مفتي الجمهورية في لقائه الرمضاني مع الإعلامي حمدي رزق:- لا مانع من دخول الحمامات بالهواتف المسجل عليها قرآن- سلوك طريق التكفير حيال المؤمنين وتكثير أسبابه فعلٌ يخالف المسلك النبوي- الحكم بتكفير أي إنسان لا يكون إلَّا عن طريق القضاء- الأزهر على مدار تاريخه اعتمد على منهجية منضبطة أسست للتعايش- الإرهابيون يتبنون فكرة التكفير التي تبرر لهم القتل- قراءة القرآن من المصحف الأجر فيها مضاعف - يحرم على الحائض والنفساء قراءة القرآن ومس المصحف

 

قال الدكتور شوقي علَّام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن سلوك طريق التكفير حيال المؤمنين وتكثير أسبابه فعلٌ يخالف المسلك النبوي الذي دلت عليه النصوص الشرعية من إحسان الظن والإمساك عن تكفير كل من نطق بالشهادتين.

جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج "اسأل المفتي" مع الإعلامي حمدي رزق، الذي عُرض على فضائية صدى البلد، مضيفًا: إنَّ الحكم بتكفير أي إنسان لا يكون إلَّا عن طريق القضاء، ولا يتم إلا بعد التحقُّق الدقيق من الأمر، ولا يجوز لأحد من الناس أن يكفر أحدًا.

وشدَّد على  أن "المذاهب الفقهية من العلامات البارزة في تاريخ الفقه الإسلامي، والركن الركين الذي حافظ على هذا العلم وفق معايير ثابتة وواضحة على مدى القرون الطويلة، حيث إن هذه المذاهب حفظت لنا الدين وحملت عنا عبء النظر والاستدلال الذي يستغرق سنوات وسنوات من الجهد المضني والتعب الشديد، وحفظت علينا العبادات والمعاملات وكل شئون الحياة نؤديها ونحن مطمئنون إلى صحة ما ورد إلينا من أقوالهم فيها مع ما اشتملت عليه من اختلاف في طرق الاستدلال وتباين وجهات النظر، وكل هذا لا يمنع من التفاعل مع ما يقع من حوادث ومستجدات، فهذه المذاهب تركت لنا المناهج التي تتيح لنا التعامل مع الواقع وفق مراد الشرع الشريف".

وأوضح أن الأزهر الشريف على مدار تاريخه اعتمد على منهجية منضبطة، أسست للتعايش الحقيقي بين أبناء المجتمعات، وهي: لا إقصاء ولا تكفير، بجانب تهذيب النفس الإنسانية مع العلوم الشرعية.

وأشار إلى أنه لا بد من تهذيب الجانب الأخلاقي الخاص بتهذيب النفوس باعتباره مكونًا أساسيًّا من المنهجية الأزهرية المنضبطة التي لم تُقْصِ أحدًا ولم تكفر أحدًا.

وأوضح مفتي الجمهورية أن المذهب الأشعري – وهو مذهب الأزهر الشريف - لا يكفر أحدًا ينطق بكلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، مؤكدًا أن منهج الأزهر هذا يخالف منهج الإرهابيين الذين يكفرون الناس، وبالتالي فالمنهجية القائمة على المذهب الأشعري تساهم في استقرار المجتمعات.

وتابع مفتي الجمهورية: إن الإرهابيين يتبنون فكرة التكفير التي تبرر لهم القتل، وهذه نابعة من مناهج تخالف منهجية الأزهر الشريف تمامًا الذي لا يكفر من قال لا إله إلا الله.

وأكد على أهمية المنهجية الأزهرية والبيئة الأزهرية في تشكيل عقل الطالب الأزهري ووجدانه، فدراسة الآراء المتعددة في الفقه واللغة والعقيدة ترسِّخ فكرة التعايش وقبول الآخر عند الطالب الأزهري، وكذلك مجاورته لطلابٍ من أجناس مختلفة؛ فكل هذه الظروف والمكونات تكوِّن إنسانًا متوائمًا وقابلًا بالفعل للتعايش مع كل الرؤى.

وردًّا على سؤال عن ثواب قراءة القرآن قال مفتي الجمهورية: إن قراءة القرآن الكريم وتلاوته عبادةٌ من أفضل العبادات التي يتقرب بها الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى، وكذلك قراءة القرآن من المصحف لها فضل عظيم، وذلك لأن الأجر فيها مضاعف؛ لما فيها من مداومة النظر في المصحف الكريم، مشيرًا إلى أن الله أمرنا بتعظيم القرآن والكعبة والأولياء.

وأوضح المفتي أن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها فمن أتقن الحفظ أو القراءة الصحيحة فهو أفضل ومن لم يتمكَّن من القراءة الصحيحة واكتفى بالسماع فقط فهو مأجور لما رواه الإمام مسلم في "صحيحه" عن عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ؛ -أي: يقرؤه بصعوبة- وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ».

وعن حكم قراءة المرأة الحائض للقرآن ومس المصحف قال: الأَوْلى العمل بما عليه جمهور الفقهاء من حرمة قراءة القرآن ومس المصحف للحائض والنفساء؛ لِمَا في ذلك من تقديسٍ للقرآن الكريم، وخروجًا من الخلاف. فمن وجدت في ذلك مشقةً وحرجًا، واحتاجت إلى قراءة القرآن أو مَسِّ المصحف للحفظ أو التعليم أو العمل في التدريس، فيجوز لها حينئذٍ تقليد المالكية؛ إذ مِن القواعد المقررة في الشرع "أن من ابتُلِيَ بشيءٍ مِن المُختَلَف فيه فليقلد من أجاز"، ولا إثم عليها في ذلك ولا حرج.

واختتم مفتي الجمهورية حواره بالرد على سؤال يسأل عن حكم دخول دورات المياه بالهواتف الذكية التي تشتمل على مصحف إلكتروني: لا مانع من دخول دورات المياه أو الحمامات بالهواتف المسجل عليها قرآن أو أدعية أو نغمات أذان؛ لأن الهاتف بمثابة ذاكرة الإنسان، ولكن ينبغي أن يضبط على الوضع الصامت، وكذلك تجنب وضع آيات كصورة ثابتة على شاشة الهاتف إذا كنا مضطرين للدخول به إلى هذا المكان وذلك إن تعذر وضعه خارجه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مفتى الجمهورية الحمامات التكفير الأزهر قراءة القران الحائض المصحف مفتی الجمهوریة قراءة القرآن

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية يبحث مع وفد المجلس القومي للطفولة والأمومة تعزيز التعاون في قضايا الأسرة

بحث مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، الدكتور نظير عياد، مع وفد من المجلس القومي للطفولة والأمومة برئاسة الدكتورة سحر السنباطي رئيس المركز، سُبل تعزيز التعاون في القضايا الأسرية والاجتماعية.

وأكَّد مفتي الجمهورية أنَّ دار الإفتاء قد قطعت شوطًا كبيرًا في التصدي لمشكلات اجتماعية خطيرة مثل زواج الأطفال والقاصرات، وختان الفتيات، والزواج الإجباري للأقارب.

وأوضح أن الدار تعمل على مواجهة هذه الظواهر التي تؤثر سلبًا على المجتمع، مشيرًا إلى أنَّ دار الإفتاء لديها مركز للإرشاد الزواجي، يضم نخبة من أمناء الفتوى المتخصصين بالتعاون مع علماء النفس والاجتماع والعلاقات الأسرية، بهدف تأهيل المقبلين على الزواج ومعالجة المشكلات الأسرية التي قد تواجه المتزوجين.

وأشار فضيلة المفتي إلى أن دار الإفتاء المصرية أصدرت الدليل الإرشادي للأسرة بالتعاون مع وزارة العدل، حيث يتم توزيعه على المأذونين لتقديمه للزوجين عند عقد القَران، بهدف تعزيز الوعي الأسري ودعم الاستقرار في العلاقات الزوجية.

وذكر فضيلة المفتي أنَّ دار الإفتاء لديها وحدة للموشن جرافيك، التي أصدرت العديدَ من الأفلام التوعوية القصيرة التي تستهدف توعية المجتمع بمخاطر الظواهر الاجتماعية السلبية مثل زواج القاصرات وختان الفتيات. هذه الأفلام تسهم في نشر الوعي وتصحيح المفاهيم المغلوطة، مما يعزز دور دار الإفتاء في التواصل مع المجتمع بأساليب حديثة.

وفي سياق متصل، أبدى فضيلة المفتي استعداد دار الإفتاء الكامل للتعاون مع المجلس القومي للطفولة والأمومة، لتنفيذ برامج توعوية وإنتاج أفلام قصيرة تسهم في مواجهة السلوكيات السلبية في المجتمع، وتخصيص ورش عمل مشتركة لتعزيز التواصل بين مختلف شرائح المجتمع.

من جانبها، أعربت الدكتورة سحر السنباطي، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، عن تقديرها الكبير لدَور دار الإفتاء في مواجهة الظواهر الاجتماعية السلبية. وأكدت استعداد المجلس للتعاون مع الدار في تنفيذ ورشات عمل مشتركة، وعقد ندوات تستهدف دعم الأسرة والطفل، مشيرةً إلى أهمية هذه الجهود المشتركة لما لدار الإفتاء المصرية من مكانة كبيرة في نفوس الناس لمواجهة التحديات المجتمعية.

وفي ختام اللقاء، شدد الجانبان على أهمية تضافر الجهود بين المؤسسات الدينية والاجتماعية لتحقيق أهداف مشتركة في مواجهة الظواهر السلبية، ودعم الاستقرار الأسري في المجتمع المصري.

اقرأ أيضاًمفتي الجمهورية: القضاء المصري ركيزة أساسية لتحقيق العدالة وحفظ الحقوق في المجتمع

مفتي الجمهورية يستقبل وفدا من نادي قضاة جنوب سيناء

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية يبحث مع وفد المجلس القومي للطفولة والأمومة تعزيز التعاون في قضايا الأسرة
  • مفتي الجمهورية يستقبل وفد المجلس القومي للطفولة والأمومة
  • مفتي الجمهورية يستقبل رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية
  • مفتي الجمهورية: القضاء المصري ركيزة أساسية لتحقيق العدالة وحفظ الحقوق في المجتمع
  • مفتي الجمهورية: القضاء المصري ركيزة أساسية لتحقيق العدالة وحفظ الحقوق
  • مفتي الجمهورية: الحوار بين أتباع الأديان ضرورة لتحقيق التعايش السلمي
  • مفتي الجمهورية: الحوار بين الأديان ضرورى في مواجهة التحديات العالمية
  • مفتي الجمهورية: نقدر جهود السلطة القضائية في تحقيق العدالة بالمجتمع
  • مستشار مفتي الجمهورية عن ظاهرة التيكتوكر: حسابات علي جميع المنصات لتوعية الشباب
  • مفتي الجمهورية يستقبل وفدا من نادي قضاة جنوب سيناء