(1) انتقال بعض القوى السياسية من دائرة (لن تقوم للاسلاميين قائمة بعد اليوم) و (لا مجال لعودة الإسلاميين) و(عودة الإسلاميين على أجسادنا) إلى دائرة (الخوف والهلع من عودتهم) و(الولولة) من مظاهر عودتهم وتأثيرهم فى المشهد السياسي ، كل ذلك موقف سياسي يمكن تصنيفه فى دائرة الهزيمة السياسية ، والموقف الانسحابي ، وبدلا عن ادراك هذه الحقيقة البسيطة ، والواقعية ، فإن (قحت) و (تقدم) وبعض داعميهم من دول الاقليم ابتدروا حملة تخويف من هذه العودة وبدأوا فى الحديث عن تهمة الارهاب وداعش ، لتعطيل حراك الإسلاميين أو التيار الوطني ، فهم لا يتغيرون ولا تبدلهم الأيام ولا يتعظون من عبر التاريخ الإنساني ، أن لا أحد بإستطاعته إلغاء آخر أو نفيه ، قد ترجح كفة طرف على آخر – حينا – ثم تتغير المعادلة.

.

وهذه الحقيقة ، ادركها الاسلاميون فى ابريل 2019م و(تفهموا دواعي التغيير وانسحبوا من المشهد السياسي) واختاروا إفساح المجال للنهر بالاندفاع ، وكان مسارا قصيرا..
(2)
ما لم تدركه (تقدم) و(قحت) ، أن خيار الإسلاميين السياسي الصحيح بالإنحياز لوطنهم وشعبهم وإسناد جيش هو ما زاد قوة تأثيرهم وقربهم من حس ونبض المواطن وقربهم منه ، وبالعكس فإن ابتعاد قحت وتقدم عن المواطن وعن الوطن هو ما أدي إلى عزلتهم ، وبعدهم عن الضمير والوجدان الشعبي..

وكنت أظن أن هذه الحقيقة ، أمر مدرك لدى بعض مما أظنهن عقلاء قحت وتقدم ، وانهم يعرفون أن اعتمادهم على الحلول الأجنبية هو سبب انحسار تاثيرهم وان الخيار الاصح هو الإنتقال لمسار وطني أكثر قربا من قضايا الوطن والمواطن..

وكنت اتوقع قراءة مختلفة للواقع من المهندس عمر الدقير ومن دكتورة مريم الصادق المهدي ومن الأستاذ فيصل محمد صالح ، ولكن أصابتتي الدهشة من تحول بعضهم إلى مجرد (ناشطين) أو هتيفة كما هى حال ياسر عرمان وسلك ، أما مناع وآخرين فهو مجرد جوقة خلف (طبال) بلا فهم ولا راى.

(3)
قراءة الواقع بواقعية وهدوء أمر مهم لكل الأطراف ، ولا يمكن أن تكون ذات العقلية المنغلقة والتى قادت للحرب والدمار ، هى ذاتها بعد كل هذا الذي حدث ، ماذا نحتاج لأكثر من ذلك لإدراك خطأ الأفعال والمسارات ، والبحث عن قاعدة (كليات وطنية) لا مجال للتفريط فيها ، الوطن والأرض والثوابت ، ثم الرضا بالآخر مهما كان موقفه منه ، لا يمكن أن (تكون مالك الحقيقة والحق) فى وطن هو للجميع فى العيش ، وللغالبية فى ادارة الشأن العام..
لابد من المفتاح السري (القبول بالاخر)..

(4)
هذه المعركة وكل معركة سياسية ، لا تنتهى بضربة لازب ، أو ضربة قاضية وصافرة حكم ، وإنما بمباصرة وبصيرة ، وذلك ما ينبغي أن نتحاور حوله ونؤسس عليه ونزيل الشوائب والغشاواة وهتاف (ندوسه أو نبله) ..

هنا لابد أن نفرق بين ، تأمين البلاد والعباد وحفظ الممتلكات ، وبين الارتدادات السياسية..
فى النقطة الأولى لابد من حسم أى مظاهر للتمرد والخروج على سلطان الدولة واستخدام البندقية فى فرض الأجندة السياسية ، وهو أمر تتولاه المؤسسة العسكرية وبمساندة جميع الوطنيين ، ولهم حق التفاوض فى فرض النهايات دون ان يكون لذلك ظلال سياسية أو تحميل ما لا يحتمل..

والثانية هو التأثيرات السياسية بالفرز والتمايز فى المواقف ، وراي أن تكون الانتخابات وحدها اداة القياس والمعيار..

فلتعد قوى الحرية والتغيير الى المشهد وفى دورهم ومنابرهم مثلهم وبقية القوى ، ولتعد منابر الإسلاميين وكل التيارات الوطنية ، فى فترة انتقالية ، كما اقترحت مجموعة (منصة التأسيس) والحرث فى ميدان السياسة..
يتبع..
د.ابراهيم الصديق على
2 ابريل 2024م

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يخطط لإنهاء حرب غزة بحلول أكتوبر المقبل.. فما الحقيقة؟

في ظل استمرار الحرب الدامية في قطاع غزة، ومع تفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية، بدأت تتوالى الإشارات من داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن نهاية محتملة لهذا الصراع المستمر منذ أكتوبر الماضي. 

وكشفت تصريحات لمسؤولين أمنيين إسرائيليين تفيد بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وضع جدولا زمنيا تقريبا لإنهاء العمليات العسكرية، في خطوة قد تحمل أبعادا سياسية وعسكرية على الساحة الإقليمية والدولية.

وفي هذا الصدد، يقول جمال رائف، الكاتب والباحث السياسي، إن تصريحات نتنياهو بإنهاء الحرب علي غزة بحلول أكتوبر القادم ،  تتزامن مع زيارة ترامب للمنطقة وربما تتماشي مع رغبة ترامب فيما يتعلق بتهدئة منطقة الشرق الأوسط، وذلك قبل زيارته لبعض الدول العربية.

وأضاف رائف- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الضغط علي نتنياهو من واشنطن يأتي بعد ترجمة هذه التصريحات، ولكن يجب أن ننتظر حتى تكون تلك التصريحات علي أرض الواقع، فيجب أن يكون هناك خطوات تمهيدية، بمعني عدم التوغل في قطاع غزة، ووقف الأعمال العدوانية والسماح بإدخال المساعدات والذهاب إلي المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار

وأشار رائف، إلى أن على الجانب الإسرائيلي أن يبدي تصرفات علي أرض الواقع تثبت مصداقية تلك التصريحات، وليس أن تكون مجرد تصريحات لاستجابة ترامب أن يقوم بزيارة المنطقة فقط.

طباعة شارك نتنياهو ترامب غزة قطاع غزة المساعدات الإنسانية

مقالات مشابهة

  • هل يمكن لكوب ماء بارد أن يوقف قلبك بشكل مفاجئ؟: خبير قلب يكشف الحقيقة الطبية
  • انتخابات 2025: معركة الحقيقة في زمن الفبركة الرقمية
  • البرهان: ما يتم ترويجه بأن الإسلاميين يديرون الحرب من بورتسودان محض أكاذيب وإشاعات
  • نتنياهو يخطط لإنهاء حرب غزة بحلول أكتوبر المقبل.. فما الحقيقة؟
  • هل الدعاء بعد الشرب من ماء زمزم مستجاب؟.. أمين الإفتاء يكشف الحقيقة
  • كيف يمكن أن تتضرّر اقتصادات إسبانيا والبرتغال من انقطاع التيار الكهربائي؟
  • البحث عن الحقيقة خارج الكادر.. فرقة المنصورة تقدم "انتحار معلق" بالمهرجان الختامي لنوادي المسرح
  • من يقتل الحقيقة لا يحق له أن يكتب التاريخ
  • الأمم المتحدة: لا يمكن لـ إسرائيل ممارسة السيادة على الأراضي الفلسطينية
  • عيادات مركز الملك سلمان للإغاثة تقدم خلال شهر مارس خدماتها الصحية لـ 8.428 حالة في مخيم الزعتري بالأردن