مفتي الجمهورية: الإرهابيون يتبنون فكرة التكفير لتبرير القتل.. والأزهر على مدار تاريخه اعتمد على منهجية منضبطة أسست للتعايش
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
مفتي الجمهورية في لقائه الرمضاني مع الإعلامي حمدي رزق:- لا مانع من دخول الحمامات بالهواتف المسجل عليها قرآن- سلوك طريق التكفير حيال المؤمنين وتكثير أسبابه فعلٌ يخالف المسلك النبوي- الحكم بتكفير أي إنسان لا يكون إلَّا عن طريق القضاء- الأزهر على مدار تاريخه اعتمد على منهجية منضبطة أسست للتعايش- الإرهابيون يتبنون فكرة التكفير التي تبرر لهم القتل- قراءة القرآن من المصحف الأجر فيها مضاعف - يحرم على الحائض والنفساء قراءة القرآن ومس المصحف
قال الدكتور شوقي علَّام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن سلوك طريق التكفير حيال المؤمنين وتكثير أسبابه فعلٌ يخالف المسلك النبوي الذي دلت عليه النصوص الشرعية من إحسان الظن والإمساك عن تكفير كل من نطق بالشهادتين.
جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج "اسأل المفتي" مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، مضيفًا: إنَّ الحكم بتكفير أي إنسان لا يكون إلَّا عن طريق القضاء، ولا يتم إلا بعد التحقُّق الدقيق من الأمر، ولا يجوز لأحد من الناس أن يكفر أحدًا.
وشدَّد على أن "المذاهب الفقهية من العلامات البارزة في تاريخ الفقه الإسلامي، والركن الركين الذي حافظ على هذا العلم وفق معايير ثابتة وواضحة على مدى القرون الطويلة، حيث إن هذه المذاهب حفظت لنا الدين وحملت عنا عبء النظر والاستدلال الذي يستغرق سنوات وسنوات من الجهد المضني والتعب الشديد، وحفظت علينا العبادات والمعاملات وكل شئون الحياة نؤديها ونحن مطمئنون إلى صحة ما ورد إلينا من أقوالهم فيها مع ما اشتملت عليه من اختلاف في طرق الاستدلال وتباين وجهات النظر، وكل هذا لا يمنع من التفاعل مع ما يقع من حوادث ومستجدات، فهذه المذاهب تركت لنا المناهج التي تتيح لنا التعامل مع الواقع وفق مراد الشرع الشريف".
وأوضح أن الأزهر الشريف على مدار تاريخه اعتمد على منهجية منضبطة، أسست للتعايش الحقيقي بين أبناء المجتمعات، وهي: لا إقصاء ولا تكفير، بجانب تهذيب النفس الإنسانية مع العلوم الشرعية.
وأشار إلى أنه لا بد من تهذيب الجانب الأخلاقي الخاص بتهذيب النفوس باعتباره مكونًا أساسيًّا من المنهجية الأزهرية المنضبطة التي لم تُقْصِ أحدًا ولم تكفر أحدًا.
وأوضح مفتي الجمهورية أن المذهب الأشعري – وهو مذهب الأزهر الشريف - لا يكفر أحدًا ينطق بكلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، مؤكدًا أن منهج الأزهر هذا يخالف منهج الإرهابيين الذين يكفرون الناس، وبالتالي فالمنهجية القائمة على المذهب الأشعري تساهم في استقرار المجتمعات.
وتابع مفتي الجمهورية: إن الإرهابيين يتبنون فكرة التكفير التي تبرر لهم القتل، وهذه نابعة من مناهج تخالف منهجية الأزهر الشريف تمامًا الذي لا يكفر من قال لا إله إلا الله.
وأكد على أهمية المنهجية الأزهرية والبيئة الأزهرية في تشكيل عقل الطالب الأزهري ووجدانه، فدراسة الآراء المتعددة في الفقه واللغة والعقيدة ترسِّخ فكرة التعايش وقبول الآخر عند الطالب الأزهري، وكذلك مجاورته لطلابٍ من أجناس مختلفة؛ فكل هذه الظروف والمكونات تكوِّن إنسانًا متوائمًا وقابلًا بالفعل للتعايش مع كل الرؤى.
وردًّا على سؤال عن ثواب قراءة القرآن قال مفتي الجمهورية: إن قراءة القرآن الكريم وتلاوته عبادةٌ من أفضل العبادات التي يتقرب بها الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى، وكذلك قراءة القرآن من المصحف لها فضل عظيم، وذلك لأن الأجر فيها مضاعف؛ لما فيها من مداومة النظر في المصحف الكريم، مشيرًا إلى أن الله أمرنا بتعظيم القرآن والكعبة والأولياء.
وأوضح المفتي أن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها فمن أتقن الحفظ أو القراءة الصحيحة فهو أفضل ومن لم يتمكَّن من القراءة الصحيحة واكتفى بالسماع فقط فهو مأجور لما رواه الإمام مسلم في "صحيحه" عن عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ؛ -أي: يقرؤه بصعوبة- وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ».
وعن حكم قراءة المرأة الحائض للقرآن ومس المصحف قال: الأَوْلى العمل بما عليه جمهور الفقهاء من حرمة قراءة القرآن ومس المصحف للحائض والنفساء؛ لِمَا في ذلك من تقديسٍ للقرآن الكريم، وخروجًا من الخلاف. فمن وجدت في ذلك مشقةً وحرجًا، واحتاجت إلى قراءة القرآن أو مَسِّ المصحف للحفظ أو التعليم أو العمل في التدريس، فيجوز لها حينئذٍ تقليد المالكية؛ إذ مِن القواعد المقررة في الشرع "أن من ابتُلِيَ بشيءٍ مِن المُختَلَف فيه فليقلد من أجاز"، ولا إثم عليها في ذلك ولا حرج.
واختتم مفتي الجمهورية حواره بالرد على سؤال يسأل عن حكم دخول دورات المياه بالهواتف الذكية التي تشتمل على مصحف إلكتروني: لا مانع من دخول دورات المياه أو الحمامات بالهواتف المسجل عليها قرآن أو أدعية أو نغمات أذان؛ لأن الهاتف بمثابة ذاكرة الإنسان، ولكن ينبغي أن يضبط على الوضع الصامت، وكذلك تجنب وضع آيات كصورة ثابتة على شاشة الهاتف إذا كنا مضطرين للدخول به إلى هذا المكان وذلك إن تعذر وضعه خارجه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مفتى الجمهورية الحمامات التكفير الأزهر قراءة القران الحائض المصحف مفتی الجمهوریة قراءة القرآن
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية يستقبل وفدَ برنامج الأغذية العالمي لبحث تعزيز التعاون المشترك
استقبل الأستاذ الدكتور نظير عيَّاد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- وفدًا رفيعَ المستوى من برنامج الأغذية العالمي، اليومَ بمقرِّ دار الإفتاء المصرية.
مفتي الجمهورية يشارك في لقاء رئيس أذربيجان برفقة شيخ الأزهر المفتي: الإسلام منذ بزوغ نوره أرسى قواعد التسامح فى كافة شئون الحياةضمَّ الوفدُ السيد رفينغ برادو، نائب المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي، والدكتورة ميار الخشن، رئيس قطاع التمويل الاستراتيجي المبتكر، والسيدة كارين عطايا، مديرة القطاع الخاص بالبرنامج.
تناول اللقاءُ سُبُلَ تعزيز التعاون المشترك بين دار الإفتاء وبرنامج الأغذية العالمي في عدد من المجالات ذات الاهتمام المشترك، بما يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ومواجهة التحديات الإنسانية، خاصةً في دعم الفئات الأكثر احتياجًا وتوفير سُبُل العيش الكريم لهم.
من جانيه أكَّد المفتي خلال اللقاء على أهمية الشراكات الدولية الفعالة لمواجهة التحديات العالمية، مشيرًا إلى أنَّ دار الإفتاء المصرية تُولِي اهتمامًا خاصًّا بدَورها المجتمعي والإنساني من خلال تعزيز قِيَم التكافل والتضامن، انطلاقًا من تعاليم الإسلام التي تدعو إلى إعانة المحتاجين ومساندة الفقراء.
وأبدى مفتي الجمهورية استعدادَ دار الإفتاء المصرية للتعاون في كلِّ ما من شأنه أن ينفع الناس ويحقق التنمية وعمارة الأرض.
من جهته، أعرب السيد رفينغ برادو عن تقديره لدَور دار الإفتاء المصرية في دعم القضايا الإنسانية على المستوى المحلي والدولي، مشددًا على أهمية تضافر الجهود بين المؤسسات الدينية والمنظمات الدولية لتحقيق الأهداف المشتركة في مكافحة الجوع والفقر.
كما أعرب عن رغبتهم في تعزيز التعاون مع دار الإفتاء من خلال مشاريع ومبادرات تستهدف الفئات الأكثر احتياجًا، مؤكدًا أهميةَ العمل المشترك لإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة تلبِّي احتياجات المجتمعات المختلفة.
وفي ختام اللقاء، اتَّفق الجانبان على استمرار التنسيق والتعاون بما يُسهم في تحقيق الأهداف المشتركة وتعزيز قيم الإنسانية والتكافل.