هاشم أحمد شرف الدين
لقد نكّل السيدُ عبدُ الملك بدرالدين الحوثي -يحفظُه اللهُ سبحانَه تعالى- بالشيطانِ في محاضراتِه الرمضانيةِ هذا العامَ كما لم يسبقْ لأحدٍ أن فعل على حَــدِّ علمي.
لكأنَّ محاضراتِه الرمضانيةَ ساحةُ معركةٍ حقيقيةٍ بين الخير والشر؛ فالسيدُ عبدُ الملك يستخدمُ قوتَه الإيمانيةَ الروحيةَ والمعرفية الدينية لتوجيه المسلمين إلى كيفية مواجَهةِ الشيطان وتحدِّيه، من خلال حَـــثِّهم على اتِّباعِ هدى الله -سبحانَه وتعالى-.
إنَّه يلقي محاضراتِه بثقةٍ وثباتٍ، يعلنُ فيها عن قوةِ إيمانه واعتزازِه بالقيم والمبادئ الدينية، ويقفُ شامخًا أمام الشيطان، معبِّرًا عن إصراره على محاربة الشر وإعادة الناس إلى الطريق الصحيح؛ فينتشلُ القلوبَ من قبضةِ الشر ويَحُــــثُّها على السير في طريق الخير.
إن محاضراته هذه تنبيهٌ وتحذيرٌ وتحفيزٌ للمسلمين، حَيثُ يقدِّمُ لهم الأدلةَ والحُجَجَ القويةَ على ضرورة مواجهة الشيطان في حياتهم اليومية.
إنه يقف بثبات أمام كُـلّ محاولات الشيطان للإغواء والتضليل، ويشكل بمحاضراته درعًا من الحق والعدل يحمي المؤمنين.
وبنصائحه الصادقة وعمله الصالح ينشر نور الإيمان ليبدد ظلام الشيطان.
إنه يساعدُهم على ألّا يعطوا الشيطانَ فرصةً للتسلل والتأثير على قلوبهم وعقولهم، فقد قوّض السيد عبد الملك مخطّطات الشيطان وأظهر نور الحق والإيمان.
معركة شرسة ومتواصلة يخوضها هذا السيد المبارك منذ سنوات مع الشيطان وجنده (دولًا وحكوماتٍ وجماعاتٍ ومكوناتٍ وأفرادًا)، ولكنه -بفضل إيمانه القوي وعزيمته- استطاع هزيمة الشيطان ونكّلَ به وبجنده؛ فأصبح رمزًا للقوة والصمود أمام الشر، ومصدر إلهام للجميع في مواجهة التحديات.
فلنتأسَّ بهذا السيد الجليل؛ ولنستلهم منه القوةَ الروحيةَ لمواجهة الشيطان في حياتنا اليومية، ولنتذكر أن الإيمان الواعي والصبر هما السلاح الأقوى ضد الشر، وبوجودهما يمكنُنا أن ننتصرَ في شتى الحروب.
لنكن معه في هذه الرحلة النبيلة لمحاربة الشر والتمسك بالخير؛ فالسيد عبد الملك يمثل رمزًا للأمل والقوة، وإرادَة لا تعرف الاستسلام.
دعونا نتعلَّمْ منه ونَتَّبِعْ خُطَاه في بناءٍ عالمٍ خَيِّرٍ نتخلص فيه من الشياطين التي تعترض طريقنا.
ولنحمد الله -سبحانَه وتعالى- على نعمة الهدى وعلى نعمةِ عَلَمِ الهدى.
ولنسألِ اللهَ -سبحانَه وتعالى- أن يكتُبَ للسيد عبدالملك الأجرَ الجزيلَ على ما يبذُلُه في سبيل تعليمِنا الكتابَ والحكمةَ وتزكيتِنا.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: سبحان ه
إقرأ أيضاً:
ما علاج قسوة القلب؟.. علي جمعة يقدم الروشتة الشرعية
قال الدكتور علي جمعة مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن علينا أن نتحلّى بالرحمة ونبتعد عن القسوة، فإن القسوة من الأخلاق السيئة.
وأشار “جمعة”إلى أن القسوة تعني خلوّ القلب من الرقة واللين، وامتلائه بالفظاظة والغلظة. وقد بيّن ربنا سبحانه وتعالى أن النبي ﷺ لم يكن فظًّا ولا غليظ القلب، قال تعالى:
{وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159].
وذكر أن قسوة القلب قد تكون مع الله سبحانه وتعالى، فيبتعد الإنسان عن ذكر الله بسبب قسوة قلبه، وقد حذّر ربنا سبحانه وتعالى من تلك القسوة، فقال تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} [الزمر: 22].
ونوه ان ربنا سبحانه وتعالى ذمّ بني إسرائيل لقسوة قلوبهم، فقال تعالى: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} [البقرة: 74].
قسوة القلب مع الخلقواضاف: وقد تكون القسوة كذلك مع خلق الله، فقاسي القلب يرى المحتاج المتألّم ولا يلين قلبه، ولا يتعاطف معه، ولا يمدّ له يد المساعدة، وقاسي القلب يعذّب الناس، بل ويعذّب مخلوقات الله سبحانه وتعالى. فعدم رعاية الحيوان المحتاج للرعاية والطعام من القسوة المذمومة، وتعذيب الحيوان من أسباب دخول النار، كما بيّن النبي ﷺ، فقال: «دخلت امرأة النار في هِرَّةٍ حبستها، فلا هي أطعمتها، ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت هزلاً» [رواه البخاري ومسلم].
علاج قسوة القلب
وكشف عن ان الإنسان يبتعد عن القسوة بأمور؛ منها: ذكر الله سبحانه وتعالى، وتذكُّر الموت والحساب، ومنها أن يضع نفسه مكان المتألّم فيتأمل كيف يحب أن يصنع الناس به. ويتأكد له أن تركه للرحمة سببٌ في أن يُترك من رحمة الله، قال النبي ﷺ:
«من لا يَرحم لا يُرحم» [رواه البخاري ومسلم].