«يا روايح الزمن الجميل»

أخبار متعلقة

«يا روايح الزمن الجميل».. ماضى توفيق الدقن : الفن لا يُورث.. ولا أمانع تقديم سيرة والدى (الحلقة الأولى)

ابنة عمر الحريري: أؤيد استخدام الذكاء الاصطناعي.. لكن «بالأصول»

«أخفيت عنه مرضه».. ميريت عمر الحريري تكشف كواليس سنواته الأخيرة «فيديو»

«إلى الماضى وسحره الخفى، يا روايح الزمن الجميل هفهفى»، كلمات سطرها الشاعر الكبير الراحل سيد حجاب، لم نجد أدق من هذه الكلمات وعبيرها الأخاذ لتأخذنا فى رحلة إلى الماضى ونجوم الفن والزمن الجميل، الذين تركوا علامات فنية خالدة لا تُنسى، وبصمات بأعمالهم لن تتكرر، وحكايات إنسانية وفنية يرويها ويكشفها أبناؤهم وعائلاتهم ومَن عاصرهم ليتعرف عليها الجمهور عن قرب، ولنهديهم رسائل امتنان لمشوار فنى محمل بالجهد خاضوه لتحقيق نجوميتهم، التى لم تكن سوى طريق وعر ملىء بالجهد والصعوبات والمحاولات المتكررة طوال سنوات بالأمل والألم، بالنجاح والإخفاق، والتضحيات أحيانًا.

عمر الحريرى مع إبنته ميريت

«أحب التمثيل وأخلص له.. فأحبه الجمهور» هكذا كانت حياة الفنان الراحل عمر الحريرى، والتى وصفتها ابنته الفنانة ميريت عمر الحريرى، واعتبرت أن والدها عشق التمثيل وأحب الفن وأخلص له وكان الناتج حب الجميع له وحب الجمهور كان المكافأة الأعظم. وأوضحت «ميريت» خلال حوارها لـ«المصرى اليوم» أنه كان أبًا وإنسانا طيبًا حنونا غير غاضب، وهادئ الطباع، وسلطت الضوء على بداياته منذ أن كان يقوم بموهبة تقليد الفنانين، والتى قال عنها إن الفنان المُقلد تخطى نصف مشوار الفن، لأنه يحمل مخزونا فنيا كبيرا، لافتة إلى أن والدها إذا أردنا أن نعرف المقربين له سنجده محبوبا لدى الجميع، كما سلطت الضوء على فترات متعددة فى حياته الفنية والإنسانية كأب، وكذلك أوضحت سر امتناعها عن إخباره بحقيقة مرضه، وعن أمنياته التى طالما حلم بها وتحققت، وأنها لا ترى أن سيرة والدها الفنية والإنسانية لا تستدعى تقديمها فى عمل فنى، لأن حياته كانت هادئة ولم تكن بها خطوط درامية، ووجهت له رسالة بأنها تتمنى لو كان موجودًا بجوارها لتقول له إنها تفتقده كثيرًا وتريد أن تعرف رأيه فيها كفنانة.. وإلى نص الحوار:

ميريت عمر الحريرى خلال حوارها لـ«المصرى اليوم»

■ بداية.. حدثينا عن عمر الحريرى الأب.. وكيف كان؟

-عمر الحريرى كان لطيفًا جدًا كأب وإنسان، لا أتذكر أنه كان يومًا غاضبًا أو عصبيًا، ولكننا لم نكن نراه كثيرًا، حتى حينما كان يجلس فى المنزل صباحا كان يغلق عليه باب غرفته ويقوم بترتيب الدولاب إذا لم يكن لديه عمل وعادة بالنهار، فيكتفى بالبقاء داخل غرفته لساعات، أما فى الصيف فكنا لا نذهب إلى المصيف أو نأخذ الإجازات بشكل عادل، مثل أى شخص، لأن المسرح دائما كان طوال الوقت، وهذا ما جعلنى كابنته حينما أنجبت لا أمثل وأنا صغيرة، حتى لا أحرم أولادى منى.

■ ما أكثر نصيحة كان يرددها لكم؟

- لم يكن من عادته أن يعطى نصائح مباشرة، لكنها كانت مغلفة، فكان حينما يريد أن يقدم النصيحة يقدمها عن طريق حكاية أو قصة ومنها نستنتج الفائدة، لكن لم يقدم لنا دروسا فى الأخلاق بصورة مباشرة.

■ من كان الأقرب له فنيًا وإنسانيًا؟

- كان الكل يحبونه ويحبهم، وعلاقته طيبة بالجميع، سواء أصدقائه فى الوسط أو خارجه، وحتى لا أنسى أحدا، وكان هناك من خارج الوسط كثيرا، من بينهم الدكتور ناجى سليم، طبيب الأسنان الشخصى له، فكان صديقه المقرب.

■ فى أحد لقاءاته قال إنه بسبب حبه للتمثيل لم يستطع تكوين صداقات؟

- بالفعل.. رغم أن ما يحبونه ويحبهم كثّر، لكن لم يكن بينه وبين أحد بعينه صداقة كبيرة، لأن انشغاله الدائم وحبه للتمثيل لم يكن يعطه هذه الفرصة من الوقت، فصباحا كان يعمل بالإذاعة، وفترة الظهيرة تليفزيون والسينما، والليل بالمسرح، فلم يكن لديه وقت متاح لعمل صداقات بالشكل المتعارف عليه، لكنه رغم ذلك كان محبوبا من الجميع.

■ كيف كانت أمنية عمر الحريرى للفن؟

- لم يكن يتمنى شيئا بذاته للفن، فكان يتحدث عنه بشكل عام، لكن كل مرحلة فنية لها فنانوها وأجيال تُسلم لأجيال، وهو لم يندم فى حياته على عمل قدمه، وكان أى عمل يدخل فيه، ولم يلق استحسانًا من الجمهور، كان يعتبره تجربة ويقول عنها إنه خاضها وينتهى الأمر عند ذلك، لكنه لم يندم على أى مرحلة فنية أو أى شىء.

■ جمعت عمر الحريرى مشاهد شهيرة بالنجم عادل إمام.. فكيف كانت علاقتهما؟

- لا نزال حتى الآن نضحك على أعمالهما المسرحية، ويتفاعل معها الجمهور حين عرضها، ومن بين الأشياء الطريفة، أنه كان دائمًا ما يقضى ليلة على المسرح، فى الأعمال التى تجمعه مع الفنان عادل إمام، ومن المصادفة أن يوم ميلادى يتزامن مع النجم الكبير عادل إمام، فكان والدى لا يحتفل معى به خارج المسرح، فبعد إسدال الستار، كان الفنان عادل إمام، يحتفل بعيد ميلاده مع أعضاء الفرقة والكواليس، وكل الناس القائمين على العمل من ممثلين وفنانين، ونطفئ الشمع للزعيم، فكنت احتفل بعيد ميلادى معهم على المسرح.

■ ماذا قال عمر الحريرى عن بداية حبه للتمثيل حينما كان صغيرا؟

- بداية والدى وعلاقته وحبه للتمثيل كانت حينما كان صغيرًا وبدأت مبكرًا، فوالده كانت لديه إذاعة خاصة فى الثلاثينيات، وتم إغلاقها لأسباب سياسية، وتغنت بها أم كلثوم فى بداية حياتها أيضا، لذا كان والده متفهما الفن والصناعة، وكان المسرح آنذاك هو الرائد، والجميع يذهب للمسرح فى شارع عماد الدين، ويحضرون مسرحيات مثل «كشكش بيه»، ومسرح على الكسار، فكان والدى حينما يذهب ليشاهد تلك الأعمال يستغل تجمع العائلة يوم الجمعة، ويقوم بعمل كراسى، مثل المسرح لهم، ويقلد كل ما شاهده ويقف ليمثل تلك الشخصيات التى رآها على مدار الأسبوع.

ميريت عمر الحريرى خلال حوارها لـ«المصرى اليوم»

■ وماذا بعد هذه المرحلة؟

- بعد انتهاء والدى من دراسة البكالوريا كما كانت تسمى وقتها، قرر الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، وكان وقتها فى بداية إنشائه فالتحق بالفعل بالمعهد وأكمل مشواره الفنى، وكذلك التحق بعد ذلك بفرقة رمسيس ولفرقة يوسف وهبى، وتوالت مسيرته، لكنه دائما كان يردد كلمة توضح قصة الممثل، فوالدى كان مقلدًا ويقوم بتقليد الممثلين، وكان يقول إن الممثل المقلد تخطى نصف المشوار الفنى والمهنى، لأنه بذلك استطاع أن يستوعب ويستدعى الشخصيات ويجسدها، فيرى أن الممثل المقلد لديه مخزون كبير ليستطيع به تقديم كافة الشخصيات الفنية.

■ فى بداية حديثنا كنت تريدين التنويه عن صورة تم تداولها له مؤخرا؟

- بالفعل أود أن أصحح للجميع وأوضح لهم قصة هذه الصورة وهى لأحد الأشخاص مع الفنان نجيب الريحانى، من فيلم «سلامة فى خير» وتردد كثيرًا أن الشاب الذى بجانبه هو والدى، ويتم إرسالها لى بشكل شبه يومى، وحقيقة الأمر والدى لم يعمل أبدًا مع الفنان العظيم نجيب الريحانى، رغم أنه كان يفتخر دائما بأنه التحق بفرقة نجيب الريحانى، بعدما توفى عادل خيرى، ولكن إذا كان عمل مع نجيب الريحانى وهو صغير كان سيقول هذا أو يعلنه، وبالفعل سألت العائلة حينما انتشرت هذه الصورة، لكنهم قالوا لم يحدث ولم نسمع أبدًا أنه اشترك معه فى عمل، ويجوز الشاب الذى يظهر بالصورة شبيهه، لكنها ليست لوالدى.

■ كيف كان يرى أهمية البطولة الجماعية والمطلقة؟

- لم تكن فكرة البطولة الجماعية أو الفردية، تأخذ اهتمام والدى، أو أى من الفنانين فى ذلك الجيل أو ما قبله، وهناك بالفعل قصة حدثت تؤكد ما أقوله، فكانت هناك واقعة لوالدى والفنان الكبير حسين رياض، فحينما كانا يعملان سويا كانا يريدان كتابة «الأفيش»، فكان الفنان الراحل حسين رياض يطالب بكتابة اسم والدى عمر الحريرى، على الأفيش لأنه البطل، ولكن والدى رد على الفور بالرفض لأنه يعتبر حسين رياض، أستاذه، فلكم أن تعلموا كيف كانت العلاقة بين النجوم، كل منهما يريد الآخر هو من يتصدر اسمه الأفيش، فلم يكن هناك فكرة من البطل ومن الدور الأول أو الثانى، فالعمل الدرامى مهم حتى بمشهد واحد، لكل فنان داخل العمل حتى إذا كان صامتا لا ينجح العمل بدون، ولم يتردد فكرة «أنا بطل أنا ممثل أول، أنا ممثل أدوار ثانوية»، لأن كل شخصية لها أهمية كبيرة ودورها.

■ حدثينا عن اللحظات الأخيرة فى حياة عمر الحريرى؟

- لحظاته الأخيرة بدأت حينما أصيب بالمرض، لكنى لم أعلن عن مرضه، واتفقت مع الأجهزة الطبية آنذاك، وكذلك نقيب المهن التمثيلية وقتها بأننى لا أريد أن يعلم والدى نفسه بمرضه، وكنت أريد أن يعيش بسلام دون علمه بحقيقة مرضه، خاصة أن الفنان حساس بشكل أكبر عن الشخص العادى، ولو كنت صارحته بحقيقة مرضه كان سيموت حتما أو يعيش فى عذاب، وكان سيصله إحساس بأنه متعلق بالمشنقة، فاتفقت على ألا نعلن هذا، وكنا نعالج العرض وليس المرض، بالفعل عاش فى سلام لمدة 4 سنوات، قدم أعمالاً ناجحة فيها، وحقق كل أمنياته.

■ وماذا كانت أمنياته؟

- كانت أمنياته أن يقوم بتجسيد عمل باللهجة الصعيدية، وليس مجرد مشهد أو اثنين، فهو قدم من قبل شخصية القنصل، فى «خالتى صفية والدير»، ولكن كان «باشا»، وكان يتمنى تقديم الشخصية الصعيدية بكل ما فيها، وهو ما قدمه فى «شيخ العرب همام» بشكل أوسع وتمكن من اللهجة، وكان بالفعل آخر عمل درامى تليفزيونى، وحقق من خلاله أمنيته، وأيضا كل الفنانين أمنيتهم الموت على المسرح، ومنهم من يحقق ذلك والبعض الآخر لم تتح لهم ذلك، لكن تخرج جنازته من المسرح، فبالفعل والدى كان يقوم بعمل مسرحية وتعرض للتعب على المسرح، وكانت آخر علاقة قبل دخوله فى الغيبوبة، فكانت نظرة عينيه الأخيرة على المسرح، لذا حقق أمنيته أيضا.

■ كيف كانت ذكرياته مع دوره فى «شيخ العرب همام»؟

- كان آخر عمل له، مات بعد عدة شهور منه، وحينما كان يجلس فى غربته كان يحدث نفسه، وكنت أندهش وأتساءل من معه فى الغربة، فكان يجلس يذاكر الدور والشخصية، واللكنة واللهجة، وكيفية خروج الجمل، ويذاكر الشخصية ولا يحفظها، فكانت ملامح صوته تتغير، فكان يعتبر أن الدور مسؤولية، وله أن يخرجه بمنتهى المهنية والاحترافية، ويصدقه.

■ ماذا إذا تم استخدام صوت عمر الحريرى بالذكاء الاصطناعى.. وما رأيك فى الجدل حوله؟

- بالطبع جميعنا يؤيد التكنولوجيا، ونرى أننا يجب أن نتقدم، لكن بالأصول، وأعنى بذلك «ميجيش حد يجى ياخد صوت والدى أو هولوجرام من غير ما يرجع لى، لأنى ليا حق فيه»، أرى أن الأصول يجب أن تتبع، وأؤيد أن الأجيال الجديدة ترى أبائنا فمن الممكن أن يساعدهم ذلك على معرفة مثلا إفيهات النجوم قديما مثل توفيق الدقن، عبد المنعم إبراهيم، إسماعيل ياسين، والشباب يرددها ولا يعرفون من قائلها، فأنا أؤيد التقنيات والتكنولوجيا، لكن بالأصول.

■ كيف ترين تنفيذ ذلك؟

- أرى أن كل أحد يأخذ حقه، فأنت تكسب وحق الأداء العلنى للورثة فمن حقهم أن يأخذوا حقوقهم، لكن «ميبقاش الموضوع مفتوح وسايب» خاصة أن هذه حقوق فى القانون، فحق الأداء العلنى لفنانى الأداء أو الحقوق المجاورة فى قانون 2002، صحيح أنه لم يطبق لكنه قانون موجود، ويتم تنفيذه فى بعض الأحيان شكل فردى، بمعنى أن يذهب فنان ليأخذ حقه بالقانون فيذهب منفردا، ويكسب القضية، لكن لم يُنفذ بشكل جماعى.

ميريت عمر الحريرى خلال حوارها لـ«المصرى اليوم»

■ ما خطوات تفعيلها؟

- حاليا تتم مناقشته فى البرلمان، وأنا الأمين العام لجمعية «أبناء فنانى مصر» وأحد المؤسسين، ورئيس مجلس الإدارة، هو المستشار ماضى توفيق الدقن، وهو المسؤول عن الشق القانونى، فهناك خطوات تحدث بالفعل، لكن بطيئة، لأن البرلمان منشغل بقضايا أخرى تتم مناقشتها، لكن ضرورة أن اللجنة الثقافية يجب أن تبدأ بتحريك الموضوع، خاصة أن هناك فنانين كبار داخل مجلس الشيوخ أو الشعب، فيجب البدء فى الأمر ليتم تفعيله.

■ كيف كان عمر الحريرى سيتعامل مع السوشيال ميديا إذا كان بيننا؟

- لا أظن أن والدى إذا كان متواجدا، كان سيفهم عالم السوشيال ميديا، لأنه موضوع معقد، بالنسبة للأجيال الذين آخرهم تليفزيون، لكنى أرى أن السوشيال ميديا، بها مزايا، هو التواصل مع أشخاص لا أستطيع رؤيتهم فى الواقع، لكن فى الحقيقة هناك بعض الأشياء التى أراها سلبية ومفتعلة ضد الفنانين، أرى أن السوشيال ميديا خاصة فى الأمور التى تخص النجوم أو من هم فى بؤرة الضوء يكون هناك تعمد تجاههم وإهانات كثيرة تطالهم، وما يدهشنى أنه فى اللحظة نفسها التى يكتب بها البعض هجوم أو إساءات للفنان، تجدهم إذا وجدوا ذلك الفنان يلتفون حوله للتصويره معه، فإذن لماذا تهينه وفى نفس اللحظة تريد التصوير معه وقتما تجده، فأراه تناقضا لا أستطيع استيعابه، فلماذا تتنمر على الفنان وتهينه فى أشياء لا تخصك فى شىء؟.

■ هل على الفنان دور أيضا؟

- بالطبع فى المقابل أطلب من الفنانين أنهم لا يقومون بعمل أى شىء يسىء لهم، فلا يقوم بنشر فيديو، أو صور أو كلام يسىء له، لأن الناس لن تسكت عنك، فحاول أن تهدأ و«متطلعوش حياتكم الشخصية»، ومن ناحية أخرى لا أستطيع أن ألوم الفنان لأنه فى النهاية إنسان يريد أن يعيش بحرية كشخص طبيعى، يريد الانبساط مع أولاده والخروج معهم، ونشر صوره، ومن حقه أن يبدى رأيه.. فلماذا تسمحوا لأنفسكم وتحرموه على الفنانين، فالسوشيال ميديا سلاح ذو حدين، وأقول «ارحموا الفنانين شوية».

■ برأيك.. هل أصبحت السوشيال ميديا رقابة بديلة؟

-هى رقابة غير سليمة، فالرقابة لمن خرج عن الأصول والعادات والتقاليد، هنا تصبح رقابة جيدة، لكن حينما نجد ممثلة شهيرة تدخل سوبر ماركت، ويتم تصويرها وتكبير الصورة ونشرها بعبارات أنها اشترت أشياء غالية، فهنا أقول هذا شأن لا يخصك ولم تأخذ المال منك، وحين الإعلان عن وفاة أى فنان، تجد التعليقات المسيئة مثل «ده فى نار جهنم، ده هيتشوى فى النار» إيه ده؟ هل أصبحت القاضى والجلاد فى الأرض، فهذه مساوئ السوشيال ميديا.

■ ما دور أبناء الفنانين فى الحفاظ على مسيرة آبائهم؟

- بالطبع نحاول بقدر الإمكان، ودورنا كنا قبل انتشار كورونا، نقوم بعمل ملتقيات لأبناء فنانى مصر، لإحياء هذا التراث، وهنا نود أن نقول إن حفظ التراث هو مسؤولية الدولة وحقها الأصيل، ولكن دورنا إحياؤه فقط، فنقوم نحن بإحياء التراث وتذكير الناس والأجيال الجديدة برواد الفن وأن هناك ممثلين عظاما، ومخرجين ومؤلفين، وهذا ما نقوم به فى السينما، لكننا أيضا لن نغيب عن التراث المسرحى، لكن للأسف لا نستطيع عمل ملتقيات تخصه، لأنه ليس هناك «ماتريال» لأن العروض ليست مسجلة، إنما الأفلام بنقوم بعرضها على الجمهور ليروها، ومش بس لأن لدينا عمر الحريرى وكمال الشناوى، لكن لدينا أفلام كثيرة، فهدفنا إحياء الأدوار المهمة لجمعية أبناء فنانى مصر.

■ كيف كانت كواليس اختيار اسم جمعية «أبناء فنانى مصر»؟

- أنا الأمين العام للجمعية، وبالفعل بادرت باختيار الاسم، فحينما تم طرح أسماء كثيرة، مثل الزمن الجميل، الزمن الذهبى، الزمن الأصيل، لكنى كنت أرى أن كل الفنانين منذ بدأت السينما المصرية فى مصر عام 1928 إلى يومنا الحالى، فجميعهم فنانون مصريون، بالإضافة إلى أننا جميعا أبناء فنانين مصريين، لذا تم اختيار الاسم، فلم نرد اختزال الزمن فى فترة زمنية محددة لوالدى ودفعته، لكن لكل الأجيال من سبقوهم ومن جاءوا بعدهم، فهناك أجيال واعدة غدا سيكونون أيضا عصرا ذهبيا، لأن كل عصر وله طريقته، فكونك ترفض فنانا أو تتقبل آخر فهذا شىء طبيعى ويحدث فى كافة العصور

■ هل فكرت تقديم السيرة الذاتية لوالدك؟

- لم أفكر فى ذلك مطلقا، خاصة أن والدى ليس لديه أحداث درامية فى حياته، حتى نقوم بذلك فيجب أن يكون لديه مراحل درامية، وحياة والدى ليس بها أسرار مثلا، أو أشياء غيرت مسار حياته.

■ وإذا افترضنا فمن الأقرب لذلك؟

- لا يوجد أحد يشبه الآخر، فكل ممثل لديه بصمة خاصة وروحه، فمثلا قديما تمت إعادة أعمال قدمت من قبل، مثل أنور وجدى، حينما قدم «أمير الدهاء»، وفريد شوقى قدمه أيضا تحت اسم «أمير الانتقام» لكن بشكل مختلف، ورغم أنهما نفس القصة، لكن كل منهما قدم الدور بطريقة مختلفة، وأنا ضد هذه الفكرة، فلا أحد يأتى محل شخص آخر، فهناك فنان يرحل، ويأتى غيره بشكل مختلف، من الممكن أن يؤدى نفس الدور لكن ببصمته الخاصة.

عمر الحريرى مع عادل إمام

■ هل كان تكريم والدك مُرضيًا لك؟

- والدى تم تكريمه من الدولة، وأيضا من دول عربية شقيقة، وحصل على شهادة الفنون فى مهرجان السينما، وهذه أعلى شهادة من وزارة الثقافة، وكان أهم تكريم من جمهوره، فأحمد الله أننى أقابل أشخاصا عاديين يقولون لى «والدك كان معايا فى الحج، والدك كان فى العمرة معايا» فهذه هى السيرة الباقية، ولم يقل والدك فى مكان آخر، فالحمد لله على ذلك، فهو لم يرحل وهو معنا، رغم رحيله، وهناك من قال لى «كان قاعد بيتكلم معانا» فهذه سيرته وهذا تكريمه.

■ ماذا عن مقتنياته التى أهديتها؟

- مقتنياته التى قدمتها للمركز القومى للمسرح، فهذه هديته لجمهوره، والذى لديهم حق عندنا وهذا رد الجميل لهم، فالجمهور كرمه ونحن دورنا تقديم هدية متمثلة فى مقتنياته، وعلى كل فنان أن يفعل ذلك فى حياة عينه، حتى يرى جمهوره وهو يشاهده مقتنياته، حتى لو «قلم»، لأن هناك فنانين آباؤهم رحلوا قديما فليس لديهم مقتنيات كثيرة، وأنا كان لدى مجموعة مقتنيات فقدمتها.

■ ماذا كانت تحتوى مقتنيات عمر الحريرى؟

- شهادات تقدير، الشنطة كان دائم السفر بها على الطائرة وترافقه دوما، فكانت الشنطة رفيقة السفر، وكانت يشتهر بالروب والإيشارب، والتى ظهر بها فى بعض أعماله، فأهديتهم الأرواب، وكذلك بدلة، وصور كثيرة له مع رؤساء جمهوريات، وفنانين من دول شقيقة، فجزء منها فى متحف المركز القومى للمسرح، والجزء الأكبر فى مسرح السلام، فهو عاش معى 4 سنوات فى بيتى، وعلقوا يافطة «عاش هنا» أسفل منزلى.

■ إذا أردت توجيه رسالة لوالدك ماذا تقولين له؟

-أقوله إنه واحشنى جدا، وكان نفسى يشوفنى وأنا أشتغل، رأيه كان يهمنى جدا، وأسأله عن رأيه فيما أقدمه وهل أنا رافعة راسه أم لا.

■ لماذا لم تدخلى مجال التمثيل خلال حياته؟

- لم أدخل التمثيل حينما كان والدى يعيش، فكنت وقتها موظفة فى مركز مرموق، وأربى أولادى، فانشغلت بتربيتهم وتعليمهم، وهو توفى عام 2011، ووقتها لم يكن لدى أى بوادر للتمثيل، لأنى تزوجت صغيرة، وعشت فى الإسكندرية، لكن إذا كنت أعيش فى القاهرة وقتها، كنت سألتحق بالمعهد، ولكن قسم إخراج أو تصوير، وليس تمثيل، لأنه لم يخطر فى بالى أن أكون أمام الكاميرا فكنت أقول دوما «الكاميرا لا تحبنى» فلم أهتم بالموضوع، وفكرت بالعمل فى التمثيل حينما تزوج أولادى، خاصة أن الأب غير الأم، فكما والدى كان دائما مشغولا وليس معنا، وحتى حينما كنا نخرج يأتى الجمهور لالتقاط الصور معه، فكنا نرجع خطوات للوراء، فكان محبوبا، لذا كانت أسباب بدايتى التمثيل متأخرة.

■ كيف كانت بداية تجربتك مع التمثيل؟

- بداية تجربتى مع التمثيل كانت بهدف العلاج، فكنت مريضة «كانسر»، وكان التمثيل فترة علاج قررت أخرج عن شخصيتى ومرضى وأدخل شخصيات أخرى، حتى أعالج نفسى بالفن، وتذهب تلك الفترة، والحمد لله نجح الأمر، فكانت كاميرا الدراما لم تكن لدى مشكلة معها، واشتغلت إذاعة أيضا.

■ كيف كانت تجربتك مع يسرا؟

- كانت تجربة فى مشهد وحينما رأيتها كانت «بتخبط فى بعض»، فهى «غول تمثيل»، ومرعبة ليس بشكل مخيف، لكن رهبة الوقوف أمامها، فهى فنانة عظيمة واحتوتنى فى تلك اللحظة.

■ هل على النجم دور فى احتواء الفنانين الجُدد؟

- عادة جميع النجوم الكبار يعملون ذلك ويقفون مع الشباب، وهذا ما حدث مع يسرا، وخالد الصاوى، معى، بالعكس كانوا يهدئونى حتى لا أتوتر، فهناك ممثلون يقومون بالاحتواء، وآخرون تسعدين بالعمل معهم، وكل منهم له طريقته فى الاحتواء، ولكن دور الفنان احتواء الموهوبين، ولكن إذا لم يكن الشاب موهوب وداخل الفن «بالزق» فأقول إن التمثيل ليس سهلا، والفنان يجلس أكثر من 10 ساعات لتصوير مشهد، وإعادته أكثر من 80 مرة، لكن تظل المشكلة أن الناس فاكرة إنى أدخل التمثيل علشان أبقى زى فلان، فالنجم لم يظهر فجأة، فنرجو من الفنانين الكبار أن يحكوا تجربتهم حتى يتفهم الشباب ويعلمون أن الفن ليس سهلاً، وكل المهن تحتاج التعب والمشقة للوصول إلى الاحترافية، كله عايز يمثل علشان يبقى زى النجم الفلانى، وبعدين يقولوا مش بيشغلونا، فيجب من يحب العمل مثلا يسأل نفسه هل أنت عندك موهبة؟ ضرورة الموهبة والشغل على نفسك والتواجد والحفاظ على شكلك ومهنيتك كلها أركان ضرورية.

■ هل أتاحت المنصات الرقمية فرصة لنجوم أكثر؟

- ساعدت فى إتاحة فرص كثيرة، لأن المسلسلات القصيرة فيها شخصيات كثيرة فأعطت فرصة لشباب واعد جدا ظهر بسبب تواجدها، وهناك مسلسلات ضخمة وكبيرة، وموجودة وتتيح مشاهدة الأعمال فى الأوقات المناسبة للجميع دون التقيد بوقت، وإذا أجمع الناس على جودة عمل فتجد الجميع يشاهدونه ويتفاعلون معه.

■ ماذا بعد تجربتك فى «بيت الروبى»؟

- حاليا إجازة صيفية، والفترة الماضية شاركت فى «بيت الروبى» وسعيدة بردود الفعل وجاء بصدى جيد جدا، ورغم أنه لم يكن لى خط مباشر مع كريم عبد العزيز، لكن تقابلنا فى كواليس تصوير المستشفى، وكانت مشاهدى مع نور، لطيفة جدا، وفوجئت أن المخرج بيتر ميمى، مخرج «الاختيار»، قدم وجها آخر مختلفا، وقدم كوميديا موقف وليس إفيه، وأنا خارجة من السينما سمعت واحد بيقوله «ده مفيهوش إفيهات»، فأرى أن الفيلم قائم على كوميديا الموقف لذلك حقق هذا النجاح.

■ كيف ترين مقولة الجمهور عايز كده؟

- هذه الجملة أراها مختلفة طوال الوقت، فالجمهور عايز كل حاجة، أفلام مهرجانات، وكوميديا راقية، واجتماعية، وأيضا أفلام بلا معنى، لأن من حقى رؤية الترفيه، وهذا من ضمن الرسائل المهمة، أن أدخل فيلم «أصفى دماغى»، فالجمهور يريد تنوعا، لكن المهم أننا نقدم كل الأنواع والأشكال، الفن رسالة وترفيه أيضا.

■ هل الفن مقيد بالتزام مراعاة عادات وتقاليد مجتمعية فقط أم الإبداع متاح؟

- الإبداع بالتأكيد لماذا أقوم بخنقه؟ لكن أقول يجب أن نناقش قضايا مهمة ليست من عاداتنا وتقاليدنا، لكن ليست بمناظر فجة، نناقشها بأسلوب تابع لعاداتنا وتقاليدنا، تركيبة بها مجهود، لكن يجب أن تقدم وتناقش وقضايا موجودة، وتتم مناقشته بالعادات والأصول، ونعمل تركيبة ومزيدًا من كل ذلك.

عمر الحريرى مع عادل إمام

أخلص للتمثيل.. فأحبه الجمهور

■ مشوار كبير ومتنوع ومسيرة امتدت لأكثر من نصف قرن قدمها الفنان الراحل عمر الحريرى، ما بين الإذاعة والتليفزيون والسينما، وكذلك الأداء الصوتى.

■ ولد عمر محمد صالح الحريرى فى 12 فبراير 1926، والده محمد بك الحريرى، صاحب محطة إذاعة أهلية.

■ الطفل الوحيد فى العشرينيات الذى يذاع نبأ عيد ميلاده من ميكروفون الإذاعة فى 12 فبراير 1926.

■ تخرج فى المعهد العالى للتمثيل فى 1947.

■ بدأت مسيرته بالمسرح القومى بعدد من الأعمال الناجحة.

■ اكتشفه الفنان يوسف وهبى، وقدمه من خلال فيلم «أولاد الشوارع»، وقدم معه 30 عملاً مسرحيا.

■ كان أول ظهور سينمائى له عام 1950 بفيلم «الأفوكاتو مديحة».

■ رصيد كبير من الأفلام قدمها، أشهرها «الوسادة الخالية»، «الناصر صلاح الدين».

■ شارك فى مسلسلات كثيرة أشهرها «أحلام الفتى الطائر»، «خالتى صفية والدير»، وكان آخر أعماله «شيخ العرب همام»، إلى جانب فوازير «ألف ليلة وليلة».

■ فى المسرح قدم عددا من الأعمال الشهيرة منها «شاهد ما شافش حاجة»، «الواد سيد الشغال».

■ تزوج 3 زيجات، الأولى آمال السلحدار وأنجب منها «نيفين»، والزيجة الثانية نادية فؤاد باشا سلطان، وأنجب منها «ميريت»، والزيجة الثالثة من الفنانة المغربية رشيدة، وأنجب منها أصغر بناته «بريهان»، وأطلق عليه «أبوالبنات» وأحب هذا اللقب.

■ توفى فى 16 أكتوبر 2011.

تحقيقات وحوارات فنون يا روايح الزمن الجميل ميريت عمر الحريرى الفنان عمر الحريرى عادل إمام شيخ العرب همام الذكاء الاصطناعى

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: زي النهاردة شكاوى المواطنين فنون عادل إمام الذكاء الاصطناعى زي النهاردة السوشیال میدیا على المسرح عادل إمام کیف کانت کیف کان إذا کان أنه کان رغم أن لم تکن یجب أن لم یکن

إقرأ أيضاً:

في عيد ميلاده.. أسرار وحكايات في حياة محمد حماقي وهذه كواليس مقابلته مع الكينج محمد منير

يحتفل المطرب محمد حماقي بعيد ميلاده الـ49، اليوم الإثنين الموافق 4 نوفمبر، حيث ولد في مثل هذا اليوم من عام  1975، ويعد أحد أهم وأبرز المطربين في مصر والوطن العربي، استطاع أن يحقق نجاحات باهرة، متميزًا بأسلوبه الفريد وأغانيه التي تلامس القلوب، ويوجد العديد من الأسرار والكواليس في مشواره الفني، لذا يعرض لكم "الفجر الفني" أبرز تلك الأسرار.

 

محمد حماقي

 

مسيرة محمد حماقي الفنية

 

بدأت مسيرة محمد حماقي في أوائل الألفية، حيث أطلق ألبومه الأول "حب" الذي حقق نجاحًا كبيرًا منذ ذلك الحين، استمر في تقديم أعمال مميزة، تتميز بجودة الإنتاج وعمق الكلمات يتمتع حماقي بقدرة فريدة على تجديد نفسه، حيث يواكب التغيرات في عالم الموسيقى ويعتمد أساليب جديدة في كل ألبوم.

 

ومن أبرز ألبومات محمد حماقي "خلص الكلام" الذي أصدره عام2006، "بحبك كل يوم" الذي أصدره عام 2007، "ناويها" عام 2008، "حاجة مش طبيعية" عام 2010، "من قلبي بغني" عام 2012، "عمره ما يغيب" عام 2015، "كل يوم من ده" عام 2019، "يا فاتني" عام 2021، و"هو الأساس" الذي يعتبر آخر ألبوماته وطرحه عام 2024.
 

 

كواليس مقابلته مع الكينج محمد منير

 

وكشف "حماقي" أثناء لقاء تلفزيوني سابق له، مع الإعلامية إسعاد يونس، في برنامجها "صاحبة السعادة"، المذاع عبر شاشة قناة "دي إم سي"، عن كواليس أول لقاء جمعه بالفنان محمد منير حيث كان حماقي يغني في حفل زفاف صديق له، وحضر محمد منير إلى الحفل، ليسارع حماقي ويقدم أغنية "الليلة يا سمرا" وشاركه منير الغناء، وبعدها قدم حماقي أغنية "المدينة"، وبعد ذلك استمع إليه منير وبعدها غادر مسرعا، ولكنه قبل مغادرته فوجئ بمنير، يقول له:"المدينة أمانة يا حماقي وهي اكتشاف لصوتك".

 

العلاقات الفنية

 

إحدى نقاط قوة حماقي هي علاقاته الفنية القوية، فهو يتعاون مع كبار الشعراء والملحنين، مثل أمير طعيمة وتامر حسين وتوما ومدين وعزيز الشافعي وغيرهم، مما يساهم في إثراء تجربته الفنية.
 

كما أنه يحافظ على علاقات جيدة مع زملائه في الوسط الفني، مما يعكس روح التعاون والمهنية التي يتمتع بها.

مقالات مشابهة

  • كانت بتنظف الشقة| اعترافات مثيرة للمتهمين بإنهاء حياة فتاة بولاق أبو العلا
  • علاء مرسي ضيف الحلقة 3 من مسلسل «6 شهور»
  • أيمن الجميل: تقرير فيتش برفع التصنيف الائتمانى لمصر إلى مستوى B يعزز ثقة المستثمرين والمؤسسات المالية في الاقتصاد الوطنى
  • بصورة من الزمن الجميل.. عمر حسن يوسف يودع والده
  • أيمن الجميل: تقرير "فيتش" برفع التصنيف الائتمانى لمصر إلى مستوى " B" يعزز ثقة المستثمرين والمؤسسات المالية في الاقتصاد الوطنى
  • تامر حسني عن تقديم السيرة الذاتية لـ حسن يوسف: شرف عظيم
  • عمر حسن يوسف يودع والده بصورة مؤثرة من الزمن الجميل
  • في عيد ميلاده.. أسرار وحكايات في حياة محمد حماقي وهذه كواليس مقابلته مع الكينج محمد منير
  • «الزمن الجميل».. هل يبقى أضعف الإيمان؟
  • شريط لندن (للراحل) المطرب محمد الامين ايام الزمن الجميل وشريط (تقدم) اللندني ، شتان مابين اهلنا المغتربين في عاصمة الضباب زمان واليوم !!..