الولايات المتحدة ترد على الاتهامات الإيرانية بشأن تدمير قنصيلة طهران بدمشق
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
رفض المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي الاتهامات الإيرانية بمسؤولية الولايات المتحدة عن القصف الإسرائيلي على السفارة الإيرانية في دمشق ووصفها بأنها “هراء”، ويحذر من أن واشنطن سترد على أي هجمات انتقامية.
وقال المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض في مؤتمر صحفي "دعني أوضح، لم يكن لدينا أي علاقة بالضربة في دمشق، لم نشارك بأي شكل من الأشكال"، بحسب ما أوردته وكالة رويترز.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" صابرينا سينغ إن إسرائيل لم تقدم أي تحذير مسبق بشأن الضربة على البعثة الإيرانية في العاصمة السورية.
وأضافت سينج في مؤتمر صحفي: "لم يتم إخطارنا من قبل الإسرائيليين بشأن غارتهم أو الهدف المقصود من غارتهم في دمشق"، مشيرة إلى أن إيران أُبلغت سرًا أن الولايات المتحدة لم تكن وراء الضربة.
قبل وقت قصير من الهجوم، أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة بأنها ستعمل في سوريا، لكنها استخدمت لغة غامضة لم تحدد الهدف، حسبما يقول مسؤولان شريطة عدم الكشف عن هويتهما.
ويقول أحد المسؤولين إن إسرائيل "لم تتضمن أي تفاصيل حول الجهة التي تستهدفها أو المكان الذي سيتم تنفيذه فيه، وكانت الضربة جارية بالفعل قبل أن يتم تمرير أي كلمة عبر الحكومة الأمريكية".
وأجرى الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم الأربعاء 2 أبريل 2024 اتصالاً هاتفياً مع نظيره الإيراني إبراهيم رئيسي، قدم خلاله أصدق التعازي باستشهاد عدد من المستشارين العسكريين الإيرانيين في الهجوم الوحشي القذر الذي استهدف القنصلية الإيرانية بدمشق.
وبحسب البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية السورية، فقد أعرب الرئيس الأسد باسمه وباسم الشعب السوري عن عميق التعاطف والمواساة بهذا المصاب الجلل لعائلات الشهداء وللشعب الإيراني العزيز، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".
وأكد الرئيس السوري أن ما قام به الكيان الصهيوني من استهداف لمقر بعثة دبلوماسية في منطقة تعج بالمدنيين ليس بالأمر المستغرب، فهذا الكيان بُني على القتل وسفك الدماء والتهجير والسلب، وما الإبادات الجماعية والمجازر المستمرة في غزة منذ أكثر من ستة أشهر إلا أوضح دليل على همجية هذا الكيان.
أعلن وزير الصحة السوري الدكتور حسن الغباش، اليوم الثلاثاء أن عدد من المواطنين استشهدوا وأصيبوا جراء العدوان الإسرائيلية على السفارة الإسرائيلية في دمشق أمس.
وأكد وزير الصحة السوري، استشهادا ٤ سوريين وإصابة ١٣ آخرين ومعظم هذه الإصابات بليغة ومنها ما زال قيد العلاج، بحسب ما أوردته صحيفة الوطن السورية.
وأشار "الغباش" إلى أنه فور حصول العدوان استجابت منظومة الإسعاف والطوارئ بـ ٥ سيارات إسعاف لتقديم الخدمات المنقذة للحياة في المكان.
واستهدف سلاح الجو الإسرائيلي، من اتجاه الجولان السوري المحتل، أمس الاثنين مقر السفارة الإيرانية في سوريا، ما تسبب في تدميره بالكامل وتسويته بالأرض، وأعلن عن مقتل القيادي في فيلق القدس محمد رضا زاهدي في الغارة إسرائيلية على سوريا.
وتوجه وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، إلى موقع السفارة الإيرانية في دمشق، مؤكدا إدانة بلاده للاعتداء الإرهابي الشنيع الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق وأدى إلى استشهاد عدد من الأبرياء، مضيفا أن كيان الاحتلال الإسرائيلي لن يستطيع التأثير على العلاقات التي تربط بين إيران وسوريا.
أكد السفير الإيراني في دمشق حسين أكبري، اليوم الإثنين أن إيران سترد بحزم على الجريمة التي ارتكبها الصهاينة باستهداف القنصلية الإيرانية.
وقال السفير الإيراني في سوريا إن هذه حقيقة الكيان الصهيوني الذي لا يحترم القانون الدولي، مؤكدا عدم القلق من أي إجراء يقوم به الكيان الغاصب، بحسب ما أوردته وكالة "إيرنا" الإيرانية.
وجدد السفير الإيراني وقوف طهران إلى جانب المقاومة، مشددا على أنه "هناك مسؤولية على المؤسسات الدولية ويجب إيقاف الإجراءات الإسرائيلية، وإذا لم يتم ذلك فسيضرر الكثيرون".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السفير الإيراني في سوريا حسين أكبري وزير الخارجية السوري فيصل المقداد السفارة الإيرانية في دمشق سلاح الجو الإسرائيلي الرئيس السوري بشار الأسد المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي الولایات المتحدة الإیرانیة فی ما أوردته فی دمشق
إقرأ أيضاً:
قوة مُبالغ فيها.. ماذا تبقّى من "المحور الإيراني"؟
يرى الكثير من الخبراء والمحللين السياسيين الفرنسيين، أنّ التطوّرات الأخيرة التي حدثت في سوريا، تُوفّر فرصة ثمينة للتفاوض مع إيران حول برنامجها النووي، من زاوية استغلال كونها الطرف الأضعف، بعد فُقدان نفوذها في الشرق الأوسط.
وتنبع الأحداث الحاسمة التي طرأت على الوضع في الشرق الأوسط، في نهاية المطاف من الهجوم الذي شنّته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، والقرار المُتهوّر الذي اتخذه حزب الله اللبناني بدعمها، فيما وجدت طهران نفسها غير قادرة على مُساعدتهم في مواجهة الردّ الإسرائيلي العنيف.
ولا يعني سقوط نظام الأسد خسارة إيران الآن لدولة حليفة فحسب، بل أيضاً أنّ إمدادات حزب الله ستصبح أكثر تعقيداً، الأمر الذي يجعل من الصعب تصوّر إعادة بناء قُدراته العسكرية.
TRIBUNE. La perte d’influence de Téhéran au Proche-Orient, accentuée par la chute de Bachar el-Assad, ouvre une fenêtre de tir pour relancer les discussions sur l’encadrement du programme nucléaire iranien.https://t.co/IgC7M3oHpI
— Le Point (@LePoint) December 11, 2024 تغيير كبيرواعتبر الدكتور إيمانويل فاتاناسينه، الأستاذ والباحث الفرنسي في التاريخ والجغرافيا السياسية، أنّ الانتصار المُفاجئ للتحالف الذي قادته هيئة تحرير الشام ضدّ نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، أدّى إلى تغيير كبير في ميزان القوى في الشرق الأوسط.
ولكن برأيه، فإنّه ما زال من السابق لأوانه القول ما إذا كانت الحرب الأهلية قد انتهت للتو، فالشكل الذي سيتخذه النظام السوري المقبل (على افتراض احتفاظ البلاد بتماسكها) ليس واضحاً.
وأوضح أن التجربة تؤكد أنّ الحركات الديمقراطية نادراً ما تكون ندّاً للجماعات الإيديولوجية المسلحة مثل هيئة تحرير الشام، وهي تطور للجماعة المتطرفة "جبهة النصرة- تنظيم القاعدة"، التي لا يزال مؤسسها أحمد الشرع (أبومحمد الجولاني) هو الزعيم.
ويرى فاتاناسينه أنّه من بين "محور المقاومة" الذي بنته الجمهورية الإسلامية، فإنّ الروابط الوحيدة التي لا تزال اليوم في حالة قتال هي الحوثيين في اليمن والميليشيات الشيعية العراقية. علاوة على ذلك، تضررت مصداقية إيران إلى حدّ كبير بسبب عجزها عن إلحاق ضرر ملموس بإسرائيل (لا سيّما بعد صدمة اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، الذي جاء لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، في المنطقة الأكثر أماناً في طهران)، فيما فرّ المُستشارون العسكريون الإيرانيون على عجل من سوريا.
ومن المؤكد أنّ سرعة انهيار النظام السوري، التي لا بدّ أنّها فاجأت مُقاتلي هيئة تحرير الشام أنفسهم، لم تترك سوى القليل من الوقت لإيران للرد. وكانت خسارة طهران قاسية لحليف مُهم، تمّ استثمار الكثير من الموارد لحمايته، وهو ما يُثبت أيضاً أنّ القوة الإيرانية كان مُبالغاً فيها.
En direct, Syrie : la Turquie dit avoir convaincu la Russie et l’Iran de ne pas intervenir pendant l’offensive des rebelles https://t.co/tITs5qZQ7i
— Le Monde (@lemondefr) December 13, 2024 من إيران إلى تركياومن جهتها، رأت مجلة "لو بوان" أنّ إضعاف ما يُسمّى "محور المقاومة" الموالي لإيران، وخاصة حزب الله، يُشكّل خبراً طيباً. ولكن مبدأ توازن القوى يتطلب من الغرب الآن الحرص على ألا يُفيد انسحاب النفوذ الإيراني الآخرين بشكل مُفرط، وخاصة تركيا، التي قد تستسلم لإغراء قيادة النظام السوري الجديد ضدّ المناطق الكردية، التي أصبحت بحكم الأمر الواقع ذات حُكم ذاتي خلال الحرب الأهلية.
ويُشكّل استيلاء هيئة تحرير الشام على السلطة في سوريا، بالفعل نجاحاً جديداً للنفوذ التركي بعد انتصار أذربيجان على أرمينيا في عام 2020، بالإضافة لاختراقات ناحجة لأنقرة في ملفات عدّة.
وبالمُقابل، فإنّه من المؤكد أنّ الرهان على بقاء النظام الإيراني الحالي على المدى الطويل ليس الحل الأمثل للشرق الأوسط، رغم مخاطر الدور التركي. ونظراً للعرقلة التي يواجهها من قبل رجال الدين والحرس الثوري، فإنّ أيّ ديناميكية عميقة لتحرر طهران تبدو مستحيلة داخله.
حان وقت التفاوضوحسب المجلة الفرنسية، يبدو أنّ الوقت قد حان لكي تقوم الدبلوماسية الأوروبية والفرنسية بشكل خاص، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، بإعادة إطلاق المفاوضات الرامية إلى تنظيم البرنامج النووي الإيراني.
وكان الرئيس الأمريكي المُنتخب دونالد ترامب، قد أعلن خلال الحملة الرئاسية، أنّه يجب توقيع اتفاق مع إيران - على الرغم من أنه دفن في عام 2018 اتفاق فيينا، الذي أبرمه باراك أوباما في عام 2015. ومن شأن ذلك أن يسمح للجمهورية الإسلامية بإنعاش الاقتصاد الوطني إلى حدّ ما واستعادة حيز المناورة في الميزانية، مقابل التخلي عن برنامج تخصيب اليورانيوم الذي يهدف إلى تطوير سلاح نووي.
ومن المؤكد أن تكلفة اتفاق من هذا النوع، هي السماح للنظام الإيراني بتحقيق استقرار الوضع الاجتماعي والاقتصادي في الداخل مع تمويل الجماعات المسلحة في الخارج. لكن في ظل الوضع الجديد الناشئ في الشرق الأوسط، حيث يتعين على إيران أن تقصر نفوذها على العراق واليمن، فإنّ هذا رهان تفوق فوائده مخاطره بكثير، خاصة وأن الجمهورية الإسلامية لم تكن قط أقرب من اليوم إلى تحقيق مستوى التخصيب اللازم لتصنيع الوقود النووي والقنبلة النووية.
Chute de Bachar el-Assad : il faut négocier avec l’Iran https://t.co/cUYIA8SBS0 via @LePoint
— Le Miroir Persan (@Lemiroirpersan) December 12, 2024 الاقتصاد مُقابل السياسة العدوانيةوعلى الرغم من أنّ الرئيس الإيراني الجديد مسعود بيزشكيان لا يتمتع بسلطة عليا داخل النظام، إلا أنّه ينتمي إلى الاتجاه الذي يُفضّل التنمية الاجتماعية والاقتصادية على السياسة الخارجية العدوانية.
ويرى الخبير الاستراتيجي فاتاناسينه، أنّ التوصل إلى اتفاق نووي سوف يُشكّل نصراً مُهمّاً يُحسب للرئيس الإيراني، شريطة أن يتمكن بطبيعة الحال من إقناع المرشد الأعلى علي خامنئي.
ومن شأن الرئيس ترامب أيضاً أن يستفيد، على المستوى الشخصي، من التوصل إلى اتفاق. ومع ذلك، فمن المرجح أنّه سيسعى للحصول على أقصى قدر من التنازلات من طهران. وقد تضطر إيران إلى دفع ثمن الاتفاق النووي من خلال الوقف الدائم لدعمها لحركتي حماس وحزب الله.