحد ثلاثة اضطرابات تندرج جميعها تحت اضطراب طيف التوحد، ويكون الاضطرابان الثاني والثالث معاً متلازمة اسبيرجر التي تفتقر إلى التأخر في النمو المعرفي واللغوي، وما يعرف بالاضطرابات النمائية الشاملة غير المحددة، ويتم تشخيصه في حال عدم وجود معايير تحديد اضطراب التوحد أو متلازمة اسبيرجر، وذلك بحسب تشخيص الدليل الإحصائي DSM5».
مركز أبوظبي للتوحد
يقدم مركز أبوظبي للتوحد بمنطقة الزعفرانة بأبوظبي التابع لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم عدداً من الخدمات لطلبة اضطراب طيف التوحد والبالغ عددهم 184 طالباً وطالبة مسجلين في العام الدراسي 2024/2023، منهم 56 حالة تدخل مبكر، و128 حالة توحد مع إعاقات شديدة، وتتضمن خدمات المركز التعليم والتأهيل، وخدمات التدخل المبكر، وخدمات الأنشطة التربوية والأنشطة المجتمعية التي تشتمل على برامج ترفيهية وعلمية ومجتمعية وفعاليات وطنية ودينية وإنسانية ومشاركات داخل وخارج الدولة، وشملت التربية الرياضية والفنية والموسيقية والتكنولوجيا المساعدة والخدمات العلاجية التي تشمل العلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي وعلاج النطق والتخاطب، بالإضافة إلى الخدمات التأهيلية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: عبدالله الحميدان اضطراب طيف التوحد طيف التوحد التوحد ذوي التوحد اليوم العالمي للتوعية بالتوحد الإمارات مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم مؤسسة زاید العلیا لأصحاب الهمم اضطراب طیف التوحد اضطراب التوحد رعایة وتأهیل أصحاب الهمم مرکز العین طلاب بمرکز فی المجتمع
إقرأ أيضاً:
اتفاقية ثلاثية بشأن مشروع المدينة الدامجة لأصحاب الهمم وكبار السن في أبوظبي
وقعت دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، اتفاقية تعاون مع دائرة البلديات والنقل وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة بشأن مشروع المدينة الدامجة لأصحاب الهمم وكبار السن، وذلك تماشياً مع استراتيجية أبوظبي لأصحاب الهمم، واستراتيجية جودة حياة الأسرة لاسيما برنامج نمو الأسرة الإماراتية، والاستراتيجية التأسيسية للمعيشة.
وقع الاتفاقية بحضور - الدكتور مغير خميس الخييلي، رئيس دائرة تنمية المجتمع، والمهندس حمد الظاهري، وكيل دائرة تنمية المجتمع، والدكتور سيف الناصري، وكيل دائرة البلديات والنقل - كل من الدكتورة ليلى الهياس المدير التنفيذي لقطاع التنمية المجتمعية، والدكتور سالم الكعبي المدير العام لشؤون العمليات في دائرة البلديات والنقل، والدكتورة حصة الكعبي المدير التنفيذي لقطاع المشاريع الخاصة والشراكات في هيئة الطفولة المبكرة.
وقال الدكتور مغير خميس الخييلي، إن اتفاقية التعاون مع دائرة البلديات والنقل وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، تعكس رؤية قيادتنا الرشيدة في تعزيز جودة الحياة لجميع فئات وشرائح المجتمع، وضمان شمولية السياسات والخدمات، بهدف ترسيخ أواصر التماسك المجتمعي، وتوفير حياة كريمة للجميع، بما يتوافق مع الأهداف الاستراتيجية للإمارة في بناء مجتمع متكامل ومستدام.
وأضاف أن هذه الاتفاقية تأتي ضمن رؤية شاملة تهدف إلى دمج أصحاب الهمم وكبار السن في المجتمع بشكل كامل، من خلال تطوير بيئات مهيّأة تتيح لهم الوصول إلى الخدمات والمرافق بسهولة ونتطلّع إلى التعاون بين دائرة تنمية المجتمع، ودائرة البلديات والنقل، وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة لتحويل أبوظبي إلى مدينة صديقة ودامجة لأصحاب الهمم وكبار السن والأسرة ككل.
وأضاف أن الشراكة الاستراتيجية والتكاملية بين الجهات الحكومية من جهة وبين الحكومة والقطاع الخاص من جهة أخرى، تعد من عوامل النجاح الرئيسية لهذا المشروع الذي يعتبرخطوة مهمّة في دعم التزامات أبوظبي بتعزيز جودة الحياة لجميع فئات المجتمع، وتقديم نموذج رائد في التحول نحو المدن المستدامة والشاملة.
من جانبه، قال محمد علي الشرفا، رئيس دائرة البلديات والنقل إن التعاون مع كل من دائرة تنمية المجتمع وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة في مشروع المدينة الدامجة لأصحاب الهمم وكبار السن ، يأتي بهدف توظيف خدماتنا وخبراتنا لإنشاء مدينة شاملة ومجتمع سكني متكامل يتيح لأصحاب الهمم وكبار السن الوصول إلى الخدمات بسهولة، وذلك من خلال البنية التحتية المهيأة، والمرافق المناسبة، والتنقل السهل، ومختلف الاحتياجات التي من شأنها الارتقاء بجودة الحياة لجميع أفراد الأسرة، وتحقيق أهداف دمجهم في المجتمع.
إمارة صديقة للأسرةبدورها، أكدت سناء سهيل، مدير عام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، حرص الهيئة بالتعاون مع جميع الشركاء على توحد الجهود لتطوير مدينة شاملة ومتكاملة تلبي احتياجات أصحاب الهمم وكبار السن، ما يسهم في تعزيز جودة الحياة لجميع فئات المجتمع، ويعكس التزام حكومة أبوظبي بتوفير بيئة مجتمعية شاملة ومستدامة تتماشى مع رؤية الإمارة وتطلعاتها المستقبلية، مشيرة إلى أن هذا التعاون من شأنه أن يعزز الجهود الرامية إلى توفير بيئة متكاملة وملهمة تتيح للجميع التفاعل والمشاركة الكاملة.
وقالت إن الرؤية المشتركة تتمثل في أن تكون أبوظبي إمارة صديقة للأسرة والطفل ليجد كل فرد في المجتمع بيئة داعمة تمكنه من النمو والازدهار ولتحقيق ذلك، نحرص على ضمان أن يكون الإطار الذي نطوره في هذا المشروع متوافقاً مع أفضل الممارسات العالمية المعتمدة في دمج أفراد المجتمع، ضمن سياق شامل يتوافق مع أولويات واحتياجات وتطلعات المجتمع، مع التركيز على الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة والممتدة من فترة الحمل إلى سن الثامنة، باعتبارها من أهم المراحل التي ينمو ويتطور فيها دماغ الإنسان ويكتسب خلالها المهارات الأساسية التيسترافقه مدى الحياة وتبلور شخصيته وقدراته في المستقبل.
تهدف الاتفاقية إلى تعزيز التعاون المشترك بين الجهات الثلاث لتسريع نمو أبوظبي إلى إمارة دامجة ومهيّأة لأصحاب الهمم وكبار السن والأسرة ككل.
وتقوم الجهات الثلاث بموجب هذه الاتفاقية بتوظيف الخبرات والموارد اللازمة في المشروع لتنفيذ التوسع في المدينة الدامجة إلى ما بعد جزيرة ياس لتشمل مناطق أخرى في الإمارة علاوة على تطوير أدوات تحفيزية لدفع عملية تحول أبوظبي عبر القطاعات المختلفة إلى مدينة دامجة للجميع بطريقة مستدامة إضافة إلى التعاون والتنسيق في تقديم ملف الانضمام أو الترشيح لعضوية المنظمات الدولية والجوائز العالمية ذات الصلة لإبراز اسم ومكانة إمارة أبوظبي مدينة رائدة في مجال الدمج على المستوى الدولي بما في ذلك وضع خطة عمل لتقديمها إلى منظمة الصحة العالمية من أجل الاشتراك في عضوية المدينة الصديقة لكبار السن.
وستتعاون الجهات الثلاث أيضاً في تطوير تصور وإطار المدينة الصديقة للأسرة وخطة تنفيذ على صعيد الامارة وإعداد الدراسات الاجتماعية المشتركة المؤثّرة في تحسين جودة الحياة في إمارة أبوظبي.