سالم أبو عاصي: كلمة الجهاد في القرآن ليس معناها القتال بالسيف
تاريخ النشر: 3rd, April 2024 GMT
قال الدكتور محمد سالم أبوعاصي، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف، إن فهم كلمة الجهاد في القرآن كله على أنها القتال بالسيف هو مفهوم خطأ.
وأضاف "أبوعاصي" خلال حديثه لبرنامج "أبواب القرآن" تقديم الإعلامي الدكتور محمد الباز، على قناتي "الحياة" و"إكسترا نيوز": "ضيقنا المفهوم في هذا فقط، مع أن الجهاد جهاد للنفس وجهاد للشيطان وجهاد في نشر الدعوة والمرحلة الأخيرة الجهاد بالسيف امتى؟ قال لما يعتدى عليا".
وتابع: "القرآن الكريم يقول وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم" موضحًا أن العلماء يقولون إن قول الذين يقاتلونكم قيد بمنزلة العلة، متابعًا: "وقاتلوا في سبيل الله إيه العلة تقاتل في سبيل الله "الذين يقاتلونكم" يعني هو إذا لم يقاتلني فليس من حقي أن اقاتله".
واستكمل: "ده كمان قال لك وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا، والاعتداء مجاوزة للحد يعني هو اذا اعتدى عليك رد عدوانه بالمثل ما تتجاوزش في رد العدوان في حرب".
وأردف: "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين، ويقول في الآية الثانية فإن اعتدوا عليكم فاعتدوا عليهم بمثل ما اعتدي عليكم بالمثل لا بصورة أعلى، هذا يفسر عدم مجاوزة الحد".
وأوضح أن العلة في القتال هنا باللغة القديمة هي درء الحرابة، متابعًا: "درء الحرابة يعني لا يؤذن لي في القتال إلا إذا اعتدى عليّ الاخر فأنا أرد العدوان، الحرابة درء الحرب عني وهذا أمر مشروع.
وأضاف: "المفهوم المرفوض أنك تبدأ الناس بالعدوان أو تبدأ الناس بالقتال" مؤكدًا أن الائمة أبو حنيفة ومالك وأحمد المذاهب الثلاثة وقول عند الشافعي على أن مشروعية القتال في الاسلام لدرء الحرب وليست لابتداء الحرب وليست لإرغام الناس على الدين وليست لإكراه الناس على الدين والآية واضحة ومحكمة "لا إكراه في الدين".
وقال أبوعاصي، إن هناك من يقول بأن آية "واقتلوهم حيث ثقفتموهم" ناسخة، متابعًا: "أقتل على طول طيب وإن اعتدوا عليكم فاعتدوا لا دي منسوخة حكمها اتلغى، يعني كونك ترد العدوان ده اتلغى ده بناء على كلام البعض".
وأضاف: "لذلك الشيخ محمد الغزالي يقول وربما هب سفيه وقال لنا بأن فاقتلوهم حيث ثقفتموهم بأنها ناسخة للآيتان، فالضمير هنا فاقتلوهم راجع لمين راجع للسياق للمعتدين فهو رد العدوان".
وتابع: "لابد وأنت تفسر إنك توجد الاتحاد الكلي في المعنى يعني متمزقش الايات، مثلا عندك ضمير وعندك اسم ظاهر متخليش الاسم الظاهر له معنى وتروح ورايح للضمير لحاجة تانية، فاقتلوهم أي للذين اعتدوا عليكم مش معنى فاقتلوهم إن دول قاعدين فانتو تروحو تقتلوهم وخلاص".
واستكمل: "في آيات قال وأخرجوهم طيب دي متقدمة في اللفظ لكن اللي هي بتقول وأخرجوهم من حيث أخرجوكم فهما برضه اللي بدأوا الاعتداء، وعلى هذا كثير، فالآيات القرآنية محكمة أننا لا نبدأ احدا بالقتال".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الازهر الشريف الجهاد القرآن القتال السيف
إقرأ أيضاً:
المأثور عن النبي في شهر شعبان .. علي جمعة يوضح بالدليل
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق أن حكمة الله عز وجل اقتضت تفضيل بعض الشهور على بعض, ومن ضمن هذه الشهور يجيء شهر شعبان الذي فضله الله, وعظمة رسول الله ﷺ, فحري بنا أن نعظمه وأن نكثر من العبادة والاستغفار فيه, كما جاء عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه سأل النبي ﷺ فقال: يا رسول الله, لم أرك تصوم شهرا من الشهور ما تصوم في شعبان, فقال ﷺ: ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان, وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله, فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم (رواه النسائي) فقوله ﷺ: شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان يشير إلى أنه لما جاء بين شهرين عظيمين -رجب ورمضان- اشتغل الناس بهما عنه وغفلوا عنه, وكثير من الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيام شعبان لأن رجب شهر حرام, والأمر ليس كذلك.
وفي الحديث السابق إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو الأشخاص قد يكون أفضل منه, وفيه دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة.
فضل الصيام في شهر شعبان .. نفحات إيمانية وتمهيد لـ رمضانهل يجوز صيام يوم الجمعة منفردا .. يصادف غرة شعبانماذا كان يقول الرسول مع استقبال أول أيام شعبان ؟شهر شعبان .. فضائل لا تعد ولا تحصى اغتنم الفرصةوأضاف جمعة في بيان له عبر صفحته الرسمية أن من شدة محافظته ﷺ على الصوم في شعبان ظن بعض أزواجه رضي الله عنهن أنه يصوم شعبان كله, مع أنه ﷺ لم يستكمل صيام شهر غير رمضان, وقد بينت السيدة عائشة رضي الله عنها ذلك فقالت: كان رسول الله - ﷺ- يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم, وما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان, وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان (رواه البخاري ومسلم).
وقال جمعة: لعل اتباع هدي النبي ﷺ بالإكثار من الصيام في شهر شعبان ييسر على المسلم مهمة الصيام في شهر رمضان، ولا يشعر بعناء في تلك العبادة العظيمة، وذلك لأن شعبان شهر يتناسب في المناخ وطول النهار وقصره مع شهر رمضان لأنه الشهر الذي يسبقه مباشرة، فالتعود على الصوم فيه ييسر على المسلم ذلك.
وتابع: هناك أمر آخر للاستعداد لاستقبال الشهر المعظم، وهو القرآن الكريم ومدارسته وتلاوته ومحاولة ختم المصحف في شهر شعبان، وذلك لتيسير قراءته وختمه في شهر رمضان، فقراءة القرآن عبادة نيرة، تعين المسلم على باقي العبادات في شهر رمضان وغيره، تلاوة القرآن الكريم ومدارسته تنير قلب المسلم وتشرح صدره، فلا ينبغي للمسلم أن يتركها طول السنة ويقصرها على رمضان، إلا أنه يزيد منها فيه لاستغلال هذه الدفعة الإيمانية والنفحة الربانية.