خبراء: إسرائيل تواصل التطهير العرقي في غزة والعالم متواطئ معها
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
يقول خبراء إن قصف إسرائيل لفريق الإغاثة التابع للمطبخ المركزي العالمي لا يمكن أن يكون عن طريق الخطأ، ولكنه محاولة لمنع وصول الإمدادات للمدنيين في قطاع غزة عبر تخويف المؤسسات الإنسانية الدولية ودفعها للتوقف عن العمل كجزء من خطة التطهير العرقي الممنهجة.
وقال عضو البرلمان البريطاني جيمس كوربن إن ما جرى "لا يمكن أن يقع إلا بشكل متعمد لأننا نتحدث عن أشخاص يعملون في الحقل الإنساني وتعرضوا لهجوم مباشر بالتالي ليس هناك خطأ".
وخلال مشاركته في برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"، قال كوربن إن ما جرى يؤكد ضرورة وقف القتال، وإن مواصلة واشنطن تقديم الأسلحة والدعم والغطاء السياسيين لتمكين إسرائيل من مواصلة قصف غزة يمثل خرقا واضحا لقرار محكمة العدل الدولية وبروتوكول جنيف".
هجوم منظمالرأي نفسه ذهب إليه الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي حيث قال إننا إزاء هجوم منظم؛ لأن 3 عمليات قصف جرت في 3 مواقع مختلفة واستهدفت كلها نفس الفريق الذي كان معروفا ويتحرك بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي.
وأضاف البرغوثي أن الحادث "لا يمكن أن يكون عن طريق الخطأ وأنه قتل مع سبق الإصرار لتخويف كافة المؤسسات الإنسانية لمنعها من العمل خصوصا، ومنع وصول المساعدات ضمن خطة التطهير العرقي التي تطبقها إسرائيل على الأرض بشراكة أميركية بريطانية واضحة"، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي قتل 196 من عمال الإغاثة خلال هذه الحرب.
لذلك، يعتقد كوربن أن ما جرى لا بد وأن يخضع لتحقيق دولي مستقل بعيدا عن إسرائيل التي لا تحقق في أي من جرائمها، مطالبا الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بإدانة ما جرى بشكل واضح لا لبس فيه.
إلى جانب ذلك -يقول كوربن- هناك أكثر من 30 ألف شهيد وتدمير كامل للمدارس والمستشفيات وهو ما يؤكد أن إسرائيل ليست مكترثة بقرارات محكمة العدل الدولية، الأمر الذي يستدعي صدور قرار بوقف الحرب من جانب الأمم المتحدة وإلا فإن ما يحدث سيتواصل وستقوم إسرائيل "بضم القطاع وتحويله إلى مستوطنات إسرائيلية".
ويرى كوربن أن على العالم رفض ما يحدث في غزة وفي الضفة الغربية أيضا من استيطان واستيلاء على أراضي وممتلكات الفلسطينيين.
موقف دولي متواطئ
وعن موقف الدول التي قتل مواطنوها، قال البرغوثي إن الموقف الدولي كله يتسم بالذل والتواطؤ والشعور بأن إسرائيل أصبحت فوق القانون الدولي بعد أن تنكرت لقراري مجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل، وتتعامل بأسلوب "دولة مارقة".
وأعرب البرغوثي عن عدم ارتياحه لطرق إيصال المساعدات بحرا أو عبر طرق أخرى غير المعابر البرية "لأنها تستغل كلها لقتل الفلسطينيين بدلا من إغاثتهم بالتزامن مع تدمير كافة مظاهر الحياة في القطاع لصالح خطة التطهير العرقي".
كوربن أيضا يعتقد أن إسرائيل تتصرف بطريقة تجعلها قادرة على الإفلات من العقاب وتعمل على تحويل القطاع إلى مستوطنة إسرائيلية خالية من الفلسطينيين، مشيرا إلى أن نتنياهو قال بنفسه إنه يريد ألا يبقى في غزة إلا 200 ألف فقط، وهو ما يعني تهجير قرابة مليوني إنسان.
لذلك، يتساءل كوربن عن السبب الذي يجعل الدول الغربية تواصل مدَّ إسرائيل بالأسلحة وهي تعرف الهدف الذي تستخدم من أجله، ولما ذا يواصلون إيصال المساعدات بطرق صعبة ويتجاهلون المعابر التي تبعد أمتارا عن القطاع؟
ودعا كوربن الشعوب في أنحاء العالم لمواصلة الضغط على الحكومات، مؤكدا أن القرارات التي صدرت من مجلس الأمن ومحكمة العدل وإن لم تكن مرضية بشكل كامل إلا أنها كانت نتيجة لهذا الضغط.
وقال إن الناس في بريطانيا قرروا مواصلة الضغط حتى وقف إطلاق النار، لكنه أكد على ضرورة وقف واشنطن بالتحديد تزويد إسرائيل بالأسلحة وعدم الاكتفاء بالتباكي وإبداء القلق فقط.
وأيد البرغوثي حديث كوربن عن ضرورة الضغط الشعبي من أجل وقف القتال، مؤكدا وجود تحول شعبي كبير في الولايات المتحدة وأوروبا، ومطالبا بهبّة عالمية تجبر العالم على معاقبة إسرائيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات التطهیر العرقی ما جرى
إقرأ أيضاً:
تعرف على القيادات الحكومية التي اغتالتها إسرائيل بعد استئناف العدوان على غزة
بعد مرور 85 يوما على اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة في 17 يناير/كانون الثاني 2025، نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عددا من قادة العمل الحكومي في القطاع، إثر استئناف إسرائيل عملياتها العسكرية في 18 مارس/آذار 2025، وهم رئيس متابعة العمل الحكومي عصام الدعليس، ووكيل وزارة العدل في قطاع غزة المستشار أحمد الحتة، ووكيل وزارة الداخلية اللواء محمود أبو وطفة، والمدير العام لجهاز الأمن الداخلي اللواء بهجت أبو سلطان.
واستأنفت إسرائيل حربها على أنحاء عدة من قطاع غزة بعملية عسكرية سمتها "العزة والسيف" مدعيا أنها تستهدف حركة حماس، وتسبب باستشهاد 356 غزيا فضلا عن مئات الجرحى، فيما حملت حركة حماس رئيس الوزراء اللإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسؤولية كاملة عن تداعيات العدوان على غزة.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن القوات الجوية شنّت موجة من الهجمات في جميع أنحاء قطاع غزة، وقالت إن نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس أصدرا تعليمات للجيش الإسرائيلي بالتحرك بقوة ضد حركة حماس في غزة.
كما نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مكتب نتنياهو تأكيده أن إسرائيل استأنفت عملياتها العسكرية في غزة "بعد رفض حماس مرة تلو الأخرى إعادة مخطوفينا ورفض عروض الوسطاء".
ولد عصام الدعليس عام 1966 في مخيم جباليا الواقع شمال شرق قطاع غزة، وينحدر من عائلة هُجرت من مدينة أسدود المحتلة.
إعلاننشأ في مخيم النصيرات وسط القطاع، وهو متزوج وله 6 أبناء.
عمل الدعليس مديرا مساعدا في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وكان عضوا في اتحاد الموظفين للوكالة، ورئيسا لقطاع المعلمين فيها.
شغل منصب المستشار السياسي لرئيس حركة حماس السابق إسماعيل هنية في الفترة بين عامي 2012 و2014.
كما كان عضوا في الهيئة التنفيذية لحركة حماس بين عامي 2009 و2013، وترأس الدائرة المالية والاقتصادية فيها. وتولى منصب نائب رئيس الدائرة السياسية للحركة من عام 2012 حتى 2020.
في مارس/آذار 2020، انتُخب الدعليس عضوا في المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، وتسلّم رئاسة الدائرة الإعلامية، إلا أنه غادرها لاحقا بعد مصادقة المجلس التشريعي الفلسطيني على قرار تعيينه رئيسا للجنة متابعة العمل الحكومي بالقطاع في يونيو/حزيران 2021.
أحد أبرز قيادات حركة حماس، والشخصية الرئيسية خلف العديد من القرارات الأمنية والسياسية فيها، وكان يشغل منصب وكيل وزارة الداخلية في غزة.
أدى أبو وطفة دورا محوريا في إدارة الشؤون الأمنية للقطاع، خاصة في فترات التصعيد العسكري الإسرائيلي، وأشرف على حفظ الأمن والنظام في غزة، وأسهم في تنسيق العمليات الأمنية بين الأجنحة المختلفة التابعة للحركة، كما كان له دور بارز في ضمان استمرارية الحياة اليومية لسكان القطاع، ما جعله هدفا رئيسيا لإسرائيل.
في يناير/كانون الثاني 2025، وقبيل استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية، جال أبو وطفة في شوارع غزة، متفقدا انتشار قوات الأمن الداخلي وفق الخطة التي وضعتها وزارة الداخلية لتعزيز الأمن بعد حرب استمرت 471 يوما.
وأكد أثناءها التزام الوزارة بمواصلة خدمة المواطنين وتعزيز صمودهم، مع إصدار توجيهات لضمان استقرار الحياة اليومية في غزة.
أحمد عمر الحتة، الملقب بـ"أبو عمر"، حصل على درجة الماجستير في القانون، ثم شغل منصب عميد كلية الرباط الجامعية الشرطية في قطاع غزة. وقد عُين وكيلا لوزارة العدل بغزة في ديسمبر/كانون الأول 2021، خلفا للمستشار محمد النحال.
إعلانوأعلنت حركة حماس استشهاد الحتة إلى جانب عدد من قيادات العمل الحكومي جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي للقطاع في مارس/آذار 2025، وأوضحت مصادر أن الحتة استشهد مع زوجته فاطمة وأبنائه يسرى وعمر وهدى وهاجر وجنان وبنان.