صحيفة التغيير السودانية:
2025-02-06@12:05:27 GMT

الجدل الاتحادي في الحرب والثورية

تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT

الجدل الاتحادي في الحرب والثورية

زين العابدين صالح عبد الرحمن 

عندما بدأت ثورة ديسمبر 2018م و خرجت الجماهير للشوارع تطالب بإسقاط النظام، كانت الحركة الاتحادية بكل أطيافها و تياراتها منقسمة، كان البعض يشارك في نظام الإنقاذ، و البعض الأخر في المعارضة، و الجزء الذي كان في المعارضة، أيضا كان منقسما بين تحالف نداء السودان و أخر مع تحالف قوى الاجماع الوطني، و كانت مجموعة أخرى ليس لها علاقة بالتحالفين، حالة من التشظي تضرب الاتحاديين لا تنسيق بينهما و لا توافق على مشروع سياسي ، البعض كان ينشد الوحدة و العمل على من أجل وحدة هذه التجمعات، حدثت اجتماعات من اجل الوحدة و كانت تنفض بعد الاجتماع.

. بدأت مجموعات تستجيب لنداء الوحدة، و بدأ مشوار الوحدة في الوقت الذي بدأت تتصاعد فيه الثورة، و عندما قدم تحالف المهنيين مسودة ” إعلان الحرية و التغيير” للأحزاب و منظمات المجتمع المدني للتوقيع عليها، وقعت المجموعة التي كانت قد شرعت في عملية الوحدة على الإعلان باسم ” التجمع الاتحادي” و أيضا وقعت فيه عدد من المجموعات الاتحادية الأخرى، و ظلت المجموعتان اللتان كانتا مشاركتين في الإنقاذ بعيدا عن الإعلان..

أن الحركة الاتحادية منذ تكوينها في 1953م في القاهرة، كانت تضم تيارات مختلفة تمثل يمين الوسط و الوسط و يسار الوسط. و تعود التيارات المختلفة حسب القراءات و المرجعيات المعرفية و الثقافية. حيث كان أغلبية القيادات الاتحادية التاريخية موزعة في مجموعات لروابط ثقافية، كما هناك من أجاد القراءة لنشوء التيارات القومية و الماركسية و الفابية و الإسلام و غيرها، لكن كان العمود الفقري الرابط لهذه التيارات إيمانها القوي بالديمقراطية باعتبارها أفضل نظام للحكم، كما أن الليبرالية السياسية تعتبر أحد مرتكزات الاتحاديين، و أن كان الخلاف الدائر حول دور الدولة في تدخلها أو عدم تدخلها في الاقتصاد. و تتجدد الرؤى الفكرية مع تجدد الاجتهادات الإنسانية في مجال الفكر السياسي و الاقتصاد. و الاتحاديون لا يراهنون على السلطة إلا عن طريق الانتخابات أما دون الانتخابات هذا تشبه باليسار..

الخلاف الفكري الذي يدور بين الاتحاديين و المجموعات السياسية التي تأثرت بفكر اليسار بتنوعاته تتمحور حول “ألثورية و الثورة” كمصطلحين متشابهين في اللغة و مختلفين من حيث المدلولات السياسية. الثورة هو فعل تقوم به الجماهير تستخدم فيه العنف من أجل التغيير مثل الذي حصل في الثورة الفرنسية عام 1789م التي اطاحت بالملك لويس السادس، ولكن بعد الثورة لم يتأسس النظام الديمقراطي رغم تعريف الثورة الفرنسية بأنها جاءت بالنظام الديمقراطي. بعد الثورة جاء نابليون الذي اقام نظاما ديكتاتوريا.. و في ظل هذه التحولات استطاعت طبقة النبلاء و المفكرين الليبراليين أن ينظروا إلي التحولات الجديدة.. و أيضا يمكن أن تكون الثورة سلمية كما كانت ثورة ديسمبر 2018م في السودان.. و تنتهي الثورة عند وجود تشريعات تحكم البلاد.. أما الثورية و هي محاولة للفهم التروتسكي للثورة بهدف استمراريتها، و هذه ليس لها أي علاقة بالديمقراطية، هذا تحايولات اليسار من أجل انجاز مهام و مطلوبات اليسار بالقوى الثورية من خلال ممارسة الضغط على السلطة الحاكمة.. القضية الأخرى دائما الثورة انفجار شعبي ضد السلطة الحاكمة لا تحمل شعارات سياسية، و هدفها تغيير النظام، أما الشعارات التي تردد في التظاهرات هي شعارات سياسية لأحزاب سياسية ترددها ثم تحاول أن تلبسها للجماهير.أي محاولة تحايل من قبل السياسيين أو أحزاب بعينها أن تعطي الشعارات قدسية شعبية من جانب، و من جانب الأخر تجعلهم يتحدثون باسم الجماهير. يقولون نريد أنجاز شعارات الثورة.. الشعارات إذا كانت أثناء الثورة أو بعدها هي شعارات حزبية صرفة ليس لها علاقة بالجماهير المشاركة في الثورة.. راقب قيادات اليسار إذا كانوا ماركسيين أو قوميين دائما يستلفون لسان الجماهير، لا يستطيعون الحدث بمفردة حزبية.. يقولون الجماهير قالت الجماهير طلبت و هي برأ من ذلك..

الاتحاديون منذ تاريخهم و مرجعيتهم لا علاقة لهم ” بالثورية” علاقتهم فقط بالديمقراطية، و طريق تحقيق الشعارات يتم من خلال تقديم مشاريعهم السياسية للجماهير التي توافق عليها أو ترفضها من خلال صناديق الانتخابات. الاتحاديون يعتقدون أي عملية سرية سياسية هي مؤامرة، لذلك تربيتهم السياسية هي الحوار في الهواء الطلق، و هذا الذي يجعلهم يتحدثون بقوة في بيوت الافراح و الاتراح، و يفكرون بالصوت العالي، و ليس عليهم قيود في إبداء الرأي في أي قضية أن كان ذلك داخل منظومتهم الحزبية أو خارجها، لذلك لم يتهموا بتكوين خلايا سياسية داخل المؤسسة العسكرية كما فعلت العديد من الأحزاب.

عندما أندلعت الحرب؛ نجد إن أغلبية الاتحاديين أعلنوا موقفهم القوي الداعم للقوات المسلحة باعتبارها هي العمود الفقري للدولة و هم غير محايدين بل منحازين للقوات المسلحة، و رغم أن الاتحاديين ساهموا في حل الحزب الشيوعي عام 1965م عن طريق البرلمان ” خطأ تاريخي” لم يتعاملوا بالمثل مع موقف الشيوعيين من الزعيم أسماعيل الأزهري عند وفاته و نعيه بأنه الأستاذ في التربية و التعليم. بل تعاملوا معهم ما يتطلب الموقف الوطني التسامح من أجل الديمقراطية.. و أيضا رغم موقفهم السياسي الذي كان مناهضا لحكم الإسلاميين إلا أنهم يعتقدون أن التحول الديمقراطي في البلاد لا ينجح إلا بالحوار السوداني السوداني الجامع.. لذلك لا يهابون الحوار مع القوى السياسية و لا يتحفظون منه.. أن رؤيتهم لوقف الحرب وجوب خروج الميليشيا من جميع منازل المواطنين و إرجاع كل المنهوبات، و أيضا الخروج من كل مؤسسات الدولة الخدمية و غيرها.. و العمل مع الجماهير لتحقيق ذلك.. و إذا كانت هناك قوي سياسية و تحالف لها رؤية أخرى، عليه إقناع الميليشيا بالخروج من جميع الأماكن المذكورة.. وقف الحرب تعني تشكيل حكومة تكنوقراط لإنجاز تهيئة االبيئة و لدولة للانتخابات العامة. و يقع على السلطة الشرعية المنتخبة عملية الإصلاح في مؤسسات الدولة و من ضمنها القوات المسلحة و الأجهزة الشرطية و الأمنية…

صحيح هناك بعض الاتحاديين مستلفين لسان اليسار و هؤلاء عليهم قراءة تاريخ الحزب الاتحادي، منذ أن كان مجموعة أحزاب اتحادية و اشقاء و وحدة وادي النيل، مرورا بالوطني الاتحادي و الانشقاق الذي حدث بعد الاستقلال و انتج ” الوطني الاتحادي و الشعب الديمقراطي” ثم الوحدة عام 1967م بأسم ” الاتحادي الديمقراطي” و هو مشوار طويل.. و الذين يتحدثون باسم الثورية يراجعوا المصطلح إذا كان يوجد في أدبيات الاتحاديين.. أن رؤية الأغلبية المذكورة هي التي سوف تمثل العمود الفقري لوحدة الاتحاديين… نسأل الله حسن البصيرة..

الوسومزين العابدين صالح عبد الرحمن

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: إذا کان من أجل

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع الأمريكي: سنجهز إسرائيل بالذخائر التي لم تُمنح لها سابقًا

أكد وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن واشنطن ستقوم بتزويد إسرائيل بذخائر لم يتم منحها لها سابقًا، في إطار الدعم العسكري الأمريكي المستمر لتل أبيب خلال الحرب الجارية في غزة. 

 

وخلال الاجتماع، قال نتنياهو إن إسرائيل قريبة جدًا من تحقيق أهداف الحرب، مؤكدًا أن العمليات العسكرية مستمرة لتحقيق ما وصفه بـ"الحسم النهائي" في القطاع. 

 

وأضاف نتنياهو: "من الجنون أن نكرر الأمر نفسه في غزة مرارًا وتكرارًا"، في إشارة إلى الحاجة لتغيير النهج المتبع في التعامل مع الأوضاع في القطاع، دون أن يوضح طبيعة التغييرات المحتملة. 

 

وفيما يتعلق بخطط ما بعد الحرب، أقرّ نتنياهو بأنه لم يتم بعد الوصول إلى مرحلة التفاصيل بشأن ما يمكن القيام به في غزة، مما يشير إلى استمرار الغموض حول مستقبل القطاع بعد انتهاء العمليات العسكرية. 

 

وتأتي هذه التصريحات وسط تصاعد الجدل حول السياسات الأمريكية والإسرائيلية في غزة، خاصة مع استمرار الضغوط الدولية للدفع باتجاه حلول سياسية وإنهاء العمليات العسكرية التي تسببت في أزمة إنسانية حادة في القطاع.

 

إيران: مقترح ترامب يتماشى مع خطة إسرائيل لإبادة فلسطين وندعو لإدانته دوليًا 

 

انتقدت وزارة الخارجية الإيرانية بشدة مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن مستقبل غزة، مؤكدة أنه يتوافق مع خطة النظام الصهيوني الهادفة إلى إبادة فلسطين بالكامل. 

 

وقالت الخارجية الإيرانية، في بيان رسمي، إن خطة الترحيل القسري التي تحدث عنها ترامب تمثل استمرارًا لخطة مدروسة من قبل الكيان الصهيوني لمحو الشعب الفلسطيني وطمس هويته الوطنية. 

 

ودعت إيران المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى إدانة هذا المقترح بشدة، معتبرة أنه يتعارض مع كل القوانين الدولية والإنسانية، ويشكل تهديدًا مباشرًا لاستقرار المنطقة. 

 

وأضاف البيان أن أي محاولات لفرض حلول تتجاهل الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني لن تؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد، مجددة موقفها الداعم لحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس. 

 

وتأتي هذه التصريحات وسط ردود فعل متباينة على مقترح ترامب، حيث لاقى دعمًا من بعض الأوساط الإسرائيلية، بينما قوبل برفض واسع في العواصم العربية والإسلامية.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الصينية: غزة ليست ورقة مساومة سياسية
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنجهز إسرائيل بالذخائر التي لم تُمنح لها سابقًا
  • أستاذ علوم سياسية: فكرة ترامب عن غزة خالية وتكرس منهج الترحيل
  • أحزاب سياسية تتسابق لرسم الخارطة السياسية بإقليم الحوز المنكوب
  • بعثة الاتحاد الأوروبي: اللجنة الاستشارية خطوة مهمة في العملية السياسية التي تقودها ليبيا
  • هل تقلل الأسواق المالية من خطورة الحرب التجارية التي أشعلها ترامب؟
  • تاح تاح تاح تحسك بالسلاح”: الأغنية السياسية في الحرب (2-2)
  • تاح تاح تاح تحسم بالسلاح: الأغنية السياسية في الحرب (1-2)
  • الحركة الشعبية لتحرير السودان – التيار الثوري الديمقراطي: بيان حول إجتماع المكتب القيادي
  • هذه أبرز النزاعات التي تواجه العالم في عام 2025.. حروب ترامب من بينها