خلال حواره مع عبدالله المديفر عبر برنامج ( الليوان ) الذي تبثه قناة روتانا خليجية، كشف معالي مدير الأمن العام الفريق محمد بن عبدالله البسامي، أنه منذ انطلاق الحملة الأمنية لمكافحة المخدرات، شكّلت قيادة مركزية في وزارة الداخلية، ولجان أمنية في جميع مناطق المملكة، وعززت القدرات لكشف الأساليب الإجرامية لتهريب وترويج السموم، وستستمر للوصول إلى أوكار المروجين والمهربين.
وأوضح معاليه ” أن الجهود الأمنية الميدانية للحرب على المخدرات أثمرت عن ضبط (76) مليون قرص من مادة الإمفيتامين المخدر، و(22) طنًا من مادة الحشيش و(900) طن من نبات القات و(174) كيلوجرامًا من مادة الكوكايين، وطن ونصف من مادة الميثامفيتامين المخدر (الشبو)” .
ونوّه الفريق البسامي بقدرات المملكة التقنية الهائلة في سرعة وصول الجهات الأمنية لأوكار المهربين والمروجين، والقبض عليهم، مشيرًا إلى أن الجرائم الجنائية المرتبطة أسبابها بقضايا المخدرات، انخفضت منذ بداية الحملة. وشدّد على أن حملة مكافحة المخدرات لن تتوقف ،وأن التوجيهات هي العمل بلا هوادة ولا تراخ ،وبذل كل الجهد لحين تحصين المجتمع من المخدرات.
من ناحيته أوضح مدير عام مكافحة المخدرات اللواء محمد القرني في حديثه للبرنامج ،أن الجهات الأمنية أحبطت العام الماضي عمليات تهريب 129 مليون قرص من الإمفيتامين، و75 كيلو من مادة الشبو في بلدان العبور قبل أن تصل الحدود، مشيراً إلى أن أكثر من ( 75% ) من قضايا التعاطي في الفئات العمرية ما بين 20 إلى 40 سنة، وان (8% ) من المتعاطين أعمارهم أقل من 20 سنة، كما لا تتجاوز القضايا النسائية التي يتم ضبطها ( 1% ) من عدد القضايا، مؤكدا أن ادارة مكافحة المخدرات لديها وحدة للتحريات الإلكترونية ترصد ما يرد عبر وسائل التواصل.
ووجه اللواء القرني رسالة هامة للاباء والأمهات وقال:” إن مايقوم به رجال الأمن من عمل في مكافحة هذه الآفة ،لن يكون كافيا،” انتبهوا لأبنائكم من هؤلاء المروجين والمفسدين الذين يستطيعون الوصول إليهم عن طريق وسائل التواصل وعن طريق الألعاب الإلكترونية وأمور عدة “.
وأضاف” أن عقوبة التعاطي تسقط قانونياً عن كل من يبادر ويتقدم لمراكز العلاج والتأهيل، كما أن عملية العلاج وتأهيل المتعاطين تتم في سرية وخصوصية تامة”
والحقيقة أن المخدرات بكل أنواعها وأشكالها ومسمّياتها المختلفة ،مشكلة رئيسية تُعاني منها جميع بلدان الوطن العربي ، بل هي هجمة شرسة وحرب مدمِّرة تستهدف مقدرات الأمم جميعًا واقتصادها وأمنها ،وتهدد وتفتك بأعز ما تملك إلا وهم شبابها عدة المستقبل وعماده.
وليس لدي إحصائية شاملة عن نمو وانتشار هذه السموم الفتاكة بين أوساط الشباب في الوطن العربي وشاباته ومراهقيه ، ولكنني أستطيع القول من خلال ما نقرأه ونشاهده بين الفينة والأخرى عن جهود مشكورة لرجال مكافحة المخدرات والجمارك السعودية وغيرهم من الجهات الأمنية المختصة، أن تلك الجهود أسفرت عن رصد وإحباط محاولات تهريب كميات ضخمة من هذه السموم الفتاكة إلى داخل المملكة ، كان آخرها خلال الفترة القريبة الماضية، حيث تم رصد وإحباط نحو 47 مليون من حبوب الإمفيتامين المخدر، وتعدّ أكبر قضية تضبط في المملكة ،وتُقدر أثمانها بملايين الدولارات، والقبض على مروجيها، وهو رقم يدل من حيث الكميات وعدد المهربين ،على أن الهجمة شرسة ومنظمة ، وأن الأمر يتطلب تكثيف الجهود الحازمة والصارمة، وزيادة التنسيق بين جميع الجهات المسؤولة في الوطن العربي، لأن الموضوع لم يعد سهلًا ،بل هو خطر داهم يهدد مستقبل العالم كله ،حيث يبذل مروجو المخدرات وتجارها كل الوسائل للوصول إلى أكبر شريحة واسعة من الأمكنة ومجتمعات الشباب والمراهقين من الجنسين لإغرائهم وإقناعهم بفاعلية سمومهم وقدرتها على تحقيق رغباتهم.
ووفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية ، فإن تعاطي المخدرات والمسكرات بأنواعها المختلفة ،هو ثالث أهم عوامل الخطورة فيما يتعلق بالوفاة المبكرة وحالات الإعاقة بين الشباب والشابات الذين تتراوح أعمارهم مابين 15و29 عامًا ،إضافة إلى ماتحدثه من آثار ضارة على الفرد والمجتمع.
وتؤكد الدراسات العلمية أن هنالك العديد من العوامل المؤثرة التي تشكّل مصدر خطورة فيما يتعلق بقابلية تعاطي المخدرات بين أوساط الشباب العرب وشاباته،
وتأتي في مقدمة هذه العوامل : تفكك الأسرة ، وضعف الواعز الديني والاجتماعي والثقافي ، وبيئة الجوار والمدرسة وطبيعة التفاعل مع الأصدقاء والأقران.
أن التصدّي لهذا الخطر الكبير الذي ترعاه وتروج له جهات عديدة تضمر الشر للوطن العربي، يتطلب خططًا شاملة ومستمرة تشارك فيها كل الجهات الأمنية والاجتماعية والتربوية والثقافية والإعلامية من أجل الوقوف في وجه هذا الخطر ،ومساندة رجال مكافحة المخدرات والجمارك وكافة الجهات الأمنية، الذين نعتز ونفخر بما يبذلونه من جهود وتضحيات في سبيل حماية المجتمعات العربية من هذا الخطر.
ولاشك أن الآباء والأمهات يتحملون مسؤولية المواجهة الأولى، في تحصين البيوت من شياطين الجن والإنس.
حفظ الله الجميع من كل شر ،والله من وراء القصد، والله المستعان.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: مکافحة المخدرات الجهات الأمنیة من مادة
إقرأ أيضاً:
وزارة الأوقاف وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان يتفقان على توحيد خطبة الجمعة المقبلة
نسقت وزارة الأوقاف مع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي على توحيد خطبة الجمعة المقبلة 27 ديسمبر 2024، للحديث عن أضرار التدخين وتعاطى المخدرات، ويأتي ذلك بالتنسيق بين الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، والدكتورة مايا مرسى وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس مجلس إدارة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي.
وزير الأوقاف يستقبل سفير ماليزيا لبحث تعزيز التعاون المشترك محاضرات متخصصة لتعزيز كفاءة مفتشي الأوقاف
وتحرص وزارة الأوقاف مع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي بالتنسيق على دعم أئمة المساجد بمجموعة من المعلومات العلمية والاجتماعية والاقتصادية الدقيقة حول قضية التعاطي والإدمان، بما يعزز معارفهم الشرعية وخبراتهم العملية المتعلقة بتحريم المخدرات ومخاطرها ويُسهم في تمكين الأئمة من إعداد خطب الجمعة والأنشطة التوعوية بأسلوب متكامل، يركز على نشر ثقافة الوقاية، وتوعية المجتمع بأسره، مع تعزيز القيم الأخلاقية والدينية التي تُعد ركائز أساسية لاستقرار المجتمع وحمايته من هذه ظاهرة تعاطي المواد المخدرة.
ويسبب تعاطي المواد المخدرة العديد من الأضرار الصحية منها تدمير خلايا الدماغ، مما يؤدي إلى ضعف التركيز وفقدان الذاكرة، كما تؤدي إلى اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب والذهان كما تعاطي المخدرات يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، كما تُسبب ارتفاعًا في ضغط الدم، مما يزيد من احتمال حدوث السكتات الدماغية، بالإضافة الى أن تعاطي المخدرات بالحقن يزيد من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، ويعد سببًا رئيسيًا لانتشار التهاب الكبد C، كما أن تدخين الحشيش يؤدي إلى التهاب الشعب الهوائية المزمن ومشاكل تنفسية دائمة، ويزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة والحلق كما تعاطي المخدرات يؤدي إلى إنهاء الخدمة من الوظائف العامة تطبيقاً لأحكام قانون 73 لسنة 2021.
وتتضمن محاور عمل الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والحد من مخاطر التعاطي والإدمان، والتي قام بإعدادها صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية وبالتنسيق مع مكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة، حيث تتضمن الوقاية الأولية والتحول من الوعي للوقاية بالمؤسسات التعليمية والشبابية وتنفيذ برامج موجهة للأسرة "الوقاية والاكتشاف المبكر" مع التركيز على المناطق الأكثر عرضة لمشكلة المخدرات وتهيئة بيئة تعليمية ورياضية تُعزز قدرة النشء والشباب على رفض ثقافة تعاطي المواد المخدرة واستثمار المؤسسات الدينية بشكل فاعل في تصحيح الثقافة المغلوطة حول تعاطي المواد المخدرة مع التركيز على التعريف بالخدمات المجانية لعلاج الإدمان من خلال الخط الساخن للصندوق “16023”، بالإضافة الى العديد من محاور العمل التي تستهدف الوقاية من تعاطي الإدمان وتوفير كافة الخدمات العلاجية للمرضى مجانا وفى سرية تامة وفقا للمعايير الدولية.